q

فشل أعضاء منظمة أوبك خلال الاجتماع الاخير المنعقد في فيينا وكما كان متوقعا في الوصول الى اتفاق حول تقليص حصص الإنتاج لدعم الأسعار المتهاوية، بسبب تزايد المعروض العالمي ودخول النفط الصخري سوق المنافسة، مع ضعف النمو الاقتصادي في الصين وأوروبا، وهو ما اثر سلبا على الكثير من الدول التي تعتمد بدرجة كبيرة على مداخيل النفط في موازناتها السنوية،

ويبدو أن منظمة "أوبك"، التي تنتج دولها نحو 40% من الناتج العالمي للنفط ويملك أعضائها نحو 70% من الاحتياطي العالمي للخام، غير مستعدة وبسبب الخلافات المستمرة والعداء الدائم بين بعض الدول لاتخاذ خطوات فعالة لدعم الأسعار المنخفضة، وخاصة بعدما تسبب قرارها لشهر نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي بهبوط حاد في أسعار النفط.

ويرى بعض الخبراء ان المملكة العربية السعودية، التي تصدرت قائمة منتجي النفط بعد ان استفادت من التطورات والاحداث الامنية والسياسية التي يشهدها العالم، وكانت سببا في تراجع صادرات الدول الاخرى التي فقدت حصصها في الاسواق، تسعى الى الاستمرار في حربها النفطية ضد خصومها، من خلال الاصرار و الدفاع عن الحصة السوقية للمنظمة او العمل على زيادة انتاجها وايجاد اسواق جديدة، متجاهلة مطالب بعض الأعضاء في "أوبك" الساعين الى تخفض الإنتاج لدعم أسعار الخام التي تراجعت بنحو 60% منذ شهر يونيو/حزيران 2014.

وبحسب بعض المصادر فقد انتهى الاجتماع في أجواء من التوتر بعد أن قالت إيران أنها لن تنظر في أي تخفيضات إنتاجية حتى تستعيد إنتاجها الذي قلصته لسنوات عقوبات غربية. وخلا البيان الختامي، الذي صدر من أي ذكر لسقف الإنتاج، وهو ما يسمح فيما يبدو للدول الأعضاء بأن تواصل ضخ النفط بالمستويات الحالية إلى سوق تشهد تخمة في المعروض. قال الأمين العام لأوبك، عبدالله البدري، أن المنظمة لم تتمكن من الاتفاق على أي أرقام لأنها لا يمكنها إن تتكهن بحجم النفط الذي ستضيفه إيران إلى السوق العام القادم مع رفع العقوبات بمقتضى اتفاق بشأن برنامجها النووي.

وأكدت إيران مرارا أنها ستزيد إنتاجها بما لا يقل عن مليون برميل يوميا عندما ترفع العقوبات عنها. وبدون تخفيضات إنتاجية من منتجين آخرين فإن هذا سيزيد تخمة المعروض لأن الاستهلاك العالمي حاليا يقل بما يصل إلى مليوني برميل يوميا عن الإنتاج.

ويذكر ان بعض المسؤولين في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) قد شكك في التوقعات المتفائلة لباحثين بالمنظمة في إمكانية حدوث تخفيف سريع لتخمة المعروض في 2016. وقال مصدر "بيانات السوق تكشف عن قدر كبير من الغموض." ويتوقع فريق الباحثين في أوبك زيادة الطلب على خام المنظمة في 2016 مع تراجع المعروض من منتجين منافسين للمرة الأولى منذ 2007 مما يقلل تخمة المعروض العالمي مقارنة بالعام الجاري. ومن المتوقع نمو الطلب العالمي على النفط 1.25 مليون برميل يوميا.

انتهاء قمة "أوبك" دون اتفاق

في سياق متصل اختتم أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، اجتماعهم دون التوصل إلى اتفاق حول تحديد سقف إنتاج النفط الذي يشهد هبوطا في الأسعار. بحسب السي ان ان.

