q
سياسة - تقارير

ترامب والعالم: ردود أفعال فاترة وقفزة نحو المجهول

صدمة وذهول هكذا استقبال العالم فوز الملياردير الشعبوي

تراوحت ردود أفعال حكومات دول العالم من آسيا إلى أوروبا بين عدم التصديق والذهول بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية في حين أشاد اليمينيون بالنتيجة واعتبروها نصرا للشعب على المؤسسة السياسية الفاشلة.

غير أن كثيرا من الحكومات الغربية تبدو غير متأكدة مما إذا كان ترامب - رجل الأعمال الذي جمع ثروة هائلة من العقارات ونجم تلفزيون الواقع السابق الذي لا يتمتع بأي خبرة حكومية- سينفذ تعهدات حملته التي قد يقلب بعضها النظام العالمي لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية رأسا على عقب.

في الأمم المتحدة قوبل انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة بصدمة وجزع بين بعض المسؤولين والدبلوماسيين في ظل الغموض المحيط بسياسته الخارجية وتواصله مع المنظمة الدولية، ووصف ترامب وهو جمهوري الأمم المتحدة بأنها هيئة ضعيفة ولا تتمتع بالكفاءة وهدد بالانسحاب من اتفاق دولي لمكافحة تغير المناخ - وهو حجر زاوية في إنجازات الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون الذي سيغادر منصبه بنهاية 2016 بعد أن خدم فترتين ولاية كل منهما خمس سنوات.

وقال ترامب خلال كلمة في مارس آذار أمام لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "الأمم المتحدة ليست صديقا للديمقراطية وليست صديقا للحرية وليست حتى صديقا للولايات المتحدة الأمريكية"، والولايات المتحدة هي عضو دائم يملك حق النقض في مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة وأكبر مساهم مالي في الأمم المتحدة. وتقول الأمم المتحدة إن واشنطن ملزمة الآن بدفع نحو 1.1 مليار دولار للمنظمة. ولطالما أبدى الجمهوريون استياءهم من دفع هذه الالتزامات متهمين الأمم المتحدة بالإهمال والانحياز.

من جهته، تعهد حلف شمال الأطلسي بالدفاع عن كل الحلفاء على الرغم من دعوة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لوضع شروط لمساعدة الولايات المتحدة. ويتأهب الحلف لزعيم أكثر تهورا في حين يخشى البعض من أن يسحب التمويل لخطة ردع جديدة لروسيا، كان اقتراح ترامب بجعل دفاع الولايات المتحدة عن الحلفاء الغربيين مشروطا المرة الأولى التي يثير فيها مرشح رئاسي بارز الفكرة مما يضعه في مواجهة مباشرة مع الدول السبع والعشرين الآخرين الأعضاء في الحلف.

ويتساءل دبلوماسيون عن مدى قدرة قادة حلف الأطلسي على مواصلة لهجة "الوضع المعتاد" مع رئيس أمريكي جديد عبر عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يندد به الغرب لما فعله في أوكرانيا.

في آسيا، احدث فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة الاميركية قلقا بسبب التداعيات التي يمكن ان يخلفها في عدة مجالات من بينها التجارة وحقوق الانسان والتغير المناخي، وتمكن الملياردير الشعبوي من هزيمة منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون في نتيجة لم يتوقعها الكثيرون، بعد ان تجاهل ملايين الناخبين الاميركيين المخاوف بشان مزاجيته وافتقاره الى الخبرة السياسية وتصريحاته العنصرية والمتحيزة ضد النساء.

وراقب العالم بقلق صعود نجم ترامب الذي خاض حملته الانتخابية على اجندة ترفض اتفاقيات التجارة وتشكك في التحالفات وتدعو الى الحد من الهجرة وتتجاهل التغير المناخي، واعرب الكثيرون من الذين تابعوا الحملة الانتخابية في آسيا عن مخاوفهم العميقة بشان تولي ترامب رئاسة اقوى دولة واقتصاد في العالم.

على صعيد ذي صلة، عبر كثير من المسلمين في أنحاء العالم عن شعور بالفزع من انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة وقالوا إنهم يخشون أن يؤدي ذلك إلى زيادة التوتر بين الغرب والإسلام ويزكي التطرف.

