q

يوما بعد يوم تتسع رقعة الجفاف حول العالم وهذا الجفاف لهُ أسباب عديدة منها قلّة مياهِ الامطار المتساقطة أو عدم وجود مصدر ماء قريب من المنطقة كنهر أو بئر، ولها تأثيرات كبيرة وخطيرة تواجهُ النظام البيئي مما يؤدي إلى موت الأرض وانتهاء صلاحيّتها بمعنى أنّهُ لا يمكن استخدام المنطقة للزراعة أو حتّى للسكن نظراً للظروف المناخيّة التي تمرّ في المنطقة، والمشكلة الأكبر هو أنّهُ إذا واجهت منطقة قحط ولو لفترة قليلة قد تسبّب ضرر هائل وخسائر اقتصاديّة وبيئيّة للمنطقة. فهناك إحصائيّات قد كشفتها الولايات المتّحدة حول القحط فوجدت إنّهُ يتم خسران مناطق في جميع أنحاء العالم ما يقارب مساحة دولة أوكرانيا في كل سنة بالنسبة للأراضي الزراعيّة وهي نسبة كبيرة جدّاً وخطيرة على النظام الزراعي.

على الصعيد نفسه تشير اصابع الاتهام الى ان الانسان هو السبب في الجفاف كثير من المناطق, فمن المعروف جغرافيا ان كثيرا من المناطق الجافه كانت تزرع في الماضي ولا نستطيع ان نعلل حدوث الجفاف الا بالرجوع الى الانسان وذلك نتيجة العوامل، ازالة الغابات والنباتات: يؤدي الى قلة النتح وبالتالي قلة الرطوبة في الجو فتزيد قابلية الهواء على امتصاص بخار الماء، الرعي: يؤدي الى ازالة الغطاء النباتي وتعرية التربة.

العوامل الجيولوجية والتغيرات المناخية: ان العوامل الجيولوجية تتحكم الى حد كبير في ظروف المناخ وعلى سبيل المثال, توزيع اليابسة والماء, وتوزيع الكتل الجبلية والاحواض، ففي الاونة الاخيرة بات يهدد الجفاف جهود خفض الإنفاق وزيادة النمو في شمال افريقيا، حيث ينذر الطقس الجاف غير المعتاد في هذه المنطقة بأن يسبب مأزقا ماليا جديدا للمغرب وجارتيه تونس والجزائر في وقت تسعى فيه الدول الثلاث لزيادة معدلات النمو الاقتصادي وخفض الإنفاق العام.

وسيأتي ارتفاع فاتورة واردات الغذاء في وقت حساس يواجه فيه المغرب احتجاجات ضد إجراءات التقشف وتبذل تونس قصارى جهدها لاحتواء اضطرابات اندلعت بسبب البطالة في حين تخفض الجزائر الإنفاق بعد انهيار أسعار النفط، والدول الثلاث إلى جانب مصر من بين أكبر مستوردي القمح في العالم وتتأثر معدلات الاستيراد بحجم الحصاد في الداخل.

في الوقت نفسه تشهد جنوب افريقيا الجفاف الاقسى منذ 30 عاما يقضي على الزراعة والماشية، اما منطقة وسط تشيلي تضربها موجة جفاف لم يسبق بها مثيل، حيث تواجه هذه المنطقة منذ سنوات جفافا حادا لم يسبق له مثيل من حيث المساحة المتأثرة به وطول المدة، ما يعيق نمو المزروعات ويساهم في رفع وتيرة الحرائق في الغابات، بحسب ما جاء في تقرير اعده باحثون في جامعة تشيلي، فقد ادى انحسار الامطار الى اصابة منطقة تمتد على الف كيلومتر بالجفاف، وتمتد هذه المساحة بين منطقة كوكويمبو في الشمال ولا اروكانيا في الجنوب، حيث انحسرت المتساقطات بنسبة 30 % في السنوات الخميس الاخيرة.

