نبض الإنسانية الخالد..

كتب عاشوراء

 صفحة عاشوراء

المرجعية الدينية

شارك في الكتابة

مجلة النبأ

الصفحة الرئيسية

   

 العودة الى فهرس الكتاب

 

من قضايا النهضة الحسينية /أسئلة وحوارات / القسم الثاني

تطوير الخطابة النسائية

 

بالرغم من أن الخطابة النسائية في مجتمعنا الشيعي ـ لا سيما في الخليج ـ لا تزال تستقطب أعدادا ليست بالقليلة ، إلا أن الغالب فيها أنها لا تزال تعيش معادلات العقود الماضية ، ويد التطوير التي أفادت المنبر الحسيني في قسم الرجال ، لم تصل إلى الخطابة الحسينية النسائية , فلا تزال الطريقة نفس الطريقة المعتمدة على ذكر المصيبة من أول المجلس إلى آخره ، والقراءة على بعض الكتب التي يخلو أكثرها من الاعتبار ، ولو اطلعت عزيزي القارئ على بعض تلك الكتب وما ورد فيها من قصص ( لوليت  منهم فرارا ولملئت منهم رعبا ) !! كما أنها تخلو من التوجيه والارشاد والمضمون غالبا .

وقد نستطيع استثناء المجالس النسائية التي يقوم عليها وعلى إدارتها نساء واعيات ، إما ممن درسن في الحوزات العلمية لبعض الوقت ، أو ممن أتيح لهن التثقف بالثقافة الدينية والاسلامية ، باندفاع ذاتي فهؤلاء حاولن أن يوجدن جسرا بين ما حصل من التطور ( في المنابر الرجالية ) وبين منابرهن ومجالسهن ، ولهذا استطعن استقطاب الكثير سواء من الفئات الشابة ، وأحيانا من كبيرات السن أيضا . ولقيت منابرهن النجاح مما يغري بمواصلة هذا المشوار والعمل على تكريسه ، بحيث يكون هو الصورة الغالبة ، والكلام فيه هو نفس الكلام السابق ، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المجتمع النسائي ، سواء في جهة الموضوع أو في جهة الأداء والرثاء .

     وينبغي بعد هذا التطواف أن لا يفهم أن الفترات السابقة والاجيال الماضية لم تقدم شيئا مهما  للمنبر الحسيني ، بل على العكس تماما . نحن نعتقد أن الأجيال الماضية ، والخطباء الحسينيون السابقون ـ حشرهم الله مع الحسين عليه السلام  ـ قد بذلوا أقصى ما في وسعهم ، وما بإمكانهم ضمن ظروف المرحلة السابقة ، واستطاعوا أن يطوروا المنبر بمقدار ما كانت إمكاناتهم الذاتية ، وظروفهم الموضوعية ( في الزمان والمكان والموضوع ) تسمح لهم ، وقد قضوا ما عليهم ، وأوصلوا المنبر إلى هذا المستوى الذي بلغنا ، بعدما أمدوه من طاقاتهم وقدراتهم ، وحينما ندعو إلى التطوير لهذا الجهاز ، فإنما نسير في نفس الاتجاه الذي ساروا فيه ، فهم أيضا وصل إليهم المنبر ضمن مستوى معين فقام كل منهم بجهده في تطويره إلى أن صار في المستوى الذي وصلَنا ، وعلينا أن نطوره أيضا ، ونضيف إليه من عناصر القوة حتى يزداد عطاؤه وإنتاجه.

نسأل الله سبحانه أن يوفق هذه الفئة المهتمة بقضايا المنبر الحسيني ، رجالا كانوا أو نساء لتطوير أداء هذه الوسيلة المقدسة ، والحفاظ على دورها وتدعيمه في المجتمع إنه على كل شيء قدير .