بــهِ رايـــــــةٌ للـعُــلا تُـعـقَــــــدُ
كــما دارَ في فَــلَــكٍ فـــــرقـَـــدُ
وأنــتَ الــمنارُ الذي يُرشِـــــــدُ
بــأنَّ خَــيــــــارَ الفِـدا أوحـــــــدُ
سيــبقى مــــدى العـــمرِ يُستَعبَدُ
عــلى ألــسُنٍ حُـــرةٍ تُــنشــــــدُ
على شــفــةِ الــدهـــرِ لا تــبـرُدُ
ومَــن جَــــــدُّهُ أحــمــدُ أحــمـــدُ
هــدىً ليسَ يظــما بهِ المـــورِدُ
وعــن كـتمِ لوعتِـــها الأكبُــــــدُ
بـــهِ للصـــــلاةِ لـنــــا مســجِــدُ
ولــو عــدَّدَ الخـــــلقُ مـاعـدَّدوا
أكــونُ وفــيــتُ ومـــــا أجــحــدُ
صــــــدىً لا يـروحُ و لا ينـفَــــدُ
قـبــــاباً من النـــــورِ لا يخمـــدُ
كــما يـندُرُ الـذهــــــبُ العسجـدُ
كــما دلَّ في غــيهبٍ مُـنجـــــــدُ
وأنتَ النجــــاحُ الـذي يصـمُـــدُ
بهِ الخاسِــــرُ الرابــــحُ الأصيدُ
كــرامٌ عــلى العهــدِ ما بــــــدَّوا
وتُــطوى لوثــبـــتهـــــم أعـــهُـدُ
وفــكـرُ الحسينِ لهـم مــعـــهــدُ
وضاقَ المدى الأرحبُ الموصَدُ
ولــم تُسـعــفِ الآمـــليــنَ يــــدُ
إلى جــنــةِ الخُــــلدِ مـستشهَــدُ
إذا أوقــــدَ المُصــطــلى موقـــدُ
وقــد غــابَ في الأُمــةِ الموعِدُ |
*** |
حســـينٌ كــأمسِكَ يُــرجَى الغـدُ
تُشَـــدُّ القــلوبُ إليــكَ هــــــوىً
فــأنـــتَ المــدارُ وأنتَ الشِــعارُ
وذكــراكَ تُــلهِبُ فينا الشـــعورَ
ومَــن لا يُناصِــرُ فيكَ الخلاصَ
قُــتِلتَ وظــلَّت دِمـــاكَ حـــروفاً
تُعــلِّمُــــنا كــيفَ تبـقى الدمــاء
فيــاابنَ البتولِ وياابنَ الرسولِ
ويــاابنَ الذي نبعُهُ المستفيضُ
لَتعــجَزُ عــن مدحِكَ المفــرداتُ
ويـا مَن تـرابٌ حــــواهُ طهـــورٌ
فكيــفَ أعَـــدِّدُ فــيــــكَ الخِصالَ
وحسبي إنْ قــلتُ فــيكَ حُسيـناً
وذي ألـفُ جيلٍ قضى والحسينُ
وقــامت ضلوعُكَ وهي الهشيمُ
ومثــلُكَ يندُرُ في الــخـالــــــدين
وسِفــرُكَ في المجدِ نورُ السعاةِ
فأنتَ الصــلاحُ وأنـتَ الفـــلاحُ
وفي كــربــلاء انــتصارٌ فــريـدٌ
فــيا ســـيدي لكَ فــيـنــا رجــالٌ
لغضبتهـم سوف تهوي عروشٌ
يخــيفونَ قلــــبَ الردى صرخـةً
إذا زاحَــمَ المستحـيلُ خــطـاهُـم
وعــزَّ لنــصــرِهُــمُ الأقربـــــونَ
سيفــتـحُ من صـــدرهِ ألفَ بابٍ
ففــي ثــورةِ الحقِ تحلــوالجِنانُ
فــلا خيـرَ في أُمــةٍ لا تــكـــونُ
|