q
{ }

في ظل طبيعة وتعقيدات التنبؤات المطروحة من هنا وهناك حيال مستقبل العولمة ووجودها وحقيقة استمرارها او تلاشيها من على خارطة الوجود، قدم مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث ورقة في ملتقى النبأ الاسبوعي في تحت عنوان: مستقبل العولمة والانعزال العالمي، وذلك في مقر مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام.

 أكد الباحث محمد الصافي على "ان للعولمة تعريفات عدة من اهمها ما طرحه المفكر البريطاني رونالد روبرتسون، حيث يصف العولمة بانها (اتجاه تاريخي نحو انكماش العالم وزيادة وعي الافراد والمجتمعات)، كما يعرفها مالكم واترز صاحب كتاب العولمة (بانها كل المستجدات والتطورات التي تسعى بقصد او بدون قصد الى دمج سكان العالم في مجتمع عالمي واحد)".

 "هذا وقد ظهرت العولمة وقت انقسام العالم الى معسكرين رأسمالي واشتراكي، مستفيدة من الانفجار المعلوماتي ومن ازدياد رؤوس الاموال، وانتقالها عبر الحدود الوطنية تحت مسميات التجارة الحرة والشركات العابرة للقومية.

 البعض الاخر يصف العولمة على انها ظهرت بعد الثورة الصناعية في اوربا، لكنها استفادت من الانفجار المعلوماتي في القرن العشرين بصورة كبيرة، ولم تكن العولمة في مبدأ ظهورها الا لتحويل العالم الى قرية صغيرة يسهل التنقل فيها ووعود العيش المشترك وحقوق الانسان والعدل الاجتماعي وحوار الاديان، وذلك من اجل تأسيس ثقافة التنوع الانساني".

يضيف الصافي "وللعولمة هناك عدة جوانب اثرت بها بشكل مباشر على حياة البشر، اهمها في الجانب الاقتصادي وعدت العولمة بتحول نوعي عن اقتصاد يتصف بانه دولي وتظل الاقتصاديات القومية المنفصلة فيه مسيطرة، وايضا كان وعد العولمة في الجانب السياسي هو الاتجاه المتواصل نحو تعددية تؤدي فيها المنظمات الدولية دورا رئيسيا، لتشكيل بنية عابرة للقومية كمنظمة الامم المتحدة ومجلس الامن وغيرها من المنظمات العالمية، وظهور شبكه من المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية التي تراقب عمل الحكومات وتؤثر فيه".

يكمل الصافي "في الجانب الثقافي ايضا تمثل مرحلة من مراحل التفكير الانساني في العالم المعاصر، بدءا بمصطلحات الحداثة، ما بعد الحداثة، العالمية، ثم مرحلة الكوكبية نسبة الى كوكب الارض، وايضا هناك مصطلحات منتشرة كالكونية والانسان الكوني وما شابه، المنادون بالعولمة بالمقابل لم يكشفوا الانتهاكات التي ستتعرض لها الدول على مستوى السيادة الوطنية ".

ويعتقد الصافي "انها تضاءلت وانمحت لدى الكثير من دول العالم وتم تقليل مستوى السيادة الوطنية على مجال السوق، اي بمعنى ان الشركات العالمية حلت في مجال السوق بدلا من الحكومات تدريجيا حتى اضحى العالم مجالا لعمل هذه الشركات، وعلى هذا الاساس فان مستوى الاقتصاديات التابعة ازداد الاغنياء غنى والفقراء فقرا وازدادت معدلات البطالة، وتراجعت معدلات التنمية الاقتصادية والمجتمعية وازدادت نسب التلوث البيئي، تبعا لزيادة التصنيع الذي يستهدف المستهلكين في البلدان الفقيرة ويستفيدون من العمالة الرخيصة والايدي العاملة في تلك الدول الفقيرة".

كما يشير الصافي الى ان "بعض المصطلحات الان تصب في مصلحة كون الاعوام القادمة، سينتقل العالم من مرحلة الصراعات العسكرية الى صراعات الافكار بين الدول، وخلق نظريات جديدة تبعا لتغير المجتمعات. منذ الحرب العالمية الثانية وما قبلها، كان هناك اجماع على ان التجارة هي أكثر من مجرد الاقتصاد، كانت هي اداة للسلم ولتقليل الحواجز امام التجارة وساعدت في تحفيز النمو والرخاء".

واوضح الصافي "هذا الاجماع يتصدع الان بسبب كون اتفاقيات التجارة الحرة الدولية تواجه تحديا الان، خاصة وان الرئيس الامريكي الجديد صرح مؤخرا بان الولايات المتحدة سوف تنسحب من اتفاقية الشراكة عبر الاطلسي وتتجه نحو الاتفاقيات الثنائية، خصوصا على مستوى الاتفاقيات الاقتصادية مع الصين والاقتصاديات الاسيوية، وان تكون الشراكات ثنائية وخارج نطاق الشراكات العالمية التي كنت موجودة مع اوربا".

