q

لا تنطفئ جذوة الخط العربي، ولا الفنون التشكيلية، طالما كانت هناك مواهب شبابية متواصلة، كذلك يضج عالمنا بمواهب متنوعة، لذلك ينبغي العمل المستمر من اجل تشجيع وتطوير هذه المواهب الابداعية، ومن بين سبل الدعم والتشجيع اقامة ملتقيات موسمية سنوية، يلتقي فيها العديد من الموهوبين في الخط العربي او الفن التشكيلي او سوى ذلك من الابداعات، فيتم من خلال هذه اللقاءات، تلاقح المواهب وتنوعها لتحقق حضورا ناجحا.

في هذا السياق تبارى 115 خطاطا من 15 دولة عربية وأجنبية في تجسيد جماليات وفنون الخط العربي بجميع أشكاله في الدورة الثانية للملتقى الدولي للخط العربي وبجانب تقديم الأعمال الإبداعية للمشاركين يشكل الملتقى فرصة سنوية للدارسين والباحثين لتوثيق فنون الخط العربي من خلال ورش العمل والأبحاث الأكاديمية والندوات العلمية وشاركت في الملتقى تونس والمغرب والجزائر وسوريا ولبنان والأردن والعراق والسعودية والإمارات والسودان وماليزيا والهند وبنجلادش وأذربيجان إضافة إلى مصر.

كما أن الفنون لا تنحصر في مجال محدد، وتبقى مهمة الفن ابتكار الجديد الذي يسهم في اذليل المصاعب وتحسين رؤية الانسان للحياة، والسعي الى ايجاد بدائل وحلول للمصاعب التي تواجهها الانسانية، في هذا الجانب صمم الفنان العراقي حسين عادل بزة تقوم فكرتها على التنديد بالعنف الذي لا يزال يضرب انحاء عدة من العراق. ويقول عادل "شعرنا بضرورة تصميم مثل هذه البزة بسبب عدم وجود الكثير من بزات الحماية من المتفجرات في العراق"، مضيفا "بلدنا هو واحد من اكثر البلدان في العالم التي تحتاج الى مثل هذه البزة".

وعن فكرته والبزة التي ابتكرها عادل يقول: "تساءلت لم لا توجد طريقة ما يمكن ان نحمي بها انفسنا؟ الاساليب الاخرى لم تثمر شيئا، لذا توجهت الى حلول فردية". وتتكون البزة التي تمت خياطة الجزء الاكبر منها من قماش سميك، من خمس قطع رئيسية: خوذة للرأس وقطع حول الصدر والظهر والارجل والاذرع، ترتبط ببعضها البعض بواسطة احزمة.

ومن ايران تقاسمت المصورة الإيرانية نوشا تفاكوليان جائزة حصلت عليها في مسابقة للتصوير، وقالت أنها ستخصص جزءا من جائزة الأمير كلاوس الهولندية التي فازت بها وقيمتها 100 ألف يورو، لأعمال خيرية تشمل مساعدة لاجئين سوريين وعراقيين. وعبرت المصورة الإيرانية نوشا تفاكوليان عن اعتزازها بإحراز جائزة الأمير كلاوس الهولندية للعام 2015، لكنها أكدت على صفحتها على فيسبوك "من الصعب أن أفرح بهذه الجائزة كما أود وأنا أرى المنطقة التي أعيش وأعمل فيها تحت النيران وأرى عشرات الآلاف يبحثون عن اللجوء إلى أراضي بعيدة".

وتظهر في هذه الخطوة، امكانية أن يسهم الفن ومبادرات الفنانين على المشاركة في تذليل مصاعب الناس الآخرين كما فعلت المصورة الايرانية

في حين نلاحظ من جهة اخرى اسلوبا فنيا جديدا في تكوين اللوحات التشكيلي، حيث لجأت فنان فلسطينية الى استخدام الزيتون في اكمال لوحاتها، وذلك بعد أن استخدمت الفنانة الفلسطينية الشابة أريج لاون حبات الزيتون في عمل لوحات فنية على قطع من القماش. وقالت أريج ابنة مدينة الناصرة خلال افتتاح معرضها (رص الزيتون) في مدينة أريحا "أطمح دائما أن أبتكر لوحات فنية جديدة وهذا المعرض يتضمن لوحات رسمتها برص الزيتون."