على صعيد ذي صلة تسعى سلطات ولاية كاليفورنيا الأمريكية إلى إقناع سكانها بضرورة اللجوء إلى تقنيات استغلال مياه الصرف الصحي، لمواجهة موجة الجفاف غير المسبوقة التي تجتاح المنطقة. وتطبق هذه التقنية في تكساس، وأيضا في محطات وكالة الناسا في الفضاء، حيث يعتبر الماء مورد نادر وثمين للغاية.

يذكر ان الجفاف هو فترة ممتدة من الوقت قد تصل إلى شهور أو سنوات، وتحدث نتيجة نقص حاد في الموارد المائية في منطقة معينة، وبشكل عام، يحدث الجفاف عندما تعاني منطقة ما بشكل مستمر من انخفاض الهطول عن المعدل الطبيعي له، ومن الممكن أن يكون للجفاف تأثير كبير على كل من النظام البيئي والزراعة في المنطقة المتضررة، وعلى الرغم من أن فترات الجفاف قد تستمر لسنوات عديدة، فإن فترة قصيرة من الجفاف الشديد كفيلة بإلحاق أضرار هائلة.

شمال أفريقيا

في سياق متصل يقول جون ماركس رئيس مؤسسة كروس بوردر انفورميشن للاستشارات "للجفاف أثر هائل في شمال أفريقيا... إنه يضعف الميزان التجاري ويعرقل جهود إصلاح القطاع الزراعي"، أضاف "الجفاف قد يبطئ وتيرة تخفيض الدعم المخطط له في الجزائر وتونس...المغرب -أكبر مستفيد من هبوط أسعار النفط في المنطقة- قد يوجه المزيد من الموارد إلى المناطق الريفية."

ويخطط المغرب لإجراءات بقيمة تبلغ نحو 600 مليون دولار لدعم الزراعة تشمل مساعدة صغار المزارعين ودعم المواد الغذائية وتأمين بنحو 125.4 مليون دولار من التعاضدية الفلاحية المغربية للتأمين التي تديرها الحكومة، كما يخطط المغرب لدعم 800 ألف طن من الشعير المنتج محليا والمستورد من الخارج من خلال دفع نحو درهم واحد لكل كيلوجرام من المحصول، وبينما تلوح بوادر الجفاف في الأفق من المتوقع أن يسجل محصول الحبوب هبوطا حادا دون المستوى الاستثنائي القياسي الذي سجله في 2015 والذي بلغ 11 مليون طن، وقال المندوب السامي للتخطيط أحمد لحليمي علمي إن حجم النقص في هطول الأمطار بلغ نحو 61 في المئة حتى الآن وإنه إذا ما تأثرت الزراعة في فصل الربيع سيصل حجم محصول الحبوب هذا العام بالكاد إلى 2.5 مليون طن. بحسب رويترز.

وتتوقع المفوضية السامية للتخطيط في المغرب أن يؤدي انخفاض الإنتاج الزراعي إلى تراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 1.3 في المئة هذا العام مقابل ثلاثة في المئة في توقعات الحكومة و4.4 في المئة في 2015، وتقول المفوضية إن الجفاف سيؤدي أيضا إلى زيادة إنفاق الحكومة هذا العام مما يثير شكوكا بشأن خطط خفض العجز في الموازنة، وتتوقع الحكومة أن ينخفض عجز الموازنة إلى 3.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام مقابل 4.3 في المئة في 2015، ويمثل قطاع الزراعة أكثر من 15 في المئة من الاقتصاد المغربي.

يتوقع خبراء وتجار أن تظل واردات المغرب هذا العام أقل من ثلاثة ملايين طن حيث يساعد الحصاد الضخم الذي تحقق العام الماضي على تخفيف أثر الجفاف. غير أن أحد المستوردين المغاربة قال إن من المرجح أن تضطر البلاد إلى مد فترة فتح نافذة الاستيراد التي من المعتاد أن تكون مفتوحة من أكتوبر تشرين الأول إلى أبريل نيسان.

