q

تاريخ الإنسان مليء بالقصص التي تروي الصعاب التي واجهها العلماء والباحثون عندما اكتشفوا أمورا تبدو متناقضة مع المعتقدات الدينية، ولعل الجدل الذي خلقته اكتشافات غاليلي الفلكية وحرب الكنيسة الكاثوليكية على نظرياته من أشهر تلك القصص، دون ذكر المعارضة الشديدة لدى العديد من الفقهاء المسلمين لأفكار ابن رشد بشأن الحقائق العلمية، وإلى اليوم الصراع كبير بشأن نظرية "التطور" بين جُل العلماء عبر العالم من جهة والمدافعين عن ما يعرف ب "الخلقية أو الخلق" من جهة أخرى.

في الآونة الاخيرة أظهرت دراسة أمريكية واسعة النطاق أن "التعارض" بين الدين والعلم قد يكون مصدره تركيبة الدماغ، نتائج قد تؤجج النقاش الفلسفي القائم منذ مئات السنين بين المعتقدات الدينية والتأكيدات العلمية، لكن أصحاب الدراسة لا يرون صراعا بين المجالين.

لم يكن اكتشاف موجات الجاذبية التي تنبأ بها العالم ألبرت أينشتاين قبل مئة عام مجرد افتراضات بعد أن قال علماء إنهم رصدوا تلك الموجات للمرة الثانية، وبالتالي بات بمقدور العلماء استخدام الاختلاف الزمني لتشكيل فكرة تقريبية عن مكان حدوث الاندماج بين الثقبين، وقال علماء إن الرصد الثاني يؤكد أن انتشار الثقوب السوداء بشكل ثنائي أمر شائع نسبيا.

ويقول هؤلاء العلماء الآن وبعد أن أصبحنا قادرين على رصد موجات الجاذبية فإنها ستكون مصدرا هائلا لمعلومات جديدة بشأن مجرتنا وقناة جديدة بالكامل للاكتشافات بشأن الكون، يذكر ان أينشتاين كان قد وضع فرضية في 1916 تفيد بوجود موجات الجاذبية كإحدى نتائج النظرية النسبية العامة التي وضعها والتي وصفت الجاذبية كتشوه في نسيج المكان والزمان نتج عن وجود المادة. لكن لم يعثر العلماء قبل الآن سوى على أدلة غير مباشرة على وجودها.

على صعيد الاكتشافات العلمية الحديثة، أعلن علماء تخليق كائن يتألف من المكونات الأساسية الأولية والحد الأدنى من الجينات اللازمة لاستمرار الحياة والتكاثر ما يمثل طفرة على المستوى المجهري ربما تطرح إطلالة مهمة على أصل الحياة وطبيعتها.

ويقول العلماء ان الكائنات الحية مثل البكتريا ليست ماكينات نعيد تركيبها حتى أن هؤلاء العلماء لا يعرفون جميع الوظائف البيولوجية لعدد 149 من هذه الجينات ما يثير قلقا بشأن المسائل المتعلقة بالسلامة وإذا كنا لم نفهم الأساس العلمي بتعمق فمن الصعوبة بمكان التعامل مع المخاوف المتعلقة بالأمان الحيوي، وربما سلط البحث مزيدا من الضوء على أصل ونشأة الحياة على الأرض منذ مليارات السنين.

على صعيد ذي صلة، ناقش علماء الفيزياء في ملتقى "موريون" السنوي في إيطاليا نتائج مثيرة للفضول قد تنتهي بالإعلان عن اكتشاف جسيم جديد، عكس بوزون هيغز وأمواج الجاذبية، لم يتوقع أحد من قبل وجود جسيم كهذا في الطبيعة، ما يفتح الباب أمام كم هائل من التساؤلات قد تنتهي بإعادة النظر في قوانين الفيزياء.

في عالم الأجسام المتناهية الصغر، لا شيء أصغر من الجسيمات. ويصعب تعقب تلك الجسيمات المكونة للمادة، وكما يفعل الأطفال الصغار عندما يكسرون الألعاب لاكتشاف ما بداخلها، يقوم العلماء بـ"تكسير" مكونات الذرة (الإلكترونات والبروتونات والنيوترونات) لمحاولة تأكيد ما تم توقعه عبر الحسابات الرياضية، وفي بعض الأحيان، يتفاجأ العلماء بجسيمات لم يتوقع وجودها أحد.