وعلى الرغم من أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان أول زعيم دولي يتصل بترامب لتهنئته لكن المسلمين يشعرون بالقلق من أن يكون فوزه هدية دعائية للجماعات المتطرفة. ويخشى آخرون من أن ينفذ الرئيس المنتخب وعوده بالتضييق على المسلمين الذي يدخلون الولايات المتحدة.

من جهة أخرى، قال الرئيس الايراني حسن روحاني انه "من غير الممكن" ان يلغي الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب الاتفاق النووي الذي ابرمته طهران مع الدول الكبرى، "رغم تهديده بذلك"، الى قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إنه يأمل بتحسن العلاقات مع الولايات المتحدة بعد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة ودعا إلى تسليم رجل دين تركي مقيم في الولايات المتحدة تحمله أنقرة المسؤولية عن محاولة انقلاب فاشلة وقعت في يوليو تموز الماضي، وفي مختلف انحاء العالم من آسيا واوروبا والشرق الاوسط وافريقيا، سادت مشاعر الحذر والتساؤلات التي شابها القلق في معظم الاحيان، ويعتبر وصول الملياردير الشعبوي الذي لا يملك اي خبرة سياسية الى البيت الابيض بشكل فعلي في نهاية كانون الثاني/يناير "قفزة في المجهول".

العالم في صدمة مع فوز ترامب برئاسة أمريكا

وصفت أورسولا فون دير ليين وزيرة الدفاع الألمانية وحليفة المستشارة أنجيلا ميركل النتيجة بأنها "صدمة هائلة" متسائلة عما إذا كانت هذه النتيجة تمثل نهاية عصر "السلام الأمريكي" الذي ساد العلاقات الدولية منذ الحرب العالمية الثانية.

وتعهد جان مارك أيرو وزير الخارجية الفرنسية العمل مع ترامب لكنه أشار إلى أن شخصيته "تثير تساؤلات" وأقر بأنه غير واثق كيف يمكن أن تؤثر رئاسة ترامب على التحديات السياسة الخارجية الرئيسية بدءا من التغير المناخي والاتفاق النووي بين الغرب وإيران وحتى الحرب في سوريا. بحسب رويترز.

وقال كارل بلدت وزير خارجية السويد السابق على تويتر "يبدو أن هذا العام سيكون عام كارثة مزدوجة على الغرب" في إشارة إلى موافقة البريطانيين على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إضافة إلى فوز ترامب. وأضاف قائلا "اربطوا الأحزمة".

في الوقت نفسه رحب اليمينيون من استراليا إلى فرنسا بالنتيجة واعتبروها ضربة موجعة للمؤسسة السياسية، وقال فلوريان فيليبوت وهو مسؤول بارز في الجبهة الوطنية في فرنسا على تويتر "عالمهم يتداعى وعالمنا ينهض".

في حين قال جان ماري لوبان مؤسس حزب الجبهة الوطنية اليميني في فرنسا ووالد مارين زعيمته الحالية "اليوم الولايات المتحدة وغدا فرنسا"، كما اعتبرت بياتريس فون ستورش نائبة رئيسة حزب "البديل من أجل ألمانيا" المناهض للهجرة إن "نصر دونالد ترامب هو إشارة على أن المواطنين في العالم الغربي يريدون تغييرا واضحا في السياسة".

وقال نوربرت روتجن الحليف المحافظ لميركل ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني للإذاعة الألمانية "نحن ندرك الآن أننا لا نملك أدنى فكرة عما سيفعله هذا الرئيس الأمريكي إذا ما دخل صوت الغضب إلى البيت الأبيض وإذا ما بات صوت الغصب أقوى رجل في العالم"، وأضاف "نحن في وضع ملتبس للغاية على صعيد الوضع الجيوسياسي"، ووصف المؤرخ البارز سيمون شاما فوز ترامب وسيطرة الجمهوريين على مجلسي الشيوخ والنواب بأنه "مشهد مخيف حقا".، وقال شاما لمحطة "بي.بي.سي" البريطانية "سيكون حلف شمال الأطلسي تحت ضغط التفكك. سيثير الروس المشاكل. سيخسر 20 مليون شخص تأمينهم الصحي. سيتم عكس سياسات التغير المناخي وتصفية القواعد التنظيمية للمصارف. هل تريدون أن أكمل؟"، وأضاف "بالطبع إنه ليس هتلر. لكن هناك أنواع عديدة للفاشية. لم أقل إنه نازي على الرغم من أن النازيين الجدد يحتفلون".

