q

لا تزال الدول المنتجة للنفط في اوبك وخارجها، وخاصة الدول المنتجة لأكبر كمية من النفط، لا تزال تتخبط في سياستها التي تسعى لايقاف تدهور اسعار النفط، ولا يزال آخرون يحلمون بعودة الاسعار الى الارتفاع، وهنا محاولات لتجميد الانتاج عند المستويات الحالية، ولكن قيمة الفائض من النفط في الاسواق والبالغ 1.8 مليون برميل يوميا بحسب تصريح مسؤول روسي، يجعل مثل هذا الاتفاق غير مؤثر إلا على المدى البعيد، أي لغاية تصريف الفائض وهو كبير جدا.

ومع ذلك هناك سعي نحو التجميد على الرغم من أن الجميع يعتقد أنه غير كافي لرفع الاسعار، فقد قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن اتفاقا محتملا بين كبار منتجي النفط على تجميد الإنتاج ينبغي أن يستمر عاما على الأقل. ووافقت روسيا وأعضاء أوبك السعودية وقطر وفنزويلا الأسبوع الماضي على تجميد الإنتاج عند مستويات يناير كانون الثاني إذا انضم المنتجون الآخرون وذلك في مسعى لمعالجة تخمة المعروض العالمي من الخام ودعم الأسعار. وأبلغ نوفاك الصحفيين في مينسك أن من غير الواضح حاليا هل سيكون تجميد الإنتاج المقترح اتفاقا شفهيا فقط أم وثيقة موقعة.

وتضاربت الانباء حول الموقف السعودي بصدد تجميد الانتاج، مرة تقول الاخبار انها تسعة مع روسيا نحو التجميد، ومرة تنقل الاخبار رفض السعودية لمثل هذا الاتفاق، فقد قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن السعودية "غير مستعدة" لخفض إنتاج النفط. وقال الجبير في مقابلة مع الوكالة "إذا أراد منتجون آخرون الحد (من الانتاج) أو أن يتفقوا على تجميد فيما يتعلق بالانتاج الإضافي، فذلك ممكن أن يؤثر على السوق.. لكن السعودية غير مستعدة لخفض الانتاج." وأضاف "موضوع النفط سيحدده العرض والطلب وقوى السوق. المملكة العربية السعودية ستحافظ على حصتها من السوق وقلنا ذلك سابقا."

في حين ترى امريكا على لسان مسؤولين امركيين، أن سياسة تجميد الانتاج غير مجدية، وانها لا تكون ناجحة وقد لا تحقق أهدافها، فقد قال عاموس جيه. هوخشتاين المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الطاقة الدولية في مقابلة مع رويترز "أشك كثيرا في هذا الاتفاق. تجميد انتاج الدول قرب مستويات تاريخية مرتفعة لن يغير من الوضع في سوق متخمة بالإمدادات."واقترب انتاج روسيا وأوبك من مستويات قياسية في الشهر الماضي وبلغ انتاج روسيا ذروة جديدة في حقبة ما بعد الاتحاد السوفيتي عند 10.88 مليون برميل يوميا. وتعتقد روسيا أن الفائض البالغ 1.8 مليون برميل يوميا قد ينزل إلى النصف في حالة تطبيق اتفاق تجميد الانتاج عند مستويات يناير كانون الثاني.

ومع ذلك ربما تحقق سياسة تجميد انتاج النفط عند المستويات الحالية بعض النجاح، فهي في الحقيقة جزء من الحلول التي تسعى لوقف تدهور اسعار النفط، حيث يرى خبراء انها على مدى متصاعد سوف تكون سياسة فاعلة، ويرى سياسيون ومسؤولون في قطاع النفط بدول منتجة واخرى مستهلكة، ان التجميد ربما ينجح، وآخرون يقول يفشل، كما في قول وزير البترول السعودي.

الخط البياني لأسعار النفط مستمر بالهبوط

فقد هبطت أسعار النفط 4 بالمئة بعد أن استبعد وزير البترول السعودي علي النعيمي أي تخفيضات في الانتاج معيدا تأكيد الاساس المنطقي الذي تستند إليه المملكة في الحفاظ على الانتاج وهو أن الطلب سيستوعب الفائض في المعروض من الخام الذي تسبب في هبوط حاد للاسعار على مدى العشرين شهرا الماضية. واقترحت السعودية وروسيا -أكبر مصدري النفط في العالم- تجميد الانتاج عند مستويات يناير كانون الثاني التي كانت قريبة من مستويات قياسية مرتفعة بشرط أن يفعل المنتجون الآخرون نفس الشيء.