في المجال ذاته، قال علماء يابانيون عملوا على اكتشاف العنصر 113 وهو أول عنصر ذري يكتشف في آسيا وهو أيضا الأول من نوعه الذي يعثر عليه خارج أوروبا والولايات المتحدة إنه أطلق عليه اسم "نيهونيوم" وهو اسم بلادهم باللغة اليابانية، الى ذلك قال أحد أبرز العلماء البريطانيين إن البحث العلمي في بريطانيا سيتضرر ما لم تنص ترتيبات الخروج من الاتحاد الأوروبي على حرية تنقل الأفراد، وبحسب البروفيسور سير بول نرس، فإن البحث العلمي في بلده يواجه أكبر تهديد التاريخ الحديث، ويعد البحث العلمي في بريطانيا من أبرز القطاعات التي تستفيد من التمويل الأوروبي. ولذا، يُخشى أن يصبح من بين أكثر القطاعات تضررا، في التقرير ادناه اهم وابرز المعلومات والدراسات العلمية الحديثة.

الدين والعلم: تناقض مرتبط بالدماغ

أظهرت دراسة أمريكية واسعة النطاق أن "التعارض" بين الدين والعلم قد يكون مصدره تركيبة الدماغ. نتائج قد تؤجج النقاش الفلسفي القائم منذ مئات السنين بين المُعتقدات الدينية والتأكيدات العلمية. لكن أصحاب الدراسة لا يرون صراعا بين المجالين.

بعيدا عن الجدل الفلسفي، حاول باحثون في جامعة "Case Western Reserve" وجامعة "Babson College" الأمريكيتين رؤية ما يحدث داخل دماغ الإنسان حين يتم طرح مسائل إشكالية تدخل فيها اعتبارات دينية وعلمية.

وأظهرت النتائج أن الذين يفكرون بطريقة تحليلية ونقدية يميلون إلى كبح منطقة الدماغ المسؤولة عن العاطفة والمشاعر، بينما يميل الروحانيون والذين يؤمنون بوجود الإله إلى تغييب منطقة الدماغ المسؤولة عن التفكير التحليلي. ما قد يفسر تعصب هذا الطرف أو ذاك، قبل الوصول إلى هذه النتائج التي نشرت في مجلة PLOS ONE العلمية، قام الباحثون بإنجاز 8 تجارب شملت كل واحدة منها ما بين 129 إلى 527 شخصا.

لابتكار تجاربهم، اعتمد الباحثون على دراسات سابقة باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أظهرت أن دماغ الإنسان يحتوي على شبكتين مختلفتين من الخلايا العصبية : شبكة أولى توصف ب "الشبكة التحليلية" وتسمح بالتفكير بطريقة ناقدة ومُسائلة وشبكة ثانية من الخلايا العصبية توصف ب "الشبكة الاجتماعية" وتسمح لنا بالتعاطف واستعمال المشاعر.

ويقول البروفيسور ريتشارد بوياتزيس من جامعة Case Western Reserve والذي شارك في البحث: "أظهرت مجموعة من الدراسات في علم النفس المعرفي أن الناس المؤمنين (المُتدينين أو الروحانيين) هم ليسوا أذكياء بشكل كاف. تلك الدراسات تزعم أنهم أقل ذكاء من الآخرين"، ويضيف ريتشارد بوياتزيس : "أكدت بحوثنا تلك العلاقة الحسابية. لكن في الوقت نفسه، أظهرنا أن الذين لديهم إيمان هم أكثر ذكاء اجتماعيا وأكثر تحلّيا بما يعرف بالتقمص العاطفي".

ما يعني أن تجارب فريق البحث بيّنت أنه كلما كان الشخص حنّانا ومتعاطفا أكثر، كلما كان على الأرجح متدينا بشكل كبير. بينما الملحدون هم أكثر قربا من ذوي الاضطرابات النفسية الذي يعانون من نقص في التعاطف والذين لا يأخذون بقدر كاف مشاعر الآخرين بعين الاعتبار، حسب محرري الدراسة.

ويرتبط ذلك بتركيبة الدماغ واحتوائه على الشبكتين التحليلية والاجتماعية من الخلايا العصبية، لكن، ما علاقة ذلك بالتناقض الفكري بين الدين والعلم؟

"كل شبكة من الخلايا العصبية تُحيّد الشبكة الأخرى. يمكن أن يخلق ذلك طرفيْن متشدديْن (فيما يخص المدافعين عن الدين وعن العلم)" يقول ريتشارد بوياتزيس. "لكن قبول فكرة أن الدماغ يعمل بهذه الطريقة قد يجعلنا أكثر توازنا وعقلانية خلال النقاشات بشأن الدين والعلم".

نظريا، لا "تناقض" بين الدين والعلم

فالباحثون يشددون على أن دماغ الإنسان قادر على التفكير باستعمال الشبكتين معا. "ليس هناك صراع دائم مع العلم. ففي الظروف المثالية، يمكن للمعتقدات الدينية أن تؤثر بشكل إيجابي على الإبداع العلمي وبصيرة العلماء"، يقول توني جاك، أستاذ الفلسفة في جامعة Case Western Reserve ومدير فريق البحث. ويضيف جاك : "الكثير من أكبر وأشهر العلماء كانوا متدينين أو روحانيين. هؤلاء لاحظوا أن فكر الإنسان متطور بشكل كاف ليروا أنه لا حاجة لأن يصل الدين والعلم إلى درجة الصراع".

صراعٌ يمكن تجنبه حسب الباحثين باحترام قاعدة بسيطة : "لا يجب للدين أن يحاول شرح الأسس الفيزيائية للكون. إنه مجال يخص العلم. من جانب آخر، يجب على العلم أن يستنجد بذكائنا الأخلاقي. لا يمكن للعلم أن يحدد ما هو أخلاقي، أو أن يقول لنا كيف علينا أن نحدد معنى وهدفا لحياتنا" يقول توني جاك.

هل الفيزياء على أبواب ثورة جديدة؟

ناقش علماء الفيزياء في ملتقى "موريون" السنوي في إيطاليا نتائج مثيرة للفضول قد تنتهي بالإعلان عن اكتشاف جسيم جديد. عكس بوزون هيغز وأمواج الجاذبية، لم يتوقع أحد من قبل وجود جسيم كهذا في الطبيعة، ما يفتح الباب أمام كم هائل من التساؤلات قد تنتهي بإعادة النظر في قوانين الفيزياء.

في عالم الأجسام المتناهية الصغر، لا شيء أصغر من الجسيمات. ويصعب تعقب تلك الجسيمات المكونة للمادة، وكما يفعل الأطفال الصغار عندما يكسرون الألعاب لاكتشاف ما بداخلها، يقوم العلماء بـ"تكسير" مكونات الذرة (الإلكترونات والبروتونات والنيوترونات) لمحاولة تأكيد ما تم توقعه عبر الحسابات الرياضية. وفي بعض الأحيان، يتفاجأ العلماء بجسيمات لم يتوقع وجودها أحد.

هذا ما حدث نهاية العام الماضي في مصادم الهدرونات الكبير (LHC) قرب جنيف. إنه أكبر مسرع لمكونات الذرة في العالم ويمكنه أن يمنح تلك الأجسام سرعة تقارب سرعة الضوء. عندما تصطدم مُكونات الذرة بتلك السرعة العالية، تتشتت المادة إلى أصغر أجسام ممكنة.

كانت المفاجأة كبيرة حين رصد فريقان مختلفان جسيما يزن أربع مرات وزن الكوارك القمّي (وهو أثقل الجسيمات المعروفة) وذا شحنة كهربائية محايدة. وبدا الجسيم وكأنه ينشطر بسرعة إلى فوتونين اثنين، أي إلى "حبتين" من الضوء.

فيزياء جديدة

"لو تأكد الأمر بشكل نهائي، فنحن أمام أول جسيم في الفيزياء الجديدة" يقول فيليب شوماز، مدير معهد الأبحاث في قوانين الكون الجوهرية (IRFU). هذه الفيزياء "الجديدة" قد تبعثر أوراق ما كان معروفا لدى العلماء حتى الآن وهو النموذج العياري الذي تنتمي إليه كل الجسيمات المعروفة، بما في ذلك آخر ما اكتشف، بوزون هيغز. ويتداول الباحثون هذه الأيام في ملتقى "موريون" السنوي مزحة الفيزيائي الراحل أيزيدور إسحاق رابي سنة 1936 لدى الاكتشاف المفاجئ آنذاك لجسيم الميون حين سأل "من الذي قام بطلب هذا؟".

وبدا حماس الباحثين والمهتمين واضحا أمام إعلان نتائج الفريقين. فحتى الآن، تم إرسال 285 مقالا علميا لتفسير تلك النتائج. العديد من الفرضيات المثيرة تم اقتراحها: هل يمكن اعتبار ذلك الجسيم "بوزون هيغز" آخر، لكن بكتلة أكبر؟ أم هو جزيء الجاذبية (الغرافيتون) الذي افترض بعض العلماء تواجده في الطبيعة وبأنه الجسيم الذي يعطي كل شيء جاذبيته؟ لكن الفرضية الأكثر إثارة هي أن يكون الجسيم ناتجا عن تشتت وتفكك مادة تحير العلماء منذ سنوات، وهي المادة المظلمة (وهي ما اصطلح عليه لتفسير جزء من كتلة الكون لا نعرف خصائصها ولا ماهيتها وتمثل حسب الحسابات الرياضية قرابة 27 في المئة من كتلة الكون).

لكن، ملاحظة الجسيم الجديد لم ترتق بعد إلى درجة الاكتشاف العلمي حسب المعايير المتعارف عليها في فيزياء الجسيمات. إذ سيواصل فريقا البحث CMS و ATLAS التجارب والحسابات ليصلا معا إلى نتيجة لا يتجاوز فيها احتمال الخطأ واحدا من عشرة مليارات (ما يعني في الرياضيات انحرافا معياريا يصل إلى 5Sigma. الباحثون وصلوا حتى الآن إلى رقم 3.9Sigma).

"عملنا كباحثين هو أن نشكك دائما في النتائج وأن نتحقق من عدم وجود أي مشاكل محتملة في القياسات"، يقول الفيزيائي ومنسق فريقATLAS للبحث، مارومي كادو، وينتظر الباحثون بفارغ الصبر استئناف مصادم الهدرونات الكبير (LHC) عمله، بعد فترة من الصيانة. وتتوقع المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية المعروف اختصارا بـ"سيرن" استئناف عمل LHC شهر أبريل/نيسان المقبل. ويقول الفيزيائيون إنه ما بين شهري يونيو/حزيران أو أغسطس/آب سيجمع فريقا البحث CMS و ATLAS معلومات كافية للقيام بأحد الإعلانين: إما تفنيد الملاحظات لأخطاء في القياس، وإما تأكيد التوصل إلى اكتشاف علمي جديد فاصل. اكتشاف سيسيل الكثير من المداد. ويقول جيان فرانشيسكو جيوديس، المنظر الفيزيائي في منظمة "سيرن": "من المعقول تشبيه ذلك الجسيم بالحيوان الذي ضل طريقه وخرج عن قطيعه. لكن، المهم في الأمر أن قطيعا موجود في مكان ما، ويجب إيجاده...".

اكتشاف ثان لزمكان التي تنبأ به أينشتاين

قال العلماء إنهم رصدوا موجات جاذبية بعدما دار ثقبان أسودان بعيدان حول بعضهما وشكلا ثقبا واحدا أكبر قبل 1.4 مليار عام. وأوجد هذا التصادم القديم موجات في الزمان والمكان أو ما يطلق عليه "الزمكان" وهو انصهار لمفهومي الزمان والمكان.

ورصد هذه الموجات مرصدان في الولايات المتحدة في ساعة متأخرة من يوم 25 ديسمبر كانون الأول 2015 (الساعات الأولى من صباح 26 ديسمبر كانون الأول). وتقع أجهزة الرصد في ليفنجستون بولاية لويزيانا وهانفورد بواشنطن.

حدث أول رصد للموجات في سبتمبر أيلول وأعلن في 11 فبراير شباط. وأثار الاكتشاف ضجة علمية وأصبح علامة في الفيزياء والفلك وحول نظرية أينشتاين عن الجاذبية التي طرحها في عام 1916 إلى عالم التطبيق.

والموجات المرصودة في سبتمبر أيلول وديسمبر كانون الأول ناجمة في الحالتين عن الاندماج بين ثقبين أسودين وهما منطقتان شديدتا الكثافة بالمادة لدرجة لا تسمح بنفاذ أي ذرة من ضوء، وقال ديفيد شوميكر الباحث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا "بدأنا نحصل على ومضة من نوع المعلومات الفلكية الجديدة التي لا يمكن أن تأتي إلا من مثل هذه الأجهزة الراصدة لموجات الجاذبية". بحسب رويترز.