هذا وقد اشار الصافي "الا ان في فرنسا مثلا هناك ايضا اصوات تطالب بتقوية الدولة بحيث تصبح قادرة على حماية البلد من العولمة، فهل هذا مؤشر الى ان عصر حركة اليسار العالمي مر بمرحلة افول، وهناك ثمة هزيمة لليسار في الكثير من الدول مقابل تنامي حركات اليمين المتطرف في اوربا خاصة، هذا مما يدلل على اننا امام عصر جديد لهذه الحركات حيث عادت القومية على مسرح السياسة، ليس في شكلها القديم لكن القومية الاقتصادية عادت للظهور".

واسترسل الصافي " لكن من جهة اخرى نرى ترامب يتبنى شعارا انعزاليا وهو دائما ما يردد امريكا اولا، وبمقتضى تلك القاعدة فأننا امام حقيقة ان مصالح الولايات المتحدة هي المبدأ الذي يحكم العلاقات الدولية مستقبلا، وكذلك الحال بالنسبة لبريطانيا، فالناخبين البريطانيين يدعون لاستعادة السيطرة على بريطانيا، وقد تم الترويج لصالح شعار خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي وهو نفس شعار ترامب، والحال نفسه ينطبق على فرنسا التي صرح اهم واقوى شخصية في اليمين الوسط، حيث اكد على ان السياسة الخارجية لبلاده لابد ان تخدم مصالح فرنسا في المقام الاول".

ثم بين الصافي "ان هناك اهتمام غير اعتيادي بظهور شخصية الرجل القوي والعودة اليها من خلال الاعجاب الكبير بشخصية الرئيس الروسي بوتين، وايضا ينتظر العالم الرئيس الامريكي الجديد ومرشح الرئاسة الفرنسية وهو من اليمين المتطرف وهذه الدول تعد من الدول القوية والدائمة العضوية في مجلس الامن".

ويضيف الباحث "وللعودة الى مصطلحات الهوية القومية اصبحت مهمة مرة اخرى في اوريا، بعد ما مروا بتجربة الاتحاد الطويلة والتي هي كانت عابرة لحدود هذه الدولة، بيد ان هذا الشعور القومي اخذ يتنامى لدى شعوب اوربا، ففي فرنسا مثلا يصرح المسؤولين هناك ان فرنسا ليست امه ذات تعددية ثقافية، في المانيا ايضا تصرح المستشارة انجيلا ميركل لا نريد مجتمعات موازية، قانوننا فوق القوانين القبلية ومواثيق الشرف واحكام الشريعة، وبالتالي نجد النقاش يحتد في اوربا وامريكا الشمالية حول الاندماج وخاصة بعد موجة النزوح الكبيرة التي توجهت الى اوربا".

 ويستعرض الصافي ايضا "ان للاسلام وجهة نظر اكد عليها خصوصا الامام السيد محمد الشيرازي (رحمه الله) وكرس للموضوع اصدارا خاصا حمل عنوان (فقه العولمة)، وهو عبارة عن دراسة اسلامية معاصرة وكان يستشرف بحسه الانساني وثقافته التي تنهل من القران ومن معين اهل البيت (عليهم السلام)، وسجل الكثير من المؤاخذات على العولمة بشكلها الحالي، وطرح ايضا مفهوم العولمة الاسلامية كأمر مقابل للعولمة الموجودة اليوم، ونظر اليها كوجه آخر من الوجوه المتعددة للاستعمار الهيمنة".

ونقل الصافي قول الامام الشيرازي "ان معنى العولمة يتلخص في اعادة الهيمنة الغربية من جديد، لكن وهي محملة على اجنحة المعلوماتية والعالم المفتوح والمدججة بالعلم والثقافة، حتى وان كانت غير انسانية وبذلك تقلب القاعدة القديمة القائلة (ان القوي يأكل الضعيف)، الى قاعدة جديدة عصرية عولمية تقول (السريع يأكل البطيء)، علما ان القاعدة الجديدة لا تختلف عن القاعدة القديمة من حيث النتيجة بل تكون هذه النتيجة اشد بأسا واعظم ظلما من تلك القديمة، لان اصحاب السرعة يعملون على تهبيط حركة الاخرين بكل وسعهم".

