نبض الإنسانية الخالد..

عودة إلى صفحة عاشوراء >>

المرجعية الدينية

شارك في الكتابة

مجلة النبأ

الصفحة الرئيسية

 
 

بحث فقهي عقائدي حول (التطبير) -5-

(أجوبة سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي – دام ظله – حول (التطبير)، والمطابقة لفتاوى الإمام الشيرازي الراحل – قدس سره -)

حسين محمد حكيم الطريفي

س1:  ما رأي سماحة السيد المرجع (دام ظله العالي) فيما يذكر أن السيدة زينب (عليها السلام) لما رأت أخاها الحسين (عليه السلام) ضربت رأسها بمقدم المحمل، فسال الدم من تحت القناع؟

ج: ثابت ذلك.

س2: هل ضرب الرؤوس يوم العاشر من المحرم (التطبير) يشوّه سمعة الاسلام في الغرب؟

ج: بالعكس يقوي الاسلام.

س3: هل التطبير أمر يتفق عليه العقل والنقل؟ بيّنوا لنا ذلك؟

ج: هو مذكور في كتب متعددة، بهذا الشأن.

س4: العقل يخالف كل ما يؤذي النفس، والتطبير مهما كان فهو إيذاء للنفس فهل يعدّ حراماً في هذه الصورة؟

ج: لا إطلاق لما ذكرتم، مع أن الأهم يقدم دائماً على المهم.

س5: هل أن أهل البيت (عليهم السلام) كانوا يؤذون أنفسهم على الإمام الحسين (ع) في تعظيم شعائره حتى نؤذي أنفسنا؟

ج: نعم، كما ورد.

س6: هل يمكن الاستفادة من قول الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) في خطابه لجده الحسين (عليه السلام): (فلأندبنّك صباحاً ومساءاً ولأبكينّ عليك بدل الدموع دماً) في أن التطبير مستحب مؤكد؟

ج: نعم.

س7: يطرح البعض في مجالسهم أحاديث وعبارات مفادها: لماذا لا نتبرع بالدم بدل التطبير في يوم العاشر من المحرم ألا يعتبر التبرع بالدم أكثر حضارية من التطبير الذي يضر بالبيئة ويجعل المذاهب الإسلامية تنظر إلينا على أننا متخلفون ومبتدعون، ما هو رأي سماحتكم في ذلك؟

ج: التبرع بالدم بحد ذاته جيد، لكنه لا يتعارض مع إقامة الشعائر الحسينية مضافاً إلى أن إخراج الدم من الرأس فيه فوائد صحية كثيرة وهو سنة الرسول ( صل الله عليه و اله وسلم) وكان الرسول ( صل الله عليه و آله وسلم)يسميها المغيثة والمنقذة، وقد اتفقت على ذلك العامة والخاصة، وذكر البخاري وغيره عدة روايات في ذلك، وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنها شفاء من الجنون والجذام والبرص وظلمة العين ووجع الضرس، وليمارس المؤمنون التبرع بالدم في يوم آخر كاليوم الثالث من شعبان يوم ولادة الإمام الحسين(عليه السلام).

س8: هل التطبير من الواجبات في العزاء الحسيني؟

ج: ذهب المشهور إلى الاستحباب.

س9: لو أدى أمر مثل التطبير إلى التشنيع على المذهب الحق وذلك مما يؤدي إلى إضعاف بعض الشعائر العظمى مثل العزاء الحسيني في قلوب المؤمنين فما هو الحكم حينئذ؟

ج: التطبير مستحب على المشهور، ولم يثبت بالدليل القاطع أنه يسبب التشنيع ونحوه، بل إن العديد من وسائل الأعلام يذهبون إلى أنه من أهم وسائل التربية والترويج الناشط للمذهب، هذا مضافاً إلى أن التشنيع ونحوه لا يكفي لرفع اليد عن الأحكام الشرعية الإلهية الثابتة وإلا للزم التخلي عن الكثير من أحكام الله سبحانه في الجهاد والحج والصلاة والصيام ونحوها، وقد قال سبحانه: (يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون ( فهل الاستهزاء بالأنبياء يكفي لانسحابهم من الدعوة للحق؟!