وهكذا من الممكن ان يكون هناك حضور جيد للفن التشكيلي وسواه في المساهمة بخلق اجواء لحياة افضل تساعد الانسان على مواجهة المصاعب، وتنشر الحس الانياني بين بني الانسان، وتسعى لنشر قيم التعاون في مواجهة المصاعب التي يتعرض لها الناس بغض النظر عن انتمائهم العرقي او الديني أو سواه.

فنان عراقي يصمم بزة مضادة للانفجارات

من جهة اخرى تجمع عدد من الاطفال وهم يتطلعون بخوف الى شاب يرتدي بزة مضادة للانفجارات اثناء قيامه بجولة في شارع الرشيد العريق وسط بغداد، قبل ان يجلس في احد مقاهيه ليحتسي الشاي الى جانب مجموعة من الرجال.

ولم تكن هناك اي عبوة ناسفة تحتاج الى تفكيك في الشارع في ذلك النهار، ولا تحوي بزة الشاب ما يمكن ان يحميه من انفجار محتمل، لكن فكرة البزة التي صممها الفنان العراقي حسين عادل تهدف الى التنديد بالعنف الذي لا يزال يضرب انحاء عدة من العراق. ويقول عادل لوكالة فرانس برس "شعرنا بضرورة تصميم مثل هذه البزة بسبب عدم وجود الكثير من بزات الحماية من المتفجرات في العراق"، مضيفا "بلدنا هو واحد من اكثر البلدان في العالم التي تحتاج الى مثل هذه البزة".

وعادل شاب في العشرين من العمر، صاحب شعر مجعد كثيف، وهو احد الفنانين العراقيين الذين يبحثون عن طرق لمواجهة العنف المستمر في بلادهم. والبزة هي نموذج فقط وتحتاج الى ان تصنع من مواد مضادة للمتفجرات لتكون فعالة. والدافع وراء قيام عادل بالبحث عن تصميم بزة مضادة للانفجار، هو مقتل احد اصدقائه المقربين، عمار الشابندر الذي كان صحافيا ناجحا وقد قضى في انفجار سيارة مفخخة العام الماضي.

ووقع الحادث عندما كان عادل والشابندر وصديق ثالث لهما قرب احد المقاهي الشعبية في منطقة الكرادة وسط بغداد. ويروي عادل "طلبت منهم ان يكملوا طريقهم على أن ألحق بهم بعد خمس دقائق". بعيد ذلك، وقع انفجار مدو. واندفع عادل للبحث عن صديقيه ليعثر على احدهما مصابا بجروح في الرأس بعد نقله الى احد المستشفيات، ويتبلغ منه ان الشانبدر قتل جراء الانفجار.

بعد مرور اسبوعين على الحادث، استيقظ عادل من حلم بوقوع انفجار في ساحة رئيسية وسط بغداد، وروى الحلم لوالده واصدقائه. ويؤكد انه في وقت لاحق من ذلك اليوم، وقع بالفعل انفجار في تلك الساحة. ويضيف "اتصل بي اصدقائي وقالوا +كيف استطعت معرفة ذلك+؟ هذا امر غريب". ودفعت تلك الاحداث عادل للبحث عن طرق لمحاربة القلق الذي يعيشه في ظل العنف المتواصل الذي يضرب بلاده.

واستهدفت عشرات الانفجارات بينها سيارات مفخخة وعبوات ناسفة، واحيانا اكثر من انفجار في اليوم الواحد، المدن العراقية وبغداد، خلال الاعوام الماضية. وقتل جراء تلك الانفجارات عشرات الاف العراقيين غالبيتهم من المدنيين، ما دفع الافا آخرين الى مغادرة البلاد. وخلفت هذه الانفجارات آثارا سلبية عميقة في نفوس العراقيين. ودفع كل ذلك عادل الى البحث عن طريقة لحماية صديقه مسلم وتوفير الامن له وهو يتنقل لممارسة نشاطاته اليومية. وفكر بتصميم بزة مضادة للانفجارات بحسب فرانس بريس.

