q

يرى الكثير من المراقبين ان الاوضاع في الاراضي الفلسطينية، قد دخلت مرحلة جديدة ومنعطف خطير، بسبب الانتهاكات والجرائم المتكررة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الصهيوني ضد ابناء الشعب الفلسطيني يضاف اليها الاستفزازات والاقتحامات المتواصلة من قبل بعض اليهود المتطرفين للمسجد الأقصى. والتي كانت سببا في تصاعد حدة التوتر بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال لا سيما في القدس المحتلة، حيث يرى بعض الخبراء ان فلسطين تعيش اليوم انتفاضة جديدة يمكن تسميتها بـ(انتفاضة السكاكين)، التي اثارت الرعب والقلق في صوف اليهود خصوصا بعد ارتفاع عدد القتلى والمصابين التي اجبرت الحكومة على رفع حالة الـتأهب واتخاذ إجراءات مشددة وتحويل مدينة القدس لا سيّما بلدتها القديمة ومحيطها وكما تنقل بعض المصادر، إلى ثكنة عسكرية تغيب عنها كلّ مظاهر الحياة الطبيعية.

وأوقعت هذه الاحداث حتى الآن 7 قتلى إسرائيليين والعشرات من الجرحى، فيما سقط برصاص الجيش الإسرائيلي 30 شهيد فلسطيني وأصيب 1500 آخرين. وهو ما دفع بالكثير من المراقبين إلى التحذير من خروج الوضع عن السيطرة، والدخول في حرب جديدة قد تكون عواقبها وخيمة.

وبحسب صحيفة (إسرائيل اليوم) فان المستوطنين أنفقوا خلال اسبوع واحد فقط ما مجموعة 300 ألف شيكل على وسائل الحماية الذاتية من أسلحة وذخائر وغيرها مضيفة أن الشرطة تلقّت 25 ألف اتّصالا هاتفيا تبلغهم بشكوك عن وجود أشخاص ينوون تنفيذ عمليات طعن. ونقلت الصحيفة أن الشرطة تلقّت 5500 اتّصال بعد عملية الطعن قرب مقرّ وزارة جيش الاحتلال في تل أبيب بالإضافة إلى ستّة آلاف اتّصال في القدس بعد عملية الطعن وسبعة آلاف اتّصال آخر من ما يسمّى بلواء الوسط. وسمح حاخام يهودي لليهود المتديّنيين (الحريديم) وهم الفئة الأكثر تطرّفا في دولة الاحتلال بحمل هواتفهم الشخصية بعد أن كان ذلك ممنوعا في السابق بهدف إجراء اتّصالات هاتفية في الشرطة عند ملاحظتهم لأيّ شيء.

ويعود انتشار أعمال العنف في الأراضي الفلسطينية إلى الاقتحامات المتكررة لمجموعات إسرائيلية وأعضاء بالكنيست الإسرائيلي ينتمون لليمين المتطرف للمسجد الأقصى. وانطلقت الشرارات الأولى من القدس والضفة الغربية لتنتقل إلى غزة، وحتى إلى داخل إسرائيل. وكان شاب عربي إسرائيلي قام بتنفيذ هجوم بسكين أسفر عن إصابة عدة أشخاص، كما سبق أن شهرت امرأة عربية إسرائيلية سكينا في وجه قوى الأمن الإسرائيلية قبل أن يطلقوا عليها الرصاص.

وبدأت هذه الحرب تأخذ أبعادا تقلق تل أبيب، مع الحملة التي أطلقها فلسطينيون على موقع يوتيوب تدعو بقية الشباب الفلسطيني إلى تنفيذ عمليات بنفس الطريقة، ما أرغم السلطات الإسرائيلية على التحرك لدى إدارة الموقع لدفعه إلى إزالة أشرطة فيديو بهذا الخصوص اعتبرتها "تحرض على القتل". وانتشرت على الإنترنت بشكل كبير فيديوهات لفلسطينيين يوجهون طعنات لإسرائيليين أو يدعون إلى ذلك أو يهاجمون جنودا بالحجارة. ويرى مراقبون أن الوضع الحالي يمكن أن يؤدي إلى تطورات أكثر حدة إن لم يتمكن طرفا النزاع من احتواء هذه الأزمة في أقرب فرصة ممكنة. ولا يستبعد البعض ان تتطور الأوضاع إلى عمليات استشهادية بتنفيذ تفجيرات في مواقع مختلفة.