س10: الضرر الناتج عن ضرب الرأس بالسيف إذا كان ضرراً معتداً به كالإدماء الكثير، هل يعتبر ضرراً مباحاً أو مستحباً يثاب عليه المكلف ومما حث عليه أهل البيت (عليهم السلام)؟

ج: أما الضرر فما دام أنه لم ينته إلى:

1) قتل النفس.

2) قطع عضو من أعضاء البدن.

3) إسقاط قوة من قوى النفس كاذهاب الرؤية ونحوها.

فإنه جائز وإذا انطبق عليه عنوان محبوب لدى الشارع فانه يكون مستحباً، والتطبير بقصد مواساة سيد الشهداء (عليه السلام) وإظهار المحبة له والدفاع عن الحق وتربية النفس على الروح الإيمانية والإيثار والصمود فانه من المستحبات المؤكدة كما أفتى بذلك العلماء قديماً وحديثاً، وقد ورد في سيرة المعصومين (عليهم السلام) الكثير الذي يدل على أن تحمل الأضرار في سبيل الله وترويض النفس على التقوى من العناوين المستحبة، منها ما ورد أن سيدتنا فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) كانت تقف على قدميها للعبادة حتى تتورمان.. وكان الحسنان (عليهما السلام) يحجان إلى بيت الله مشياً على أقدامهما والنياق تساق من خلفهما.

س11: لو شارك في العزاء الحسيني(التطبير) مَن هم غير ملتزمين بضروريات الدين الإسلامي كالصلاة والصيام، وبعضهم لا يتورع عن الغيبة والكذب، فما هو التكليف حينئذٍ؟

ج: الأمر بالمعروف واجب على القادر حسب الشروط المقررة شرعاً، وعلى فرض صحة ما ذكرتم، فإنه ينبغي النصيحة والأمر بالمعروف للالتزام بكل أحكام الشرع، فانه إذا التزم بعض العباد ببعض الأحكام وتركوا البعض الآخر فإن هذا لا يجيز أن ندعوهم للتخلي عن المقدار الملتزم به أيضاً لأنهم لا يلتزمون بالجميع، بل ينبغي حثهم للبقاء على ما يلتزمون به وأيضاً حثهم على الالتزام بالأحكام المتروكة.

س12: من ينشغل بالعزاء وخدمة مأتم الإمام الحسين(عليه السلام) ويترك التطبير، هل يعتبر مذنباً، ويستحق التحقير والإهانة؟

ج: التطبير عمل مستحب والمستحب يجوز للمكلف تركه، ولا يجوز إهانة المؤمن كما لا يجوز لمن لا يطبّر أن يستهزئ بالآخرين، أو يهينهم أو يتهمهم.

س13: أحد الأشخاص يقول إن دموعي لا تكفي للتعبير عن حزني على ما جرى للإمام الحسين(عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه في يوم عاشوراء، فهل ضرب نفسي بالسيف وتجريح جسدي جائز؟

ج: الشعائر الحسينية من العناوين الراجحة ومنها التطبير، فهو عمل مستحب إلا إذا أدى إلى قتل النفس أو قطع عضو أو فقد قوة.

س14: ما رأي سماحتكم في ضرب الرأس بالسيف دون ضرر ومع الضرر في يوم العاشر من المحرّم؟

ج: المشهور بين الفقهاء الاستحباب إذا لم يكن فيه ضرر بالغ.

س15: لو أثارت الشعائر الدينية بصورة عامة والحسينية بصورة خاصة سخرية البعض والاستهزاء بالمؤمنين الملتزمين بهذه الشعائر الحقة فهل يلزم تركها؟

ج: في القرآن الكريم (يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون) واللازم حينئذ إرشاد الجاهل وتنيبه الغافل.

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته.