ملحمة بطولة وجهاد عز.. |
تشييع مهيب لشهداء الحادث الآثم في كربلاء المقدسة.. |
تقرير: عباس سرحان عدسة: محمد الصواف |
في الساعة الثالثة من عصر اليوم الأربعاء شيع العراقيون في كربلاء شهداء التفجيرات الأخيرة التي استهدفت زوار العتبات المقدسة في يوم عاشوراء...تجمع الآلاف من مختلف أنحاء المدينة التي باتت ليلتها الماضية على أحداث دامية، للمشاركة بتشييع شهداء الجرائم البشعة، ولم يخف الكثير منهم غضبه واستهجانه لتلك الأعمال التي وصفها بـ ( الهمجية)، والتي تريد الإخلال بوحدة العراق الوطنية.. أحد المشيعين رفض تلك الأعمال وأدانها ولكنه قال مخاطباً سنة العراق: ( على إخواننا السنة أن يسجلوا إدانتهم للأعمال الإجرامية هذه، مثلما عليهم مشاركة أخوتهم الشيعة في مسيرات الاحتجاج والتشييع، كي نبين للعالم أن الإرهاب لا دين له ولا مذهب..). بينما قال خالد وهو شاب كر بلائي: ( سنة العراق لا يقبلون بهذه الأعمال، فهي مدانة من قبل كل شخص لديه حس إنساني، ولكن نأمل من أخوتنا السنة عموماً في مختلف البلدان العربية إعادة النظر في تفسير تواريخهم وكتبهم، فالإرهاب الذي يهدد العالم الإسلامي اليوم قد خرج من عباءة إسلامية للأسف ــ وأضاف ــ هناك فكر منحرف وقراءة خاطئة للإسلام هي التي قادت هؤلاء القتلة منهجهم هذا، وعلى أخوتنا السنة رفض هذه القراءة بغية تصحيحها). بينما قال السيد ( عبد المحسن الياسري) :( هذه الجرائم لا يقدم عليها عراقي، إنهم جاءوا من الخارج،ولكن هذا لا يعني أن ليس لهم أياد من داخل العراق تمهد لهم الطريق، ربما يقف وراء ذلك أزلام النظام المنهار ، وربما متشددون، على الجميع إدانة هذه الجرائم). ويرى آخر وهو عراقي متقاعد: ( القضية لا تتعلق باحتلال أجنبي كما يزعمون، وإلا ما معنى قتل العراقيين بهذه الطريقة، لذا أنا أتوقع أن الأعمال الإجرامية ستستهدف الشيعة العراقيين بعد رحيل القوات الأجنبية، وها أنت رأيت كيف استهدفوا المسلمين الشيعة في دول أخرى كالباكستان... هذه الجرائم عرّت المجرمين الذين تسميهم قناة الجزيرة وقناة العربية بـ (المقاومة)). كريم راضي جاسم الزبيدي من كربلاء، تحدث قبل موكب التشييع بصوت عال مع عراقيين آخرين، ثم استدار نحونا قائلاً: ( ردة فعلي لا توصف، ما حدث كان جريمة تهدف لقتل الشيعة، فالجريمة حدثت في وقت واحد في العراق وباكستان ــ وأضاف ــ الوهابيون هم الذين يقفون وراء هذه العملية البشعة، لأنهم يمثلون الامتداد لمذهب معاوية ويزيد). هذه الجرائم أراد لها الفاعلون أن تنال من الوحدة الوطنية، ولكن العراقيين يدركون هذا البعد بصورة كاملة وكما جاء على لسان أحد المشيعين: ( نحن نعرف القتلة وهذه الجرائم لن تنال من وحدتنا الوطنية، هم تنظيم القاعدة وشراذم حزب البعث المجرم..). وهاجم آخرون قناة الجزيرة واتهموها بالدفاع عن القتلة حين تمتنع عن وصفهم بالإرهابيين!! ويبدو أن هذا التشييع وبهذا الحضور الجماهيري الغفير جاء رسالة واضحة من قبل العراقيين تدين الإرهاب من جهة وتؤكد للإرهابيين، أنهم لا يمكن أن ينالوا من إرادة وعزيمة الحسينيين.. ذلك ما أكده العراقيون من خلال الشعارات والهتافات التي رفعوها في مسيرة التشييع تلك: ( أبد والله ما ننسى حسيناه... ونعم .. نعم.. للسلام.. كلا .. كلا .. للإرهاب).. و(كل ارواحنا فداء لأبي السجاد)..
|
شبكة النبأ المعلوماتية/ ملف عاشوراء 1425هـ |