ويوضح عادل قائلا "تساءلت لم لا توجد طريقة ما يمكن ان نحمي بها انفسنا؟ الاساليب الاخرى لم تثمر شيئا، لذا توجهت الى حلول فردية". وتتكون البزة التي تمت خياطة الجزء الاكبر منها من قماش سميك، من خمس قطع رئيسية: خوذة للرأس وقطع حول الصدر والظهر والارجل والاذرع، ترتبط ببعضها البعض بواسطة احزمة.

وفيما كان مسلم يرتدي البزة، انضم اليه عادل وكانا يتنقلان ويتبادلان الحديث مع المارة، وطلبا الشاي في احد المقاهي، وناقشا اسعار المواد في محل تجاري. ويقول مسلم واصفا مشاعره خلال ارتدائه البزة، "أعلم انها ليست بزة حقيقة (...) لكنني شعرت بأنها تحميني فعلا وتخيلت كل ما يمكنني فعله وانا ارتديها".

في شارع الرشيد وهو من اشهر شوارع العاصمة، كان بعض المارة ينظرون بخوف الى مسلم، وهو يسير بذراعين مرفوعتين ويحيط رأسه طوق بلاستيكي مكمل للبزة، فيما بدا الامر مسليا للبعض الآخر. ويقول ابو ابراهيم، صاحب محل تجاري في الشارع، "اعتقد ان هناك دوافع تبرر القيام بهذا النوع من الفن، لكن انا شخصيا لا اعتقد ان هذا سيغير من الوضع الذي يمر به بلدنا". ويسعى عادل الى تكرار تجربة التنقل بالبزة في مناطق اخرى من بغداد وتوثيقها بعد ذلك في معرض للصور. ويقول "اريد ان اظهر للعامة ما وصلنا اليه ونزرع تساءلا في عقولهم: ماذا "لو كنا جميعنا على هذه الصورة؟"

مصورة إيرانية تتقاسم جائزتها مع اللاجئين

من ناحية اخرى أكدت المصورة الإيرانية نوشا تفاكوليان أنها ستخصص جزءا من جائزة الأمير كلاوس الهولندية التي فازت بها وقيمتها 100 ألف يورو، لأعمال خيرية تشمل مساعدة لاجئين سوريين وعراقيين. وعبرت المصورة الإيرانية نوشا تفاكوليان عن اعتزازها بإحراز جائزة الأمير كلاوس الهولندية للعام 2015، لكنها أكدت على صفحتها على فيسبوك "من الصعب أن أفرح بهذه الجائزة كما أود وأنا أرى المنطقة التي أعيش وأعمل فيها تحت النيران وأرى عشرات الآلاف يبحثون عن اللجوء إلى أراضي بعيدة".

وتعتبر نوشا تفاكوليان البالغة من العمر 34 عاما إحدى النساء الرائدات في التصوير الصحافي في إيران. وقالت تفاكوليان أنها ستمنح 15 ألف يورو لمنظمة تساعد اللاجئين السوريين والعراقيين. وأكدت "عملت في العراق وسوريا، فأردت أن أعيد شيئا من الطيبة التي كان يستقبلني بها دائما العراقيون والسوريون رغم الظروف القاسية التي يعيشونها".

وتمنح جائزة الأمير كلاوس الهولندية التي تبلغ قيمتها 100 ألف يورو، للشخصيات والمنظمات التي تتبنى مقاربة عصرية وتقدمية في معالجتها لقضايا الثقافة والتنمية. وأعلنت مؤسسة الأمير كلاوس الخميس أن المصورة الإيرانية نوشا تفاكوليان من بين الفائزين هذا العام.

وتابعت المؤسسة، ومقرها أمستردام، أن "نوشا تفاكوليان مصورة عصامية التكوين تجمع بين التصوير الصحافي والبراعة في تقديم رؤية جديدة من الداخل عن تجارب الناس وحياتهم في إيران وفي منطقة الشرق الأوسط". وأشادت المؤسسة بتنوع أعمال المصورة الإيرانية التي "تساءل الأفكار النمطية وتلهم المصورين الشباب في منطقة الشرق الأوسط"، والتي تشمل ريبورتاجات تغطي الأحداث السياسية إضافة إلى بورتريهات وسلسلات أنجزت حول قضايا حساسة على غرار "شباب الطبقة الوسطى في إيران، وتأثير العقوبات في الحياة الشخصية، والمقاتلات الكرديات". فخلال رحلة قامت بها مؤخرا في منطقة الشرق الأوسط، التقطت تفاكوليان صورا للنساء الكرديات اللواتي يحاربن تنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال العراق.

