نبض الإنسانية الخالد..

عودة إلى صفحة عاشوراء >>

المرجعية الدينية

شارك في الكتابة

مجلة النبأ

الصفحة الرئيسية

 
 

مزارات كربلاء المقدسة تاريخ.. و.. إيمان

 

مزار أي من مقامات أهل البيت (عليهم السلام) أمل لا ينتهي عند المؤمنين والمؤمنات فهو التزام عظيم يعبر عن استعراض تقتضيه الواجبات والمستحبات الدينية لأنها بقدر ما تكون وسيلة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى فإنها تترجم ما في النفوس من ولاء للخالق الخلاق ومن أراد تبارك اسمه الكريم عز وجل أن يكون من عباده النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة الأطهار من بعده في أحايين ليست قليلة بمثابة همزة وصل على طريق الأصرار للسير مع إرادة الله ولوجه الله.

ما يزال الجود بالنفس والمال الذي قدمه النبي محمد (صلى الله عليه آله وسلم) وقديسة الإسلام الأولى السيدة خديجة بنت خويلد (رضوان الله عليها) ومن بعدهما سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام) وزوجها الإمام علي ومن بعده أولادهما الأئمة الأطهار (عليهم الصلاة والسلام) نبراساً ينير ضمائر المؤمنين والمؤمنات في أرجاء العالم الإسلامي الذين اتخذوا من مقاماتهم أماكن للصلاة والدعاء إلى الله العلي القدير، ومدعاة لقضاء لحظات أو أوقات في رحاب تلك المقامات كنوع من التقديس للدور الذي قاموا به من أجل حفظ دين الإسلام من أي أنحراف متوقع حتى باتت مزارات مثل المسجد النبوي في المدينة المنورة ومقامات أهل البيت (ع) في العراق وغيره تشكل أماكن تأمها جمهرات من الملايين سنوياً من الناس اعترافاً بروح الإيثار والتضحية التي قدمها أولئك الرموز الإسلامية العالية من آل النبي المصطفى (عليهم السلام) أجمعين وصحبهم المنتجين الذين قدموا أنفسهم قرباناً من أجل إعطاء النموذج الأمثل والقدوة الحسنة إذ كانوا كباراً في مقارعة الظلم والظالمين وبرهنوا كيف يكون الثبات على المبدأ الإسلامي الصحيح.

وحيث تكتسب زيارة مقامات أهل البيت (ع) بأتفاق كافة المسلمين على مختلف مذاهبهم السنية والشيعية مشروعية زيارة قبور الأنبياء والأئمة والأوصياء والأولياء إذ أيد ذلك الحفاظ ورواة الحديث وبهذا الصدد يمكن العودة قليلاص الى مقولة النبي (ص) المأثورة بالاستناد لما رواه العديد منهم كالنيسابوري وغيره كثير فعن عبد الله بن عمر أنه قال: قال النبي (ص): من زار قبري وجبت له شفاعتي).

وعن الإمام علي الرضا (عليه الصلاة والسلام) أنه قال: (إن لكل إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته، فإن من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقاً بما رغبوا فيه كان أئمتهم شفعاؤهم يوم القيامة).

وهكذا ففي زيارة العتبات المقدسة تعبير عن صلة العباد بالله سبحانه وتعالى ومعلوم أن أهم مزارات المسلمين تنتشر في الحجاز والعراق وإيران وسورية والأردن ومصر وفي العراق ترتفع قباب ومنائر أضرحة أهل البيت (ع) شاهقة في كل من النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء والكوفة ولو اسشهدنا بمراقد أهل البيت في مدينة كربلاء المقدسة لوحظ أن مجموعها يقترن بملحمة يوم عاشوراء الأغر الذي لولا وقوع مآسيه على رموز أهل البيت الإمام الحسين وأخيه العباس وصحبهما الأبرار عليهم الصلاة والسلام أجمعين) لما قامت للإسلام قائمة حتى الآن. والزائرون لأضرحة أهل البيت (ع) في كربلاء يزورون مقامات: علي الأكبر (ع) والقاسم بن الحسن (ع) وعبد الله الرضيع وضريح بقية الشهداء كمرقد الصحابي العراقي حبيب بن مظاهر الأسدي إضافة لمزار مرقد الإمام الحسين بن علي (ع) وأخوه قديس أهل البيت العباس بن علي (ع) ومن المراقد الواجبة الزيارة مرقد الصحابي العراقي الحر الرياحي (ع) ومرقد عون بن عبد الله بن جعفر الطيار (ع) ومرقد زيد بن علي بن الحسين (ع) ومرقد القاسم بن الإمام موسى بن جعفر ومرقد الحمزة بن القاسم (ع) القريب منه ومرقد طفلا مسلم بن عقيل قرب مدينة المسيب ومعلوم أن كل تلك المراقد الموزعة بين النجف والكوفة وطريق الحلة والديوانية والمسيب كان ضمن التوزيع الإداري في فترة سابقة تابعة لمركز المحافظة التي هي كربلاء المقدسة.

إن في زيارة العتبات المقدسة تعميق لحالة الوعي بأهداف الدين الإسلامي وثقافة دينية وتعبئة للنفوس من أجل التيقن بأن معالم فن العمارة الإسلامية في كربلاء لها من الإبداع ما يتواشج مع التاريخ الإسلامي ذاته والإيمان بكل فخر بصفحاته المشرقة التي تفاعلت في نفوس بُناة المراقد والمساجد الرامزة للإسلام الروحي حيث تلاحظ عليها جماليات الفسيفساء والزخارف والشناشيل والشيابيك الخشبية المزخرفة التي تفتح وتغلق برفعها إلى الأعلى والأسفل).

وتمتاز الروضة الحسينية (أدام الله رفعتها) بطرازها الإسلامي المتفرد في معماره حيث تعانق قبته ومنارتيه الذهبية أعنان السماء وكذلك الحال بالنسبة للروضة العباسية الميمونة التي تبعد زهاء (350) متر فقط عن الروضة الحسينية إذ تمتاز بقبة ذهبية ومنارتين يعلوهما الذهب.

ومن المباني الإسلامية في كربلاء (حصن الأخيضر) الذي يعتبر من المعالم الحضارية الشاخصة في العراق حيث يقع على بعد (50كم) إلى الجنوب الغربي من مدينة كربلاء المقدسة هذا إضافة لخانات عديدة مثل خان النخيلة وخان العطشان وغيرهما كثير حيث التشييد الإسلامي بأبهى صورة متخيلة.

شبكة النبأ المعلوماتية - الثلاثاء 4/3/2003 -  30/ ذو الحجة/1423