واخيرا يختم الصافي "فبعد ثلاثة عقود او اكثر من انطلاق قطار العولمة اكتشفت العالم انها وبما احتوت عليه من تناقضات شكلت تهديدا لاختلاف المجتمعات، بل وشكلا اخر من الاستعمار وتنامي التفاوت والاقصاء والتهميش والظلم، لم تستطيع العمل على اسعاد البشرية والقضاء على آلامها بل زادت فيها وعمقت منها، لذلك فان الحاجة الى عولمة بديلة لا زالت قائمة ومطلوبة، ونحن نشهد افول العولمة وصخبها، ان الرأسمالية بمعناها الموجود مصيرها سيكون نفس مصير الشيوعية والاشتراكية من السقوط والزوال، ولا يبقى على وجه الارض الا العولمة الصحيحة التي دعا اليها الاسلام وهذا جزء بسيط مما ورد في كتاب فقه العولمة للأمام الشيرازي(رحمه الله).

ومن اجل اغناء الموضوع بالأفكار والآراء طرح على الحضور تساؤلين:

السؤال الاول: هل فشلت العولمة ولماذا؟

- الدكتور قحطان الحسيني الباحث في مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية، قال "للاجابة عن هذا التساؤل ليس من السهولة تحديد اذا كانت العولمة قد فشلت ام لا، لكن بالعودة الى البدايات الاولى لهذا المصطلح الذي طرح ليكون مصطلحا ثقافيا في بداية الامر، لكن لديه تفرعات اخرى سياسية واقتصادية وتقنية وعسكرية العولمة بحد ذاتها كمصطلح هي محاولة للسيطرة، طرحت من قبل مراكز البحوث الغربية في محاولة لمد النفوذ في كل الدول التي لا تخضع للسيطرة الغربية، يدخلون اليها من مدخل اقتصادي وثقافي وصولا للأمر السياسي".

يضيف الحسيني "كل هذه المحاولات حقيقة ضربت بالعمليات الارهابية العالمية والدولية وقد شكلت صدمة على مبدأ العولمة، لأنه ولد ردود فعل في تلك الدول اجتماعية واثار حفيظة النزاعات القومية والمذهبية والدينية في تلك الدول، ولمحاولة مد النفوذ اعتمد على ما يسمى بالقوة الناعمة اي يعني ان العولمة كانت هي احدى وسائل القوة الناعمة، التي دعا اليها الفلاسفة الغربيين أبرزهم جوزيف ناي، واستطاع من خلال التسويق لهذه الفكرة ان يتبناه الحزب الديمقراطي في امريكا بالتحديد".

يكمل الحسيني "لكن في نهاية المطاف جوبهت العولمة من قبل التيارات الاسلامية بالتحديد وبالتالي لم تنجح ذلك النجاح المتوقع لكن في نفس الوقت لم تفشل، وذلك على اعتبار ان القيم الثقافية السائدة في بلدان عديدة هي قيم غربية، الاستهلال النوعي والذوقي، النتاجات الاقتصادية، المواد المصنعة ايضا لها رواج في الدول الضعيفة، السؤال هنا من الخاسر ومن الرابح من العولمة؟ بالتأكيد الرابح هم الدول الغربية التي روجت لهذه الفكرة والخاسر هي الدول الضعيفة التي ليس لديها الامكانيات وهي غير منتجة ومجتمعات استهلاكية فقط، وبالتالي العولمة شكلت عبء على الدول الفقيرة لأنها خلقت فيها اذواق استهلاكية، وختاما العولمة لم تفشل مطلقا ولم تنجح مطلقا".

- الدكتور خالد العرداوي مدير مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية، قال "اذا نظرنا الى العولمة على انها رديف للأمركة فالأمركة حاليا تفشل، الامركة هي محاول طبع العالم بالطابع الامريكي من ناحية القيم، الاقتصاد، الثقافة، الى اخره هي فشلت، لكن اذا نظرنا الى العولمة على انها نتاج تحول العالم الى قرية واحدة تتقارب فيها المسافات، وتنفتح فيها الافكار والفضاءات الثقافية عند ذاك لم تفشل العولمة، العولمة حاليا لا زالت تمر بمخاض وهي رديف للعالمية وليست رديف للأمركة، وان مشكلة العولمة حاليا هي المشكلة الاقتصادية هذه الفجوة الاقتصادية بين بعض الدول والدول الاخرى".

 يضيف العرداوي "هذه هي التي سببت ردات فعل خاصة في الدول المتقدمة كالولايات المتحدة وأروبا، والحالة الثانية حتى الدول التي ارادت ان تذهب في طريق العولمة مشكلتها انها لم تكن امينة بالكامل مع هذا المفهوم، اي بمعنى ان التحول من الهوية الفرعية الى الهوية العالمية بعض الدول ومع تقدمها الثقافي والحضاري هي لا زالت غير مستعدة لتقبل الامر، فالتحدي الاول كان تحدي الهويات الفرعية وهي تحاول ان تمارس نوعا من الممانعة ضد الاندماج العالمي بهوية واحدة تتفاعل بها مع الاخرين بطريقة ايجابية".