وقال إن نافذة التصدير تُغلق حماية للحصاد المحلي لكن قد لا يكون هناك ما يمكن حمايته هذا العام مضيفا "نتوقع فتحها حتى نهاية مايو أيار"، ويتوقع المستوردون زيادة الشحنات الموسم المقبل حالما تنقضي مشكلة حصاد العام السابق ويقولون إن على الحكومة إعفاء القمح اللين من الجمارك لضمان توفير إمدادات كافية في الأسواق مع بداية الموسم التالي.

وفي الجزائر قلل مسؤولون من أثر أي نقص في هطول الأمطار على اقتصاد بلادهم، وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري سيد أحمد فروخي للصحفيين الأسبوع الماضي إنه لا يمكن الحديث عن الجفاف في الوقت الحالي لافتا إلى أن معدل هطول الأمطار لم يكن كافيا في نوفمبر تشرين الثاني وديسمبر كانون الأول لكن كميات الأمطار والثلوج التي تساقطت في يناير كانون الثاني كانت جيدة.

وارتفع حجم واردات الجزائر من الحبوب بواقع 11.2 في المئة إلى 13.67 مليون طن العام الماضي على الرغم من جهود تقليص المشتريات من الخارج. وهبطت احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي بواقع 6.33 مليار دولار إلى 152.7 مليار دولار في الربع الثالث مع هبوط أسعار النفط في الأسواق العالمية، وقالت الحكومة إنها تخطط لزيادة إنتاج الحبوب إلى 6.13 مليون طن هذا العام مقابل 3.77 مليون طن في 2015 من خلال تحسين نوعية البذور والميكنة وتقديم المزيد من الحوافز للمزارعين.

أضافت أنها ستزيد أيضا إجمالي المساحات المروية بمقدار الثلثين إلى مليوني هكتار بحلول عام 2019. ومن المتوقع ارتفاع حصة ري الحبوب إلى 600 ألف هكتار مقابل 60 ألف هكتار حاليا، وفي تونس قال رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري عبد المجيد الزار إن من المبكر جدا قياس تداعيات الطقس الجاف.

أضاف "سيكون هذا عاما قاسيا لكننا نأمل أن تكون هناك أمطار كافية في فبراير ومارس (شباط وآذار) لإنقاذ الموسم"، وتستورد تونس حاليا نحو 2.4 مليون طن من الحبوب سنويا بما في ذلك 1.2 مليون طن من القمح اللين غير أن خبراء ومحللين يتوقعون احتمال اتساع العجز في الميزان التجاري بسبب زيادة واردات الغذاء، كما سيزيد الجفاف من صعوبة إصلاح الحكومات لأنظمتها الخاصة بالدعم مثلما تطالب به الجهات الأجنبية المقرضة.

جنوب افريقيا

وسط بحيرة جفت مياهها في الاقليم الشمالي الغربي لجنوب افريقيا، يحاول عجل انهكه الجوع والعطش ان يجر خطاه بحثا عما يسد رمقه في منطقة اتى عليها الجفاف، وعلى بعد بضعة كيلومترات، في منطقة ماديواكي، يؤدي نحو ثلاثين شخصا صلاة متحلقين حول معالجة تقليدية وعرافة تدعى جوزفين، تجوب مناطق هذا الاقليم الاكثر تأثرا بالجفاف بين مناطق جنوب افريقيا، وفي مكان آخر، يجتمع مزارعون وعدد من النساء مؤدين اناشيد بلغة ستسوانا طالبين من الله ان يهطل المطر..ومع ان الظهر لم يحن بعد الا ان الحرارة تجاوزت الاربعين درجة، وتقول الطبيبة التقليدية "اسأل الله ان ينزل علينا المطر، لأننا في ضيق شديد، إن لم ينزل المطر فلن يكون لدينا طعام"، وموجة الحر هذه التي تسببها ظاهرة ايل نينيو المناخية هي الاسوأ منذ العام 1982. بحسب فرانس برس.