صدمة وتساؤلات في الأمم المتحدة بعد فوز ترامب

قال بان جي مون إنه يأمل أن تعزز إدارة دونالد ترامب "أواصر التعاون الدولي"، وقال بان بعد فوز ترامب "الناس في كل مكان يتطلعون إلى الولايات المتحدة لاستخدام قوتها الكبيرة للإسهام في الرقي بالإنسانية والعمل من أجل الصالح العام".

وعلى رأس جدول أعمال الأمم المتحدة الصراعات في سوريا واليمن وجنوب السودان والعراق ومناطق أخرى بالإضافة إلى أزمة اللاجئين والمهاجرين التي شهدت نزوح 65.3 مليون شخص في جميع أنحاء العالم العام الماضي وهو رقم قياسي.

وقال دبلوماسي كبير في مجلس الأمن الدولي طالبا عدم نشر اسمه إن سياسة ترامب الخارجية حتى الآن "ليست متماسكة" وإن انتصاره لا يبشر بالخير فيما يتعلق بكفاءة المجلس في المستقبل، وقال الدبلوماسي "الافتراض هو أن (إدارة ترامب) ستكون أقل تواصلا مع الأمم المتحدة من إدارة (الرئيس باراك) أوباما والتي كانت أكثر التزاما بالعمل للتوصل لحلول جماعية من إدارات أمريكية أخرى".

وتحدث عدد من دبلوماسيي الأمم المتحدة عن افتقار ترامب للوضوح بشأن سياسته الخارجية، وقال السفير العراقي لدى الأمم المتحدة محمد علي الحكيم للصحفيين "لم نسمع في حقيقة الأمر أي مؤشر واضح عن توجهاته" مضيفا أنه يعتقد أن الأمم المتحدة ستظل مهمة، وقال "إذا كان هناك أي تغير في السياسة فسنحدد في وقت لاحق ما الذي سنفعله حيال ذلك. الآخرون يقولون هذا أشبه بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لكن هذا ما اختاره الأمريكيون".

وعبر سفير اليمن لدى الأمم المتحدة خالد اليماني عن أمله في أن "يساهم الرئيس الجديد بشكل إيجابي في حل أزمات الشرق الأوسط". وأقر بأن ترامب لم يحدد خطة للسياسة الخارجية يمكن أن يراها الناس. بحسب رويترز.

وحذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين الشهر الماضي من أن العالم سيكون في خطر إذا انتخب ترامب رئيسا. وقال المتحدث باسمه إن الأمير زيد سيواصل التحدث بصوت مرتفع بشأن أي سياسات أو ممارسات لترامب تقوض أو تنتهك حقوق الإنسان، ولخص دبلوماسي غربي طلب عدم نشر اسمه تأثير فوز ترامب على الأمم المتحدة بقوله "أعتقد أن التأثير سيستمر لفترة طويلة".

الترحيب من قبل اليمين المتطرف

تلقى العالم بفتور انتخاب الملياردير الاميركي دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة فيما رحب اليمين المتطرف بالمقابل ببداية عصر جديد، وقال رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز ان فوز ترامب "لا يسرني" لكنه "الرئيس المنتخب بحرية للولايات المتحدة" وله الحق في ان "نعطيه فرصة"، وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اكثر تشاؤما قائلا ان "هذه الانتخابات الاميركية تفتح مرحلة من الغموض" داعيا اوروبا الى رص الصفوف وذلك بعد رد فعل متحمس من رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان. بحسب فرانس برس.

وقال اوربان "يا له من نبأ ممتاز، الديموقراطية لا تزال حية"، وعلى غرار باريس، توقعت برلين اوقاتا "اصعب" مع ترامب فيما طالبت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بالاحترام المتبادل في اطار العلاقات الاميركية-الالمانية المستقبلية مشددة على احترام حقوق الانسان.

وقالت الناشطة الاندونيسية اليجاه ديتي "انا خائفة، هل ستندلع المزيد من الحروب؟، هل ستهاجم اميركا المسلمين؟" في تصريحات تعكس مشاعر الخوف في العالم الاسلامي، وفي سيفنيتسا في سلوفينيا، مسقط رأس ميلانيا ترامب زوجة الملياردير الاميركي، عمت الاحتفالات فرحا بوصول عارضة الازياء السابقة الى منصب السيدة الاميركية الاولى.

