نبض الإنسانية الخالد..

عودة إلى صفحة عاشوراء >>

المرجعية الدينية

شارك في الكتابة

مجلة النبأ

الصفحة الرئيسية

 
 

فاجعة كربلاء في الشعر العراقي المعاصر

 

شخصية سيد الشهداء الإمام الحسين (ع) كانت وما تزال وستبقى محط اهتمام ذوي الضمائر الحية والمواقف العارفة للحق والمستنكرة للباطل. ولعل من خلال هذا الاهتمام يمكن استجلاء الكثير من الأهداف العظيمة التي تنسجم مع مبادئ الإسلام السامية التي أرادها الحسين (ع) أن تكون نبراسا خالداً لا حدود له في حياة الأفراد والمجتمعات على حد سواء.

من المؤكد أن هناك صعوبة بالغة لجمع كل ما كتبه الشعراء العراقيون المعاصرون عن ثورة الإمام الحسين (ع) فهذه تحتاج إلى دراسة ببلوغرافا خاصة إلا أن ما يمكن قوله في هذا المقام هو أن هناك ردود فعل نفسية عند هؤلاء الشعراء الذين استفظعوا ما حصل لسيد الشهداء (ع) ومعسكره الذي أبيد جميعاً بطريقة أقل ما يقال فيها إنها جبانة بذات الوقت الذي استنكروا فيه مأساة سيد الشهداء (ع) معبرين عن ذلك بقصائد شعرية ستبقى خالدة خلود ذكرى معركة كربلاء وفيما يلي هذه الاختيارات الشعرية لبعضٍ من أولئك الشعراء:

من مطلع قصيدة (الدم الثائر) للشاعر الدكتور الشيخ أحمد الوائلي نقرأ:

أنوَاَحٌ في الطف أَمْ تغريد ولظى سال أَمْ دم وصديد

ودم الثائرين وهو دوّى يرهب الظالمين فيه وعيد

ومن أبياتها أيضاً:

يا دماً كلما تشيب الليالي يجتليه الزمان وهو جديد

ماردٌ يحمل الحسين حساماً                  كلما مرّ بالوجود يزيد

ومن مطلع قصيدة (عاشوراء) لشاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري ألفّها سنة 1935م نقرأ:

هي النفس تأبى أن تُذل وتُقهرا ترى الموت من صبر على الضيم أيسرا

وتختار محموداً من الذكر خالداً على العيش مذموم المغبة منكرا

ومنها هذه الأبيات:

بنو (هاشم) رهط النبي وفيهم ترعرع هذا الدين غرساً فأثمرا

وما طال عهد من رسالة أحمد وما زال عود الملك ريان أخضرا

وفيهم (حسين) قبلة الناس أصيد إذا ما مشى والصيد فات وغبّرا

وقد كان بين الحزن والبشر وجهه عشية وافاه البشير فبشّرا

وفي مطلع قصيدة (أبا الشهداء) للدكتور مصطفى جمال الدين نقرأ:

ذاكراك، تنطفئ السنين وتغرب ولها على كفّ الخلود تلهّبُ

لا الظلم يلوي من طماح ضرامها أبداً، ولا حقدُ الضمائر يحجب

ذكرى البطولة ليلهُا كنهارها ضاحٍ تؤجّ به الدماء وتلهب

ذكرى العقيدة، لم ينوء متنُ لها بالحادثات، ولم يخنها منكب