نبض الإنسانية الخالد..

عودة إلى صفحة عاشوراء >>

المرجعية الدينية

شارك في الكتابة

مجلة النبأ

الصفحة الرئيسية

 
 

في رحاب الامام الحسين (عليه السلام)

محمد حسين زيد الجمري

تقترب هذه الأيام منا مناسبة عاشوراء العطرة، لذلك ترى الخطباء والعلماء يذهبون الى التبليغ، والحديث الى الناس عن حادثة عاشوراء وما حدث للامام الحسين عليه السلام وأصحابه في يوم عاشوراء، وهذه وظيفة الخطباء والمنبريين والعلماء سواء في المساجد أو الحسينيات أو الهيئات أن يعطوا من أنفسهم الى الناس ويحدثوهم عن هذه الحادثة الأليمة، وعن سر خروج الحسين عليه السلام من المدينة الى مكة، ومن مكة الى الكوفة، وحطه لرحاله في بقعة كربلاء، واستشهاده فيها على يد الخليفة الأموي يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.

ان العالم الاسلامي، وخصوصا البحرين بحاجة الى مبلغين في القرى والمدن، وهي حاجة كبيرة لا يمكن وصفها لا في أصول الدين ولا في فروعه، وكلنا يعلم بأن الأجانب ينشطون عبر شبكاتهم الفضائية وشبكاتهم في الانترنيت لتضليل الناس وتضليل الشباب أفواجا أفواجا سواء من أبناء الشيعة أو أبناء السنة ويحرفونهم عن الاسلام، كما وانهم يحرفون شباب الشيعة عن مذهب أهل البيت عليهم السلام.

ففي مثل هذه الظروف تزداد المسئولية على العلماء والخطباء، خصوصا في أيام عاشوراء الحسين عليه السلام، حيث أن واجبهم تعريف الناس بأصول الدين وفروعه والمخاطر التي تتهدد الدين من قبل الأجانب والمستعمرين الجدد الذين يريدون استعمار المنطقة عبر الاستعمار الفكري والثقافي وغزوه بشبكاتهم الرهيبة والمخوفة، واستعماره استعمارا جديدا عبر تجييش الجيوش والأساطيل الى المنطقة للاستمرار في نهب خيراتها وثرواتها، وزيادة فقر أبنائها وشعوبها فقرا.

وتقع مسئولية العلماء والخطباء والمنبرين حفظهم الله ورعاهم وأبقاهم في تعريف الحلال والحرام، سواء بعد كل صلاة جماعة في أيام عاشوراء، أو عبر المجالس اليومية في المدن والقرى .

فعاشوراء مائدة التبليغ الرسالي، هذه المائدة الالهية والربانية والسماوية التي وضعت من قبل الله سبحانه وتعالى لعباده لكي يحضروا هذه المائدة، فيتزودا منها التقوى وزاد المعاد ويتبصروا بحقائق دينهم خصوصا ثورة الامام الحسين عليه السلام الاصلاحية ضد الانحراف والاستبداد الأموي.

كذلك فان هذه المائدة قد وضعت من قبل الامام الحجة المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف من أجل خدمة ضعفاء الشيعة هؤلاء، ومن الطبيعي أن تكون مسئولية الخطباء خطيرة لتليغ رسالة عاشوراء بأسلوب جديد وشيق لكي تدخل في قلوب المؤمنين والمستمعين فيهتدون الى مفاهيم هذه الثورة وهذه النهضة الالهية العظيمة.

وعلى الخطباء والمنبريين أن يدركوا ماهية هذه المسئولية والتي هي هداية الأمة الى الاسلام وحقائقه وتبصيره بالانحراف الذي وقع في الأمة، وضرورة التمسك بخط الولاية العلوية والحسينية في مقابل الانحراف الذي أحدثه بني أمية في التاريخ الاسلامي، ورسالة الخطباء هي رسالة الأنبياء والرسل والأئمة المعصومين ورسالة كبار المصلحين والمجددين في كل عصر لما فيها من مقام رفيع، حيث قال تعالى:

(وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا اليهم فعل الخيرات واقام الصلاة وايتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين) الأنبياء : 73