نبض الإنسانية الخالد.. |
مسؤولية العلماء والخطباء في حراسة العقائد واحياء ذكرى عاشوراء الحسين |
محمد حسين زيد الجمري |
قال الامام الصادق عليه السلام: (علماء شيعتنا مرابطون في الثغر الذي يلي ابليس وعفاريته، يمنعونهم عن الخروج على ضعفاء شيعتنا، وعن أن يتسلط عليهم ابليس وشيعته والنواصب. ألا فمن انتصب لذلك من شيعتنا، كان أفضل ممن جاهد الروم والترك والخزر ألف ألف مرة، لأنه يدفع عن أديان محبينا، وذلك يدفع عن أبدانهم) الاحتجاج: 1/8 كثر الهرج والمرج في زماننا هذا، وكثر الظلم، وكثرت شبهات الشياطين ووسوساتهم الكثيرة، التي يوجهونها الى أصول الاسلام ومبانيه وأصوله، لذلك فان المسؤولية ثقيلة وكبيرة على عاتق العلماء والخطباء الذين مهمتهم حراسة العقائد وصون الدين من الانحراف، وهداية وارشاد الناس والمسلمين وضعفاء شيعة أهل البيت من أن يتسلط عليهم أبليس وشيعته والنواصب . وكلام الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام نور وأمرهم رشد وسجيتهم الدعوة الى الله والتقوى . فالذين من العلماء المعذورين لا حرج عليهم أن يسافروا الى تبليغ رسالة عاشوراء في ذكرى شهادة الامام الحسين عليه السلام، ولكن الذين يستطيعون أن يقوموا بذلك فان عليهم أن يغتنموا هذه الفرصة الذهبية والثمينة، ويذهبوا بأي طريقة الى تلك المناطق التي يوجد فيها قطاع طرق، يقطعون طريق التشيع، ويضللون بسطاء الناس بالشبهات! والشيء الذي نود التذكير به والانتباه اليه هو أن أهم واجبات العلماء والخطباء والمبلغين في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ الأمة الاسلامية، وما يمر به التشيع والمذهب من أنواع الوساوس الشيطانية والتشكيكات والشبهات هو حفظ ثغور المذهب، وليكن كلام الامام الصادق عليه السلام الذي توجنا به الحديث والبحث نصب أعينهم يعلمون به، فكلام الامام المعصوم عليه السلام خير مصباح ينبر كل حياتكم أيها العلماء وأيها الخطباء وأيها المبلغين الأفاضل والأماجد. لقد قسم الفقهاء كتاب الجهاد الى فصلين: فصل في الجهاد، وفصل في الرباط، والرباط ورد ذكره في القرآن في قوله سبحانه وتعالى: يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) آل عمرن: 200, وقد وردت فيه أحاديث كثيرة، وهو محل اجماع فرق المسلمين . فالمرابطة عمل يلي الجهاد، وقد بلغ من أمر الجهاد أن من يخرج من بيته فهو لا يخلو من أمرين: ان رجع الى أهله رجع مغفورا له كيوم ولدته أمه، وان مات فقد وقع أجره على الله تعالى: ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما) سورة النساء: 100) (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) سورة آل عمران: 169 والرباط الذي يلي مرتبة الجهاد، منه رباط للقوات العسكرية على حدود بلاد المسلمين، يحفظون ثغورها من هجمات الأعداء .. ومنه هذا الرباط المميز الذي حث عليه الامام الصادق عليه السلام شيعته وعلمائهم الربانيين وخطبائهم ومبلغيهم، وهو رباط العلماء على ثغور عقائد الاسلام، وهو رباط من أفضل أنواع الجهاد، لأنه رباط على ثغور التشيع الذي حدوده قلوب ضعفاء المسلمين، ومقابله ابليس وعفاريته المضلون. في كلام الامام الصادق عليه السلام لطائف كثيرة لا يمكننا استيعابها، ونحن لسنا أهل لذلك، وانما هي من اختصاصات الفقيه الحاذق الذي يعرف فقه الرواية معرفة حقيقية وعميقة، ولكن كما قال عليه السلام: ( حديث تدريه خير من ألف حديث ترويه) معاني الأخبار للصدوق . ومن واجب العلماء والفقهاء الذين يفقهون فقه الحديث والرواية أن يقدموا للناس عصارة فقه الحديث التي فيها سعادة الدنيا والآخرة ليسقطوا مسؤوليتهم الشرعية، ولا يقال لهم غدا: لماذا لم تقولوا ؟ ونحن المتعلمين على طريق نجاة، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لمجالسة العلماء والحكماء والتتلمذ على أيديهم ومزاحتمتهم بالركب، كما جاء في الحديث: جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك لكي نتأدب بأدب وفقه أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام. نتمنى أن نسلط في الحلقة القادمة على الحديث الذي توجنا به بحثنا هذا ان شاء الله تعالى. |
شبكة النبأ المعلوماتية - الثلاثاء 4/3/2003 - 30/ ذو الحجة/1423 |