نبض الإنسانية الخالد..

عودة إلى صفحة عاشوراء >>

المرجعية الدينية

شارك في الكتابة

مجلة النبأ

الصفحة الرئيسية

 
 

انحراف لا يصلحه إلا الحسين عليه السلام

 صالح أحمد عاشور  

حينما يفرض الظلم والاستبداد على المجتمع وحينما لا يعود للعدالة والحرية نصيب من التطبيق.. وحينما يسود الانحراف والتعدي على حرية ابناء المجتمع وانسانية الانسان.. وحينما يستغل الدين لأجل الامور الدنيوية.. حينها تختفي قيم الاسلام ومبادئه وتظهر على الواجهة القشور وتطمس اللباب، ويغيب العلماء الربانيون وحينها يصبح المنكر معروفا والمعروف منكرا.

عاش الامام الحسين عليه السلام في تلك الفترة العصيبة على الأمة الاسلامية التي ساد فيها الظلم والطغيان وكادت ان تعود لجاهليتها الاولى.

وفي تلك الظروف استشهد فيها خيار الصحابة والتابعين رضوان الله تعالى عليهم دفاعا عن الحق والقيم والمبادىء التي تعلموها من الاسلام.

وكتب الحاكم الى عماله في كل الأقطار: «أنظروا الى من قامت عليه البينة انه يحب عليا وأهل بيته فامحوه من الديوان وأسقطوا عطاءه ورزقه واهدموا داره».

ويأتي في ذلك الزمن وعاظ السلاطين وعلماء البلاط ليختلقوا الأحاديث الكاذبة على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله والتي تحذر الناس من المطالبة بالحقوق والتمرد على أوامر السلطان بحجة انشقاق الأمة وتفرق المسلمين!

ولكن الامام الحسين عليه السلام الذي تلقى الاسلام من منابعه الصافية من جده رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبيه أمير المؤمنين (ع) بين مسؤوليته في تلك الظروف وأبي الا ان يكون للظالم خصما وللمظلوم عونا، وذكر الأمة بالحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم سلطانا جائرا مستحلا لحرام الله ناكئا لعهد الله مخالفا لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالاثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقا على الله ان يدخله مدخله».

الامام الحسين عليه السلام امام الائمة وسيد الخلق في زمانه وسبط نبيها سار مع أصحابه وأهل بيته الى درب التضحية والشهادة الذي اختاره لنفسه تحملا لمسؤوليته التاريخية تجاه الأمة.

فهذا الانحراف الذي أصاب الأمة لا يصلحه ولا يقومه الا تضحية كبيرة تهز كيان الأمة ليرجع اليها التوازن.

وكانت تلك التضحية بواسطة الامام الحسين عليه السلام الذي صبغ التاريخ بلون الدم الأحمر ليسطر ملحمة تاريخية خالدة باسم «كربلاء» وضعت حدا للسلطة الجائرة وممارساتها في انحراف مسيرة خير أمة اخرجت للناس.

فسلام عليك يا أبا الشهداء والأحرار ما بقي الدهر والزمان.(عن الوطن)