وكان الثقبان الأسودان اللذان أحدثا الموجات المرصودة حديثا أكبر من الشمس أحدهما بواقع ثماني مرات والآخر بواقع 14 مرة قبل أن يندمجا ويشكلا ثقبا أسود كتلته أكبر من الشمس بحوالي 21 مرة.

على الصعيد نفسه قالت لجنة اختيار إن باحثين ساعدوا في رصد موجات الجاذبية للمرة الأولى ليؤكدوا جزءا من نظرية ألبرت أينشتاين في لحظة فارقة في التاريخ العملي سيقتسمون مبلغ ثلاثة ملايين دولار جائزة لهم على اكتشافهم المذهل.

واستحدث المليادير الروسي يوري ميلنر جوائز (بريكثرو) للإنجازات العلمية المميزة إلى جانب عدد من رواد التكنولوجيا ومنهم مؤسس موقع فيسبوك مارك زوكربرج وسيرجي برين أحد مؤسسي موقع جوجل، وفي فبراير شباط أعلن فريق من مرصد ليزر موجات الجاذبية التداخلي أن مجسين عملاقين يعملان بالليزر قاما بقياس الموجات الصغيرة في المكان والزمان والتي كان أينشتاين أول من وضع نظريات عنها قبل قرن مضى.

وسيقتسم مؤسسو المرصد الثلاثة راينر وايز وكيب ثورن ورونالد دريفر الذين خصصوا جزءا كبيرا من عملهم لرصد موجات الجاذبية مليون دولار بينما سيقتسم أكثر من ألف شخص ساهم في المشروع المليونين الباقيين بالتساوي.

وقال ثورن وهو أستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عن قرار تكريم الفريق بأكمله "هذا أكثر عصرية.. لا يمكن أن تنسب الفضل كله لنا نحن الثلاثة فقط"، وقال الباحثون إنهم رصدوا موجات الجاذبية الآتية من ثقبين أسودين بعيدين كانا يدوران حول بعضهما وقد آخذا يتقاربان في مسار حلزوني حتى ارتطما معا. وقالوا إن الموجات هي نتاج التصادم بين الثقبين الأسودين اللذين تبلغ كتلتهما نحو 30 مثل كتلة الشمس ويبعدان 1.3 مليار سنة ضوئية عن الأرض، وستساعد الموجات في الكشف عن طرق جديدة لفهم الكون بما في ذلك الثقوب السوداء والنجوم النيوترونية وأسرار الكون في مراحله المبكرة.

كائن تخليقي أولي بسيط يسلط الضوء على طبيعة الحياة

أعلن علماء تخليق كائن يتألف من المكونات الأساسية الأولية والحد الأدنى من الجينات اللازمة لاستمرار الحياة والتكاثر ما يمثل طفرة على المستوى المجهري ربما تطرح إطلالة مهمة على أصل الحياة وطبيعتها.

ووصف جيه. كريج فنتر رائد البحوث الجينومية هذه الخلية البكتيرية التي قام فريقه البحثي بتصميمها وتخليقها بأنها "أبسط الكائنات على الإطلاق" مشيرا إلى أنه في حين يحتفظ الجينوم البشري بأكثر من 20 ألف جين فإن لدى الكائن الجديد 473 جينا فقط، وقال فنتر "تحاول هذه الدراسة تحديدا فهم الحد الأدنى من أساسيات الحياة". لكن الباحثين يقولون إنه حتى مع هذا الكائن الشديد البساطة تظل الحياة لغزا عصيا على الفهم.

وأشار الباحثون إلى أنه حتى مع وجود عدد ضئيل من الجينات في هذا الكائن إلا أنهم ليسوا على يقين من الوظائف التي يقوم بها نحو ثلث حجم الطاقم الجينومي حتى بعد مرور أكثر من خمس سنوات من البحوث المضنية.

وتوقع الباحثون أن يسهم بحثهم في ابتكار تطبيقات عملية لتخليق عقاقير جديدة ومنتجات بيوكيميائية وأنواع من الوقود الحيوي وفي قطاع الزراعة، وقال دانييل جيبسون نائب رئيس تقنيات الحمض النووي بمؤسسة (سينثيتيك جينوميكس) وهي الشركة المسؤولة عن التعامل مع التطبيقات التجارية للبحث "تنصب رؤيتنا طويلة المدى على تصميم وبناء كائنات تخليقية حسب الطلب حيث يمكنك إضافة وظائف معينة وتوقع النتيجة"، وقال فنتر "أعتقد أنها باكورة عهد جديد".

