ملحمة بطولة وجهاد عز..

عودة إلى صفحة عاشوراء >>

المرجعية الدينية

شارك في الكتابة

مجلة النبأ

الصفحة الرئيسية

 
 

حسينية الإمام الحسن المجتبى(ع) النسائية تحيي ذكرى استشهاد سبط الرسول محمد

الخطيبة زهراء الخليفة : تدعو إلى الوحدة الوطنية ..وتوحيد صفوف أبناء المذهب الشيعي على اختلاف مرجعياتهم في مختلف مناطق الشيعة بالسعودية

 

شبكة النبأ المعلوماتية سيهات/ تغطية نوال اليوسف: تحيي حسينية الإمام المجتبى (ع) النسائية بمدينة سيهات الواقعة شرق السعودية مراسم ذكرى استشهاد سبط الرسول (ص) وأنصاره الأبطال وذلك منذ اليوم الأول لهذا الشهر وبدأت مراسم يوم الرابع من شهر محرام الحرام بتلاوة آيات عطرة من آيات الذكر الحكيم ،ثم زيارة عاشوراء تبعتها ردادية حسينية ،أثر ذلك قدمت الخطيبة الحسينية السيدة زهراء علي الخليفة الملقبة بـ (أم ياسر) ،محاضرة حول الاختلاف والوحدة الوطنية،أشارت فيها إلى أهمية الوحدة الوطنية بين صفوف أبناء المجتمع السعودي ،والوحدة بين أبناء وبنات المذهب الشيعي وإن اختلفت مرجعياتهم الدينية ،وأكدت في محاضرتها على أن الاختلاف في الرأي هو من طبيعة البشر ،وساقت عدة أدلة تنص على أن الاختلاف سنة طبيعية في الكون وظاهرة صحية بين البشر يجب التسليم بها.

وفيما يلي ملخص لما جاء في نص محاضرتها القيمة :

بدأت السيدة زهراء محاضرتها بسؤال حول الكيفية التي يمكن بها أن تتم وحدة الأمة الإسلامية ،والكيفية التي تتوحد بها صفوف المذهب الواحد وبصفة خاصة المذهب الشيعي في السعودية ،والكيفية التي يستطيع بها مجتمع الشيعة الواحد القضاء على المشاكل و الصراعات الداخلية التي يمكن أن تعصف بالمذهب الشيعي .

وللإجابة على هذه التساؤلات نفت السيدة زهراء ما يعتقده البعض من كون الوحدة والتضامن لا يتحققان إلا باتفاق الآراء وتطابق المصالح ووحدة القيادة ،وقالت : بأن جميع هذه الأمور لا تستطيع تكوين أمة واحدة خالية من المشاكل و الصراعات ،وأكدت أن ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل قيادة نبي مرسل كالرسول الأعظم ،أو إمام معصوم ،أو حينما يظهر صاحب العصر والزمان ويهيأ له ربه أسباب الهيمنة على العالم .

وتابعت حديثها مؤكدة على حتمية الاختلاف باعتباره موجود منذ الأزمان السحيقة التي تكونت فيها البشرية بإرادة إلهية ،ومضت قائلة : إن الاختلاف حتمياً موجود منذ أن خلق الله البشر وهذا ما نلاحظه في حياتنا جلياً من اختلافات واسعة من اصغر الأشياء لأكبرها فلا نكاد نرى اثنان متفقان على شيء واحد حتى في صف العائلة الواحدة في توجهاتهم وأذواقهم .ولو استقصينا أزمة التاريخ الذي مضى لما وجدنا البشرية في أي لحظة من الزمن تجتمع وتتفق على كل الأمور والقضايا بالجملة أو التفصيل .إلا تلك الفترة الأولى البدائية التي كان الناس فيها سذج لم يعملوا بعقولهم وربما بعد أن نشأت صراعات هابيل وقابيل (أي في الأزمنة الغابرة).ثم أشارت إلى أن الاختلاف الذي يقابله الاتفاق هو من الأمور التي لا يرتضيها الطبع السليم لما فيه من تشتيت للقوى وتضعيفها إلى جانب آثار أخرى غير محمودة العواقب ومنها النزاع والمشاجرة والجدال ،والقتال والشقاق الذي تؤدي نتائجه إلى الذهاب بالأمن والسلام .

