q

تشكل البحار والانهار فعلياً موارد رئيسة في القرن الواحد والعشرين سواء من حيث انتاج الطاقة او من حيث الاستثمار في الزراعة، ناهيك عن كونها عامل بيئي مهم، ولهذا فإن السيطرة على مناطق المياه في العالم تعتبر بالنسبة للقوى القديمة والحديثة أساس الصراع الدولي في تجلياته الإقليمية والدولية، كما هو الحال مع روسيا وامريكا واوروبا والصين واليابان وبعض دول الشرق الاوسط، مثال ذلك انه على الرغم من التوتر الحاد الناجم عن خلافاتهما حول سوريا واوكرانيا، ما زال التعاون قائما بين روسيا والغرب بشكل متطور في القطب الشمالي، بمساع من الحكومة الكندية الجديدة، في الوقت نفسه عاد انشاء محميتين واسعتين للحياة البحرية في القارة القطبية الجنوبية الى دائرة البحث خلال محادثات في اجتماع دولي سنوي في مدينة هوبارت الاسترالية، وكل الانظار شاخصة في اتجاه روسيا التي تمثل العقبة الرئيسة امام هذا المشروع، ومسألة فتح محميتين بحريتين كبيرتين مطروحة منذ العام 2011 في لجنة الحفاظ على الثروة النباتية والحيوانية البحرية (سي سي ايه ام ال آر) التي أسست سنة 1982 بموجب اتفاق دولي، ويغطي المشروع الأول، وهو من إعداد أستراليا وفرنسا والاتحاد الاوروبي، مناطق بحرية شاسعة في شرق أنتاركتيكا، أما الثاني الذي تطرحه الولايات المتحدة ونيوزيلندا، فهو يتمحور على بحر روس وهو خليج واسع مطل على المحيط الهادئ خاضع للسيادة النيوزيلندية. بحسب فرانس برس.

ويلقب هذا البحر أحيانا بـ "المحيط الأخير" لأنه يعد آخر نظام بيئي بحري في العالم بقي على حاله سالما من التلوث والصيد الجائر والأنواع الغازية، ويسود إجماع بين منظمات الدفاع عن البيئة حول ضرورة إنشاء المحميتين في اللجنة التي تضم 24 بلدا اضافة الى الاتحاد الأوروبي، لكن روسيا تكبح هذا المشروع، والصين أيضا لكن بوطأة أخف لأنها وافقت على فكرة تحويل بحر روس إلى محمية في اجتماع سنوي للجنة سنة 2015، وقال مايك ووكر المسؤول عن "التحالف من أجل محيط أنتاركتيكا" الذي دعا قادة العالم إلى الاسترشاد بمشروع الولايات المتحدة "حان الوقت لحماية مياه أنتاركتيكا التي هي بمثابة محرك التيار المحيطي"، حيث ستقام اكبر محمية بحرية في العالم في جزء من مياه انتاركتيكا الصافية اثر ابرام اتفاق "تاريخي" في استراليا بفضل رفع الفيتو الروسي عنها.

على الصعيد ذاته، أقامت جماعتان بيئيتان دعوى قضائية تتهم النرويج بخرق تعهداتها بموجب اتفاق دولي لمحاربة تغير المناخ من خلال السماح لشركات طاقة بالتنقيب عن النفط والغاز في بحر بارنتس القطبي، من جانب آخر، تؤدي الاسماك في المياه العذبة دورا اساسيا في تغذية عشرات ملايين الاشخاص في اكثر البلدان فقرا، بحسب باحثين وضعوا خريطة لنشاطات الصيد هذه بهدف حمايتها على نحو افضل وتحسين تنوعها الحيوي، فيما رفضت اللجنة الدولية لصيد الحيتان مرة جديدة انشاء محمية للحيتان في جنوب المحيط الاطلسي تقترحها دول عدة تقع في نصف الكرة الارضية الجنوبي.

على صعيد آخر، يقول علماء المناخ إن زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو تحبس الحرارة الصادرة عن الأرض مما يتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري، وأستراليا من أكبر الدول المسببة لانبعاثات الكربون لاعتمادها على مصانع تعمل بالفحم لتوليد الكهرباء.