وقالت تفاكوليان أنها ستمنح 13 ألف يورو أخرى لـ "جائزة شيد" التي تمنح للتصوير الوثائقي المستقل في إيران. وأوضحت أن 10 آلاف يورو إضافية ستكون من نصيب "مؤسسة محك" الخيرية الإيرانية والتي تساند الأطفال المصابين بالسرطان. وأشارت أيضا إلى أنها ستمنح 7 آلاف يورو لمنظمات تنشط في مجال حماية الحيوانات.

ونشرت صور نوشا تفاكوليان في مجلات عالمية مشهورة على غرار "تايم مغازين" و"ناشيونال جيوغرافيك" و"مغنوم فوتوز". وستتسلم تفاكولين الجائزة في 2 كانون الأول/ديسمبر المقبل خلال حفل يقام بالقصر الملكي بأمستردام بحسب فرانس برس.

وتعتبر جائزة الأمير كلاوس الثانية عالميا بعد جائزة نوبل، لكنها تختلف عنها بمكافأة أشخاص ومؤسسات تنشط أساسا في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية والكاراييب. ومن بين الشخصيات العربية التي أحرزت الجائزة رسام الكاريكاتير السوري علي فرزات (2002)، والشاعر الفلسطيني محمود درويش (2004) والشاعر المصري أحمد فؤاد نجم (2013). ومن بين الفائزين في نسخة 2015 المصور العراقي لطيف العاني والمخرج السوري أسامة محمد.

فنانة فلسطينية ترسم لوحاتها بحبات الزيتون

وتستخدم الفنانة الفلسطينية الشابة أريج لاون حبات الزيتون في عمل لوحات فنية على قطع من القماش. وقالت أريج ابنة مدينة الناصرة لرويترز خلال افتتاح معرضها (رص الزيتون) الأحد في مدينة أريحا "أطمح دائما أن أبتكر لوحات فنية جديدة وهذا المعرض يتضمن لوحات رسمتها برص الزيتون."

وتضمن المعرض عرض فيديو لطريقة عمل اللوحات الفنية التي تنوعت بين رسوم بورتريه لشخصيات مثل الرئيس الراحل ياسر عرفات وشاعر فلسطين الراحل محمود درويش والشاعر الراحل توفيق زياد ورسومات للبلدة القديمة في القدس ولوحات متعددة لأشجار الزيتون. وتظهر أريج في الفيديو وهم تقوم برص حبات الزيتون وتستخدم مطرقة خشبية صغيرة فيخرج منها الزيت على قطعة القماش الموضوعة على الارض مشكلة فيها لوحات فنية.

وأوضحت أريج أنها تضع الصورة التي تنوي رسمها في مخليتها وتبدأ برص حبات الزيتون كأنها ترسمها بريشة وتستغرق بعض اللوحات أياما من العمل. وقالت إن الفكرة بدأت لديها عندما اختارت أن ترسم لوحة لشجرة الزيتون من نواة حب الزيتون حيث لاحظت وهي تحاول استخراج النواة أن الزيت يتناثر منها فقررت استخدامه في عمل اللوحات الفنية.

وأضافت في كلمة لها في افتتاح المعرض "الزيتون الذي يعتبر الذهب الاخضر لفلسطين وهو رمز هويتنا وتراثنا وإنتمائنا وعنوان صمود شعبنا بوجه الاحتلال." وتابعت قائلة "بالرغم من تعدي الجنود على أشجار الزيتون فهي لا تنتهي ولا تندثر مثل قضيتنا وسنبقى متمسكين بغصن الزيتون كما نتمسك بالصبر والأمل بأن يوما سنعيش بأمن وسلام كباقي شعوب الأرض."

وأشارت أريج الى أن الشخصيات التي اختارت رسمها بالزيتون لها علاقة وثيقة بالزيتون. واقتبست أريج ما قاله درويش عن الزيتون "لو يذكر الزيتون زارعه لصار الزيت دمعا /إنا سنقلع الرموش والشوك والاحزان قلعا /ستظل في الزيتون خضرته حول الارض درعا." وأضافت أيضا كما قال الشاعر الراحل توفيق زياد "إنا هنا باقون فلتشربوا البحرا/ نحرس ظل التين والزيتون ونزرع الافكار كالخمير في العجين بحسب رويترز."