وأبلغ النعيمي مؤتمرا للطاقة في هيوستون بالولايات المتحدة أن المزيد من الاجتماعات ستعقد في مارس أذار لبحث التجميد المحتمل. وأضاف انه يتوقع ان "معظم الدول" ستنضم إلى تجميد مستويات إنتاج الخام. لكن محللين ومتعاملين مازالوا متشككين في أن التجميد سيكون فعالا في إعادة التوازن إلى السوق.

وقال دومينيك هايوود المحلل في إنريجي أسبكتس "إذا جمدوا الانتاج عند مستويات يناير بينما توجد بالفعل وفرة في المعروض تبلغ حوالي مليون برميل يوميا فإنه (التجميد) لن يؤدي سوى إلى إطالة أمد مشكلة تخمة الامدادات." ومع رفع العقوبات الغربية عن إيران فإنها من غير المرجح أن تقبل تجميد الانتاج. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الايرانية (ايسنا) عن وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه قوله إن مقترح تجميد الانتاج "مثير للضحك" لأنه لا يسمح لبلاده بأن تستعيد حصتها في السوق التي خسرتها أثناء العقوبات.

وتشير التقديرات إلى أن مليون إلى مليوني برميل زائدة عن الطلب يجري ضخها يوميا. وإنخفضت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت لأقرب استحقاق 1.42 دولار أو ما يعادل 4.09 بالمئة لتسجل عند التسوية 44.27 دولار للبرميل. وهبطت عقود خام القياس الامريكي 1.52 دولار أو 4.6 بالمئة لتغلق عند 31.87 دولار للبرميل بحسب رويترز.

خطوات أخرى تعقب اتفاق تجميد الإنتاج

من جهته قال الأمين العام لمنظمة أوبك إن كبار منتجي النفط في العالم قد يدرسون "خطوات أخرى" لتصفية تخمة المعروض بالأسواق العالمية في حالة نجاح اتفاق أولي لتجميد الإنتاج لعدة أشهر. وقال عبد الله البدري خلال حديثه بمؤتمر في هيوستون إن منتجي النفط الصخري الأمريكيين سيسارعون إلى استئناف العمليات إذا تعافت الأسعار إلى 60 دولارا من 30 دولارا للبرميل حاليا. وقال مشيرا إلى مشاريع النفط الصخري "لا أعرف كيف سنتعايش معا."

وأوضح أن تراجع الأسعار أكثر من 70 بالمئة في 20 شهرا لا يشبه دورات الصعود والهبوط السابقة. وقال "إذا ارتفعت الأسعار في 2017 أو 2018 فإن النفط الصخري الأمريكي سكبح صعود السعر. ذاك هو الفرق هذه المرة." وجدد البدري التأكيد على استعداده للعمل مع منتجي النفط من داخل أوبك وخارجها لتصريف تخمة المعروض العالمي التي خفضت الأسعار إلى أدنى مستوياتها في أكثر من عشر سنوات قائلا إن الاتفاق المبدئي على تجميد الإنتاج الذي توصلت إليه السعودية وروسيا ومنتجون آخرون الأسبوع الماضي هو مجرد بداية.

وقال "الخطوة الأولى تجميد الإنتاج. قد نأخذ في حالة نجاحها خطوات أخرى في المستقبل." لكن إيران التي تعد عقبة رئيسية أمام الاتفاق بعد أن تعهدت بزيادة الإنتاج بقوة منذ رفع العقوبات الشهر الماضي لم توقع رسميا على الاتفاق حتى الآن مما يلقي بظلال من الشك على تطبيقه. وقال البدري إن أوبك ترغب في الانتظار لثلاثة أو أربعة أشهر لمعرفة ما إذا كان الاتفاق سيصمد. وقال أمام المئات من المسؤولين التنفيذيين لشركات النفط العالمية إنه مستعد للتحدث مع المسؤولين الأمريكيين بشأن انهيار أسعار النفط.