اما الاسواق المالية التي تتوجس على الدوام من المجهول، فسجلت تراجعا كبيرا حيث خسرت بورصة طوكيو على سبيل المثال 5,3% عند الاغلاق فيما هبط الدولار والبيزو المكسيكي الى ادنى مستويات تاريخية. في المقابل سجلت الاسواق الروسية ارتفاعا حيث ان ترامب أبدى في الماضي تاييده لتحسن العلاقات بين البلدين.

وعلى غرار نظيره الصيني شي جينبينغ، هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ترامب متحدثا عن افق "حوار بناء"، وفي فرنسا وجهت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن التي يرجح وصولها الى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية عام 2017 تهانيها الى ترامب الذي هزم كلينتون.

حلف الأطلسي يتأهب لترامب ويتعهد بالدفاع عن كل الحلفاء

تعهد حلف شمال الأطلسي بالدفاع عن كل الحلفاء على الرغم من دعوة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لوضع شروط لمساعدة الولايات المتحدة. ويتأهب الحلف لزعيم أكثر تهورا في حين يخشى البعض من أن يسحب التمويل لخطة ردع جديدة لروسيا.

وأثناء حملة الانتخابات الرئاسية هدد ترامب بالتخلي عن حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا ما لم يخصصوا ما يكفي لنفقات الدفاع مما أثار على نحو خاص مخاوف الجمهوريات السوفيتية السابقة من دول البلطيق الواقعة على حدود روسيا والتي تخشى أن تحاول موسكو تكرار ما فعلته عام 2014 من ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج إن تعهد الحلف بالدفاع عن أي حليف يتعرض لهجوم هو ضمان غير مشروط طبقا لاتفاقية تأسيس الحلف الغربي عام 1949، وقال ستولتنبرج في مؤتمر صحفي "كل الحلفاء أعلنوا التزاما رسميا بالدفاع عن بعضهم البعض وهذا أمر مطلق وغير مشروط." وأضاف أنه يحاول أن يتحدث هاتفيا مع ترامب بأسرع ما يمكن، وتابع ستولتنبرج "التزام الولايات المتحدة تجاه حلف الأطلسي والدفاع الجماعي عن أوروبا ظل راسخا على مدى 70 عاما وأنا واثق تماما أن هذا الأمر سيظل قائما". وقال إن حربين عالميتين أظهرتا أهمية الاستقرار في أوروبا للولايات المتحدة. بحسب رويترز.

وقالت دانا ألين خبيرة السياسة الخارجية الأمريكية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "نكون واهمين لو اعتقدنا أن رئاسة ترامب لن تسبب مشاكل لحلف شمال الأطلسي"، كان حلف شمال الأطلسي قد تأسس حول تعهد محوري بأن أي هجوم مسلح على دولة يعتبر هجوما على جميع الدول سواء كان في البر أو البحر أو الجو. وفي يوليو تموز أضاف قادة الحلف الفضاء الالكتروني إلى قائمة ساحات الحرب رغم أنه يتعين على الحلفاء طلب مساعدة الحلف وأن القرارات تتخذ على أساس كل حالة على حدة.

فوز ترامب يثير قلقا في آسيا

قالت ديانيتا سوغيو (34 عاما) المحاضرة في جامعة في اندونيسيا، اكبر دولة اسلامية من حيث عدد السكان - انها تخشى من دعوات ترامب لحظر دخول المسلمين من دول لها تاريخ في الارهاب الى الولايات المتحدة.

وقالت سوغيو العضو في منظمة اندونيسية اسلامية معتدلة "لقد كان دائما معاديا للمسلمين واخشى انه سيتبع سياسة متحيزة ضد المسلمين"، واضافت في لقاء في السفارة الاميركية ان "الولايات المتحدة بلد متعدد الثقافات ويعيش فيه عدد كبير من المسلمين، ولذلك فالامر مخيف جدا". بحسب فرانس برس.

وتسبب انتخاب ترامب المعارض للتجارة الحرة، في انخفاض اسواق المال في انحاء اسيا، حيث انخفض مؤشر طوكيو الرئيسي بنسبة تزيد عن 5%، بينما انخفضت اسعار الاسهم كذلك في الاسواق الاميركية والاوروبية عند افتتاحها.