وفور انتهاء قمة "أوبك"، التي عقدت في فيينا، دون التوصل لاتفاق، انخفضت أسعار النفط بأكثر من دولارين لتصل من 42 دولارا إلى 39.6 وهو أدنى سعر منذ أغسطس/ آب الماضي، ورفضت المملكة العربية السعودية أكبر الدول الأعضاء في "أوبك" الرد على طلب الدول الأقل إنتاجا مثل نيجيريا وفنزويلا لتخفيض سقف الإنتاج في ظل تراجع أسعار النفط، وقال الأمين العام لمنظمة "أوبك" الليبي عبدالله سالم البدري: "قررنا تأجيل هذا القرار حتى القمة المقبلة عندما تكون الصور أكثر وضوحا"/ ويبلغ سقف الإنتاج الحالي 30 مليون برميل نفط في اليوم، إلا أن الإنتاج الفعلي 31.5 مليون برميل.

انهيار أسعار النفط يهدد بثورة ضد السعودية

أسعار النفط المتناقصة يوماً بعد يوم، ساهمت في اشتعال نيران ثورة ضد السعودية داخل جدران منظمة الدول المصدرة للنفط، "أوبك"، هذه المعركة الداخلية خرجت للعلن بين السعودية ومنتجي النفط الأصغر مثل فنزويلا والجزائر، فهذه الدول ترغب بالتقليل من إنتاج النفط للمساعدة برفع أسعاره ودعم أوضاعهم الاقتصادية السيئة. بحسب السي ان ان.

ولكونها المنتج الأساسي للنفط، فإن السعودية تملك تأثيراً كبيراً على أسعار النفط حول العالم، ويأمل السعوديون بهذه الطريقة أن يخرجوا منتجي النفط الأمريكيين من اللعبة على المدى الطويل بإبقاء الأسعار منخفضة، وبهذه الطريقة فإن السعوديين يمكنهم استعادة الحصة التي أخذها الأمريكيون من السوق النفطي.

قبل عشرة أعوام كانت السعودية أكبر دولة منتجة للنفط، إذ كانت تضخ ضعفي النفط الخام الذي كانت تنتجه الولايات المتحدة، لكن النفط الأمريكي ضرب التوقعات مع ثورة باستخراج الصخر الزيتي خلال السنوات الماضية، وهذا غير معادلة الطاقة العالمية، واليوم تنتج الولايات المتحدة ما يقارب الإنتاج السعودي من النفط، هذا الهجوم النفطي الأمريكي على قطاع النفط، أدى إلى انخفاض أسعار النفط من 100 دولار للبرميل في منتصف عام 2014، لغاية 40 دولاراً اليوم.

إن انهيار أسعار النفط تسبب بأضرار لدى الدول الأقل إنتاجاً للنفط، مثل الجزائر وأنغولا والإكوادور ونيجيريا وفنزويلا، وبدأت هذه الدول بطلباتها للسعودية بتغيير استراتيجيتها، لكن وحتى الآن الرد كان بعدم الإجابة.

وقال المحلل في شركة " Oppenheimer"، فاضل غيث، والذي عمل على تغطية أخبار قطاع النفط منذ 35 عاماً: "أوبك لم تكن أبداً منقسمة بهذا الشكل، من جهته، حذر وزير النفط الفنزويلي بانخفاض أسعار النفط لتبلغ 25 دولاراً للبرميل إن لم تتصرف "أوبك" بسرعة، ودعت الجزائر إلى تحديد أرضية ثابتة لأسعار النفط، بينما قال وزير النفط الأكوادوري إن الطريقة الوحيدة بإعادة التوازن للسوق تتمثل بقطع الإنتاج نهائياً.

وقال المدير السابق للبنك المركزي في نيجيريا، محمد سنوسي الثاني في مقابلة مع CNN إن قرار السعودية بإفاضة السوق بالنفط يعتبر خاطئاً، مضيفاً: "إنه لا يساعدهم ولا يساعد أي أحد"، كل هذه الخلافات بين أعضاء "أوبك" تأتي بالتزامن مع تحضير المنظمة لاجتماع في فيينا في الرابع من ديسمبر/كانون أول للوصول إلى حل، القلة فقط يعتقدون بأن السعودية سترضخ لمطالب الآخرين، لكن استعدوا للمزيد من المواجهات، فهذا الخلاف الكبير يمكنه أن يهدد بتدمير "أوبك"، أو المنظمة كما عهدناها،" بالطبع، هنالك خطورة بحدوث هذا،" وفقاً لما يراه فيليب تشلاديك، المحلل في موقع "بلومبيرغ"، والذي يغطي أخبار قطاعي النفط والغاز في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.