لكنه لم يذكر نوع الإجراء الذي قد يتوقعه من المنتجين الأمريكيين. ولم يتوقع معظم المراقبين أن يطول أمد التراجع الحالي في أسعار النفط على هذا النحو ولا أن يكون بهذه الحدة لكن بعض المسؤولين بدأوا بالفعل يبدون تخوفهم من أن التخفيضات الحادة في الإنفاق الرأسمالي لعامين متتاليين قد تؤدي إلى نقص إمدادات النفط الخام لعدة سنوات في المستقبل. وقال البدري "هذه بذرة سعر بالغ الارتفاع في المستقبل" بحسب رويترز.

تجميد إنتاج النفط لمدة عام على الأقل

أما وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك فقد قال إن اتفاقا محتملا بين كبار منتجي النفط على تجميد الإنتاج ينبغي أن يستمر عاما على الأقل. ووافقت روسيا وأعضاء أوبك السعودية وقطر وفنزويلا الأسبوع الماضي على تجميد الإنتاج عند مستويات يناير كانون الثاني إذا انضم المنتجون الآخرون وذلك في مسعى لمعالجة تخمة المعروض العالمي من الخام ودعم الأسعار.

وأبلغ نوفاك الصحفيين في مينسك أن من غير الواضح حاليا هل سيكون تجميد الإنتاج المقترح اتفاقا شفهيا فقط أم وثيقة موقعة. وقال "لا نعرف بعد الصيغة التي ستأخذها الموافقات -هل ستكون اتفاقا أم ستقتصر على بيانات ومراقبة للوضع على مدى بضعة أشهر." وأضاف قائلا "نعتقد أنه ضروري لعام على الأقل." وقال نوفاك إن روسيا تعتقد أن سوق النفط ستتوازن على نحو أسرع إذا امتنعت روسيا والدول الأخرى عن زيادة الإنتاج.

وقال إن وزراء النفط من أوبك والمنتجين خارجها يخططون لعقد اجتماع في منتصف مارس آذار وإن روسيا ستحضر الاجتماع في حالة انعقاده. وقال نوفاك إن من المرجح أيضا أن يلتقي بوزير النفط الإيراني في مارس آذار. وتعتبر إيران أكبر عقبة أمام اتفاق لتجميد إنتاج الخام. وهي تخطط لزيادة إنتاجها النفطي بعد أن رفعت العقوبات الغربية عنها وقالت إن مقترح تجميد الإنتاج "مثير للضحك" بحسب رويترز.

أمريكي يشكك في نجاح اتفاق التجميد

من جهته أبدى مسؤول أمريكي كبير في قطاع الطاقة تشككه في نجاح اقتراح منتجين من أوبك ومن خارجها تجميد انتاج النفط الخام في سوق يعاني من تخمة ودعم أسعاره. ونزل سعر النفط 70 في المئة في الأشهر العشرين الأخيرة بفعل انتاج الدول الأعضاء في أوبك ومنتجين من خارجها أبرزهم روسيا قرب مستويات قياسية. وفي مسعى لاستقرار الأسعار اتفقت روسيا والسعودية وقطر وفنزويلا على تجميد الانتاج عند مستواه في يناير كانون الثاني اذا أخذ منتجون آخرون نفس الخطوة.

وقال عاموس جيه. هوخشتاين المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الطاقة الدولية في مقابلة مع رويترز "أشك كثيرا في هذا الاتفاق. تجميد انتاج الدول قرب مستويات تاريخية مرتفعة لن يغير من الوضع في سوق متخمة بالإمدادات."واقترب انتاج روسيا وأوبك من مستويات قياسية في الشهر الماضي وبلغ انتاج روسيا ذروة جديدة في حقبة ما بعد الاتحاد السوفيتي عند 10.88 مليون برميل يوميا. وتعتقد روسيا أن الفائض البالغ 1.8 مليون برميل يوميا قد ينزل إلى النصف في حالة تطبيق اتفاق تجميد الانتاج عند مستويات يناير كانون الثاني. وقال هوخشتاين "كما أشك كثيرا في التزام إيران بعد رفع العقوبات بصادرات عند المستويات المتدنية لحقبة العقوبات" بحسب رويترز.