وقال تشارلي وود وهو عالم بيئي في حركة مناهضة للوقود الأحفوري تدعى (350 دوت أورج) "تغير المناخ يقتل الحاجز المرجاني العظيم"، وأضاف في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني "استمرار التعدين وحرق الفحم والنفط والغاز يضر بالمناخ بشكل لا يمكن إصلاحه، إذا أردنا لأطفالنا الاستمتاع بالحاجز المرجاني العظيم لأجيال قادمة فيجب علينا التحرك الآن لإبقاء الوقود الأحفوري في الأرض".

المرجان ينفق باعداد غير مسبوقة في الحاجز المرجاني الكبير

سجل الحاجز المرجاني الكبير في استراليا هذه السنة نفوق اكبر عدد من الشعب المرجانية ما يثير مخاوف على مصير هذا المعلم الطبيعي البارز المدرج في قائمة التراث العالمي، على ما اكد العلماء، هذا النظام البيئي الهش الممتد على 2300 كيلومتر وهو الاكبر في العالم، عرف ظاهرة ابيضاض هي الاشد بسبب ارتفاع حرارة المياه بين اذار/مارس ونيسان/ابريل الماضيين، وقد ضربت هذه الظاهرة خصوصا الجزء الشمالي من الحاجز الذي يصعب الوصول اليه، واجرى مركز التميز للدراسات حول الشعب المرجانية في جامعة جيمس كوك هذه السنة مهمات استكشاف جوية لهذا المعلم الاسترالي فضلا عن عمليات غوص لاجراء دراسات، بحسب فرانس برس.

وقد اظهرت ان ثلثي المرجان الممتدة على مسافة 700 كيلومتر في شمال الموقع نفقت في الاشهر الثمانية او التسعة الأخيرة، وقال تيري هيوز مدير المركز "غالبية الخسائر في العام 2016 وقعت في اقصى شمال الحاجز المرجاني الكبير، وسبق لهذه المنطقة ان افلتت مع اضرار ضئيلة من ظاهرتي ابيضاض سابقتين في عامي 1998 و2000 الا انها عانت كثيرا هذه المرة"، اما في مناطق الوسط والجنوب بما في ذلك المناطق السياحية بامتياز مثل كيرنز وجزر ويتسانداي التي كان ارتفاع الحرارة فيها اقل، فالاضرار اقل بكثير، ويؤدي الابيضاض الى تلف المرجان بسبب ارتفاع حرارة المياه ما يؤدي الى نبذ الطحالب التي تعطي المرجان لونه ومغذياته.

ولهذه الظاهرة تأثير فوري على نمو الشعب المرجانية وتكاثرها وقد يؤدي الى نفوقها أيضا، ويمكن للشعب المرجانية ان تتعافى في حال انخفضت حرارة المياه لكنها يمكن ان تنفق نهائيا في حال استمرت الظاهرة، ويعزو المدافعون عن البيئة الاحترار الى الغازات المسببة لمفعول الدفيئة وقد دعوا مجددا الى وقف استغلال مناجم الفحم.

تقرير كانبيرا، وقال شاني تاجر من "غرينبيس" استراليا "هذا هو الثمن المدمر الذي ندفعه عندما تدعم الحكومة الاسترالية صناعة الفحم. فالخطة الجدية لحماية الشعب المرجانية تبدأ بمكافحة الاحترار المناخي ومنع المناجم الجديدة"، وتؤكد كانبيرا انها لم يسبق لها ان بذلت جهودا كالتي تقوم بها لحماية الحاجز المهدد ايضا بالسيول الزراعية وتكاثر نجمات البحر التي تتلف المرجان. وتعهدت استراليا تخصيص اكثر من ملياري دولار استرالي (1,4 مليار يورو) على عشر سنوات لحماية الحاجز.

وكاد الحاجز البالغة مساحته 345 الف كيلومتر ان يدرج العام 2015 في قائمة اليونسكو للمواقع الطبيعية المهددة بالخطر . وعلى كانبيرا ان ترفع تقريرا الى اليونسكو حول الجهود التي تبذلها من اجل حماية الحاجز بحلول الاول من كانون الاول/ديسمبر، ويعتبر الباحثون ان الجزء الشمالي من الحاجز بحاجة الى 10 الى 15 سنة ليتعافى المرجان فيه كليا الا انهم يخشون وقوع ظاهرة ابيضاض جديدة قبل ذلك.

