تقرير / عباس سرحان

تحت شعار: (الحسين مشروع حضاري وضرورة إنسانية ) عقد على قاعة جامعة كربلاء يوم السبت الموافق السابع من محرم الحرام لعام 1425، مؤتمر ( الحسين) الذي نظمته مجموعة من الشخصيات الثقافية العراقية المقيمة خارج العراق بالاشتراك مع آخرين في مدينة كربلاء وقد حضر المؤتمر الذي ضم ستة بحوث بينهما بحثان لسيدتين، سماحة الشيخ محمد باقر الناصري، والقس (ريمون كاستر) ..

هذا وزين مدخل القاعة التي نظم فيها المؤتمر لوحات عكست الجوانب التضحوية والقيمية في واقعة الطف..

وقد التقت النبأ أحد السادة الذين كان لهم دوراً في التهيئة لهذا المؤتمر فتحدث لنا قائلاً: (الهدف من إقامة هذا المؤتمر هو للإشارة إلى الفضاء الإنساني في قضية الإمام الحسين(ع)..

الحسين تحدث عن العديد من القيم الإنسانية، كقوله: (إن لم يكن لكم دين فكونوا أحرارا في دنياكم)، فالحرية قيمة إنسانية لا يختلف عليها اثنان... أراد يزيد أن يستميل الإمام الحسين بالجاه والسلطان، فأبى لأنه رأى مسألة الحق أكبر من ذلك، فالحق مسألة إنسانية إذن، علمنا الحسين الكثير من القيم الإنسانية، إنه عليه السلام مشروع حضاري ملك لكل الإنسانية ولا تنفرد به طائفة دون أخرى أو قومية دون سواها). ولمسنا إقبالا شديدا على المؤتمر من قبل مختلف الألوان وحتى من غير العراقيين ومن غير الإسلاميين.

وقد حضر المؤتمر شخصيات عديدة بينها الشيخ الناصري كما قلت لك ورئيس جامعة الكوفة وعميد كلية التربية والعديد من الباحثين وكان بالإمكان لو توفر الإمكانات أن يستمر المؤتمر لأكثر من ذلك... ولكنه بذرة ترعاها إن شاء الله بقية المؤسسات... وقد التقت النبأ بعد ذلك القس (ريمون كاستر) من كنيسة (أوول هالوز) في مدينة ليز في بريطانيا وهوماجستير في الإلهيات، حضر إلى العراق لأنه يحب التواصل بين الأديان، وقد زار سوريا وتحديدا مرقد العقيلة زينب عليها السلام قبل أن يأتي الى العراق .. قال القس كاستر إنه علم أشياء كثيرة عن الإمام الحسين مؤخرا، حيث اكتشف أن هناك صلة مع قضية الإمام الحسين واكتشفت جمالا وعمقا في مذهب أهل البيت من خلال قضية الإمام الحسين..

ألقيت في المؤتمر كلمات عديدة وقصائد تغنت بالحب للإمام الحسين واستعرضت المعاني الإنسانية والتضحوية في ثورته.. ومن أجل التعرف على نظرة المرأة لقضية الإمام الحسين التقينا إحدى الباحثات، حيث تحدثت لنا: ( حين النظر بوعي لقضية الإمام الحسين نجد أن المرأة هي إحدى مقوماتها فهذا الجانب له انعكاسات على المرأة المسلمة، تجلى هذا الدور بالحوراء زينب.

أما المرأة العراقية فكان لها دور فعال رغم أن النظام حاول أن يسحقها ولكنها ظلت على ذات المبدأ وهذه مسألة حيوية، يقول الإمام الخميني إن إفساد المرأة هو إفساد للمجتمع ولكن بفضل الارتباط بالنهج الحسيني تمسكت المرأة العراقية بقيم العفاف والنبل..المرأة تقول إذن: (يحسين بضمايرنه صحنه بيك آمنه لا صيحة عواطف هاي لا صرخة ومجرد رآي).. الإمام الحسين عقيدة حقة بالنسبة للمرأة أو سواها).

يأتي هذا المؤتمر في إطار جملة من الفعاليات والنشاطات الحسينية التي تعكس مدى التعلق والعشق والتفاعل الذي يبديه المسلمون العراقيون مع قضية الإمام الحسين (ع)..