اتفاق تجميد الإنتاج قد يرفع سعر النفط 10-15 دولارا

في سياق مقارب قال وزير النفط الفنزويلي إيولوخيو ديلبينو إن اتفاقا لتجميد إنتاج النفط قد يرفع أسعار الخام ما بين عشرة دولارات و15 دولارا للبرميل ودعا الدول من داخل أوبك وخارجها على الانضمام إلى الاتفاق. وكانت السعودية أكبر منتج في أوبك وروسيا غير العضو في المنظمة قد اتفقتا مع قطر وفنزويلا الأسبوع الماضي على تجميد الإنتاج عند مستويات يناير كانون الثاني إذا انضم الآخرون. ورحبت إيران بالخطوة لكنها لم تتعهد بأخذ إجراء ومن غير الواضح ما إذا كان التجميد سيحدث بالفعل.

وأبلغ ديلبينو تلفزيون في.تي.في الحكومي "هذا (الاتفاق) سيساعد على الوصول إلى سعر متوازن. "تشير تقديراتنا إلى تعافي السعر قرب منتصف العام نحو عشرة دولارات إلى 15 دولارا ومن غير المناسب أن يعود النفط إلى أكثر من 100 دولار لأن ذلك سينتج دورة تراجعات." وبلغ مؤخرا سعر العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 34.06 دولار للبرميل.

وقال ديلبينو الذي يرأس أيضا شركة النفط الوطنية بي.دي.في.اس.ايه "ندعو بقية البلدان المنتجة من أوبك وخارجها للمشاركة في هذا الإجراء حتى يونيو حزيران وتشكيل لجنة مراقبة لمتابعة تطورات الأسعار وأحجام المعروض." وتدعو فنزويلا إلى اتفاق نفطي للتخفيف من ركود اقتصادي عنيف كلف الحزب الاشتراكي أغلبيته البرلمانية خلال الانتخابات التي جرت في ديسمبر كانون الأول. ووصف ديلبينو اتفاق الدوحة بأنه "خطوة أولى" صوب اتفاق أوسع نطاقا لكن ثمة شكوكا في نجاح اتفاق الدوحة في حد ذاته.

وقال مسؤول كبير بقطاع الطاقة الأمريكي إن لديه "شكوكا كبيرة" في قدرة الاتفاق على تصريف تخمة المعروض بالسوق. وضخت روسيا وأوبك النفط بمستويات شبه قياسية الشهر الماضي حيث بلغت روسيا مستوى مرتفعا جديدا لما بعد الحقبة السوفيتية قدره 10.88 مليون برميل يوميا. وقال ديلبينو إن عدم التحرك قد يفضي إلى انهيار السعر بسبب مخزونات الخام القياسية.

وقال إن فنزويلا التي تملك أضخم احتياطيات نفطية في العالم تنتج نحو 2.9 مليون برميل يوميا منها حوالي 500 ألف برميل يوميا للسوق المحلية. وأضاف "سنحافظ على ذلك حتى يونيو حزيران" بحسب رويترز.

في السياق نفسه يقول خبراء إن تجميد منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) مستوى إنتاجها بالإضافة إلى أسعار التجزئة المعقولة لوقود البنزين من المتوقع أن يساعدا على ارتفاع سعر النفط من جديد إلى 47 دولارا للبرميل بحلول يونيو حزيران.

ويقول "من المتوقع أن يساعد تجميد أوبك مستوى إنتاجها السوق على إيجاد قاع للهبوط ... اتفاق أوبك بشأن تجميد الإنتاج خطوة مهمة لتحقيق استقرار أسعار النفط أو حتى الأسواق العالمية."

ويقول إنه في ظل ارتفاع الطلب المحلي في المملكة العربية السعودية بواقع 450 ألف برميل يوميا من الشتاء إلى الصيف قد تنخفض الصادرات بمقدار مشابه بحلول يوليو تموز. بحسب رويترز.

ايران تقول خطة تجميد الانتاج مثيرة للضحك

من جهتها نقلت وكالة انباء الطلبة الايرانية (إيسنا) عن وزير النفط الايراني بيجن زنغنه قوله إن إقتراحا من منتجين للنفط لتنسيق تجميد للانتاج "مثير للضحك" لأنه لا يسمح لإيران باستعادة الحصة السوقية التي خسرتها أثناء العقوبات. وقال زنغنه "بعض جيراننا زادوا إنتاجهم إلى 10 ملايين برميل يوميا في الاعوام القليلة الماضية ويصدرون هذه الكمية.. وهم الان لديهم الجرأة بأن يقولوا إننا يجب علينا جميعا أن نجمد إنتاجنا معا."