أول عنصر ذري يكتشف في آسيا يشتق اسمه من اليابان

قال علماء يابانيون عملوا على اكتشاف العنصر 113 وهو أول عنصر ذري يكتشف في آسيا وهو أيضا الأول من نوعه الذي يعثر عليه خارج أوروبا والولايات المتحدة إنه أطلق عليه اسم "نيهونيوم" وهو اسم بلادهم باللغة اليابانية.

وقال الأستاذ الجامعي كوسوكي موريتا الذي قاد فريق الكشف من مركز ريكن نيشينا للعلوم "أعتقد أن حقيقة عثورنا في اليابان على واحد من 118 عنصرا ذريا معروفا يضفي معنى كبيرا لهذا الاكتشاف"، وقال في مؤتمر صحفي يوم الخميس "معنى آخر هام هو أنه حتى الآن جميع العناصر بالجدول الدوري تم اكتشافها في أوروبا والولايات المتحدة"، وأضاف "لم يعثر على أي عنصر ذري في آسيا أو أوقيانوسيا أو أفريقيا".

وعثر على العنصر 113 في 2004 ويشير الرقم إلى رقمه الذري أو عدد البروتونات داخل نواة الذرة. وهو عنصر غير موجود طبيعيا إنما يتم تركيبه، ورغم أن الاتحاد الدولي للكيمياء البحتة والتطبيقية اعترف بهذا العنصر في ديسمبر كانون الأول 2015، وإذا أقر سيلحق بالعناصر المعلن عنها حديثا وهي موسكوفيوم للعنصر 116 وتنيسين للعنصر 117 وأوجانيسون للعنصر 118، ولن يكون هذا أول عنصر يشتق اسمه من اسم بلد إذ سبقه العنصران بولونيوم وفرانسيوم اللذان اشتق اسميهما من اسم المنطقتين اللتين اكتشفا بهما.

البحث العلمي البريطاني "قد يواجه تهديدا غير مسبوق"

قال أحد أبرز العلماء البريطانيين إن البحث العلمي في بريطانيا سيتضرر ما لم تنص ترتيبات الخروج من الاتحاد الأوروبي على حرية تنقل الأفراد، وبحسب البروفيسور سير بول نرس، فإن البحث العلمي في بلده يواجه أكبر تهديد التاريخ الحديث، وأضاف أن الباحثين يجب أن يكون لهم دور كبير في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، لكن الداعمين لانفصال المملكة المتحدة يقولون إنه يمكن التفاوض بشأن استمرار الحصول على الدعم المالي الأوروبي وكذلك الحد من الهجرة، وتتلقى الجامعات البريطانية عشرة في المئة من ميزانية البحث العلمي من الاتحاد الأوروبي، وهو ما يزيد على مليار جنيه استرليني في العام، وتشترط العضوية الكاملة، التي تؤهل للاستفادة من التمويل الأوروبي، أن تسمح الدول المشاركة بحرية حركة الأفراد، وقال بول نرس، الحائز على جائزة نوبل، إن الخروج من الاتحاد الأوروبي يُعرض المستوى العلمي البريطاني المتميز للتدهور. وحذر من أن ذلك قد يضر الاقتصاد، ويمكن أن يؤدي إلى خسارة في المهارات والمواهب.

وتابع: "ازدهار البحث العلمي يتطلب قدرة على الوصول إلى السوق الأوروبية الموحدة، ونحن بحاجة إلى حرية الحركة. قد نتفاوض بشأن ذلك خارج الاتحاد الأوروبي، وهو ما قد يسفر عن زيادة التكلفة وتراجع نفوذنا في تحديد الأولويات البحثية، وربما يجب أن نعيد النظر في كل هذه الفوضى، ونرى إن كان يوجد ما يمكن أن نفعله بعدما تهدأ الأجواء".

وأضاف نرس أنه حتى لو وافقت الحكومة على تعويض التمويل حال توقفه، فلن يعوض ذلك أهمية التعاون الدولي الذي تحتاجه بريطانيا للحفاظ على صدارتها للبحث العلمي، لكن داعمي الخروج من الاتحاد يقولون إن ثمة طرقا عديدة للتفاوض من أجل استمرار الاستفادة من الدعم المالي في إطار البرنامج البحثي الأوروبي الرئيسي "هورايزون 2020"، مع وقف حرية الحركة.