وفي حال استمرت انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة بالارتفاع فان هذه الظاهرة ستحصل كل سنتين بحلول منتصف ثلاثينات القرن الحالي على ما حذر المركز هذه السنة، ونظرا الى المدة التي يحتاجها المرجان ليتعافى "من المرجح اننا سنخسر اجزاء كبيرة من الحاجز الكبير في اقل من عشرين عاما"، ولن يتأثر السياح كثيرا في الوقت الراهن بهذه الظاهرة لان الاجزاء التي يزورونها لم تتأثر كثيرا، ويعمل في اطار النشاطات السياحية المرتبطة بالحاجز المرجاني 70 الف شخص وهي تدر خمسة مليارات دولار سنويا.

القطب الشمالي آخر منطقة للتعاون بين الغرب وروسيا؟

رغم التوتر الحاد الناجم عن خلافاتهما حول سوريا واوكرانيا، ما زال التعاون قائما بين روسيا والغرب بشكل متطور في القطب الشمالي، بمساع من الحكومة الكندية الجديدة، فقد أنهى الليبرالي جوستان ترودو الذن انتخب قبل عام، عزلة حكومة رئيس الوزراء السابق ستيفن هاربر المحافظة التي استبعدت موسكو مرارا من اللقاءات الدولية المتعلقة بهذه المنطقة من العالم، ورغم احتجاجات حليفها الاوكراني، اعلنت اوتاوا اخيرا انها ستعقد في 24 تشرين الثاني/نوفمبر مؤتمرا بين كندا وروسيا حول التعاون العلمي في المنطقة الشمالية الشاسعة المساحة. بحسب فرانس برس.

وفي اواخر ايلول/سبتمبر، قالت نائبة وزير الخارجية باميلا غولدسميث-جونز في مجلس العموم، "لا يعقل ان نمنع العلماء في هذين البلدين من ان يتحدثوا"، واضافت "نأمل في اقامة علاقات مع روسيا، لأننا نعتقد ان ذلك يصب في صالح الكنديين والروس" والشعبين "الاوكراني والسوري" أيضا، ورغم اعلان كندا التي يحكمها ترودو، عن ارسال كتيبة من 455 جنديا الى ليتوانيا لتعزيز الجبهة الشرقية لحلف شمال الاطلسي، رحب الكرملين بالخطاب الجديد التي تعتمده اوتاوا حيال القطب الشمالي.

وقال مسؤول روسي في العاصمة الكندية التقى ترودو هذا الاسبوع على هامش مؤتمر، "في السابق، كان المحافظون يشددون على سيادتهم في القطب الشمالي، ومع ترودو، نشعر بمزيد من المرونة، الامر أفضل بكثير"، واكد هذا المصدر في السفارة الروسية ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يعتبر القطب الشمالي منطقة لا مواجهات فيها"، وتابع هذا الدبلوماسي لوكالة فرانس برس ان افتتاح قاعدة عسكرية العام الماضي في ارخبيل فرنسوا جوزف الواقع 80 درجة على خط الشمال الموازي، واعادة افتتاح اخرى العام 2013 في ارخبيل جزر سيبيريا الجديدة (اقصى الشرق)، لا ينطويان على ابعاد حربية.

بحث وإنقاذ، وقال هذا الدبلوماسي ان من الضروري التعامل مع هاتين القاعدتين العسكريتين على انهما تمهدان لإقامة البنى التحتية الضرورية للنقل البحري في القطب الشمالي، بدلا من اعتبارهما عسكرة القطب الشمالي، واضاف "في الوقت الراهن، تتوافر لوزارة الدفاع وحدها القدرات للقيام بعمليات انقاذ واغاثة في البحر"، وتراهن روسيا كثيرا في الواقع على تطوير النقل البحري من خلال ممر يربط شمال شرق آسيا بأوروبا عبر المحيط المتجمد الشمالي، وخلافا للطريق البحري المتعرج عبر شمال كندا، يتضمن مسار الساحل الروسي مرافىء وقواعد عسكرية لانقاذ السفن المتعسرة.

وفيما تعرب فنلندا والنروج ودول البلطيق عن تخوفها ازاء الميول العسكرية الروسية في الشمال الكبير، قال هذا المصدر الروسي "لن نهاجم كندا ولا الولايات المتحدة ولا الجيران الاوروبيين"، إلا ان واشنطن يمكن ان تنشر مع ذلك في كانون الثاني/يناير قوات في النروج بناء على طلب حليفها، ويؤكد الدبلوماسيون الاوروبيون والروس والاميركيون الذين شاركوا هذا الاسبوع في مؤتمر حول القطب الشمالي نظمه الاتحاد الاوروبي في اوتاوا، ان هذا التوتر لا ينسحب على هذه المنطقة بفضل التعاون الاقليمي الذي ينسقه مجلس القطب الشمالي.

