q

تعد قيادة السيارة من الفنون الراقية في حد ذاتها.. فهو فن يحتاج الى مقومات التركيز وقوة الملاحظة والأخلاق العالية، ولهذا الفن قدرة كبيرة على رسم الملامح الدقيقة لشخصية السائق.. ولكن ليس كل من جلس خلف مقود السيارة هو فنان او سائق جيد.

والجدير بالذكر أن أول سيارة تم اخترعها وانضمّت الى الإبداع التكنولوجي المهم، كان ذلك في القرن التاسع عشر، وبدأ أصحاب السيارات آنذاك باستخدام البخار، واستمروا بعد ذلك باستخدام النفط فى محركات الاحتراق الداخلي، وقد انتشرت الدراسات في يومنا عن إنتاج السيارات التي تعمل بمصادر الطاقة البديلة. فقيادة المركبات هي ثمرة لتطور البشرية وتحضرها.

هذا يعني أن على الانسان أن يحترم هذه النعمة.. لان طريقة قيادتك وتعاملك مع السيارة والناس تعكس شخصيتك وأخلاقك بحسب علماء النفس ودارسي شخصية الانسان، وتدل طريقة قيادة السيارة واسلوب السائق على مدى تحضّرك واحترامك للآخرين، وكما هو معروف فإن دوائر المرور لا تصدر رخصة القيادة إلا للبالغين الذين تجاوزوا السن القانوني الذي يخولهم بقيادة المركبة، بعد اجتيازهم اختبار القيادة.

قيادة المراهقين للسيارة وزيادة الوفيات

ولكن هنالك الكثير من المراهقين والشباب يقودون السيارات دون علم ذويهم، مما يتسبب بتعرضهم لحوادث أليمة تؤدي غالبا الى الوفاة، نتيجة التهور والحركات الغير حضارية والطائشة التي يفعلونها بالمركبات من اجل لفت الأنظار، كما ان حوادث الطرق تعد من اكبر أسباب زيادة الوفيات في العالم.

فحسب أحدث الإحصائيات نلاحظ أن المعدل العالمي للحوادث هو ١٨حادث موت لكل ١٠٠ ألف شخص/ سنة، ويعد هذا المعدل حسب موقع "الايفسانس" مرتفع للغاية، وتحاول العديد من المنظمات والهيئات الدولية توعية السائقين حول ضرورة الالتزام بالسرعات المقررة، ويأتي الترتيب العالمي للدول من حيث معدل عدد الحوادث القاتلة سنويا كالآتي:

(الصين.. في الصدارة.. ثم الهند، نيجيريا، البرازيل، اندونيسيا، الولايات المتحدة، باكستان، روسيا، تايلاند، وأخيرا ايران).

وقد عبر المصدر "واشنغتون بوست" بان أغلب الحوادث التي حصلت في الهند هي نتيجة حالات السكر الذي وجد عليه سائقي المركبات، كما ان السرعة على الطرق هي قضية صحة وسلامة عامة من الدرجة الاولى، وقد تعد السرعة من أكثر انتهاكات قوانين المرور شيوعاً، حيث يقترفها فئة كبيرة من السائقين وتسهم في وقوع ما يزيد عن ثلث الحوادث المؤدية الى الوفاة، إضافةً الى عوامل اخرى كعدم الانتباه الى الطرق وحالات النعاس واستعمال الهاتف اثناء القيادة.

وللتقليل من الحوادث المرورية هنالك العديد من النصائح والإرشادات التي يجب أن يعمل بها السائق للحفاظ على روحة وأرواح الآخرين من الحوادث العشوائية التي من الممكن ان تؤدي الى إصابات خطيرة، او الى الموت حتى، ومن أهمها:

- لا تحاول قيادة السيارة إلاّ بعد حصولك على رخصة القيادة، لان ذلك سيعرض حياتك وحياة الآخرين الى الخطر.

-التزم بتعاليم القيادة وإشارات المرور وارتدي حزام الأمان وتحلَّ بروح رياضة عالية.. ولا تتجاوز السرعة المحددة لك بالقيادة.

