ملحمة بطولة وجهاد عز.. |
النبأ في استطلاع لها تسلط الضوء على البرامج المعدة لخدمة زوار العتبات المقدسة في كربلاء |
كربلاء\ عباس سرحان |
(خاص شبكة النبأ المعلوماتية) بدأت المواكب الحسينية تجتاح الطرقات باتجاه صحن الإمام الحسين قبل أن تتوجه بعد ذلك لصحن أبي الفضل (عليهما السلام)، ولأول مرة منذ عشرات السنين يشارك الزوار الإيرانيون بمواكب عزاء في العراق، حيث احتشد العشرات منهم عصر الثلاثاء في أول شارع الإمام الحسين (ع) قبل أن يتجهوا نحو مرقد الإمام الشهيد لاطمين الصدور تتقدمهم رايات سوداء وخضراء وأخرى كُتب عليها اسم المدينة الإيرانية التي قدم منها الزوار الإيرانيون. ومن المتوقع أن تشهد مدينة كربلاء بعد أيام وتحديدا في العاشر من محرم وصول المئات من الزوار العراقيين والإيرانيين، الأمر الذي يزيد من الإختناقات في المدينة. وبغية التعرف على حجم الاستعدادات التي أجرتها إدارة الروضتين المطهرتين التقينا السيد جعفر عبد الحسين الموسوي احد المسؤولين عن إدارة الروضة الحسينية المقدسة فلم ينس أن يتحدث أولاً عن مشاعره وهو يعيش المناسبة الحسينية الأولى بعد سقوط صدام قائلاً: (نحمد الله كثيراً على هذه النعمة الكبيرة التي أولاها الشعب العراقي ولا سيما شيعة أهل البيت بها، والمتمثلة بزوال هذا النظام الاستبدادي الطاغي، ويجب على الجميع شكر هذه النعمة من خلال الإلتزام بالنظام والهدوء والمحافظة على الأمن وتقرير ما يلزم عمله في هذه الأيام الحرجة). ثم أضاف واصفاً الاستعدادات التي اتخذت لاستيعاب الزائرين بالقول: (لا يخفى أن إدارتنا للروضتين إدارة حديثة لا تتجاوز بضعة شهور، ولكن تمكنا وبتضافر جهود خيرة من استيعاب الاعداد الغفيرة التي توافدت على الروضتين في زيارة الاربعين الماضية وفي زيارة النصف من شعبان، وفي العيدين وزيارة عرفة كذلك، ونأمل أن تكون زيارة عاشوراء على القدر المطلوب من التنظيم واستيعاب الأعداد المتوقعة مهما بلغ حجمها). ويبدو أن هناك مشاريع مقترحة لتطوير الروضتين المطهرتين انسجاماً مع التوقعات التي تشير إلى أن عدد الزائرين في الأشهر أو السنوات القليلة القادمة سيصل إلى مئات الآلاف لاسيما في المناسبات المعروفة، وقد أشار السيد جعفر لهذا الأمر قائلاً: (أعدت تصاميم مختلفة بهذا الشأن، والعمل قائم باستمرار وبمتابعة حثيثة من قبل لجان هندسية وفنية مختصة شكلت لمعالجة العوائق وتهيئة المقدمات المهمة لتنفيذ مشروع التطوير الذي هو مطلوب الآن وفي المستقبل نظراً للزيادة المطردة في أعداد الوافدين لزيارة العتبات المقدسة) ـــ ويضيف ـــ :(المساحة الحالية للروضتين لا تكفي بالشكل المطلوب لاستيعاب أعداد غفيرة من الزائرين، وإن كانتا قد استوعبتا أعداداً كبيرة جداً في المناسبات الماضية، ولكن الزائر القادم من أمكنة بعيدة يهدف الوصول الى المرقد الشريف للتبرك به، بينما البناء بشكله الحالي لا يسمح للجميع بذلك، لذا من بين الأفكار المطروحة هو الاستعانة بتصاميم الصحون المتعددة، ولا شك أن استيعاب العدد المتوقع يتطلب إضافة مساحات جديدة للروضتين). من بين المتاعب التي تحمل الوافدين لمدينة كربلاء أعباء أخرى هي نقص الخدمات العامة، وقلة دورات المياه وعدم الاهتمام بالموجود منها، فحين التقينا زائراً إيرانياً شكا من شحة صنابير المياه في الشوارع واصفاً ذلك بالقول: ( يلزمني أن أقطع نصف المدينة كي أتمكن من غسل يدي في مكان نظيف). بالتأكيد ليس الأمر من الناحية الواقعية كما وصفه الزائر الإيراني هذا، فهناك العديد من دورات المياه ولكنها تقع في أماكن متباعدة ومنزوية فضلاً عن عدم وجود إشارات إليها بلغات أخرى غير العربية التي لا يجيدها أغلب الزوار، ولم ننس أن ننقل شكوى الزائر الإيراني ذاك إلى مسؤول إدارة الروضة الحسينية المطهرة، مشددين على أن زواراً كالإيرانيين اعتادوا في بلدهم على شوارع لاتبخل على ظامئ بالمياه، فأين ما تسير تصادفك صنابير المياه العامة، فضلاً عن خزانات ماء السبيل الباردة في الصيف.. وأشرنا في سؤالنا للسيد جعفر الموسوي إلى أن للمرجعية أموال كبيرة يمكن أن تستفيد من بعضها في هذا الجانب طالما نحن نعيش حالة من فراغ الدولة، فأجاب: (أولاً وقبل كل شيء نحن لا نفكر بالموضوع المادي مطلقاً حيث أن واردات الروضتين المقدستين فيها ما يكفي لإنشاء وإدارة وإدامة ومتابعة أكبر المشاريع الخدمية، ولله الحمد أن إدارة العتبات الآن بيد المرجعية وهي أضمن وآمن جهة على هذه الأموال، وهي تصرف الآن على مصالح الروضتين وزائريهما). ثم استطرد قائلاً: (نحن لاننكر أن المنشآت الخدمية الثابتة القائمة حالياً قد أعدت وصممت لإعداد محددة تقل بكثير عن الأعداد التي تفد الآن بينما ما يصل الآن من وافدين هي أعداد ضخمة جداً لم تشهدها الروضتين من قبل، ويتوقع أن تزداد هذه الأعداد في حال استقر الوضع الأمني والسياسي في العراق، نحن الآن نستقبل الزائرين الإيرانيين ومن يأتي عن طريق إيران من بعض الأفغانيين والباكستانيين، وينتظر أن يفد زوار من دول أخرى كالخليج والباكستان وغيرها من الدول التي ينتشر فيها محبو أهل البيت (عليهم السلام).. لذا نحن نتابع تطوير الخدمات العامة الثابتة، واستعنا مؤخراً بالخدمات المتنقلة لتخفيف المتاعب عن الزائرين). ولكن مهما بذلت من جهود مؤسساتية أو خيرية، فهو أمر لا يغني مطلقاً عن الحاجة للنهوض بالواقع الخدمي والصحي والترفيهي من خلال مشاريع مدروسة يعدها خبراء ومختصون أكفاء يلحظون بها حاجة المدن المستقبلية فضلا عن الآنية، وهو ما ينتظره العراقيون من الحكومة القادمة.
|
شبكة النبأ المعلوماتية/ ملف عاشوراء 1425هـ |