واختتمت اقتباساتها بما قاله عرفات "جئتكم ببندقية الثائر في يدي وبغصن الزيتون في يدي الاخرى فلا تسقطوا الغصن الاخضر من يدي. الحرب تندلع من فلسطين والسلم يبدأ من فلسطين." وأتاحت الفنانة للجمهور تجربة الرسم برص الزيتون فوضعت في وسط المعرض قطعة قماش رسمت عليها بقلم رصاص خارطة فلسطين التاريخية وضعت الى جانبها حبات من الزيتون ومطرقة خشبية صغيرة ودعت كل من يريد أن يجرب الرسم بالزيتون. وتطمح الفنانة الشابة أن تسجل الرسم بالزيتون كطريقة مبتكرة لها في عالم الفن.

واشتمل المعرض إضافة إلى اللوحات المتعددة المرسومة برص الزيتون التي وضعت إلى جانبها مجموعة من أغصان الزيتون على لوحات فنية أخرى رسمت بالألوان الزيتية تحمل دلالات متعددة منها ما يتحدث عن نكبة عام 1948.

البحث عن المواهب بين اللاجئين والأيتام

من جهتها تبحث مدرسة لتصميم الأزياء في لبنان عن مواهب صاعدة بين سكان مخيمات اللاجئين والأطفال في دور الأيتام لبرنامج يستمر ثلاث سنوات يقوم خلاله أهم المصممين اللبنانيين والعالميين بتعليمهم أسرار المهنة. وتختار الأمريكية سارة هيرمز (28 عاما) مؤسسة ومديرة مدرسة (كرييتيف سبيس) عشر مواهب من شريحة معدمة وخلفيات مختلفة للانضمام إلى مدرستها في شارع الفنون في شرق العاصمة بيروت.

ويأمل الطلاب في أن يكونوا جزءا من حكاية نجاح لبنان كمركز للموضة في الشرق الأوسط ومركز لمصممين يصنعون أثوابا ترتديها أهم نجمات هوليوود على البساط الأحمر. وتلألأت النجمة والمغنية الأمريكية جينيفر لوبيز بثوب فضي من تصميم زهير مراد في حفل توزيع جوائز جولدن جلوب الشهر الماضي في حين ارتدت الممثلة البريطانية كيت بكينسيل ثوبا رماديا ملفتا من تصميم إيلي صعب في الحفل ذاته.

في (كرييتيف سبيس) ينكب التلاميذ على رسم أفكارهم في دفاتر على طاولات بيضاء كبيرة وهم محاطون بدمى الخياطة وخيوط ذات ألوان متنوعة. وأنشأت هيرمز المدرسة مع معلمتها السابقة التي تقيم في نيويورك كارولين سيمونيللي وتصفها بأنها مكان "للأشخاص الموهوبين والشغوفين للغاية بتصميم الأزياء والذين ما كانوا ليحصلوا على فرصة امتهانهم تصميم الأزياء."

طافت لدى افتتاح المدرسة عام 2011 أنحاء لبنان بحثا عن المواهب المدفونة في مخيمات اللاجئين ودور الايتام والأحياء الفقيرة ومراكز توعية النساء. وبعدها بدأ التلاميذ يتقدمون بطلبات التسجيل في مدرستها ويفد تلاميذ جدد حين تكون هناك أماكن شاغرة في الصفوف.

ويركز بعض التلاميذ على أثواب السهرة لكن الكثير يعكفون على خط انتاج للملابس الجاهزة خاص بمدرستهم منها السراويل والكيمونو. وتبيع المدرسة القطع التي يخيطها التلاميذ بما يتراوح بين 100 و200 دولار للواحدة إذ أنهم يستخدمون أقمشة راقية يتبرع بها عدد من المصممين العالمين والمحليين بينهم دونا كاران بحسب رويترز.

وتذهب جميع الأرباح إلى المدرسة التي تتلقى أيضا التبرعات وتعقد شراكات مع متاجر لجني الأموال. لم يتخرج من (كرييتيف سبيس) حتى الان سوى اثنين. فلسطينية من مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان تعمل اليوم في دار أزياء لبنانية وتعلم مهاراتها للآخرين مجانا.