تقع بحيرة مولاتيدي الاصطناعية، كبرى بحيرات المنطقة حيث يقيم 3,7 مليون نسمة، قرب الحدود مع بوتسوانا، وقد جف حتى الآن 95 % منها، وتبحث ابقار يائسة عما تبقى من برك مياه صغيرة وما بقي من اعشاب، على مقربة من حمار عالق بين الوحل، وجيفة بقرة نهشتها الطيور الكواسر.

ففي هذا الاقليم الشمالي الغربي من دولة جنوب افريقيا، ادى تراكم الجفاف ونقص الامطار منذ العام 2010 الى افراغ المنطقة من مخزون المياه، وتقول الجمعية الجنوب افريقية لمنتجي اللحوم الحمراء إن اربعين الف بقرة في مقاطعة كوازولو ناتال (جنوب) قضت، كذلك الامر بالنسبة لأكثر من عشرة الاف بقرة في مقاطعة فري ستايت في الوسط.

ويقول المزارع ماكدونالد موديس وهو ينظر الى احدى بقراته التي قتلها الجوع والعطش قبل يوم وبدأت جيفتها تتحلل بسرعة بسبب الحر "في السنوات الماضية، كانت الماشية قادرة على الصمود على الاقل".

بعض المزارعين اكثر حظا من غيرهم، مثل موليمي موديسي، يقدرون على شراء الغذاء لحيواناتهم في زمن الجفاف، لكن "الكثيرين قد يموتون ان لم تمطر السماء، استطيع ان اؤكد لكم ذلك"، كما يقول، واضافة الى المزارعين ومربي الماشية، تضرب ازمة الجفاف منتجي الحبوب ايضا، مثل ريكي رابهتو البالغ 61 عاما، والذي يقف متحسرا على ارضه البالغة مساحتها 230 هكتارا من الحقول التي صارت قاحلة.

ويقول "لن يبقى هناك طعام في البلد، وانا اوشك ان اصرف العاملين عندي"، فأرضه بحاجة الى امطار بغزارة 250 ميليمترا لتحيا مجددا، اي ما يعادل خمسة عواصف كبيرة من التي كانت تهب على المنطقة، ويمكن انت تنعكس الازمة ليس فقط على جنوب افريقيا، بل على المنطقة كلها التي تستورد الذرة من المناطق الشمالية من هذا البلد، اذ ان الذرة تشكل الغذاء الاساسي لكثير من سكان الدول المجاورة.

ويقول ارنو فان فورين احد المسؤولين في جمعية المزارعين في الاقليم الشمالي الغربي "نحن ننتج حوالى ثمانية ملايين طن من الحبوب على مستوى البلد، في المواسم الجيدة يمكن ان نصل الى 12 مليونا او 14"، ويضيف "يشتري جيراننا الذرة منا عادة، لكننا الان قد نفكر بان نشتريه نحن من الخارج، الاسعار بدأت ترتفع، وستواصل الارتفاع ان لم تهطل الامطار سريعا"، في ظل هذه الظروف، اعلنت خمس مناطق من اصل تسعة في جنوب افريقيا كمناطق مصابة بكارثة طبيعية، وقبل ايام، اعلنت وزارة الزراعة تخصيص مبلغ 220 مليون راند (15,5 مليون دولار) لمساعدة المزارعين على شراء العلف لمواشيهم، على ضفاف بحيرة مولاتيدي الجافة، تشخص ابصار السكان الى السماء مع كل نسمة هواء، آملين ان تحمل الرياح سحبا تمطر فوق مناطقهم..لكن خبراء المناخ لا يتوقعون ان تمطر السماء قبل شهر اذار/مارس.

