نبض الإنسانية الخالد..

عودة إلى صفحة عاشوراء >>

المرجعية الدينية

شارك في الكتابة

مجلة النبأ

الصفحة الرئيسية

 
 

البحرين: أجواء الانفتاح تخفف تسييس احتفالات عاشوراء

 

لم تأخذ احتفالات عاشوراء امس في البحرين الطابع السياسي الذي كانت تتخذه قبل سنوات بسبب الاصلاحات الديمقراطية التي أدخلت على الحكم في هذا البلد الصغير حيث اكثرية السكان من الشيعة.

وقال نزار القاري الناشط السياسي في جمعية الوفاق الوطني الاسلامية التي تمثل التيار الرئيسي وسط الشيعة في البحرين، ان «هتافات مواكب العزاء اصبحت اقل تسييسا مما كانت عليه في السابق حيث كانت غالبية الهتافات موجهة» وفق تعبيره. واضاف «ما زالت هتافات مواكب العزاء تعالج قضايا عديدة، والسياسة لم تغب بعد لكن جرعة التحدي فيها اخف»، مضيفا ان «هناك حاليا قنوات عديدة للتعبير مثل الصحافة والتلفزيون الذي بات ينقل الاحتفالات بيوم عاشوراء منذ العام الماضي واجواء الانفتاح اسهمت في هذا من دون ادنى شك».

ورأى القاري، 36 عاما، وهو يتابع مواكب العزاء في المنامة، ان دخول التقنيات الحديثة في الاحتفالات «يمثل مصدر فخر لي كشيعي لأننا تخلصنا من عقد كانت موجودة لدى الجيل القديم»، مشيرا الى ان «مجرد التصوير كان يمكن ان يودي في الماضي بالشخص الى السجن والتعرض للضرب».

وفي سابقة أولى في منطقة الخليج، خصص التلفزيون الرسمي قناة أرضية خاصة هذا العام لنقل الاحتفالات بيوم عاشوراء.

وبعد ان أكد تراجع جرعات التسييس في احتفالات عاشوراء، رأى الباحث التاريخي علي اكبر بوشهري ان «اجواء الانفتاح وتراجع التوتر السياسي الذي كان يصاحب الاحتفالات في العقود الماضية اسهما في دفع الشيعة، وخصوصا الاجيال الشابة، الى اضفاء طابع عصري اكثر على الاحتفالات» عبر «توظيف تقنيات الاتصال الحديثة».

وقال بوشهري «الظروف السياسية الداخلية والخارجية كانت تؤثر بقوة في الطريقة التي يتعامل بها الشيعة مع الاحتفالات». واضاف «غداة العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956 مثلا، خرجت بعض المواكب وهي تحمل العلم المصري، وفي الخمسينات ايضا التي شهدت فيها البلاد احتجاجات واسعة مناهضة لسلطات الحماية البريطانية، كانت المواكب تظهر قاتل الامام الحسين وهو يلبس بدلة ضابط بريطاني». واضاف بوشهري «في بداية الثمانينات، كانت المواكب تردد السلام الجمهوري الايراني وهتافات مؤيدة للامام الخميني وكانت الشعارات والهتافات مسيسة وموجهة، وفي التسعينات القى العامل الامني بظلاله على المواكب وكان الناس يتابعون الاحتفالات بدرجة عالية من التوتر (...) أما الآن فقد اختلف الامر كثيرا».

وفي حي الفاضل القديم في العاصمة المنامة التي تمثل مركزا لمواكب عاشوراء، أقام شبان شيعة من جمعية المرسم الحسيني (تحت التأسيس) ليلة الاربعاء معرضا للوحات التي تستوحي المناسبة.

وتزاحم في المرسم زوار من السنة والشيعة على السواء يتشح معظمهم بالسواد، فيما نصبت في ركن من المعرض اجهزة كومبيوتر تمثل شبكة للبث المباشر عبر الانترنت خصصت لها شاشات في مواقع عدة من منطقة السوق القديم التي تطوف فيها كل المواكب ويحتشد فيها الآلاف للمشاهدة.

وقال رئيس اللجنة التحضيرية للمرسم عبد النبي الحمر ان «توظيف الفن التشكيلي في طقوس عاشوراء يحمل دوافع انسانية اكثر مما هي دينية».

وطاف موكب عزاء تتوسطه فرقة موسيقية صغيرة انتظم افرادها في اربعة صفوف يؤدون الحانا حزينة وجنائزية مستخدمين الساكسوفون والكلارينت.