وأحمد عامر (21 عاما) من جنوب لبنان الذي انضم إلى المدرسة لانه كان مولعا بالرسم منذ نعومة أظافره وأراد أن يدرس تصميم الأزياء لكنه عجز عن توفير نفقات الدراسة.

وأضاف عامر الذي امتلأ دفتر رسوماته بصور نساء محجبات "كان الأمر سيظل مجرد هواية وكنت سأعمل فيه على مستوى شخصي." ومضى في القول "هذه السنوات الثلاث ستحدث فرقا كبيرا في حياتي. بات لدي مشغلا أعمل فيه ومواد لاستخدمها".

وقالت هيرمز التي تخرجت من مدرسة (بارسونز) للأزياء في نيويورك إن البدء بامكانيات بسيطة مثل تلاميذها كان الأمر السائد في عالم الأزياء غير أنه بات مهنة للطبقة الراقية فقط في العقد الأخير. وأضافت "إذا نظرنا إلى حياة أشهر المصممين ستجد أن معظمهم أتوا من خلفيات كانوا فيها مضطرين الى العمل. كان عليهم أن يعملوا ويبنوا أنفسهم."

جيف الحيوانات مصدر ابداع للفنانين الهولنديين

وفي استوديو استحدث داخل حرم مدرسة قديمة، تخرج نورتيي زيلسترا من ثلاجتها غرابا نافقا لتعمد بعدها الى فتحه مستعينة بمشرط: فقد باتت اخر اعمالها الفنية المصنوعة من جيف حيوانات على وشك ان تبصر النور. فمع قفازي الجراحة في يديها، تقطع هذه الفنانة الهولندية عظم القص لدى الحيوان قبل افراغ احشائه.

وقالت نورتيي زيلسترا مبتسمة خلال استخدامها المشبك "هذا ما افعله. آخذ +عباءة+ الحيوان واستخدمها كوسيلة فنية. حالما تنطلق هذه العملية، لا نعود امام مجرد حيوان نافق".

تنتمي زيلسترا البالغة الثامنة والعشرين، الى مجموعة من الفنانين الشباب الهولنديين الذين يستخدمون تحنيط الحيوانات كوسيلة للتعبير. وشيئا فشيئا، حاز هؤلاء الفنانون تقديرا دوليا لكونهم نقلوا بحسب بعض النقاد تحنيط الحيوانات الممارس منذ قرون عدة "الى مستوى اخر".

لكن بالنسبة لاخرين، فإن مشهد حيوان محنط يبقى مروعا، بحسب الشابة الهولندية التي تشبه بشعرها المرفوع وفستانها الاحمر الارجواني الرسامة المكسيكية الراحلة فريدا كالو.

والاستوديو الخاص بها الواقع في حي شعبي في لاهاي مليء بالاعمال التي عرضت مطلع شباط/فبراير في مهرجان الفن المعاصر في روتردام. ومع انبوب رفيع موضوع داخل حلقه، يستخدم هذا السنجاب المحنط الواقف على قائميه الخلفيين كمزهرية، في حين يمكن في البعيد رؤية رأس حمامة مكان غطاء ريشة البادمنتون. كذلك فإن عملا آخر بعنوان "درامستيك" مصنوع فقط من قائم دجاجة صغيرة زغبها ابيض وموضوع على قاعدة خشبية. في مكان اخر، يتعانق رأسا وعنقا اوزتين في قطعة فنية تذكر بالاله الروماني يانوس بحسب فرانس برس.

وقالت نورتيي زيلسترا لوكالة فرانس برس ان "عملي يجمع بين تحنيط الحيوانات والفن ويتمخض احيانا عن اعمال يمكن ان تصدم او حتى تثير الغضب، لكن في كل الحالات انها امر يمكن، كما آمل، ان يثير نقاشا". وإلى جانبها ستة فئران تمت تغطية جلدها بالكامل بحبيبات ملونة صغيرة من السكر. وأوضحت زيلسترا ان "الطعام حاضر في كثير من الاحيان في عملي"، وذلك خلال متابعتها العمل على الغراب الذي بات جلده وريشه مفصولين عن هيكله العظمي.