وسط تشيلي

تواجه منطقة وسط تشيلي منذ سنوات جفافا حادا لم يسبق له مثيل من حيث المساحة المتأثرة به وطول المدة، ما يعيق نمو المزروعات ويساهم في رفع وتيرة الحرائق في الغابات، بحسب ما جاء في تقرير اعده باحثون في جامعة تشيلي.

فقد ادى انحسار الامطار الى اصابة منطقة تمتد على الف كيلومتر بالجفاف، وتمتد هذه المساحة بين منطقة كوكويمبو في الشمال ولا اروكانيا في الجنوب، حيث انحسرت المتساقطات بنسبة 30 % في السنوات الخميس الاخيرة.

وجاء في التقرير الذي حمل عنوان "موجة الجفاف الكبرى 2010-2015، دروس للمستقبل" ان "مدة الجفاف والمساحات الجغرافية التي تتأثر به غير عادية (..) ولم يسبق لها مثيل في السنوات الالف الاخيرة"، وقدم التقرير الى الرئيسة ميشال باشليه، ويفاقم من حدة هذا الجفاف انه وقع في عقد هو الاكثر حرا في تاريخ هذه المنطقة من تشيلي، مضاعفا من فقدان المياه بالتبخر ومفاقما العجز في الموارد المائية، ويؤثر ذلك سلبا على نمو النبات ويزيد من حرائق الغابات، ويضعف تدفق الانهار، بحسب رينيه غارو احد معدي التقرير، وخلص التقرير الى القول ان هذه التغيرات لا رجعة فيها، "وعلى السكان في المنطقة الأكثر اكتظاظا بالسكان ان يتكيفوا منذ الآن مع مناخ جاف واكثر حرا".

كاليفورنيا

تسعى سلطات ولاية كاليفورنيا الأمريكية إلى إقناع سكانها بضرورة اللجوء إلى تقنيات استغلال مياه الصرف الصحي، لمواجهة موجة الجفاف غير المسبوقة التي تجتاح المنطقة. وتطبق هذه التقنية في تكساس، وأيضا في محطات وكالة الناسا في الفضاء، حيث يعتبر الماء مورد نادر وثمين للغاية. بحسب فرانس برس.

قد يصعب على البعض تقبل فكرة إعادة تدوير مياه الصرف الصحي لتصبح صالحة للشرب، لكن هذا ما ينظر فيه الخبراء والسياسيون بجدية تامة مع استمرار الجفاف غير المسبوق في ولاية كاليفورنيا الأمريكية (غرب) لضمان توافر المياه على المدى الطويل.

ويقوم هذا المفهوم على معالجة مياه المجارير لتصبح صالحة للاستهلاك البشري، وقد فشل حتى الآن في الحصول على التأييد الكافي في هذه الولاية بسبب "الاشمئزاز" الذي تولده هذه الفكرة، فقلة من الناس تهضم فكرة أن المياه التي تصل إلى منازلها مهما كانت معالجة ومكررة، استخدمت في المراحيض قبل ساعات قليلة. إلا أن أربع سنوات متواصلة من الجفاف قد ترغم سكان كاليفورنيا على تجاوز هذا الاشمئزاز.

فذوبان الثلج من جبال "سييرانيفادا"، وهو مصدر رئيسي للمياه في الولاية نضب تقريبا، وتراجعت أيضا المياه المستوردة من نهر كولورادو والمياه الجوفية. ويقول جورج تشوبانوغلوس الخبير في معالجة المياه والأستاذ في جامعة كاليفورنيا "الجميع ينظر الآن إلى معالجة المياه المبتذلة"، ويضيف "الكثير من هذه المياه المعالجة تنتهي في المحيط وبإمكاننا بالتأكيد استخدامها، وهو أمر ممكن وفعال على صعيد الكلفة في المدن الكبيرة والمناطق الساحلية مثل كاليفورنيا"، واعتبر الخبير في دراسة نشرت العام الماضي أنه بحلول 2020، قد يوفر هذا المفهوم المعروف باسم "بوتيبل ريوز" (إعادة استخدام مياه شرب) أكثر من 1323 مليار لتر من المياه، وهي كمية تكفي أكثر من ثمانية ملايين نسمة في كاليفورنيا أو خمس عدد سكان الولاية المتوقع تقريبا.

