نبض الإنسانية الخالد..

عودة إلى صفحة عاشوراء >>

المرجعية الدينية

شارك في الكتابة

مجلة النبأ

الصفحة الرئيسية

 
 

بيان دار التبليغ الإسلامي بمناسبة ذكرى استشهاد أبي الأحرار الإمام الحسين (عليه السلام)

 

عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بأبي عبد الله الحسين (عليه السلام).. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، وحسين سبط من الأسباط)

نحبُ النبوة لأنها خلود للذات...

وفي الحسين كان النبي يرى خلود ذاته...

فلا جرم أن كان يغمره بهذا الحب لأنه استمرار ذكر النبوة...

إن أخطر ما يبتلي به شعب من الشعوب هو أن يقضى على الروح المتوثبة في نفوس أبنائه فسرعان ما تذوب شخصيته ويفقد وجوده المعنوي.. إن كل شعب مؤمن برسالته ومقومات مبادئه وعقيدته يشق لنفسه طريقاً جديداً في التاريخ لأن روح النضال بقيت حية في نفوس أبنائه وهذا ما حققته ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) المباركة، لقد أذكت في نفوس المؤمنين الروح المجاهدة التي استمدت قوتها من روح الله فبقيت عالية عزيزة، حية، مستمرة، تعبّر عن نفسها دائماً في التضحية و الفداء من أجل الله. وقد نجحت ثورة الإمام الحسين عليه السلام في إبقاء الروح النضالية التي تدفع الأمة الإسلامية إلى مواجهة الباطل والدفاع عن الحق بقلب عامر بالإيمان.

واليوم.. قد تعددت وسائل إخضاع الأمم المستضعفة باتجاهات مختلفة من أجل سلب حريتها وكرامتها. وكل ذلك لم يضعف قوتها بل ظلت معبرة عن شخصيتها وإنسانيتها مستلهمة من الثورة الحسينية المقدسة الجهاد والتضحية بأسمى صورها من عزم وتصميم وهذا ما أحدثته هذه الثورة المباركة في إذكاء الحرية في التطور الحضاري والرقي الإنساني. فالثورة الحسينية أيقظت الأفكار والمشاعر ونمت الروح النضالية في الثورات التي جاءت بعدها والتي صنعت تأريخ الكفاح من أجل التحرر فهي الثورة الأولى التي دفعت الأمة الإسلامية والأمم المستضعفة الأخرى في طريق النضال بعد أن كادت تخبو في نفوسهم الجذوة بفعل الممارسات الأموية التي طالت كل من رفع صوته في إعلان صرخة الرفض والتحدي.

إذن فثورة الحسين (عليه السلام) هي أنبل ثورة قام بها ثوار حسينيون لم يستهدفوا من ثورتهم مغنماً شخصياً فسمو المعنى من سمو الذات وإنما استهدفوا تحرير مجتمعهم من الحكومات الظالمة من بني أمية وقد ساموا الناس العذاب والجور فمن هنا تأتي أهميتها التاريخية الإنسانية فهي النموذج الواضح، النموذج الذي جاء كاملاً مستكملاً ليستوحي منه كل المجاهدين الثائرين على الظلم عبر العصور. إن ثورات الأمم هي التي تمثل روحها وإيمانها. إن تاريخ الثورات هو التاريخ الصحيح للشعوب المجاهدة.

إن أمتنا الإسلامية تمر اليوم في أدّق وأخطر مرحلة من مراحل الكفاح ضد التدخل الأجنبي في بلادنا وتلاعب الاستعمار الغربي الشرس والمتمثل اليوم في الولايات المتحدة وحلفائها وأخيراً فإن كلمة الإمام الحسين (عليه السلام) ما زالت شعار كل المجاهدين الأحرار الشرفاء.

(والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقر لكم إقرار العبيد،...)

دار التبليغ الاسلامي

سوريا – دمشق – السيدة زينب(ع)