q
ثقافة وإعلام - أدب

ذكرى حبيبٍ

ذِكراهُ تَنشِرُ في الآفاقِ أنوارا

وتَفرشُ الأرضَ رَيحانًا وأزهارا

 

وتملأُ الكونَ موّالًا ولَحنَ هوى

وتَستَحيلُ بسمعِ الدّهرِ أذكارا

 

محمدٌ سيدُ الدّنيا وبَهجَتُها

مَنْ تَكتسي بِهواهُ الرّوحُ أعمارا

 

مَنْ قلبُهُ جَنةٌ لكنها فُتحتْ

لِلعالمينَ لِتُجري الحُبَّ أنهارا

 

**

قُمْ حدِّث القلبَ حيثُ القلبُ مالَ إلى

ذِكرى حَبيبٍ عليهِ بالهوى جُبِلا

 

مَنْ حبُّهُ شرفٌ، مَنْ ذكرُهُ نُسُكٌ

مَنْ دينُهُ خُلقٌ، مَنْ خُلقُهُ اكتملا

 

نَعمْ فذا أحمدُ المختارُ سيدُنا

وخيرُ مَنْ لإلهِ الناسِ قدْ وَصَلا

 

حتى الإلهُ الذي أنشاهُ مِنْ عَدَمٍ

يَهواهُ حُبًّا وما يومًا إليهِ قَلَى

 

**

وحدٍّثِ الرُّوحَ عَنْ ذِكرى ولادتِهِ

حيثُ التُقى والوفا إياهُ قَدْ وُلِدا

 

مُذْ جاءَ ضَاقتْ نُفوسٌ وأنتشتْ أُخرٌ

والليلُ والصُبحُ مِنْ أنوارِهِ سَعُدا

 

غَاضَتْ بُحيرةُ ساوى وانْطَفَتْ شُعَلٌ

لِفارسٍ، وإليهِ الكونُ قدْ سَجَدَا

 

كأنما الأنبيا لما بَدا وُلِدوا

وراحَ يُضفي عليهمْ رَحمَةً وهدى

 

**

عن حُسنِ قامتِهِ، عَنْ نُورِ غُرَّتِهِ

عَنْ سِحرِ طلعَتِهِ، ارسُمْ لنا صُوَرا

 

فالقلبُ يُشغلُ إلا عن مَحَاسنِهِ

والعينُ تعمى ويبقى نورُهُ بَصرا

 

اللهُ صورَهُ مِنْ حُسنِهِ فبدا

دُرًا وباتَ الورى مِنْ حولِهِ مَدَرا

 

وَمَنْ يَكُنْ نُورُهُ مِنْ نورِ خالقِهِ

فلستَ تلقى لَهُ مِنْ مِثلِهِ بَشرا

 

**

باللهِ زِدْنا وحدِّثْ عَنْ مَنَاقِبِهِ

وعَنْ مَراتِبِهِ فالقلبُ مَالَ لَهُ

 

هذا النبيُ وخيرُ الخلقِ قاطِبَةً

اللهُ جمّلَهُ، واللهُ كمَّلَهُ

 

محمدٌ وهو محمودُ الصفاتِ ومَنْ

زكتْ أرومَتُهُ، فانظرْ شمائلَهُ

 

فاقَ الخلائقَ أخلاقًا فلستَ ترى

في الفضلِ أو في العُلى كفؤًا مُماثِلَهُ

 

**

وعَنْ كرَاماتِهِ هلّا ذكرتْ لنا

فاللهُ مِنْ أجلِهِ قدْ أوقفَ السُننا

 

قرآنُهُ آيةٌ مِنهُ قدْ اتسقتْ

شَريعةُ الدِّينِ والدُّنيا، وظلَ سنا

 

إذا مشى ظللتْهُ غَيمةٌ وإذا

مَسَّ الشُجيراتِ آتتْ في يديهِ جنى

 

والغارُ والبدرُ لما خرَّ مُنشطِرًا

والبئرُ مِنْ ريقِهِ روَّى بِها مُدُنا

 

**

وعَنْ سُلالتِهِ عَنْ طيبِ مَحتَدِهِ

وعنْ مَكانَتِهِ بينَ النَبيينا

 

ذا خاتِمُ الرُّسلِ طُرًا وهو سيدُهمْ

أخو الوصيِ، أبو الزهراءِ، هادينا

 

سِبطاهُ خيرُ شَبابِ النِّاسِ قاطِبَةً

الهاشِميُ، ومَنْ في الحَشرِ يُنجينا

 

مَنْ جاءَ بالسِّلمِ والإسلامُ شِرعَتُهُ

وخيرُ مَنْ عَبدَ الرَّحمَنَ بارينا

 

**

صلّى وسَلّمَ ربُّ الناسِ مولاها

على النبيِ الحبيبِ المصطفى طه

 

ما أَرسلت للورى مِن سِحرِها قَمرًا

شمسٌ وراحتْ تُجلّي ليلَ أخراها

 

فإنَّهُ خيرُ مَنْ أدّى رِسالَتَهُ

وإنَّهُ خيرُ مَنْ قدْ سبَّحَ اللهَ

 

و(هو الحبيبُ الذي تُرجى شفاعَتُهُ)

محمدٌ خيرُ رُسلِ اللهِ أزكاها

اضف تعليق