"لهذا هم يجمدون إنتاجهم عند 10 ملايين برميل ونحن يجب علينا أن نجمد إنتاجنا عند مليون برميل.. هذا إقتراح مثير للضحك." ودفع التقرير أسعار النفط إلى مزيد من الهبوط مع تراجع عقود خام القياس العالمي مزيج برنت 1.90 بالمئة إلى 34.03 دولار للبرميل بحلول الساعة 1450 بتوقيت جرينتش في حين إنخفضت عقود الخام الامريكي 2.64 بالمئة إلى 32.05 دولار بحسب رويترز.

ايران تنتقد اتفاق تجميد انتاج النفط

من جهته انتقد وزير النفط الايراني بيجان زنقانه اتفاق تجميد الانتاج النفطي عند مستويات كانون الثاني/يناير بين السعودية وروسيا، اكبر دولتين مصدرتين للنفط في العالم، معتبرا انه "نكتة"، حسبما نقلت عنه وكالة الانباء الطلابية الايرانية ايسنا. وقال زنقانة "بعض الدول المجاورة زادت انتاجها خلال السنوات الماضية الى عشرة ملايين برميل يوميا، وتصدر هذه الكمية، وبعد ذلك تقول تدعونا الى ان نجمد انتاجنا جميعا من النفط".

وتابع "انهم يجمدون انتاجهم عند عشرة ملايين برميل يوميا، ونحن نجمده عند مليون برميل يوميا. هذه نكتة مضحكة جدا" في محاولة لاعادة الاستقرار الى سوق تعاني من فائض في العرض، اعلنت السعودية وروسيا وقطر وفنزويلا الثلاثاء انهما اتفقتا على تجميد الانتاج عند مستواه في كانون الثاني/يناير، داعين الدول الكبرى الاخرى المنتجة للنفط الى اعتماد اجراء مماثل. وأنعش هذا الاعلان الامال في عودة الاستقرار الى السوق بعد هبوطها الى ادنى مستوياتها في 13 عاما في الاسبوع الفائت بسبب الاصرار على فائض العرض، لكنه خيب الساعين الى تخفيض الانتاج.

وزادت ايران، الثانية عالميا من حيث مخزون النفط الخام، انتاجها بعد رفع العقوبات الدولية عنها نتيجة اتفاق مع الدول الكبرى حول برنامجها النووي. وقال زنقانة في حينه ردا على اعلان التجميد، "المجال مفتوح للنقاش"، لكن بلاده "لن تتخلى" عن حصتها من السوق بحسب فرانس برس.

إيران تعتقد أن اتفاق التجميد لا يساعد السوق

في حين أبلغت مصادر نفطية إيرانية رويترز أن إيران تعتقد أن اتفاقا عالميا لتجميد إنتاج النفط لن يكفي للمساعدة في رفع الأسعار لأن العالم ينتج الخام بكميات أكبر من اللازم. وكان وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه أجرى محادثات مع نظرائه من قطر والعراق وفنزويلا في طهران يوم الأربعاء بهدف إقناع طهران بالانضمام إلى اتفاق عالمي لكبح الإنتاج توصلت إليه هذا الأسبوع السعودية أكبر منتج في أوبك وروسيا غير العضو في المنظمة وهما أكبر بلدين مصدرين للخام في العالم.

وانتقى زنغنه كلماته بعناية بعد الاجتماع حيث قال إن إيران ثالث أكبر منتج في أوبك تدعم المبادرة كخطوة أولى لإعادة التوازن إلى الأسواق ومساعدة الأسعار على التعافي من أدنى مستوياتها في أكثر من عشر سنوات. لكن طهران تمسكت خلال المحادثات بموقفها التقليدي القائل إن طهران بحاجة إلى استعادة الحصة السوقية التي فقدتها خلال سنوات العقوبات وإن العالم متخم بالإمدادات النفطية بصرف النظر عما تقوم به إيران.