ويشكل هذا المجلس الذي انشىء قبل 20 عاما بالضبط، منتدى اساسي للنقاش بين البلدان المجاورة والدول المراقبة، ويستخدم لاستمرار الحوار بغض النظر عن التوتر، ورغم التطورات الجيوسياسية الاخيرة، تكشف سفيرة الاتحاد الاوروبي في كندا ماري-آن كونينسك، ان "التعاون استمر دائما بما في ذلك مع روسيا، وبمعزل عن بعض المواقف التي لا نحبذها من روسيا، كضم شبه جزيرة القرم غير المقبول، على سبيل المثال"، وختمت قائلة ان "جميع اعضاء مجلس القطب الشمالي والمراقبين لا يريدون تسييس المسألة، لأن القطب الشمالي مسؤوليتنا جميعا، لا يمكننا تسييسها".

اكبر محمية بحرية في العالم تقام في انتاركتيكا

ستقام اكبر محمية بحرية في العالم في جزء من مياه انتاركتيكا الصافية اثر ابرام اتفاق "تاريخي" في استراليا بفضل رفع الفيتو الروسي عنها، فبعد سنوات من المفاوضات تم التوصل الى تسوية بين الاعضاء الخمسة والعشرين في لجنة حفظ الثروة الحيوانية والنباتية البحرية في انتاركتيكا خلال اجتماعها السنوي في هوبارت في تاسمانيا الاسترالية، وقد عرضت المشروع كل من الولايات المتحدة ونيوزيلندا، وينص على اقامة منطقة محمية في بحر روس وهو خليج شاسع يطل على المحيط الهادئ. بحسب فرانس برس.

وستمتد المحمية على مساحة تزيد عن 1,55 مليون كيلومتر مربع اي انها اكبر من مساحة فرنسا وايطاليا والمانيا وسويسرا والنمسا ودول بينيلوكس مجتمعة، وقال وزير الخارجية النيوزيلندي موراي ماكولي ان الصيد سيحرم على مساحة 1,12 مليون كيلومتر مربع، واوضح "اقتراحنا تضمن بعض التعديلات للحصول على دعم بالاجماع من اعضاء اللجنة الخمسة والعشرين وكان الاتفاق النهائي تسوية تجمع بين الحماية البرية والصيد المستدام والمصالح العلمية"، واضاف "الا ان حدود المنطقة البحرية المحمية لم تتغير".

"المحيط الاخير"، ويسمى بحر روس "المحيط الاخير" لانه يعتبر النظام البيئي البحري الاخير الذي لم يطله النشاط البشري في العالم ولا سيما التلوث والصيد المفرط والانواع الغازية، واعتبرت منظمة الضغط الاميركية النافذة "بيو شاريتبل تراستس" في بيان ان الاتحاد الذي يضم 24 دولة والاتحاد الاوروبي، توصل الى اتفاقية ستدخل التاريخ، وقالت اندريا كافانه الملكفة منطقة القطب الجنوبي في المنظمة "هذا القرار تاريخي لانها المرة الاولى التي توافق فيه دول على حماية جزء كبير جدا من المحيط بمعزل عن السيادة الوطنية".

واسست لجنة حفظ الثروة الحيوانية والنباتية البحرية في انتاركتيكا العام 1982 بموجب اتفاقية دولية الا انها كانت تتعثر منذ العام 2011 بشأن عدة مشاريع ضخمة لاقامة محميات بحرية، الا انها باشرت في 17 تشرين الاول/اكتوبر اجتماعها السنوي مع امل كبير بالتوصل الى اتفاق بشأن بحر روس خصوصا وان الصين ايدت اخيرا في العام 2015 هذا المشروع، يضاف الى ذلك ان الرئيس الاميركي باراك اوباما اعطى دفعا جديدا للمشروع عندما اعلن نهاية آب/اغسطس زيادة مساحة المحمية البحرية المعروفة باسم "باباهاناموكواكيا" في هاواي اربع مرات وكانت حينها اكبر محمية في العالم، وكانت العقبة الوحيدة المتبقية اقناع روسيا المتحفظة بسبب القيود المفروضة على الصيد خصوصا.

