ملحمة بطولة وجهاد عز..

عودة إلى صفحة عاشوراء >>

المرجعية الدينية

شارك في الكتابة

مجلة النبأ

الصفحة الرئيسية

 
 

واقعة كربلاء تحضر في الكويت عبر حج الحسين

 

توافد عشرات الآلاف من المسلمين صباح يوم عاشوراء الى الحسينيات والمساجد، لحضور مراسم عزاء للامام الحسين عليه السلام، الذي استشهد واهله وصحبه في اليوم العاشر من محرم لعام 61 للهجرة.

وتخليدا لذكراه وسيرا على نهجه ضجت المراكز الدينية في البلاد بالمعزين، كبارا وصغارا، ولم يقتصر الامر على الخطب الدينية وقراءة واقعة كربلاء، بل تعدى الامر ليصل الى قيام عدد من المواطنين والمقيمين بالوقوف في الطرقات الرئيسية لبعض مناطق الكويت، من اجل توزيع العصائر على المرور، كما قامت الحسينيات وهي عادة سنوية بتوزيع الطعام.

الجديد في الكويت وفي هذه المناسبة الاليمة هو نقل وقائع كربلاء بالصوت والصورة الحية الى جموع كبيرة حضرت مسرحية «حج الحسين» في باحة كبيرة في منطقة بنيد القار، حيث تواجد الناس نساء ورجالا، شيوخا واطفال منذ وقت باكر من الصباح، وجلسوا على المدرجات المخصصة لهم، ولضخامة عدد الحضور الذي تعدى 5 آلاف شخص، افترش البعض منهم التراب، ولم يكن العرض الفني مجرد ابراز لتفاصيل الواقعة، بل امتاز العمل بالتنظيم الكبير من قبل الشركة المنتجة، فادخلت الخيول والخيام، والرماح والسيوف المستوحاة من واقع المعارك التاريخية، وانشأت ممرا للمياه سميت بنهر العلقم، ومضارب لبني هاشم، واخرى للاعداء، فوضعوا الحضور في العمل الفني الراقي، حتى عاشوا المرحلة التي استشهد فيه الحسين قبل اكثر من 1300 عام، واصبح المشاهد يتلمس الواقعة وكأنها تقع في العصر الحالي.

وقال مخرج المسرحية عبدالله الخميس لـ«القبس» ان الفكرة راودتهم منذ سنة، ولكن تم تنفيذها اليوم بعد القيام بالتدريبات منذ 4 الى 5 اشهر.

واضاف الخميس ان اهل الخير قاموا بدعم العمل، والحمد لله سهل كل شيء، واظهرت المسرحية اهميتها بعدد الحضور غير المتوقع، وان شاء الله في السنوات القادمة سيكون العمل افضل بكثير، وسيدعم من خلال تذاكر الجمهور، لانه كان في هذه السنة دخول الناس مجانا موضحا ان العمل الفني ادخل اليه اشياء جديدة كالاضرحة، وربط الحاضر بالماضي، مقدما الشكر للامام المهدي المنتظر على هذا العمل.

بدورهما قال د.شاكر بهزاد ود.محمد الموسوي وهما من الفريق الطبي المخصص في هذا اليوم، ان الوضع الصحي كان جيدا، الا ان هناك بعض الحالات التي تعرضت لحرارة الشمس، والتأثير النفسي من متابعة المشاهد الاليمة للواقعة ادى الى التأثير الجسدي، والحمد الله استطعنا انقاذهم واسعافهم على الفور.

ومن المشاهد المؤثرة التي تعالت فيها صيحات الحضور يا حسين.. يا حسين، وسالت الادمع، مع كل مشهد كان مشهد الاعداء وهم يهاجمون خيام الحسين والنساء اللاتي كن فيها، وايضا موقف منع الاعداء للحسين ومن معه من شرب الماء، فكان العطش قد اثر في قتالهم ضد الاعداء، كما رجع علي الاكبر ولد الحسين من ارض المعركة وقال يا ابي لقد قتلني العطش واثقلني ثقل الحديد، فهل لي من شربة من الماء، ولا ننسى المواقف الاخرى من خطب الحسين للاعداء، وبكائه الشديد عليهم وما سيؤول اليه مصيرهم، وموقف الحسين مع اصحابه وابنائه واخيه ابو الفضل العباس وهم يقتلون امامه، وبكاء النساء والاطفال من العطش، وهجوم الاعداء على فسطاط الحسين وعلى ميسرة خيامه. وكان المحتشدون يرفعون اذرعهم في الهواء بحركة واحدة ويصرخون بصوت اصم وطويل يا الله.