يكمل العرداوي "وبالتالي ان الفشل هو فشل ثقافة القاعدة التي كان من المفترض ان تكون متقدمة ثقافيا، اقتصاديا، بان تندمج حقيقيا مع باقي الثقافات وتتفاعل معها بشكل ايجابي، حتى مفهوم صراع الحضارات هو واقعا صراع الهويات وهو يهدف الى عدم دمج الهويات مع بعضها البعض الاخر، الشيء الاخر العولمة ليست فقط الاقتصاد حتى نحكم بفشلها بل هناك عولمة امنية فطالما ملف الارهاب ملف عالمي فلا يمكن مواجهة الارهاب من طرف واحد، ايضا قضية المناخ والتنمية وغيرها اليوم اصبحت قضايا عالمية الكل يحتاج ان يتدخل فيها، وحتى فكرة (القوي يأكل الضعيف) استجد بدلا عنها (الاسرع هو الذي يسيطر على الإبطأ) وهذه القاعدة ليست خارج العولمة، وختاما اذا ما تحولنا من العولمة بمفهومها الامريكي الى العولمة التي يراها السيد الشيرازي على انها عولمة انسانية سنكون فعلا نسير بالطريق الصحيح".

- الدكتور حسين احمد السرحان رئيس قسم الدراسات الدولية في مركز الدراسات الاستراتيجية/جامعة كربلاء، يعتقد "ان العولمة في بداية الامر كانت قائمة على دعم التحولات الاقتصادية، وبالتالي نجحت هذه النظرية في ايجاد تكتلات اقتصادية قوية جدا، وهي تحكم اقتصاد العالم الان من مثل منظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي وغيرها من المؤسسات الاقتصادية الدولية، وعند ذاك ليس من السهولة ان تنسحب منها كونها ترتبط معها بالكثير من الالتزامات الاقتصادية".

يضيف السرحان "وكانت هناك سياسات ومناهج عامة تتناسب مع منظور المنظمات الدولية الاقتصادية، قد يسأل سائل هل العولمة فشلت واقعا؟ هي لازالت في القمة، لان عددا قليلا من الدول هي خارج منظمة التجارة العالمية وتسعى لاهثه باتجاه الانضمام لها ومنها العراق، ففي امريكا مثلا اجري استطلاع هل نذهب باتجاه الانعزالية ام الاندماج مع العالم اقتصاديا، الرأي جاء لصالح ان تنكفئ الولايات المتحدة على نفسها والسبب حتى لا تتحمل الولايات المتحدة خسائر وتكاليف اكبر".

يكمل السرحان "وبالتالي ان قضية العولمة اليوم في جانبها الاقتصادي هي على القمة لكن الكلام الذي يدور الان حول الدور الامريكي في هذا الامر، وعلى هذا الاساس فالسياسات الامريكية تسعى الى ان يكون هناك شركاء لهم في تحمل تكاليف حماية النظام العالمي من مثل الصين وروسيا الاتحادية".

 - احمد جويد مدير مركز ادم للدفاع عن الحقوق والحريات يعتقد ان العولمة هي تحصيل حاصل لتطور تكنولوجي وصناعي هائل يشهده العالم، وبالتالي كل دولة لا تستطيع ان تنكفئ في حدودها ومع اقليمها، وعند ذاك هي تلعب دور كبير مع دول اخرى وان تكون لها شراكات واسعة مع جميع دول العالم، وللعودة للسؤال فان العولمة قد تشهد تطورا في مجال معين وصراعا في مجال معين وتراجعا في مجال اخر".

يضيف جويد "فعلى على الجانب الاقتصادي مثلا شهد العالم هذه التكتلات، وحتى قضية اسعار البترول لم تضبط لولا تدخل المنظمات العالمية ودعوتها لخفض انتاج النفط، ايضا كل الدول تنتج السلع والمواد وهي مدعوة الى ان تنقل البضائع والسلع لأسواق اخرى، وان ذهابها الى هناك لا يأتي الا عن طريق نظام العولمة، لكن العولمة في مجالات اخرى تتراجع كالأمن الغذائي والانساني فالعالم يشهد مجاعات في دول معينة، وايضا هناك تراجع في حقوق الانسان وحتى على مستوى الامن الصحي اليوم منظمة الصحة العالمية لم تتمكن من ان تضبط ايقاع عمل الشركات المنتجة للدواء،".

يكمل جويد "وهناك الكثير من شعوب العالم تعاني من امراض، وايضا هناك تراجع على مستوى العولمة الثقافية بسبب التناحر القومي الثقافي والنزاعات الدينية، قضية المهاجرين هي الاخرى بدأت تبرز بشكل او باخر وحتى وصل الامر الى ان تتشكل العنصرية من جديد في اوربا، عند ذاك لا يمكن ان نحكم على العولمة بشكل عام انها فشلت لكن فيها فشل في جانب وتراجع في جانب اخر وصراع في اخر ونمو او تقم من جهة اخرى".