من غيّر الأمور فعلياً فيما حصل، كانت الولايات المتحدة الأمريكية، "أوبك" لم تتوقع هذه الثورة، واليوم فإن خيارات المنظمة محصورة للاستجابة لفائض الإنتاج بالنفط، كما يبدو وأن "أوبك" تقلل من متانة الصخر الزيتي ومرونة التعامل معه، فقرار العام الماضي بالحفاظ على المستوى ذاته من إنتاج النفط لم يوجه ضربة قاضية إلى الصخر الزيتي، ومنتجوه ظلوا مستعدين لرفع الإنتاج بالوقت الذي ترتفع فيه الأسعار.

ويقول المحلل، غيت، إن "التكنولوجيا الموظفة في الصخر الزيتي غيرت وجه القطاع إلى الأبد، فهي لن تختفي، بل ستستمر بالتطور لأنها مبنية على تكنولوجيا، والوقت لا يصب في صالح أوبك"، سيحب السعوديون أن يروا اتفاقاً بينهم ومنتجي النفط الأمريكيين لإيقاف تدفق النفط إلى السوق، لكن المشكلة تكمن بأن قطاع الطاقة الأمريكي، بعكس أوبك، ليس منظمة مصممة لتغيير أسعار السوق، يقول تشالديك: "لا يوجد هنالك مسؤول عن الصخر الزيتي يمكن للسعودية مخاطبته، ففي أمريكا كل شخص لوحده".

قرارات أوبك ومخاطر هبوط النفط

في هذا الشأن فقد هبطت أسعار النفط للعقود الآجلة بعد أن قالت رويترز إن منظمة أوبك وافقت في اجتماعها في فيينا على تمديد سياستها الحالية اجل الاحتفاظ بحصتها السوقية ورفعت سقف إنتاجها. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت لأقرب استحقاق 78 سنتا إلى 43.06 دولار من 44.69 دولار قبل قليل من أنباء قرار أوبك. وهبطت عقود الخام الأميركي 1.03 دولار إلى 40.05 دولار للبرميل من 41.76 دولار.

وكان من المتوقع أن تتمسك أوبك بسياستها التي مضى عليها عام على الرغم من ضغوط من الأعضاء الأقل غنى من اجل أن تخفض المنظمة الإنتاج لدعم سعر النفط. ووافقت المنظمة على رفع سقف إنتاجها إلى 31.5 مليون برميل يوميا فيما يبدو انه إقرار فعلي بالإنتاج الحالي. ويذكر ان المملكة السعودية تتبع سياسة اغراق الاسواق بالعرض وترفض التقيد بحصتها الرسمية المحددة من قبل اوبك، بهدف الضغط الاقتصادي على الاقتصادين الروسي والايراني وتقليل عائدات البلدين، حتى لو تسبب ذلك بخسارة لها ولشقيقاتها الخليجيات.

ويذكر ان السعودية طرحت قبل الاجتماع مقترح خاص لجلب التوازن إلى أسواق النفط ورفع الأسعار من أدنى مستوياتها في نحو ست سنوات لكن منتجين آخرين مثل إيران وروسيا رفضوا جوهر المقترح القائم على خفض الإنتاج. وقالت نشرة إنرجي انتليجنس إن السعودية أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) تقترح على الأعضاء خفض إنتاج الخام مليون برميل يوميا في العام القادم إذا انضمت الدول غير الأعضاء بالمنظمة إلى الفكرة.

وقال مصدر سعودي في وقت لاحق إن التقرير "لا أساس له" لكنه أحجم عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل وقال مصدر في إنرجي انتليجنس إن النشرة متأكدة من صحة الخبر. وتصر السعودية منذ فترة طويلة على أنها لن تخفض الإنتاج إلا بمشاركة الدول الأخرى من داخل أوبك وخارجها. ونقل التقرير عن مندوب بارز في أوبك قوله إن السعوديين سيقبلون بالخفض إذا جمد العراق زيادات الإنتاج وإذا ساهمت فيه إيران ودول غير أعضاء بالمنظمة مثل روسيا والمكسيك وسلطنة عمان وقازاخستان.