وقالت كلاريتا كارلوس استاذة العلوم السياسية في جامعة فيلادلفيا "العالم يتجه الى العولمة، واذا بنت الولايات المتحدة، التي تعتبر واحدة من اكبر اقتصادات العالم، اسوارا حولها، فان ذلك لن يكون جيدا للاقتصاد العالمي"، واضافت ان الولايات المتحدة "يمكن ان تتسبب عمليا في تباطؤ الاقتصاد في جميع الدول. هو رجل اعمال، ويعلم ذلك جيدا".

مسلمون كثر منزعجون من فوز ترامب

قالت يني واحد وهي شخصية إسلامية بارزة في إندونيسيا "دأب ترامب على خطاب استفزازي بدرجة كبيرة تجاه المسلمين. الناخبون هناك يتوقعون منه أن ينفذ وعوده. هذا يشعرني بالقلق بشأن التأثير على المسلمين في الولايات المتحدة وفي أنحاء العالم."

ويبلغ عدد المسلمين في العالم 1.6 مليار نسمة لكنهم ينتمون إلى مذاهب ومدارس فكرية متنوعة. ويشكل المسلمون غالبية السكان في دول مختلفة مثل إندونيسيا وباكستان والسعودية والسنغال وألبانيا وتتنوع أفكارهم السياسية.

وانزعج كثيرون بسبب تصريحات ترامب السابقة المتعلقة بمنع المسلمين من دخول البلاد أو إخضاعهم لعملية تدقيق مكثفة سلفا وكذلك من وجود نشطاء بارزين مناهضين للإسلام بين مؤيديه، وخلال الحملة الانتخابية الضارية هاجم ترامب منافسيه أيضا بسبب ما وصفه بإنكارهم للتهديد الذي يشكله الإسلام المتشدد والذي قال عنه إنه "يصل إلى شواطئنا". وأضاف أنه سيشكل على الفور لجنة مختصة بهذا الأمر.

وقال علي نبيل وهو طالب يبلغ من العمر 20 عاما في القاهرة "أشعر بالقلق على (أقاربي في أمريكا) لأنهم مسلمون.. مصريون مسلمون... وهو لن يعامل المسلمين جيدا"، وقالت رئاسة الجمهورية في مصر إن السيسي هو أول زعيم دولي يهنئ ترامب في اتصال تليفوني وهو ترحيب أبداه عرب آخرون لا تعجبهم سياسات كلينتون في الشرق الأوسط.

لكن في أماكن أخرى ينظر مسلمون آخرون لترامب على أنه شخصية عدائية، وقال جانيو أولوكانجا في لاجوس كبرى مدن نيجيريا "أي شيء يحدث في أمريكا يؤثر على الجميع وفي ظل وعود ترامب ضد السود والمسلمين والأقليات فإن ما حدث ليس شيئا يسعدنا"، وعبر أفراد من الأقليات المسلمة التي تعيش في دول غربية عن مخاوفهم مما يرونه تصويرا سلبيا على نحو متزايد لعقيدتهم وأبدوا قلقهم من انتخاب ترامب.

وقال هارون خان الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني في بيان "من المثير للقلق بشكل كبير أن الرجل الذي دعا صراحة للتمييز ضد المسلمين والأقليات الأخرى أصبح زعيما لدولة عظمى"، لكنه هنأ ترامب على فوزه.

وقال بعض المسلمين إنهم يخشون أن يعزز انتخاب ترامب وجهة النظر القائلة إن الولايات المتحدة تكن عداء للمسلمين وهو ما سيعيق الجهود داخل العالم الإسلامي لمكافحة التطرف، وقال عمار رشيد وهو أكاديمي وعضو في حزب عمال عوامي الباكستاني على تويتر "فوز ترامب سيكون هدية ضخمة لحركة جهادية فاشلة ستحظى الآن بصيحة استنفار جديدة"، وأضاف "إذا كان للفكر الجهادي من رافد يغذيه فهو صورة الولايات المتحدة ككيان صليبي شرير معاد للمسلمين. سيحققون أكبر فائدة من فوز ترامب".