- الاستاذ حمد جاسم التدريسي في جامعة كربلاء والباحث في مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية، يرى "ان فكرة العولمة تكاد ان تتمثل بفكرة الانتداب التي ظهرت في عشرينيات القرن الماضي، الفكرة تم تسويقها من خلال الدول الغربية للسيطرة على دول العالم الثالث لنهب خيرات هذه الشعوب بحجة تطوير هذه الشعوب، ففكرة العولمة كذلك انطلقت من الدول الغربية للسيطرة مرة ثانية على هذه الدول".

يضيف جاسم ، والا اين هي الشركات التي تستطيع ان تخترق سيادة الدول الاوربية كذلك حتى على مستوى انظمة الحكم، نجد في الدول النامية انظمة هزيلة ومتدهورة في الدول الاوربية نظم الحكم تتطور، النظم الحزبية اليمينية واليسارية تغيرت استراتيجيتهم بسبب الارهاب والهجرة وحتى القومية هي بالأساس انطلقت من اوربا".

- الدكتور علاء الحسيني التدريسي وأستاذ القانون الإداري في جامعة كربلاء-كلية القانون والباحث في مركز ادم للدفاع عن الحقوق والحريات، قال "هناك ميادين قطعت العولمة بها اشواط متقدمة ولكن هناك ميادين شهدت تراجع، اليوم مثلا المشهد العالمي يسجل للعولمة تراجع على الصعيد الديمقراطي، فالولايات المتحدة على سبيل المثال في عهد جورج بوش واوباما خاضت عدت حروب، من اجل تدعيم التحولات الديمقراطية لكن الرئيس ترامب يصرح الان بانه لا يدعم تغيير الانظمة بحجة نشر الديمقراطية".

يضيف الحسيني "اما على الصعيد الاقتصادي فالعولمة قطعت اشواط متقدمة في حرية التجارة وعقدت اكثر من معاهدة واتفاقية تجارية لتحرير التجارة بين الدول والمناطق الحرة والتبادل التجاري، ولكن الى الان لا زالت السياسة تعمل عملها في هذا الميدان وتحجم دور المسالة التجارية والتبادل التجاري حتى لا يرتقي الى مستوى الطموح".

يكمل الحسيني "في المستوى الثقافي لا زالت اغلب الشعوب منكفئة على ثقافتها الخاصة بها ولا تنظر الى الثقافات الاخرى نظرة اطمئنان، وان كان بعض الشباب يتلقفون بعض القيم الثقافية والتي فيها حداثة مثل قصات الشعر والملابس والتي اصبحت شائعة على مستوى العالم".

- الاستاذ حامد عبد الحسين الجبوري الباحث في مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية، يرى "ان العولمة هي عبارة عن قرية كونية الصغيرة، وبالتالي يحصل هناك تلاقح في الافكار والقراءات، الى جانب ذلك فان العولمة ليست في تراجع، ايضا هناك من يصف العولمة على انها (امركة الارباح وعولمة الخسائر)، اي بمعني ان تبني حرية التجار العالمية هذا مما يضعف الاقتصاديات الاخرى ويحقق الميزة التنافسية للاقتصاديات المتقدمة".

- الشيخ مرتضى معاش رئيس مجلس إدارة مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام، يجد "ان موضوع العولمة من الموضوعات الهامة وان العولمة ظهرت بمفهومها المعاصر الحديث لسببين، الاول هو انتهاء الحرب الباردة وظهور امريكا كقطب اوحد بالعالم، والسبب الثاني هو ظهور الانترنيت والفضائيات مما جعلت العالم اكثر قربا وزالت الحدود الموجودة وجعلت العلم قرية واحدة".

يضيف معاش "العولمة امر حتمي لكن السؤال الذي يطرح نفسه الان هل جعلت العالم اكثر قربا ام جعلته اكثر جفاء وبعدا؟، واما الذين كانوا ينادون باسم العولمة كانوا يهدفون من خلال ذلك ليس البعد الانساني كما يدعون بل للاستفادة الاقتصادية والثقافية".

 يكمل معاش "فبدل ان يكون العالم قريب من بعضه ويتضامن ويتكافل ويحل مشاكله وتصان حقوق الانسان فيه، ظهرت سلبيات كثيرة لهذا النموذج ومن اهمها ظهور التفاوت الكبير بين الاغنياء والفقراء وزادت طبقة الاغنياء غنى وتوسعت طبقة الفقراء بل الاكثر من ذلك الطبقة الوسطى اختفت وتلاشت، الا ان بعض الخبراء يرى العكس كون الطبقة الوسطى نمت وتوسعت في العالم".