وأبلغ مصدر نفطي إيراني مطلع على المناقشات رويترز "المشكلة في سوق النفط هي التخمة. هناك حاجة لتقليص البراميل الإضافية. التجميد بالنسبة لمن ينتجون بالحد الأقصى لن يساعد السوق." وقال مصدر إيراني ثان إنه ينبغي مناقشة فكرة الاتفاق العالمي أكثر عندما "تخفض الدول التي رفعت إنتاجها - وبشكل رئيسي السعودية - وعندما تصل إيران إلى مستويات الإنتاج قبل العقوبات" بحسب رويترز.

السعودية غير مستعدة لخفض انتاج النفط

من جهتها قالت وكالة فرانس برس للأنباء نقلا عن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن السعودية "غير مستعدة" لخفض إنتاج النفط. وقال الجبير في مقابلة مع الوكالة "إذا أراد منتجون آخرون الحد (من الانتاج) أو أن يتفقوا على تجميد فيما يتعلق بالانتاج الإضافي، فذلك ممكن أن يؤثر على السوق.. لكن السعودية غير مستعدة لخفض الانتاج." وأضاف "موضوع النفط سيحدده العرض والطلب وقوى السوق. المملكة العربية السعودية ستحافظ على حصتها من السوق وقلنا ذلك سابقا."

وقفز سعر النفط أكثر من 14 بالمئة خلال الأيام الثلاثة الماضية مدعوما بخطة سعودية روسية- رحبت بها إيران دون أن تلتزم بها- لتجميد الانتاج عند مستويات يناير كانون الثاني. وأيدت أيضا قطر وفنزويلا الخطة التي تعد أول اتفاق من نوعه في 15 عاما بين منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك ومنتجين من خارجها. ورحب وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه بالخطة يوم الأربعاء لكنه لم يلتزم بها بحسب رويترز.

سهولة مراقبة تجميد مستوى إنتاج النفط

في سياق متصل قال أليكسي تكسلر النائب الأول لوزير الطاقة الروسي إنه سيكون من السهل مراقبة أي اتفاق لتجميد مستويات إنتاج النفط نظرا لأن السوق تتسم بالشفافية. واتفقت السعودية أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا وقطر وفنزويلا هذا الأسبوع على تجميد الإنتاج عند مستويات يناير كانون الثاني شريطة أن ينضم المنتجون الآخرون إلى الاتفاق. ورحبت طهران بالخطوة لكنها لم تتعهد باتخاذ إجراء ومن غير الواضح ما إذا كان التجميد سيتم بالفعل.

وقال تكسلر في إشارة إلى التجميد المحتمل "السوق شفافة أمام جميع المشاركين فيها ومن السهل فهمها." وأضاف في تصريحات للصحفيين على هامش منتدى اقتصادي في كراسنويارسك في سيبيريا "سيكون من السهل كشف أي خداع." وقال نائب رئيس الوزراء الروسي أركادي دفوركوفيتش يوم الجمعة إنه إذا دخل الاتفاق على تجميد الإنتاج حيز التنفيذ فإنه سيحول دون حدوث انخفاض شديد في أسعار النفط.

وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك لصحيفة دي برس النمساوية إنه يعتقد أن سوق النفط ستتوازن في الوقت المناسب بسبب قلة الاستثمارات في القطاع. ونقلت الصحيفة عنه قوله "توافر القليل من رأس المال والتأخر في تنفيذ بعض المشروعات... سيسهم في إعادة التوازن للسوق وخفض الإنتاج خارج أوبك وبخاصة في أمريكا الشمالية."

وقال تكسلر إنه يتوقع انخفاض الاستثمارات في قطاع الطاقة الروسي هذا العام مقارنة مع 2015. لكنه لم يحدد ما إذا كان يتحدث عن الاستثمارات بالروبل أم بالدولار. وسجل الروبل الروسي هبوطا حادا منذ 2014 بما خفض التكاليف التي تتحملها الشركات الروسية العاملة في قطاع الطاقة بالقيمة الدولارية. وقال نوفاك في ديسمبر كانون الأول إن إجمالي حجم الاستثمارات في إنتاج النفط الروسي بلغ نحو 1.1 تريليون روبل (14.4 مليار دولار) في 2015 بزيادة نحو 980 مليار روبل عن العام السابق بحسب رويترز.

اضف تعليق