ومــــــازلت فـــي كـــل فجرٍ جديدْ
فــلستَ الـــذي يـحــتـويه الـفناء
فـــمــازلـــت فــي قــمة الكبرياء
ومــــــازلت قـــطرا ُيغيث الكماة
فهل ينطفي فـي النفوس النحيب
عــشــقــناه فـجراً بلون المصاب
نــــلاقيه فــــي مــنـحر الـثائرات
لـــيــعــبــق مـــنــه أريــجُ الإباء
حــــــري تـــنــادي بك الأمسيات
كـــبــيـر على النفس منك الفداء
ســــــألْكَ الإبـــا من يعيد الحياة
أجـــبـــت ولــــلدمّ تـــكــبــيــــرةٌ
دعــــــــــاك فـــــلبيته مسرعا
رأيت الضلالات تغشى النفوس
ومــثــلــك هــيــهات أن يستكين
فــــآثـــرت أن يــستِـــحَّر الكفاح
فــــأجـــريت لــلــدم فــي كربلاء
ظـــمئـــت الـــى الــنبع في طفها
فـــلم ترتشف من رضاب المنى
فــــكـنـت الـــُمَشِّرعَ للثـــتائرين
فـــــكــلُّ زمانٍ سيروي الحسين
ويفنى الزمان وتذوي الصروف
وهـــا أنـــت فــي كل خفقٍ جناح
وهـــا أنــت بالــــقــَدرِ الُمسَتِمْر
يــــدمـــدمُ بالــــدم فوقَ الزمان
لـــيـــسطو عــلى الظلمِ ليلُ الفنا
لـــيــنــثـــرها في فراغ الجحيم
فـــحسبي حسين وذاك النضال
إمـــــــام تـــــجـــسد فــيه الإبا
سيبقى الـــحسينُ ضميرَ الحياة |
|
وذاك لـــعــمري صـــبـاحُ الخلودْ
ولــــست الــذي قد طواه الجمود
وفـــــوق الـــكمال بدأبِ الصعود
ويــبـــنــى رؤاهــا بتلك الحدود
ودمّ الــحـــسيـــن إلــيها الوقود
يـــضُّج مـــدوي دوي الـــرعود
وبــــدرٌ يــــضــيءُ وغـــيـمٌ يجود
كـــمـــوج يــهــز كــيــان الركود
لـــيــصحو مداها كـــسيرَ القيود
وصعب على القلب هذا الصمود
إلى فـــطــرة الـــربِّ ذاك الودود
وقــــد أدرك الــدم معنى السعود
وأردفــــت للـــمــجد دم الـشهيد
وفـــتــنة ذاك الـــبــغــي العــتيد
لـــحــكم الضــــلال وجور العبيد
وأيــقــنــت بالــموت طعم الخلود
جــــديـــرا يـــســيل بنهر الوريد
فـــــأرويت دهـرا ظميَّ الورود
سـوى منحرا قــــد فـراه الحديد
عــلى الـظـلم دوما وأقوى نشيد
وكــــــل مــكـــان طــفـوفٌ جديد
وتــــبــلى الـــطـغاة بقعر اللحود
نما رزؤُهُ فـــي روابـــي النجود
نــــظـــامٌ دقــيـــقٌ بهذا الوجود
ورجــــعُ صـــــداهُ زئيرُ الأسود
وتــخـــمدُ روحُ الـظلام الحقود
كـــمــــا تنثر القشَّ ريحٌ شرود
وحســــــبي تـريبـا بحر الصعيد
وحازَ مـــــن الـــفجرِ نهرَ الخلود
علــــى كــــــل لـــيـلٍ بصبحٍ يعود |