يضيف ايضا "الشيء الاخر نمت ثقافة الاستهلاك عند الناس مما أدى الى تحولات مناخية كارثية بسبب العولمة ونتاجها الصناعي، فالعولمة حثت الانسان على الاستهلاك بكل انواعه وصوره حيث تعاني دول العالم اليوم من التلوث البيئي وما تسببه على طبقة الاوزون وارتفاع درجات الحرارة وذوبان الثلوج كل هذا نتيجة نمو ثقافة الاستهلاك بين الناس، العولمة لم تقدم ثقافة الاقتصاد وثقافة احترام الموارد الارضية، وانما ادت الى نمو الاستهلاك ، وان هدف الرأسمالية الاستفادة من الربح المطلق من هذه القضية".

ويوضح معاش "بالإضافة الى ذلك فان النقطة الثالثة تكاد تتمحور حول الفساد الاخلاقي وما يدور في فلكه، من نشر الشذوذ الجنسي وثقافة العري والاختلاط الجنسي والعلاقات الجنسية قبل الزواج وانتشار موضات الملابس غير المحتشمة وغيرها، وهي بذلك قد نمت ظواهر لا تتطابق مع النفس البشرية والفطرة البشرية".

ويختم معاش "وادت العولمة الى المزيد من المشكلات من مثل انتشار حالات الطلاق والعنف والعنف الاسري، كل هذا تم بفضل عولمة القيم الاخلاقية الفاسدة وهي بعيدة كل البعد عن العولمة الانسانية، فالرأسمالية خلقت وليدا متوحشا وهو العولمة المنفلتة، فاليوم نحتاج الى عولمة اكثر انسانية حتى تستطيع ان تقرب بين البشر".

السؤال الثاني: هل يسير العالم نحو العزلة؟

- يعتقد الدكتور قحطان الحسيني "من محاسن العولمة انها اجبرت العديد من دول العالم التي ترتبط بعلاقات عداوة، على التعامل مع بعضها البعض سواء في الجانب الامني او التجاري او الاقتصادي، لذلك ان الحديث عن موضوع ان دول العالم تسير باتجاه العزلة عن بعضها البعض الاخر، هو تقدير في غير محله وليس له قبولا على ارض الواقع وذلك لان طبيعة العلاقات الدولية قائمة على اساس التداخل والتشابك في المصالح".

يضيف الحسيني "سواء كان في ميدان العلم في الاقتصاد في التجارة في الامن وايضا في ميادين الاتصالات، العولمة المتحققة الان في مجال الاتصالات والمعلومات هي خير برهان على ان العالم لا يمكن ان يصل في اي لحظة من اللحظات، الى العزلة التامة بين مكوناته وبالتالي ان قضية التبادل والتداخل ستبقى قائمة حتى وان ظهرت حالة من العداوة وحالة من الجفاء فيما بين الدول".

-الدكتور خالد العرداوي يسجل تحفظه على بعض المفردات كون العولمة هي امتداد للاستعمار والرأسمالية المتوحشة هي كالعولمة المتوحشة، العالم اليوم يتطور والتكنولوجيا والثقافة وانماط حياة البشر الان يحتك بعضها بالبعض الاخر، ومع تنامي التقارب البشري والتقارب الجغرافي بين الناس ممكن ان نشبه العالم الان بالعالم في فترة التنوير في اوربا، ففي تلك المرحلة كانت هناك افكار جديدة تطرح لضرب هياكل قديمة من القيم، من المؤسسات، من انظمة الحكم".

يضيف العرداوي "وبالتالي هذه الهياكل كانت تمارس نوعا جديدا من انواع الممانعة ضد الوافد الجديد، ففصل السياسة عن الدين واجه الكثير من الرفض من قبل المؤسسة الدينية آنذاك، قضية الاقتصاد الحديث المبني على اساس الاقتصاد الرأسمالي بمرحلته التجارية وثمة الصناعية اللاحقة هي الاخرى واجهت الكثير من الرفض من قبل الطبقات الصناعية والطبقات المستفيدة".

يكمل العرداوي " العالم اليوم يتطور وبصرف النظر ليس كله مثالي وحتى قيمنا الاصلية هي ليست بالمطلق كلها مثالية او ايجابية، مشكلتنا الاساسية اننا ضعفاء وهناك في العالم اقوياء ويستفادون من التطور الحديث، وهم اقوياء بحياتهم، بنمط اقتصادهم، بقدراتهم العسكرية، بنظام الحكم، ونحن ضعفاء بالمقابل فضعفنا لا يبرر لنا ان نرفض العولمة وان نعتبرها خطر ماحق".

