ملحمة بطولة وجهاد عز..

عودة إلى صفحة عاشوراء >>

المرجعية الدينية

شارك في الكتابة

مجلة النبأ

الصفحة الرئيسية

 
 

في تجسيد خاص لثقافة الصمود

الأطفال العراقيون يشاركون في مواكب العزاء

كربلاء/ عباس سرحان

عدسة / محمد الصواف

الظروف الأمنية حجمت ـــ إلى الآن على الأقل ـــ وبشكل ملحوظ مشاركة المرأة العراقية في مواكب العزاء أو قصرتها على الممارسة الشكلية من خلال متابعتها مواكب الرجال دون أن يكون لها موكبها المستقل، مع أنها درجت على إحياء المجالس الحسينية في البيوت وفي الحسينيات النسوية.

ولكن العنصر الغض الآخر في المجتمع العراقي ألا وهو الطفل، قد بدا أكثر حماساً وهو يشارك الكبار في المسيرات الحاشدة، وقد عمد أصحاب المواكب على ترك الأطفال الذين أمسكوا بالزنجيل وراحوا يقلدون الكبار في الضرب على ظهورهم، يسيرون خلف مواكبهم، ودائما تحت إشراف رجل كبير يوجههم ويحافظ على انتظامهم في المسير ضمن حلقة الموكب الكبرى.. بينما بعض المواكب سمح للأطفال بالسير المنتظم داخل المنحنى الذي يشكله الموكب في مسيره.. كان هذا حتى صباح اليوم الجمعة، ففي الساعة الحادية عشرة انطلق موكب خاص بالبراعم يمثل أطفال حي الحر ومنطقة الثورة في مدينة كربلاء المقدسة..

لاقى هذا الموكب الكبير في معانيه تفاعلاً من مئات الزائرين الذين بقوا مصطفين حوله حتى أدخلوه من باب الروضة الحسينية المواجه للمرقد الطاهر لأبي الفضل العباس( عليهم السلام).

في داخل المرقد الشريف للإمام الحسين جثا الأطفال الذين توسطوا الموكب على ركبهم وراحوا يضربون ظهورهم بالزناجيل الأمر الذي أثار موجة من البكاء في أوساط الجماهير الحسينية المحتشدة حول الموكب.

ولم ينته الموكب إلا بعد أن رفع المؤذن أذان الظهر...

إنها ثقافة مقصودة تهدف إلى ربط الأجيال الواعدة فكرياً ومعنوياً بقضية الإمام الحسين(ع)، سيما وأن واقعة كربلاء قد شهدت استشهاد طفل رضيع، هو ابن الإمام الحسين، والذي قتل ضمآنا بين يدي والده حين ضربه رجل من معسكر العدو بينما كان الحسين (ع) يطلب له الماء محتجاً بعدم جواز معاقبته دون ذنب وجريرة، ولكن قسوة المعسكر السفياني دعتهم إلى قتله بطريقة بشعة حيث ذُبح من الوريد إلى الوريد بسهم حاقد، ولم يسق ولا قطرة ماء واحدة!!

موكب للأطفال في الحضرة الحسينية..

أطفال يجثون على ركبهم ويضربون ظهورهم بالزنجيل في سابقة فريدة في كربلاء منذ عقود..

شبكة النبأ المعلوماتية/ ملف عاشوراء 1425هـ