175 عاما بعد اكتشافه، وقال رئيس الوفد الاميركي في هوبارت، ايفان بلوم لوكالة فرانس برس "لقد تحادثنا معهم كثيرا" مشددا على مساعي وزير الخارجية الاميركية جون كيري لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف، واضاف "اهمية هذا القرار لا تقتصر على انتاركتيكا بل تشمل الجهود المبذولة لحماية المحيطات في العالم باسره"، وابدت موسكو في الآونة الاخيرة اهتماما متزايدا بالبيئة معلنة العام 2017 "سنة البيئة في روسيا" وموسعة المنطقة البحرية المحمية الخاصة بها في ارخبيل سانت جوزف في القطب الشمالي.

الا ان لجنة حفظ الثروة الحيوانية والنباتية البحرية في انتاركتيكا فشلت في التوصل الى اجماع بشأن مشروع اخر كبير لاقامة منطقة بحرية محمية كانت مدرجة على جدول الاعمال، فقد اقترحت فرنسا واستراليا المشروع الذي يمتد على مليون كيلومتر مربع في شرق انتاركتيكا، ويتم التحضير ايضا لمشروع ثالث بدفع من المانيا في بحر وينديل، وسمي بحر روس تيمنا بالبريطاني جيمس كلارك روس (1800-1862) الذي اكتشفه العام 1841.

وقالت فيليبيا روس، وهي من سلالة المستكشف، إن "عائلة روس متحمسة جدا لفكرة ان الارث العائلي سيكرم في السنة التي تحمل الذكرى الخامسة والسبعين بعد المئة لاكتشاف بحر روس من قبل جيمس الاول، بفضل الافراد والمنظمات الذين تفانوا في اطار حملة حماية هذا البحر"، وقال لويس موراغو المسؤول في منظمة "افاز" التي تروج لمناطق محمية في انتاركتيكا بدعم من الممثل الاميركية ليوناردو دي كابريو "ثمة دفع هائل لحماية المحيطات وبحر روس ليس سوى البداية".

في السياق ذاته وافقت 24 دولة والاتحاد الأوروبي على إقامة أكبر محمية بحرية في العالم في المحيط القطبي الجنوبي تغطي مساحة هائلة تبلغ 1.55 مليون كيلومتر مربع من المحيط، وقالت لجنة المحافظة على الموارد البحرية الحية في القطب الجنوبي التي اجتمعت في هوبارت بأستراليا إن منطقة الحماية البحرية في بحر روس ستكون محمية من الصيد لمدة 35 عاما، ويعتبر بحر روس أحد أهم مناطق المحيطات من الناحية البيئية في العالم، وسوف تغطي منطقة الحماية البحرية أكثر من 12 في المئة من القطب الجنوبي حيث يوجد أكثر من عشرة آلاف نوع تشمل معظم طيور البطريق والحيتان والطيور البحرية والحبار الضخم وأسماك القطب الجنوبي المسننة في العالم. بحسب رويترز.

وسيكون الصيد محظورا تماما في 1.1 مليون كيلومتر مربع من بحر روس بينما سيسمح ببعض الصيد في المناطق التي تحدد باعتبارها مناطق أبحاث، ووصف باحثون ونشطاء الاتفاق بأنه حدث تاريخي في الجهود العالمية لحماية التنوع البحري، وقال الباحثون إن المحمية البحرية ستتيح أيضا فهما أكبر لتأثير تغير المناخ، ووافقت روسيا على الاقتراح بعدما عرقلت مقترحات الحماية خمس مرات من قبل، وتضم اللجنة المكونة من 25 عضوا روسيا والصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتحتاج إلى موافقة بالإجماع لإصدار القرارات، وقال إيفان بلوم المدير بوزارة الخارجية الأمريكية ورئيس الوفد الأمريكي لرويترز "جميعهم لديهم مصالح اقتصادية وسياسية مختلفة .. وإقناعهم بالموافقة- لاسيما في ضوء تشعب المصالح الاقتصادية- يمثل تحديا كبيرا".

دعوى قضائية ضد النرويج بسبب التنقيب عن النفط في بحر بارنتس

أقامت جماعتان بيئيتان دعوى قضائية تتهم النرويج بخرق تعهداتها بموجب اتفاق دولي لمحاربة تغير المناخ من خلال السماح لشركات طاقة بالتنقيب عن النفط والغاز في بحر بارنتس القطبي، وقالت جماعتا جرينبيس نورديك ونيتشر آند يوث إن خطط الحكومة ستشكل انتهاكا لالتزام النرويج بتقليص انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بموجب اتفاقية باريس لعام 2015 وكذلك الحق الدستوري في بيئة صحية وآمنة، وقال ترولس جولوسين مدير فرع جرينبيس في النرويج لرويترز "عندما نكون على دراية بأن النفط والغاز في حقول النفط والغاز الموجودة بالفعل اليوم يشكلان أكثر مما يمكننا استخدامه ضمن هدف مناخي هو 1.5 درجة مئوية فإن فتح حقول جديدة هو ضرب من الجنون". بحسب رويترز.