روحاني يؤكد ان ترامب لا يمكنه الغاء الاتفاق النووي

قال الرئيس الايراني حسن روحاني انه "من غير الممكن" ان يلغي الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب الاتفاق النووي الذي ابرمته طهران مع الدول الكبرى، "رغم تهديده بذلك"، وصرح روحاني امام حكومته ان "موقف ايران من الاتفاق النووي هو ان الاتفاق لم يبرم مع دولة واحدة او حكومة واحدة بل تمت المصادقة عليه بموجب قرار صادر عن مجلس الامن الدولي، ومن غير الممكن ان تغيره حكومة واحدة"، بحسب التلفزيون الرسمي.

واكد ان "نتيجة الانتخابات الاميركية ليس لها اي تاثير على سياسة الجمهورية الاسلامية الايرانية"، واضاف ان "سياسة التفاهم البناء لايران مع العالم وواقع انه تم كسر العقوبات الدولية، وضعا الاقتصاد الايراني على طريق لا يمكن الرجعة فيه الى الوراء". بحسب فرانس برس.

واعتبر روحاني ان موقف واشنطن "ضعف في العالم (...) بسبب السياسات الخاطئة" و"شدد علي أن الادارة الأميركية لن يكون بوسعها استخدام سياسة التخويف من ايران واجماع العالم ضدها كما كانت في السابق"، وابرمت ايران العام الماضي الاتفاق مع الدول الكبرى ما ادى الى رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها مقابل خفض نشاطها النووي، وخلال حملته الانتخابية وصف ترامب الاتفاق بانه "كارثي". وقال ان الغاءه "سيكون اولويتي الاولى"، واكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكلفة الاشراف على حسن تطبيق الاتفاق مع ايران، في تقريرها الفصلي ان طهران تفي بالتزاماتها تماما.

وقالت الوكالة ان الجمهورية الاسلامية وفت خصوصا بالتزاماتها على صعيد درجة تخصيب اليورانيوم ومخزونه و"لم تواصل" بناء مفاعلها للمياه الثقيلة في اراك، لكن مدير الوكالة يوكيا امانو ابلغ طهران "قلقه" حيال تجاوز طفيف لمخزون المياه الثقيلة لدى ايران، الى 130,1 طنا مقابل 130 طنا متفق عليها. وردا على ذلك، تعهدت طهران نقل خمسة اطنان الى الخارج.

تركيا تأمل بتعاون أفضل مع ترامب في مكافحة الإرهاب

قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إنه يأمل بتحسن العلاقات مع الولايات المتحدة بعد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة ودعا إلى تسليم رجل دين تركي مقيم في الولايات المتحدة تحمله أنقرة المسؤولية عن محاولة انقلاب فاشلة وقعت في يوليو تموز الماضي، ومن ناحية أخرى قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي توترت علاقاته أحيانا مع الرئيس الامريكي المنتهية ولايته باراك أوباما إنه يأمل بأن يؤدي فوز ترامب إلى "خطوات مفيدة" للشرق الأوسط والحقوق والحريات الأساسية.

وتشعر تركيا بإحباط مما تعتبره عزوف واشنطن عن تسليم رجل الدين فتح الله كولن الذي تتهمه بتدبير محاولة انقلاب فاشلة قبل أربعة أشهر والذي يعيش في المنفى بولاية بنسلفانيا الأمريكية، وقال يلدريم في كلمة أذاعها التلفزيون التركي "توجد فرصة أمام الرئيس الجديد لدفع العلاقات للامام من خلال سياسات تأخذ في الاعتبار معركة تركيا ضد الإرهاب"، وأضاف قائلا "ستفتح صفحة جديدة في الصداقة التركية-الامريكية إذا سارعتم إلى تسليم زعيم جماعة الارهاب الذي ألحق ضررا بالصداقة بين الولايات المتحدة وتركيا".

وتشعر تركيا -العضو بحلف شمال الأطلسي والحليف الحرون أحيانا في الاتئلاف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية- بقلق أيضا من الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا والتي تعتبرها قوة معادية مرتبطة بمتشددين أكراد يقاتلون الدولة التركية منذ أكثر من ثلاثة عقود.

وأبلغ مسؤول تركي بارز رويترز أن تركيا تولي أهمية كبيرة لبيانات من ترامب تشير إلى أنه سيسحب الدعم عن "جماعات الإرهاب"، وقال المسؤول "نتوقع تطوير علاقات أفضل في الفترة القادمة... إنه تطور ايجابي في حد ذاته أن الولايات المتحدة ستضع نفسها على مسافة من جماعات الإرهاب مثل وحدات حماية الشعب وستكون خطوة مهمة لاقامة توازنات أكثر قوة في الشرق الاوسط".