وقالت "استخدم الحيوانات النافقة لأنني ارغب في ان يفكر الناس بما يضعونه في فمهم. فني مرتبط جدا بمفهوم ما نأكله. وأنا نباتية". وفي مكان غير بعيد من هنا، في مدينة هارليم الهولندية، عاد الاخصائيان في تحنيط الحيوانات ياب سنايك وفيري فان تونغيرين من معرضين في بريطانيا. وقد اعتبرت الناقدة الفنية هنرييتا تومسون في مقال نشرته صحيفة "ذي تلغراف" البريطانية ان اعمال سنايمك وفان تونغيرين "ترفع تحنيط الحيوانات الى مستوى آخر".

وبعد المعرض في بريطانيا، بيعت المجموعة الخاصة بهذين الفنانين لحساب جامع خاص بحسب ياب سنايك. وقال ياب سنايك ان "تحنيط الحيوانات كفن يعود بقوة"، مشيرا الى ان الاعمال المصنوعة من حيوانات محنطة تباع باسعار تراوح بين 2600 و26000 يورو (حوالى ثلاثة الى ثلاثين الف دولار).

وقد عاد تحنيط الحيوانات يلقى رواجا في نهاية التسعينات خصوصا مع الفنان الالماني توماس غرونفيلد الذي استخدم التقنية لايجاد حيوانات جديدة في سلسلة اعمال تحمل عنوان "ميسفيتس"، على ما اوضحت ليونتين كويليوي امينة متحف ستيديليك للفن المعاصر في امستردام. ولفتت كويليوي الى ان هؤلاء الفنانين الهولنديين "يريدون طرح مسائل مهمة لناحية الطريقة التي نرى من خلالها نحن البشر عالم الطبيعة وماهية الروابط مع الطبيعة وكيفية استخدامها". وفي لاهاي، تتفحص نورتيي زيلسترا مجددا جلد الغراب وريشه قائلة "لا اعلم بعد ماذا سيصبح ذلك، لكن ايا كان الامر، امل ان يدفع ذلك الناس الى الحديث عن الموضوع".

الفنانون الباكستانيون يتعاملون مع الخطوط الحمر

من ناحية اخرى هل يمكن وضع صورة رجل نصف عار في بلد محافظ مثل باكستان؟ هذا ما يؤكده الفنان محمد علي مشيرا الى لوحة مماثلة يعرضها في مدينة كراتشي من دون رقيب ولا حسيب.

ومحمد علي رسام في السابعة والعشرين من العمر، وواحد من مجموعة من الفنانين العاقدين العزم على تحدي المحظورات الاجتماعية في مدينة كراتشي. ويقول لمراسل وكالة فرانس برس من احد المعارض في مدينة كراتشي "انا ارسم لوحات جريئة وخطرة، لكن لحسن الحظ لم تعترضني الرقابة مرة".

وتثير لوحات الفنان الشاب مواضيع شائكة، من السياسة الى الجنس، وهي مواضيع تعد متفجرة في مجتمع محافظ جدا كالمجتمع الباكستاني. الاهتمام بالفنون عموما في هذه المدينة ليس كبيرا، فكثير من الناس "لا يجدون ما يليق بالانسان ليأكلوه، وطالما هم جائعون فالفنون لن تعنيهم"، بحسب محمد. لكن المشهد بدأ يتغير قليلا في السنوات الماضية، مع افتتاح متاجر عدة للوحات تعول على جيل جديد قد يكون ذا اهتمام اكبر بالفنون ممن قبله.

تملك سميرة رجا صالة عرض مشهورة في كراتشي تدعى "كانفاس غاليري"، وهي ترشد زوارها الى ما فيه من اقسام واعمال. ومن بين اللوحات ما يتناول المثلية الجنسية. وتعلق سميرة على هذه اللوحات بالقول "هذه ليست من المحظورات الاجتماعية، على الاقل بين من يحبون الفنون".

لكنها تقر ان لوحات كهذه لا يمكن عرضها في اماكن عامة، بل يقتصر ذلك على معارض او غرف نوم الاثرياء في باكستان.

وتقول "لا يمكن ان نسبب لاي فنان خطرا اجتماعيا". ولذا تبقى اعمال محمد علي وغيره ممن هم مثله حبيسة المعارض والاماكن المغلقة. ويتوخى فنانون عدة قدرا عاليا من الحذر، مثل حديقة آصف التي تدرس الفنون الجميلة في جامعة كراتشي. وتقول "حين ننجز تمثالا، علينا ان نكون واثقين من انه لا يستفز المجتمع في شيء" بحسب فرانس برس.