وأبلغ وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه الصحفيين في فيينا "لا نقبل بأي نقاش فيما يتعلق بزيادة إنتاج إيران بعد رفع العقوبات. هذا حقنا ولا يمكن لأحد ان يقيدنا لنفعل هذا. لن نقبل بأي شيء في هذا الصدد. "لا نتوقع من زملائنا في أوبك فرض ضغوط علينا... هذا غير مقبول وغير عادل." وأضاف أن إيران ستزيد الإنتاج بما يصل إلى مليون برميل يوميا بعد سنوات من القيود المكبلة بسبب العقوبات المتعلقة ببرنامجها النووي. وقال وزير النفط الروسي ألكسندر نوفاك في تصريحات لوكالة ريا المحلية للأنباء إنه لا يرى حاجة إلى ان تخفض موسكو إنتاج النفط مضيفا أنه لا يتوقع أن تغير أوبك سياسات الإنتاج.

والسعودية هي المحرك الرئيسي لسياسات أوبك الحالية المتمثلة في ضخ كميات قياسية من الخام لإخراج المنتجين مرتفعي التكلفة مثل شركات النفط الصخري الأمريكية الجديدة من السوق. وتراجع الإنتاج الأمريكي على مدى العام المنصرم لكن منتجين آخرين مثل روسيا لم يتزعزعوا. ونتيجة لذلك تراجعت أسعار النفط أكثر من النصف في الثمانية عشر شهرا الأخيرة مما أدى إلى عجز في ميزانيات معظم الدول الغنية بالطاقة.

وبالنسبة للسعودية أدت بالفعل احتمالات تسجيل عجز كبير في الميزانية إلى قيام المسؤولين بطرح فكرة إصلاحات قد لا تجد قبولا شعبيا مثل فرض ضريبة للقيمة المضافة وخفض دعم الطاقة. ويدفع تراجع إيرادات الطاقة البعض في طبقة المال والأعمال النافذة إلى الضغط على الرياض لسرعة إنهاء حربها المكلفة في اليمن وهي الرهان الاستراتيجي الأكبر للمملكة في عقود وإحدى السمات الرئيسية للسياسة الخارجية للملك سلمان. وقالت مصادر خليجية في أوبك "من الصعب خفض الإنتاج بواقع مليون برميل يوميا بصورة جماعية.

وقال مصدر في أوبك إنه يتوقع المزيد من الضغوط النزولية على أسعار النفط إذا رفعت الولايات المتحدة أسعار الفائدة في ديسمبر كانون الأول بما يساعد الدولار على مواصلة مكاسبه بعد المستويات القياسية التي بلغها في الفترة الأخيرة. وأضاف أن أسعار النفط قد تنخفض إلى 35 دولارا للبرميل.

وقال مصدر اخر إن الأعضاء المتشددين بشأن الأسعار في أوبك وهم إيران والجزائر وفنزويلا إلى جانب الإكوادور والعراق وهما أكثر اعتدالا شككوا في التوقعات المتفائلة لأمانة المنظمة بشأن معدل نمو الطلب خلال العام المقبل. وذكروا أنهم يعتقدون أن معدل نمو الطلب سيصل في الواقع إلى مليون برميل يوميا فقط بما يمثل تباطؤا عن العام الحالي المتوقع أن يتجاوز فيه معدل النمو 1.7 مليون برميل يوميا.

في الوقت نفسه لم تظهر أي علامات على انحسار إنتاج كبار المنتجين العالميين. فقد ارتفع إنتاج السعودية في نوفمبر تشرين الثاني إلى 10.25 مليون برميل يوميا رغم العوامل الموسمية التي عادة ما تقلص الطلب على الخام للاستهلاك المحلي في أشهر الشتاء. وزادت صادرات النفط العراقية في نوفمبر تشرين الثاني إلى أعلى مستوى لها في عقود ليبلغ متوسطها 3.37 مليون برميل يوميا. وبلغ إنتاج النفط الروسي في أكتوبر تشرين الأول مستوى جديدا هو الأعلى منذ انتهاء الحقبة السوفيتية. بحسب رويترز.

وقال محللون من انرجي أسبكتس في مذكرة "تجتمع أوبك ونتوقع استمرار الوضع الراهن. فالسعودية لا تريد خفض الإنتاج خصوصا مع استمرار صعوبة الخفض الجماعي وسط ارتفاع الضغوط المالية على كبار الأعضاء الآخرين في أوبك والمنتجين الرئيسيين من خارج المنظمة." وقالت انرجي أسبكتس إنها تعتقد أن السعودية لن تخفض الإنتاج إلا إذا استطاعت التأثير على السوق وهو أمر يستبعد حدوثه قبل النصف الثاني من 2016 في ضوء المستويات المرتفعة الحالية للمخزونات.

اضف تعليق