وأشار إردوغان باقتضاب إلى نتيجة الانتخابات الأمريكية في نهاية كلمة ألقاها في منتدى للاعمال في اسطنبول، وقال "آمل بأن خيار الشعب الامريكي هذا سيؤدي إلى اتخاذ خطوات مفيدة للعالم فيما يتعلق بالحقوق والحريات الاساسية والديمقراطية والتطورات في منطقتنا".

كوبا تعلن إجراء مناورات عسكرية بعد فوز ترامب

أعلنت كوبا إجراء مناورات محددة سلفا في أنحاء البلاد تستمر أسبوعا استعدادا لمواجهة "أفعال العدو" في أعقاب انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وكان ترامب هدد بتقويض مرحلة انفراج في العلاقات حققها سلفه الديمقراطي باراك أوباما، ولم تربط كوبا مباشرة بين المناورات وانتصار ترامب الذي هدد بالرجوع عن الإجراءات التي اتخذها أوباما لتحسين العلاقات مع هافانا، ولم يصدر أي رد فعل رسمي على فوز ترامب. ونشرت جرانما وهي صحيفة الحزب الشيوعي الحاكم خبر المناورات العسكرية باللون الأحمر على الصفحة الأولى من عددها.

الالتزام بحقوق الانسان واحترام حرية الصحافة

حثت منظمة العفو الدولية الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب على الالتزام باعلاء حقوق الانسان، وانتقدت "الخطاب السام" الذي اتسمت به حملته الانتخابية، وقالت ساليل شيتي، الامين العام للمنظمة ومقرها لندن إن ترامب "أثار مخاوف حقيقية حول قوة الالتزام الذي نتوقع ان تبديه الولايات المتحدة تجاه حقوق الانسان في المستقبل"، واضافت "عليه ان يدير ظهره لكل ما قاله اثناء حملته الانتخابية وان يؤكد على تمسكه بالالتزامات التي قطعتها الولايات المتحدة على نفسها فيما يخص حقوق الانسان داخل البلاد وخارجها"، من جانبها، انتقدت مارغريت هوانغ، المديرة التنفيذية لفرع المنظمة في الولايات المتحدة "الخطاب المزعج والسام احيانا" الذي صدر عن ترامب اثناء حملته الانتخابية.

وقالت هوانغ "لا يمكن لهذا الخطاب ان يتحول الى سياسة حكومية، فالملاحظات المعادية للاجانب والمسيئة للنساء وغيرها من التعليقات المثيرة للكراهية لا مكان لها في السياسات الحكومية"، واضافت "من فتح معسكرات الاعتقال الى استخدام التعذيب، لقد شاهدنا نتائج كارثية عندما ينتهك اولئك الذين انتخبناهم التزام الولايات المتحدة باعلاء حقوق الانسان"، وقالت إن على ترامب "التعبير علنا عن التزامه بحقوق جميع البشر دون تمييز"، وكان ترامب، ملياردير العقارات السبعيني، تعهد اثناء حملته الانتخابية بطرد المهاجرين غير القانونيين ومنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة.

من جانب آخر، حذرت منظمة مراسلون بلا حدود ترامب بضرورة احترام حرية الصحافة متهمة اياه بمضايقة الصحفيين طيلة حملته الانتخابية التي تكللت بانتخابه رئيسا للولايات المتحدة.

وقالت المنظمة ومقرها باريس إنها شعرت بالهلع ازاء التهديدات التي اطلقها ترامب والتي قال فيها إنه مصمم على اعادة النظر في قوانين القذف المعمول بها في الولايات المتحدة بحيث "نتمكن من مقاضاة صحيفة النيويورك تايمز او الواشنطن بوست كلما نشرتا مقالا تنتقداه فيه."

وقالت المنظمة في بيان إن ترامب سحب التراخيص الصحفية الخاصة بمراسلي صحيفة الواشنطن بوست الذين كانوا يتابعون حملته متهما اياهم "بالتغطية الكاذبة وغير الشريفة" التي قال إن الصحيفة تتابع بها حملته، واضافت المنظمة ان "ترامب تعمد اهانة المراسلين الذين صوروه بشكل سلبي او وجهوا اليه اسئلة محرجة والتضييق عليهم."

اضف تعليق