وفي العام الماضي وافقت قرابة 200 دولة خلال قمة في باريس على الكف عن استخدام أنواع الوقود الأحفوري وتحديد هدف بتقليص ارتفاع درجة الحرارة إلى "أقل بكثير" من اثنين درجة مئوية عن عصر ما قبل التصنيع، والهدف المثالي هو الوصول بارتفاع درجات الحرارة إلى أقل من 1.5 درجة مئوية، وتستهدف النرويج خفض الانبعاثات 40 في المئة على الأقل عن مستويات 1990 بحلول عام 2030 بموجب اتفاقية باريس لكنها لا تفرض عقوبات على عدم الامتثال، وللنرويج عمليات إنتاج نفط وغاز بالفعل من حقول بحرية قطبية، وقال جولوسين "نطالب بأن تعلن المحكمة بطلان التصاريح التي صدرت في بحر بارنتس هذا الصيف".

قارب من الخيزران يستعد لعبور المحيط الهادي مقتفيا أثر بحارة قدماء

تستعد رحلة استكشافية على قارب من الخيزران فقط صنعه مجموعة من السكان الأصليين في بوليفيا لعبور المحيط الهادي من أمريكا الجنوبية إلى استراليا في محاولة جديدة لإثبات أن البحارة القدماء كانوا يقطعون هذه الرحلة الطويلة، ويجهز فيل بوك المستكشف الأمريكي البالغ من العمر 51 عاما والذي قاد رحلتين استكشافيتين سابقتين للإبحار بالقارب "فيراكوتشا" من شمال تشيلي في فبراير شباط في رحلة يتوقع أن تستغرق ستة أشهر، وفي لا باز عاصمة بوليفيا توضع اللمسات الأخيرة على القارب الخشبي الذي صنعه سكان أصليون من "الإيمار" الذين يعيشون على ضفاف بحيرة تيتيكاكا في الأنديز. بحسب رويترز.

وفي محاولة لإظهار أن الرحلة كانت ممكنة بالنسبة للإيمار وغيرهم من سكان أمريكا الجنوبية قال بوك إن الفريق الدولي للقارب سيستخدم حاويات مياه من الخيزران وسيأكلون الكينوا والبطاطا (البطاطس) والأسماك، وعلى عكس البحارة القدماء سيرسل الفريق تحديثات يومية إلى مواقع التواصل الاجتماعي، ويشترط القانون البحري أن يصطحبوا جهاز تحديد مواقع حديثا وأنظمة ملاحة، والمحطة الأولى للقارب ستكون في جزيرة مانجريفا النائية التابعة لجزر بولونيسيا بعد 60 يوما في البحر، وقال بوك "إنها واحدة من أقرب الأماكن إلى أمريكا الجنوبية والإبحار سيكون كله في اتجاه الريح وهو على الأرجح المكان الذي كانوا يرسون فيه"، وبعد مانجاريفا سيتجه القارب البالغ طوله 18 مترا إلى فيجي ومنها إلى سيدني في رحلة تصل مسافتها إلى عشرة آلاف ميل بحري تقريبا.

الاسماك في المياه العذبة اساسية للامن الغذائي في دول العالم الثالث

تؤدي الاسماك في المياه العذبة دورا اساسيا في تغذية عشرات ملايين الاشخاص في اكثر البلدان فقرا، بحسب باحثين وضعوا خريطة لنشاطات الصيد هذه بهدف حمايتها على نحو افضل وتحسين تنوعها الحيوي، وأوضح استاذ علم الحيوانات في جامعة ويسكونسن في ماديسن، بيت ماكنتاير وهو مشارك في اعداد الدراسة التي نشرت نتائجها في حوليات الاكاديمية الاميركية للعلوم "اننا فوجئنا لرؤية هذا العدد من الاشخاص المعتمدين الى هذه الدرجة على انشطة الصيد هذه في المياه العذبة كمصدر للبروتينات". بحسب فرانس برس.