-الزم مسار خط سيرك: يفترض بك أثناء قيادتك السيارة على الطرقات العامة، أن تحترم خط السير الذي اخترته، وتحترم الآخرين الذين يسيرون على الخط ذاته، فلا تُلاحق سائق السيارة التي أمامك أو تقترب منه أو تُشعل الإضاءة، لكي تُرغمه على تغيير خط سيره لتتمكن من العبور، كما أنّ التجاوز عند المنعطفات وفي الأماكن الخطيرة، أو تجاوز طابور السيارات الواقفة ومن ثمّ الانعطاف فجأة للدخول في إحدى الفتحات، يُعدُّ عملاً متهوراً ولا يليق بشخص متحضّر ومثقف، عليك أن تحترم الطابور وأن تلتزم بمسار الخط، وفي حال كنت تريد أن تغيّر مسار خطك فاستخدم الإشارات لفعل ذلك.

نصائح لتقليل حوادث المرور

يتحسس الناس من مفردة (نصائح أو نصيحة)، وكأن من يسمعها يتم اتهامه بالنقص او عدم الذكاء، ولكن جميع المتفوقين استفادوا من خبرات غيرهم، واستطاعوا ان يتعاملوا معها بذكاء، فأضافت لهم فنون وخبرات ساعدتهم على تحقيق التميز في حياتهم، لهذا فمن يتعامل مع النصيحة من دون حساسية وشعور متفاقم بالنقص هو الذي يستثمرها بصورة صحيحة، أما عكس ذلك، أي عندما يهمل الانسان النصائح وكأنه خرج من رحم امه عالما وفنانا، فمثل هذا الانسان لا يتطور خطوة الى أمام.

وفي مجال النصائح التي قدمتها دوائر المرور وخبرائها حول قيادة السيارة والاستخدام الصحيح للشوارع الرئيسة والفرعية، نقدم بعض النصائح عسى ان يستفيد منها من يهمه الأمر، وعسى أن تصل فن السياقة لدى المستعدين للتعامل معها بلا حساسية، من هذه الارشادات المرورية:

- لا تسد خط اليسار: اترك خط اليسار مفتوحاً دوماً، ولا تحاول الاستئثار به وحدك. هذا الخط موجود لتسهيل السير في حال حدوث حادث أو حصول زحام.

- من الاتيكيت العالي ان تفتح المجال وتقف، اثناء عبور المشاة من الشارع، وكما عليك تخفيف السرعة في المناطق المزدحمة والأماكن الخاصة لعبور الأطفال وطلاب المدارس.

- حافظ على هدوئك أثناء قيادة السيارة: أحياناً تستفزك طريقة قيادة أحدهم للسيارة، أو يتعمد شخص ما إلى إستفزازك أثناء قيادتك لسبب أو لآخر، حافظ غلى هدوءك و تجاوز الموضوع بروح رياضية.

- توقف لتقديم المساعدة لمن تعطلت سيارته: أن تتوقف لعرض مساعدتك على قائد مركبة أصيبت سيارته بعطل ميكانيكي أو ثقب إطارها، هو تصرف يَنمّ عن نبل أخلاق.

وهنالك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الدولة، وبوجه الخصوص على مديرية المرور، بأن تضع قوانين وضرائب صارمة لكل من يخالف القوانين ويتسبب بعرقلة السّير ويعرض حياته وحياة الآخرين الى الخطر عن طريق فرض "غرامة" لكل المشاغبين والغير ملتزمين بقوانين القيادة، للتقليل من حالات الشغب والحوادث المرورية.

والقيادة قبل كل شيء تعد من الذوق العام، حيث اثبت مختصون في علم النفس أن قيادة السيارة تُفصح عن شخصية الانسان، إذاً من الضروري الحفاظ على صورة جيدة، لان الله سبحانه وتعالى سخر لنا المعادن والعلم للاستفادة منها، لا لكي نعرّض حياتنا للخطر، كما قال القدير في كتابه العزيز (أَلَم ترَوا إنَّ اللَّهَ سَخّرَ لَكُم ما فِي السَمواتِ وما في الأرض وأسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَه ظاهِره وَباطِنِه).

اضف تعليق