نبض الإنسانية الخالد..

عودة إلى صفحة عاشوراء >>

المرجعية الدينية

شارك في الكتابة

مجلة النبأ

الصفحة الرئيسية

 
 

الشيخ محمد جعفر إبراهيم الدرازي يصدر بيانا بمناسبة ايام عاشوراء

 

  بسمه تعالى

(إني لم أخرج أشراً، ولا بطرا ً،  ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).

في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها العالم بوجه عام، والعالم الإسلامي بوجه خاص، من حروب وويلات، واضطرا بات.

في ظل كل ذلك ومع تخلف المسلمين عن ركب الدول المتقدمة في شتى المجالات وهم اليوم ملياران من المسلمين، ولكن لا حول ولا قوة لهم مع كل الإمكانيات المادية التي لديهم، ولكن لبعدهم عن الدين الإسلامي، وعن تعاليمه نراهم مفككين ومبعدين، دويلات هنا وهناك، وكل مسلم يصف أخاه الذي يعيش خارج الحدود المصطنعة التي يعيش هو فيها بأنه أجنبي، والإستبداد، والكبت، وضيق الأفق، والتناحر والتطاحن.. مع كل ذلك يبقى الأمل موجوداً بوجود الإسلام وتعاليم نبي الإسلام (ص) وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

لقد جربنا الأنظمة الغربية والشرقية، ولم نجدها نافعة لنا، لقصور من ابتدعها، فلم يبق سوى أن نجرب الإسلام فهو خلاصنا ومنقذنا من كل الويلات والشرور.

ونحن اليوم ومع إطلالة شهر محرم الحرام، شهر الحسين عليه السلام الذي ضحى بنفسه وأهله وجميع ما يملك في سبيل الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أي في سبيل إعلاء الإسلام ونشره وإبعاد كل ما من شأنه أن يشوه صورة الإسلام.

ونحن اليوم مدعوون للرجوع إلى الإسلام الأصيل وتطبيق تعاليمه، ومما ينبغي فعله ما يلي:

1.تكثير المجالس الحسينية وتقويتها كماً وكيفاً، وكم لهذه المجالس من أثر في نفوس الناس، فهي وسيلة إعلامية جيدة لنشر تعاليم الدين الحنيف، وفيها تعظيم لشعيرة من شعائر الله.

2.الدعوة لأهم الأسس الإسلامية الغائبة عن أذهان الناس من أمثال ما يلي:

أ. الشورى: قال تعالى ( وأمرهم شورى بينهم ) وقال (وشاورهم في الأمر) وهي أفضل طريقة لإدارة الحكم فهي أفضل من الديمقراطية الغربية التي أثبتت فشلها وأثبت الداعون لها أنهم أول المخالفين لها. ونحن نعتقد بـ(شورى الفقهاء المراجع) وهي النظرية التي دعى لها الإمام الشيرازي الراحل (قدس سره) في أغلب كتبه.

ب. التعددية: وهذا يستلزم توزيع القدرة وعدم تمركزها

ج. اللاعنف: فدين الإسلام دين السلم والسلام، قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة)

د. الحرية: فالناس أحرار في اختيار نوع العمل، وفي إبداء آراءهم، واختيار مرجع تقليدهم،.. إلى آخر القائمة، وكل ذلك ضمن الضوابط الشرعية، قال تعالى ( يضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم)

هـ. الإخوة الإسلامية: فكل من دخل في الإسلام فهو أخٌ للمسلم الآخر من أي جنسية كان، قال تعالى ( إنما المؤمنون إخوة )، فلا يجوز وصف مسلم من بلد آخر بأنه (أجنبي).

وأخيرا نسأل الله تعالى أن يعين المسلمين على العمل بالإسلام في كل أبعاده الثقافية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية وغيراها، وأن يكون شهر محرم الحرام شهر الحسين منطلقاً للعمل بالإسلام. إنا لله وإنا إليه راجعون

محمد جعفر إبراهيم مهدي الدرازي    

1 محرم الحرام 1424 هـ الدراز- البحرين