والتقت «الوطن» مع المشرف العام على المسرحية السيد محمود الموسوي رئيس مجلس ادارة مؤسسة قائم آل محمد الخيرية حيث أشار بانه ولأول مرة يقام هذا العام هذا العمل الكبير بعد مشاهدة تجارب سابقة في كل من البحرين وسوريا ولبنان والقطيف وإيران والهند وباكستان وغيرها من دول العالم.

وأكد ان هذا العمل يهدف لوحدة صفوف المؤمنين ولتقريب وجهات النظر.

وأوضح أن اسم المسرحية جاء من بداية تحرك الامام الحسين عليه السلام من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة حيث تلقى النداء الثاني في مكة المكرمة عندما كان يؤدي مناسك الحج اما البيعة او القتل فخرج من مكة يترقب الى ان وصل الى كربلاء وأنزل الرحال هناك.

وحول الحضور الكثيف للمسرحية الذي قدر بالالاف لم تسعهم الأرض المحيطة فركبوا فوق أسطح العمارات والمباني، قال السيد الموسوي ان هناك تفاعلا كبيرا من المؤمنين حيث ان الامام الحسين عليه السلام هو للجميع وان الامام الحسين قام بثورته ضد الظلم والاضطهاد فهي اذا ثورة عالمية.

وبدأت المسرحية في الساعة الواحدة وخمس دقائق بآيات بينات من القرآن الكريم ثم دعاء فدخول المقاتلين وأولهم حبيب بن مظاهر الأسدي ثم علي بن الحسين «علي الأكبر» ثم القاسم بن الحسن ثم العباس بن علي ثم دخول الأمام الحسين عليه السلام وعلى يديه طفله الرضيع طالبا سقيه بالماء فردوا عليه بالسهم ثم استئذان الامام الحسين من اخته السيدة زينب وام كلثوم وابنه زين العابدين وبقية الأطفال للذهاب الى المعركة ومواجهة الاعداء والهجوم عليه ونقله وسط صراخ وعويل النساء وبكاء الرجال وبعد مقتل الامام الحسين وجز رقبته ورفع رأسه على الرمح، ثم هجوم أعدائه على مخيم الأطفال وحرق خيامهم وضرب ليزداد صراخ جميع الحاضرين «يا حسين يا حسين» من فرط تأثرهم بالاداء التمثيلي للمسرحية.

وشارك الرواديد علي دشتي، ملا جليل الكربلائي، سيد ثامر الموسوي وسيد بنيان الموسوي وملا أحمد البادي في المسرحية التي قام باخراجها عبدالله الخميس وساعده كل من سيد هاشم الموسوي وخالد العامر.

من جهة اخرى تطرق الخطباء على المنابر الحسينية في ليلة العاشر من محرم إلى دور الحسينيات وإبراز الثورة الحسينية المليئة بالأهداف وما فيها من دروس وعبر وسلوك وقيم إضافة إلى الفقه والأصول والشريعة، كما تم سرد قصة مأساة وملحمة كربلاء الأليمة. وتطرق الخطباء إلى أحداث ليلة عاشوراء.

وأشار السيد إبراهيم القزويني في الحسينية الجعفرية العامرة الى ان ليلة عاشوراء ليلة فريدة من نوعها.

وقال ان ليلة عاشوراء جذبت القلوب والاحساس والروح حيث ان الحسينيات جذبت المؤمنين في كل بقاع العالم لسماع تلك المحاضرات ثم احداث عاشوراء، بل احتضنت الحسينيات كافة الأديان والمذاهب والأطياف.

وأضاف السيد القزويني ان أولى الناس بالإمام الحسين عليه السلام هم المؤمنون الموالون.

وأضاف بأن الثورة الحسينية مليئة بالقيم والسلوك واختتم حديثه حول الحسينيات قائلا: انها مراكز علم وفضيلة.

ومن جهته، تحدث الشيخ حسين الفهيد في حسينية آل بوحمد عن ان الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لم يستطع سماع بكاء الإمام الحسين عليه السلام، مشيرا إلى حادثة في منزل السيدة فاطمة الزهراء.

شبكة النبأ المعلوماتية/ ملف عاشوراء 1425هـ