بيفرلي هيلز

قال مسؤولون أمريكيون إن مدينة بيفرلي هيلز الراقية كانت من بين أربع مدن غرمت لانها لم تجبر سكانها على الاقتصاد في استهلاك المياه خلال الجفاف الذي تعرضت له ولاية كاليفورنيا طوال أربع سنوات. بحسب رويترز.

وقالت هيئة الموارد المائية في كاليفورنيا إن الغرامة المفروضة على بلدية منطقة لوس انجليس الثرية بلغت 61 ألف دولار، وقال كريس كاريجان مدير مكتب انفاذ القانون بالهيئة "بعض شركات المياه في الحضر لم تف بالمتطلبات التي وضعت أمامهم. بالنسبة للشركات الأربع (في المدن) جاءت استجابتها قليلة ومتأخرة، "من لا يوفر المياه ويضيعها هباء يجب ان يخجل من نفسه"، وأصدر جيري براون حاكم كاليفورنيا الديمقراطي أمرا للسكان بخفض استهلاكهم من المياه بمقدار الربع مقارنة بمستويات عام 2013. وقال منظمون انه على المستوى العام التزمت الولاية بهذا الهدف لمدة اربعة أشهر متواصلة، وقالت فيليسيا ماركوس رئيسة الهيئة للصحفيين انه من شهر يونيو حزيران وحتى اغسطس آب تمكن سكان كاليفورنيا والشركات العاملة فيها من توفير 253 مليار جالون من المياه.

أمريكا الوسطى والكاريبي

الى ذلك أصدرت دول أمريكا الوسطي ومنطقة الكاريبي تحذيرات رسمية بان موجات الجفاف الشديدة في المنطقة تلحق الضرر بمحاصيل تخص 1.6 مليون نسمة، وتعهدت حكومات تعتمد على الزراعة بالمنطقة بمساعدة الأسر المتضررة وتنسيق الجهود الدولية للاغاثة للتعامل مع الجفاف الذي يجري احصاء الخسائر الناجمة عنه.

وقال اوريستس اورتيز وزير الزراعة في السلفادور للصحفيين "تم التوصل لاتفاق لاعلان تحذير في قطاع الزراعة في شتى أرجاء منطقتي امريكا الوسطى والكاريبي ليس لمجرد .. اتخاذ خطوات احترازية تحسبا لما قد يحدث ولكن للمزيد من توعية العالم بالمشكلة وطلبا للتعاون"، وشارك مسؤولون من حكومات أمريكا الوسطى وجمهورية الدومنيكان في الاجتماع الذي عقد في السلفادور. بحسب رويترز.

وقالت منظمة الأغذية والزراعة إن نحو مليون شخص في جواتيمالا وحدها يكافحون من أجل اطعام أنفسهم بسبب موجات الجفاف وتراجع الناتج المحصولي، ومني مزارعو البن في أمريكا الوسطى بفطر فتاك يسمى رويا أدى لاهلاك محصول البن في الموسمين الماضيين، واعلنت كوبا هذا الاسبوع حالة التأهب بين صفوف أجهزة الحماية المدنية بسبب موجة جفاف مستمرة منذ نحو عام تشير التوقعات الى تفاقمها خلال الأشهر القادمة بعد ان أهلكت المحاصيل الزراعية وجعلت أكثر من مليون شخص يعتمدون على توفير احتياجاتهم من خلال خزانات المياه المتنقلة.

اضف تعليق