الأعمال الانتحارية التي وقعت في كربلاء والكاظمية يوم العاشر من المحرم، راح ضحيتها بعض الزوار الإيرانيين، وقد تشظت أجساد بعضهم وتناثرت في مكان الحادث، ومن أجل تسليط الضوء على ردود أفعال الزوار الإيرانيين ومشاعرهم التقت النبأ بعضاً منهم..

في شارع العباس عليه السلام، يسير الإيرانيون جماعات وفرادا.. التقينا أولا بـشخص عرف نفسه عبد الله من أهالي أصفهان ، وأغلب الذين التقيناهم اليوم كانوا من أصفهان..

سألناه ألا تخاف بعد ما حدث؟

أجابنا قائلاً: ( ليس هناك ما يدعو للخوف)

ولكن ماحدث بالأمس كان أمراً مروعاً..

أضاف : ( الإيرانيون سيأتون إلى هنا ولن يتوقفوا لأنهم يعشقون الإمام الحسين..

بعد خطوات التقينا بآخر وسألناه نفس السؤال ، فأجابنا كمواطنه، وكأنه سمع ما قاله لنا! : (لقد تعرضت للسرقة والمخاطر على يد اللصوص أكثر من مرة،ولكنني عدت وزرت الإمام الحسين).

رجل إيراني آخر مسن تحث بانفعال واضح قائلاً: ( ممن نخاف والله وحده هو الذي يقدر ما يقع للمرء... أتمنى أن أموت في كربلاء.. هذه المسألة تحتاج إلى توفيق إلهي، فليس الكل بإمكانهم أن يواسوا الحسين عليه السلام..).

هذه هي اللغة التي تحدث بها كل الإيرانيين الذين التقيناهم، فأي ثورة هذه التي تغذي كل هذا الإصرار لمحبيها رغم أن عمرها ناهز الأربعة عشر قرناً؟!