ولكنها استدركت قائلة :ولكن ثمة نوع من الاختلاف لا مناص منه في العالم الإنساني وهو الاختلاف من حيث الطبائع المنتهية إلى اختلاف البنى وذلك لأن التركيبات البدنية مختلفة في الأفراد وهذا يؤدي إلى اختلاف الاستعدادات البدنية والروحية ومع اختلاف الأجواء و الظروف يظهر اختلاف السلائق والسنن والآداب والمقاصد والأعمال النوعية والشخصية في المجتمعات الإنسانية . وأشارت إلى ما أكده علماء النفس التربوي والأبحاث الاجتماعية فيما ذهبوا إليه من اختلاف الأفراد نتيجة لما لكل فرد من فرو قات فردية يختلف فيها عن بقية الأفراد حتى في ما بين أبناء الأمة الواحدة بل وحتى التوأم .

ثم أشارت إلى أنه يجب أن نأخذ الحذر خلال تسليمنا لوجود الاختلاف فلا نميل عن الحق إلى الباطل لأن البارئ عز وجل ذم الاختلاف في الحق .

كما أشارت إلى أن الاختلاف يطال حتى المجتمعات الإيمانية ،كما أن ثمة مظاهر عديدة لتفاوت الاختلاف بين الناس ومنهم المؤمنون في الأفكار والمواقف والممارسات وأشارت إلى أن ثمة أسباب للاختلاف ومنها :تفاوت درجات الإيمان ،والاختلاف في مستوى المعرفة والوعي ،واختلاف المصالح .

وخلصت إلى أن التعددية من السنن الإلهية ،إذ لا وجود لأية مسوغات شرعية أو قانوينة من شأنها أن تلغي الطرف المخالف فكل له آراءه ومواقفه ولا يجب على أحد أن يمنع طرفاً من الإفصاح عن وجهة نظره لمجرد أنه يخالفه في الفكرة والتوجه أو حتى في الاعتقاد .

مشيرة إلى أن الاعتراف بالاختلاف يعني الاعتراف بالطرف الآخر أو الرأي الآخر ولكن إذا كان أمر الاعتراف الذي يجب أن يكون بديهياً باختلاف الآخر ما زال موضع شك أو جدل أو تسويف، فمعنى هذا أن فهمنا لقيمة الحرية يشوبه قصور فادح وإن إدراكنا لتعاليم الإسلام ودعوته يعاني من فداحة التشويه .

ونادت في ختام محاضرتها بضرورة التسليم بأن الاختلاف رحمة و أمر لابد منه ولا بد من احترام الأطراف المختلفة سواء كان اختلافها نابع من المذهب الواحد ،أو الأديان المتعددة .كما أشار إلى هذه الضوابط أهل البيت(ع) ،في أقوالهم و أفعالهم ،كما يؤكد القرآن أيضا على فن التعامل مع الطرف المخالف حيث يقول تعالى:( وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) ،هذه النصوص وغيرها تشدد على احترام الطرف الآخر سواءاً كان يهودياً أو نصرانياً ،شيعياً ،أو سنياً لا فرق بين أحد من هذه الطوائف فما بالنا بصف المذهب الواحد.ويجب أن نعرف بأن الأمر أكبر من باب الوحدة إذ أن المذهب الواحد ما هو إلا كتلة واحدة إذا هجمت عليه نائبة تهجم على الجميع بلا فرق.

واختتمت محاضرتها القيمة بذكر مصاب أبا عبد الله الحسين وأنصاره الشهداء الأبرار تبعها عزاء حسيني ثم دعاء لله بتوحيد الأمة وشفاء المرضى وحماية الوطن و أبناءه من شر نوائب الدهر ومصائبه .

تجدر الإشارة إلى أن حسينية الإمام المجتبى تغص يومياً من الساعة الثالثة عصرا حتى الخامسة والربع بجموع غفيرة من النساء والفتيات على مختلف شرائحهم الاجتماعية وتوجهاتهم العليمة والفكرية الثقافية ،وتشرف على تنظيم محاضرتها مجموعة من خطيبات مدينة سيهات حيث يتناوبن في إلقاء المحاضرات و العزاء الحسيني كما وتشهد مشاركات من نساء الاحساء الشيعيات اللاتي يقطن مدينة الدمام والخبر و الظهران واللاتي لا يسمح لهن بإقامة المآتم الحسينية في مدنهن السكنية .

شبكة النبأ المعلوماتية/ ملف عاشوراء 1425هـ