كما يوضح العرداوي "العولمة تشكل خطرا على الضعفاء الذين لا يرغبون بالتطور والذين يفضلون العيش في قوقعة الفكر الجامد، اذا اردنا ان نكون ناس عولميين حقيقيين مؤثرين ان نمتلك الادوات المؤثرة في التحاور مع الاخر، العولمة هي ترتكز على القوة الناعمة وليست الصلبة ما تراه انت خطا بالأخر هو يراه صواب وما تعتقده صواب يراه خطأ فيك، اخيرا ان العولمة شيء لابد منه وان العالم اليوم اصبح اكثر تقاربا وبالتالي يمكن ان نستعير النص التالي (عالم جديد لا يرحم الحمقى ولا يغفر للجهلة)".

 - الدكتور حسين احمد السرحان، يرى ان المقياس اليوم مبني على التصريحات التي اطلقها ترامب وبعض المستجدات السياسية في اوربا، التي ظهرت لصعود اليمين في الولايات المتحدة وفي بريطانيا، خصوصا وان سقف الشعارات الانتخابية دائما ما يكون عاليا، لكن المواقف سرعان ما تتحول ما بعد الانتخابات لتكون اكثر واقعية".

يضيف السرحان "وعلى هذا الاساس اخذ العالم تصريحات الرئيس الامريكي القادم على محمل الجد، واعتبر ان امريكا متجهة نحو الانعزالية وهذا غير صحيح سيما وان نبرة الخطاب التصاعدية اتجاه شركاء امريكا الاقتصاديين خفت وانخفضت، وان التعاملات التجارية والاقتصادية سوف تكون منصفة وان الانعزالية التي تتجه اليها الدول هي انعزالية حمائية".

- احمد جويد، قال لا يمكن ان يذهب العالم نحو العزلة ما دام هناك سلع وهناك تسويق للسلع، حتى كرة القدم هي اصبحت تجارة عالمية وليس رياضة فقط، خاصة مع وجود قنوات خاصة تعنى بالبث التلفزيوني للمباريات وقد دخلت معترك العولمة في تسويق تلك المباريات، وبالتالي لا يمكن لأي دولة ان تعيش في عزلة، ما دامت هي تسعى للنمو او تصدير او تسويق منتجاتها سواء كانت ثقافتها او رياضتها او سلعها، بل على العكس اليوم نرى تجارب الفضاء تبحث عن كواكب اخرى فيها او اناس بغية التواصل مع العوالم الاخر، اليوم كل الوسائل الموجودة طاردة لفكرة العزلة في ذات الوقت وهي متجهة نحو العولمة بإيقاع وضوابط اخرى".

- حمد جاسم يجد ان العزلة لا تتم بشكل كامل وان هناك العولمة الاقتصادية في كل من اوربا وامريكا لم تتجه نحو العالم الثالث من خلال التعاون العادل بل ان الشركات العالمية فرضت على العالم الاخر ما تريد، وهذا ما تم فعلا اثناء تشكيل العلاقات الاقتصادية مع الصين او اليابان، لذا فالعولمة هي وجه من اوجه الاستعمار وهي تعزيز لفكرة (دعه يعمل دعه يمر)، وايضا ورد في الورقة الرجوع للقومية وصعود اليمين فهذه واقعا عزلة".

الدكتور علاء الحسيني، يتصور ان العولمة تسير نحو التوحش ونحو اللارحمة بالحقوق والحريات، اليوم العولمة هي تعمل لصالح الكبار على حساب الشعوب وعلى حساب المقهورين، العولمة الاقتصادية تعني استنزاف الشعوب الفقيرة وهي شكل جديد للاستعمار الذي كان في القرون الماضية، العولمة تعني استضعاف الشعوب الضعيفة وزيادة قهرها وهي ايضا تعني في ادبيات الحكام الغربيين فرض شكل نظام الحكم بحجة الديمقراطية".

يضيف الحسيني "والنتيجة التي الت اليها هي بحار من الدماء وليس بحار من الديمقراطية واقرب مثال على ذلك ما يحصل في سوريا وفي ليبيا، ناهيك عن ذلك الانتهاكات الفظيعة في حقوق الانسان وقهر للإنسان المسلم وقهر للإنسان المستضعف والفقير، العولمة بشكلها المتوحش الحالي هي تحتاج الى مراجعة، اليوم هناك دعوات لحوار الاديان ماذا تعني تلك الدعوات بالتأكيد هي ترمي الى اتهام العولمة بانها ليست البديل الناجح بل البديل الاسوأ".

يكمل الحسيني "العولمة الثقافية ترمز الى اقناع الناس وبالأخص منهم الشباب على اعتبارهم اكثر تأثرا، بفكر وثقافة جديدة لا تأتلف مع ما يأمر به الدين والقيم والواقع الانساني الذي نعيشه، والمحافظ على الكثير من القيم والثوابت الانسانية والدينية اليوم نحن بحاجة كمجتمعات شرقية ان نطرح البديل للعولمة البديل هو العولمة الانسانية اي احترام كانسان".