وقال كريس ليغ، وهو من رابطة علماء من أجل بريطانيا: "الطريقة الأولى هي ما يوفره برنامج ’هورايزون 2020‘ للدول الأعضاء في رابطة التجارة الحرة الأوروبية. وبالنسبة إلى النرويج وسويسرا وأيسلندا، فالأمر لا يرتبط في يبدو بمبدأ حرية الحركة. وتشمل الطريقة الثانية الدول التي تتمتع بدعم ’هورايزون 2020‘ وفقا لسياسة الجوار التابعة للاتحاد الأوروبي، مثل إسرائيل وتونس وجورجيا وأرمينيا، وهو ما لا كما يبدو بمبدأ حرية الحركة".

وأشار إلى أن خيارا ثالثا مثل ما يحدث مع سويسرا، إذ يتمتع العلماء السويسريون بقدرة على الاستفادة من أنشطة الفئة الأولى بالمشروع ويشاركون في أنشطة الفئتين الثانية والثالثة كبلد ثالث عن طريق تمويل أنشطتهم بشكل مباشر"

كما ناشد الحكومة "الاعتراف بأهمية الحركة البحثية للعلوم، وأوصي بأن تضمن ترتيبات مستقبلية تشجيع العلماء والطلاب حول العالم على الزيارة والدراسة والعمل في المملكة المتحدة".

ويعمل في الجامعات البريطانية حوالي 30 ألف عالم من دول الاتحاد الأوروبي، وقال سير فينكاترامان راماكريشنان، رئيس الجمعية الملكية الممثلة لكبار العلماء في بريطانيا، إن الكثير من العلماء يواجهون مستقبلا غير واضح، وقد يختار الكثير منهم العمل في أماكن أخرى، "فهم ليسوا مجرد أرقام، ولكنهم أشخاص يقلقون على أمانهم الوظيفي"، وتابع: "يجب أن تتصرف الحكومة بسرعة لضمان الأمان الوظيفي للباحثين. لقد وظفتهم الجامعات لأنهم الأفضل والأذكي، وستعلم الدول الأخرى ذلك وتستقطبهم". بحسب البي بي سي.

ومن بين هؤلاء الدكتورة نعومي بوهانا، وهي باحثة فرنسية تعيش في المملكة المتحدة منذ 18 عاما، وترأس مشروع بحثي يدعمه الاتحاد الأوروبي عن تتبع الارهاب وتجنيد الشباب بمشاركة من باحثين من أنحاء أوروبا، وتقول بوهانا: "لن أحصل أبدا على دعم مالي من المملكة المتحدة لمثل هذا المشروع، وهو مشروع دولي، متشعب في مجالات متعددة، ويتضمن مزيجا من الهندسة والعلوم الاجتماعية. وقد صُدمت عند سماع نتائج التصويت، وتفقدت مواقع عديدة لأتأكد أنها حقيقية. وعندها، علمت أنني لن أكون في بلد تابع للاتحاد الأوروبي، ولم أكن أعلم أن الأمر بهذه الأهمية بالنسبة لي، فأنا لا أريد أن أعيش في بلد غير تابع للاتحاد الأوروبي"، ويقول مايك غلاسوورثي، أحد الداعمين للبقاء في الاتحاد الأوروبي وهو من مجموعة "علماء من أجل الاتحاد الأوروبي"، إن علاقة بلاده الكاملة بالاتحاد الأوروبي أضافت الكثير للعلوم في المملكة المتحدة "بدءا من نفوذنا في وضع المعايير الأكاديمية ومعايير السوق الواحد، وصولا إلى دورنا البار في برنامج البحث متعدد الجنسيات التابع للأمم المتحدة"، وأضاف: "نريد الحفاظ على أكبر قدر ممكن من المزايا، لكن كما أظهرت تجربة سويسرا، ستكون المفاوضات أمرا معقدا، سنخسر الكثير من نفوذنا فيما يخص السياسات والمعايير، وستتمحور المفاوضات حول حرية الحركة، والعلاقة بالسوق الأوروبية الموحدة، والمساهمات المالية، ومصالح باقي الدول".

اضف تعليق