ملحمة بطولة وجهاد عز..

عودة إلى صفحة عاشوراء >>

المرجعية الدينية

شارك في الكتابة

مجلة النبأ

الصفحة الرئيسية

 
 

ثورة الحسين (عليه السلام) ثورة الإصلاح

 

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة)

إن واقعة كربلاء لم تكن حادثة عابرة في التاريخ، بسبب وجود عوامل تفاعلت على أرض كربلاء، صحيح أن أبا عبد الله الحسين كان يعلم منذ البدء منذ أن خرج من المدينة المنورة إلى أين سيذهب، وصحيح أنه (ع) خرج رافعاً شعار تطبيق حكم الله، لكي لا يبقى السلطان الجائر على جوره، لكن الهدف الأول الذي شغل لُبّه وسعى لتحقيقها يوضحه بقوله (ع): (إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمتي جدي رسول الله، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب، فمن قبلني بقبول الحق، فالله أولى بالحق، ومن ردّ عليَّ أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم وهو خير الحاكمين).

والحسين (عليه السلام) من حيث توفر شروط الثورة لديه فمعلوم حيث الشعور بالمسؤولية أمام الله تعالى، لأنه هو الممثل الوحيد الذي يمثل الرسالة بدقة، وعمق وأصالة وشمول فهو إمام هذه الأمة، ومرجعها الروحي والفكري والأخلاقي والسياسي.

ولذلك رأينا الحسين (ع) لا يقرّ له قرار، ولم يهدأ له بال سواء كان في عصر معاوية أو في عهد يزيد فتراه يحذّر ويصحح وينقد ويفند كل ما يطرح من أفكار إنحرافية من قبل الحكام الظالمين ويكشف الخطط الرامية إلى هدم الكيان الرسالي، ويبطل تلك الخطط ويوضح زيفها وخطرها على الإسلام على رؤوس الأشهاد، ويكشف جرائم بني أمية وأعمالهم الفظيعة بصريح القول.

وكذلك وعيه (ع) للواقع وإدراك خطورته أهمها ثلاثة:

1- وعي المخطط الأموي الرهيب الهادف للقضاء على الإسلام.. فقد سُخّرت كل أجهزة الدولة للإفساد الفكري، والأخلاقي، والسياسي، والاجتماعي.. حتى كادت أن تقع ردة عقائدية رهيبة في الأمة التي بناها رسول الله (ص).

2- وعيه لحالة تحذير الأمة، وعدم الشعور بالمسؤولية إلى حد جعلها لا تفكر في واقعها، ولا تعي الخطر المحدق بها. بحيث مسخت الشخصية الإسلامية مسخاً كاملاً وفقدت قدرتها وإرادتها.

3- إدراكه (عليه السلام)

بأن الأمة لا تنهض بالمواعظ والخطب، إنما تحتاج إلى هزة عنيفة توقظها من سباتها، وتنفض عنها تراب الذل والهوان، وهذه الهزة لا تحصل بالإرشاد، والوعظ، والتذكير القوي، وإنما لا بُدّ لها من دم زكي يُراق على ساحتها، ليرجع إليها رشدها ويحرر إرادتها.

وبعد إدراك هذه المخططات وظهور عوامل أخرى كرفضه البيعة لسلب الشرعية عن حكومة بني أمية وتجريدها عن إطارها الديني المتسربلة به، وذلك لأن الحسين ابن رسول الله (ص) وسيد شباب أهل الجنة وهو مرجع المسلمين الروحي والفكري.

وأيضاً استجابته لأهل الكوفة وإثبات الحجة عليهم لأنهم هم الذين دعوه والعامل الأهم والأساسي في نهضته المباركة هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ولأجل ذلك ضحى الحسين (ع) بكل غال ونفيس، بنفسه الزكية، ودماء أهله وأصحابه، وكل شيء في الدنيا لتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى.

شبكة النبأ المعلوماتية/ ملف عاشوراء 1425هـ