- حامد عبد الحسين الجبوري ، يجد "ان اي بلد منظم للعولمة من خلال ثلاث مؤسسات وهي تعتبر ادوات للعولمة، منها مثلا صندوق النقد الدولي ويكون القرار لصاحب الحصة الاكبر في تمويل الصندوق والتي تمتلك امريكا فيه(17%)، البنك الدولي تمتلك فيه امريكا (16%) منظمة التجارة العالمية ايضا رصيد امريكا عالي فيها، اي بلد خاضع للعولمة عن طريق هذه المؤسسات الثلاثة سيكون حينها خاضع للشروط التي تتبناها هذه المؤسسات، وبالتالي لا يمكن العزلة في حين البلدان الاخرى غير المنظمة يحق لها ان تنعزل ام لا، ومن نتاج العولمة ان (44) فرد بالعالم يمتلك نصف ثروة العالم".

- الشيخ مرتضى معاش، يرى " ان الغرب هو الذي بدأ العولمة وهو الذي يريد ان يجهض العولمة او يضربها، العولمة هي نتاج للصراع الاستعماري الذي ادى الى الحرب العالمية الاولى والثانية وراح ضحيتها مئة مليون انسان، حرب الافيون في العام (1840) فرضت بريطانيا على الصين ان يدخنون المخدرات فرفضت الصين وشنت حربا ضدها".

يضيف معاش "العولمة يراها البعض انها عبارة عن مجموعة لوبيات تؤمن بالعري وبالشذوذ وتروج للخيانة وللصوصية، بالنتيجة تراجعت العولمة امام النموذج الوطني وبالتالي كانت هناك ردات فعل ضدها، العولمة كانت تمثل الانتقائية والازدواجية وكانت غير انسانية، العولمة في افريقيا وموضوع الهجرة كلتاهما كشفتا الزيف الغربي وحقيقة القيم التي كان ينادي فيها".

يكمل معاش " اليوم في الغرب يوفرون للمثليين مناخات ملائمة ويبيحون لهم الزواج ويتركون لهم خيار تبني طفل وعند ذاك كل شيء له علاقة بالفطرة الانسانية ينتهي، فالتكوين البشري قائم على توافق رجل وامرأة لبناء كيان اسرة، واخيرا المشكلة الاساس في العولمة هي مشكلة فكرية اخلاقية في الغرب".

يضيف ايضا "الغرب تقدم تكنولوجيا ومعنويا ولكنه تأخر انسانيا واخلاقيا وايضا فكريا وهو لم يستطع ان يبلور نظرته بشكل يضمن للإنسان ان يتقدم وان ينسجم، اليوم العالم متجه نحو العزلة النفسية والجدران المتصاعدة والسبب ان العولمة الغربية عولمة مزيفة، احترام الاختلافات لا يأتي بفرض رأيك على الاخرين، اليوم العولمة قسرية شمولية وتؤسس لنظام شمولي عالمي واحد وهي تدعو الى عولمة الليبرالية كي تصبح الليبرالية دين جديد".

 -علي الطالقاني يؤكد "ان نظرة الامام الشيرازي (رحمه الله) للعولمة التي اسماها القولبة وناقشها في مجالها الاخلاقي غير المجال الاقتصادي الذي تم تناوله الان، وحتى مسالة القومية عندما تعارضت هذه النظرية مع موضوعة القومية من قال ان الغرب لم يستفد من القومية، فالعولمة بإطارها العام شئنا ام ابينا هي موجودة في الاطار الاسلامي الذي يوصي بإزالة الحدود الجغرافية ومن قبلها ازالة الحدود النفسية، العولمة في اطارها القديم وحتى في اطارها الاقتصادي هي كانت افضل مما كانت عليه اليوم، لاسيما وان كثرة وسائل النقل ووسائل الاتصال السريع والاعلام كل ذلك لعب دورا ضخما وكبيرا في تسويق العولمة".

التوصيات والاستنتاجات

بعد جملة الاراء التي طرحت، خرج الملتقى بعدد من الملاحظات والتوصيات والاستنتاجات:

- العولمة في بعض جوانبها مستمرة وتحقق نجاحات.

- العولمة سوف تستمر وتزداد اتساعا في تأثيرها على افكار البشر وانماط حياتهم

- لابد من التكيف مع الجو العالمي والمحافظة على هويتنا ومصالحنا ووضع الاطر التشريعية المناسبة

- العولمة سوف تقيد بقيود في اجزاء منها وتوضع لها محددات

- تطوير مناهجنا التربوية والتعليمية وجعلها محصنة

- سوف تستمر العولمة على دول الجنوب حتى ولو بالقوة

- العولمة في قالبها الحالي هي كارثة عالمية

- العولمة مستمرة والحل اعادة ترتيب النسب في ادوات العولمة الثلاث

- مستقبل العولمة متوقف على الاستراتيجية الامريكية

اضف تعليق