ولفت الى ان "جزءا كبيرا من السكان في البلدان الفقيرة لا يملكون نفاذا الى بروتينات حيوانية كثيرة في غذائهم واسماك الانهار والبحيرات والبرك تقدم بروتينات للتغذية لما يوازي 158 مليون شخص في العالم"، ووضع هؤلاء الباحثون خريطة عالمية لنشاطات الصيد هذه تظهر المواقع التي تنتشر فيها عمليات صيد الاسماك بدرجة اكبر، كذلك حددوا الروابط بين معدلات الصيد والتنوع الحيوي للاسماك وصحة الانظمة البيئية والتغذية البشرية والعوامل الاقتصادية والاجتماعية، ويأمل هؤلاء العلماء بأن تساهم هذه الدراسة في توعية اصحاب القرار ازاء اهمية هذا المصدر الغذائي بالنسبة لسكان الدول النامية.

وقال ماكنتاير "على سبيل المثال، عندما يعتزم البنك الدولي تمويل مشروع سد، نعتبر ان الاضرار الجانبية اللاحقة بنشاطات الصيد في المياه العذبة يجب ان تقدر بشكل كمي واضح"، ولفت الباحث الى ان اسماك المياه العذبة تمثل مصدر اكثرية البروتينات الحيوانية المستهلكة في بلدان مثل كمبوديا وبنغلادش وبلدان افريقية عدة حيث يعاني عدد كبير من الاطفال دون سن الخامسة من نقص في الوزن، كذلك حددت الدراسة أن 90 % من عمليات الصيد في العالم للاسماك في المياه العذبة مصدرها انهار فيها مستويات اجهاد بيئي اعلى من المعدل بسبب التلوث الكيميائي وازدياد الاجناس الغازية وعوامل مضرة اخرى مرتبطة بالنشاطات البشرية، ولفت هؤلاء الباحثون الى ان "الانهار والجداول المائية التي تشهد اعلى معدلات لصيد الاسماك كما الحال في اسيا وافريقيا هي الاكثر عرضة لتراجع اكبر في مستويات التنوع الحيوي.

لجنة صيد الحيتان ترفض اقامة محمية للحيتان في المحيط الاطلسي

رفضت اللجنة الدولية لصيد الحيتان مرة جديدة انشاء محمية للحيتان في جنوب المحيط الاطلسي تقترحها دول عدة تقع في نصف الكرة الارضية الجنوبي، وايد الاقتراح الذي كانت تعارضه اليابان والنروج وايسلندا وهي دول تمارس صيد الحيتان، 38 صوتا من اصل 64 ولم يحصل تاليا على نسبة 75 % الضرورية لاعتماده خلال الاجتماع السادس والستين للجنة في بورتوروز في سلوفينيا، وقال سايمن بروكينغتون الامين العام للجنة بعد فرز الاصوات ان الاقتراح "فشل". بحسب فرانس برس.

وسبق ان رفض هذا الاقتراح في عامي 2012 و2014 وقد تقدمت به دول من اميركا الجنوبية هي الارجنتين والبرازيل واوروغواي فضلا عن جنوب افريقيا والغابون، املا في تطوير سياحة مراقبة الحيتان، وينص الاقتراح على اقامة محمية تمتد على عشرين مليون كيلومتر مربع حيث يمكن لمجموعات الحيتان ان تتكاثر بعدما كادت تندثر في القرن العشرين بسبب الصيد، ويؤكد مؤيدو اقامة هذه المحمية ان 71 % تقريبا من حوالى ثلاثة ملايين حوت قتلت سنويا بين عامي 1990 و1999، اصطيدت في القسم الجنوبي من الكرة الأرضية، وجاء في الاقتراح ان المحمية تهدف الى تعزيز "التنوع الحيوي وحماية موارد الحيتان واستغلالها من دون قتلها في المحيط الاطلسي"، وفي العالم اليوم محميتان للحيتان الاولى في المحيط الهندي والثانية في المحيط الجنوبي المتجمد حيث تصطاد اليابان.