لكن الحال لم يكن هكذا في السابق. وبرأي بعض الفنانين، فإن التوجه المحافظ بدأ يسيطر على المجتمع في الثمانينات، على اثر سياسة "اسلمة" المجتمع التي رفعها نظام ضياء الحق الاستبدادي. ومنذ ذلك الحين بدأت رقعة المحرمات الاجتماعية تنتشر، وصار الفنانون يمارسون رقابة ذاتية على انفسهم.

ويقول الرسام مشكور رضا "الكبار كانوا يرسمون لوحات لاشخاص عراة، لكنهم وبدافع الخوف توقفوا عن ذلك وصاروا يركزون على تخطيط ايات من القرآن، او الشعر الصوفي".

في تلك الحقبة، لم يستطع مشكور رضا ان يعتاش من لوحاته، فعمل على مدى عشر سنوات مصمما في معمل للنسيج. وفي العام 1988، قتل ضياء الحق. ثم في التسعينات عادت متاجر الفنون لتزدهر في بعض الحواضر مثل كراتشي، وانطلقت اعمال مشكور رضا بشكل لم يسبق له مثيل.

يقول عدد من التجار والنقاد الفنيين ان مئات من المتاجر الفنية والمعارض تنتشر حاليا في مدينة كراتشي، وهي "تتضاعف بشكل سريع جدا" بحسب رجا. وتضيف "لقد اصبح لدينا سوق ضخمة". لكن هذا لا يعني ان الفنانين احرار تماما في تناول ما يحلو لهم من مواضيع، بل ان المجتمع ما زال يفرض قيودا في هذا المجال.

115 خطاطا في ملتقى القاهرة للخط العربي

في هذا السياق تبارى 115 خطاطا من 15 دولة عربية وأجنبية في تجسيد جماليات وفنون الخط العربي بجميع أشكاله في الدورة الثانية للملتقى الدولي للخط العربي وبجانب تقديم الأعمال الإبداعية للمشاركين يشكل الملتقى فرصة سنوية للدارسين والباحثين لتوثيق فنون الخط العربي من خلال ورش العمل والأبحاث الأكاديمية والندوات العلمية وشاركت في الملتقى تونس والمغرب والجزائر وسوريا ولبنان والأردن والعراق والسعودية والإمارات والسودان وماليزيا والهند وبنجلادش وأذربيجان إضافة إلى مصر.

ومن أنواع الخطوط المقدمة بالملتقى الكوفي والثلث والديواني والنسخ والرقعة. وتنظم الملتقى نقابة الخطاطين في مصر بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة. وتعرض الأعمال المشاركة في قصر الفنون بدار الأوبرا المصرية بحسب رويترز.

وقال مسعد خضير نقيب الخطاطين ورئيس الجمعية المصرية العامة للخط العربي في مؤتمر صحفي لإعلان تفاصيل الملتقى "الدورة الثانية ستكون أفضل من عدة جوانب سواء على مستوى المشاركة من خارج مصر أو من حيث تنوع المدارس الخطية المشتركة." وأضاف "هذه الدورة تتميز أيضا بتخصيص جوائز مالية للأعمال الفائزة بعدما اقتصر الأمر في الدورة السابقة على شهادات تقدير.. هذه الجوائز تشجع الخطاطين المبتدئين من الشبان على العمل والاجتهاد."

ويبلغ إجمالي الجوائز مالية المقدمة 20 ألف جنيه مصري (نحو 2252 دولارا) موزعة على ثلاث جوائز. ويكرم الملتقى في دورته الثانية السوري محمد فاروق الحداد والسوداني تاج السر حسن والمصري إبراهيم المصري. ويقام على هامش الملتقى (سوق أدوات الخط العربي) والذي يضم أقلام بسط مصنعة يدويا وأحبارا وأصباغا مصنعة من الطبيعة وكتيبات تعليمية. كما تقام تسع ورش فنية وندوة علمية دولية بعنوان "إشكاليات الخط العربي بين الحفاظ على الهوية وآفاق التحديث".

اضف تعليق