سباحون يتحدون مياه البحر الميت المالحة للتوعية من مخاطر جفافه

تحدت مجموعة من السباحين ملوحة البحر الميت لعبوره من الاردن الى اسرائيل، في خطوة وصفها المنظمون بأنها الاولى من نوعها، ونظمت مجموعة "ايكوبيس" البيئية الحملة التي تهدف لرفع الوعي حول البحر الميت الذي يتخوف خبراء من احتمال جفاف مياهه بحلول عام 2050، وشارك 26 سباحا من جميع انحاء العالم في الحدث، وارتدوا اقنعة خاصة بسبب الملوحة العالية في مياه البحر الميت، وقطعوا المسافة في سبع ساعات، بحسب المنظمين، وتقدر المسافة ب17 كيلومتر فقط ولكن الكميات العالية من الملح في المياه تجعل من المستحيل السباحة بشكل طبيعي فيه، والبحر الميت اكثر ملوحة ب 10 مرات من البحر المتوسط، ما يعني انه يجعل الجسم يطفو الى الاعلى، ما يجعل البقاء تحت الماء عبارة عن تحدي. بحسب فرانس برس.

وقال سامويل موران (40 عاما) والذي قدم من اسبانيا "كان الامر اصعب مما توقعنا"، واضاف "اسوأ شعور هو احتكاك الملح بالجلد وهو شعور مزعج للغاية. تشعر بأنك تحترق كل الوقت"، ووضع السباحون، والذين يبلغ اكبر شخص فيهم 68 عاما، اقنعة صممت خصيصا لهم لتحمل نسبة الملوحة العالية، وقال جدعون برومبرغ، مدير مشارك في منظمة ايكوبيس ان الحدث "دعوة عالمية لانقاذ هذا البحر المذهل"، وبحسب برومبرغ فأن البحر الميت "اخفض بقعة في العالم، وهذه اعمق مياه مالحة على الكوكب، وهذه تركيبة فريدة من نوعها، وللاسف، فأنها تتراجع بشكل كبير في الخمسين عاما الماضية"، وقدم سباحون من اماكن مختلفة من العالم، بما في ذلك اسرائيل ونيوزلاندا وجنوب افريقيا، وبدأ جفاف البحر الميت مطلع الستينات بسبب الاستهلاك المكثف لنهر الاردن وهو النهر الرئيسي الذي يصب في البحر الميت، وايضا بسبب وجود العديد من حفر التبخير على شواطئه التي تستخدم لاستخراج المعادن الثمينة وينخفض منسوبه مترا واحدا كل سنة.

التغير المناخي يهدد جهود تايلاند لمنع الصيد غير المشروع

قالت منظمات الدفاع عن البيئة في تايلاند إن ظاهرة التغير المناخي تهدد بتقويض جهود الحكومة لمكافحة الصيد غير المشروع وتجنب فرض الاتحاد الأوروبي حظرا على صادرات قطاع إنتاج المأكولات البحرية بمليارات الدولارات، وحذرت المنظمات من أن التغير المناخي يبطئ من تكاثر مخزون الأسماك في مناطق الصيد الاعتيادية مما يدفع الصيادين إلى الخروج من المياه الإقليمية التايلاندية للعثور على الأسماك، وقالت سوشانا تشافانيتش وهي عالمة أحياء بحرية في جامعة تشولالونجورن إن "الإفراط في الصيد يلعب دورا بارزا في هلاك مخزون الثروة السمكية في خليج تايلاند وبحر أندامان لكن التغير المناخي يمثل خطرا مماثلا". بحسب رويترز.

وأضافت "ارتفاع حرارة مياه المحيطات يمنع الأسماك من النمو إلى حجمها الكامل كما أن ابيضاض الشعاب المرجانية الذي يتسبب به التغير المناخي يهدد أيضا أماكن تربية الأسماك ومصادر غذائها"، وذكرت مجموعة "وان شيرد أوشن" التي ترصد أحوال البحار أن تايلاند سجلت ذروة إنتاجها من الأسماك على الإطلاق عام 2006 وبلغ 856212 طنا من خليج تايلاند، وأشارت البيانات إلى أن الكمية انخفضت بعد أربع سنوات إلى 617568 طنا.

وكان الاتحاد الأوروبي أصدر تحذيرا لتايلاند في أبريل نيسان عام 2015 منبها إلى ضرورة تنظيم قطاع الصيد وإلا سيفرض حظرا على صادرات المأكولات البحرية، وتايلاند هي ثالث أكبر مصدر في العالم للمأكولات البحرية إذ صدرت أسماكا ومأكولات بحرية بقيمة سبعة مليارات دولار عام 2013 وفقا لبيانات دائرة الصيد، وذكرت بيانات الاتحاد الأوروبي أن بلدانه استوردت ما قيمته 481 مليون يورو (511 مليون دولار) في العام الماضي.

اضف تعليق