تصاعد العنف

في هذا الشأن قالت الشرطة الإسرائيلية إن صبيين فلسطينيين في الثالثة عشرة والخامسة عشرة من العمر طعنا صبيا إسرائيليا عمره ثلاثة عشر عاما كان يستقل دراجته وأصاباه بجراح خطيرة في شمال القدس مع استمرار موجة هجمات في المدينة قتل فيها بالرصاص ثلاثة فلسطينيين يزعم أنهم كانوا يشنون هجمات. ودعت جماعات فلسطينية إلى "يوم غضب" في عموم الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية ودعا زعماء عرب إسرائيل إلى إضراب تجاري في مدنهم وقراهم.

وخرج أيضا عدد من السكان اليهود إلى الشوارع للاحتجاج على الهجمات وطالبوا الحكومة بعمل المزيد لاستعادة الأمن. وقالت مصادر بالشرطة ومستشفى إن الصبيين الفلسطينيين طعنا إسرائيليين على الطرف الشمالي للقدس وأصابا أحدهما وهو الفتى البالغ من العمر 13 عاما بإصابات خطيرة. وقالت الشرطة إن المهاجم الأكبر سنا في بيسجات زيف- وهي منطقة بنيت على أرض محتلة ضمتها إسرائيل للقدس بعد حرب 1967- قتل رميا بالرصاص بينما أصيب الآخر.

ومع حلول المساء قالت الشرطة إنها قتلت بالرصاص فلسطينيا في حافلة قرب محطة الحافلات المركزية حاول أولا انتزاع بندقية جندي ثم نجح في انتزاع مسدس ضابط كان حاضرا في الواقعة. وأصيب الجندي وأحد الركاب الآخرين بإصابات طفيفة. وقالت الشرطة إن أحد عناصر شرطة الحدود قتل بالرصاص فلسطينيا حاول طعنه رغم أن أحد المارة الفلسطينيين شكك في رواية الشرطة وقال إنه لم يشاهد أي سكاكين. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للبرلمان إن المهاجمين بالسكاكين سيفشلون مثلما فشل "المفجرون الانتحاريون" قبل نحو عشر سنوات. وأضاف "إرهاب المهاجمين الانتحاريين لم يقهرنا حينها وإرهاب السكاكين لن يهزمنا الآن." بحسب رويترز.

وجاءت أحداث العنف عقب نشر ألفي عنصر من الشرطة في القدس لكن قادة إسرائيليين قالوا إنهم لا يملكون حلا سريعا للعمليات التي يصفونها بالهجمات "الفردية". وانتشر العنف من القدس والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل إلى داخل إسرائيل وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس. وتأجج غضب المسلمين بسبب الزيارات المتكررة خلال العام الماضي لمجموعات إسرائيلية وأعضاء بالكنيست الإسرائيلي ينتمون لليمين المتطرف إلى مجمع المسجد الأقصى. وقالت إسرائيل إنها لا تنوي إحداث أي تغيير على الوضع الراهن للمنطقة وهو وضع يسمح فيه لليهود بالزيارة بينما يحظر فيه إقامة أي صلوات لغير المسلمين.

من جانب اخر أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن الجيش الإسرائيلي قتل شابا فلسطينيا قرب مدينة رام الله في الضفة الغربية في حين قام شاب من عرب إسرائيل بدهس جنديين إسرائيليين بسيارته وطعن مدنيين اثنين قرب كيبوتس جان شمويل. وقتلت الشرطة الإسرائيلية فلسطينيا طعن شرطيا قرب المدينة القديمة في القدس على مقربة من نقطة تفتيش في القدس الشرقية.

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أن فلسطينيا طعن شرطيا بسكين بالقرب من المدينة القديمة في القدس وقتل بعدها برصاص شرطيين آخرين في المكان. وتابعت الشرطة أن الهجوم وقع بالقرب من نقطة تفتيش في القدس الشرقية المحتلة مشيرة إلى أن إصابة الشرطي طفيفة لأنه كان يرتدي سترة واقية. يأتي ذلك بعد مقتل فلسطينية حامل وابنتها الرضيعة في غارة إسرائيلية على قطاع غزة.

وأعلنت إسرائيل بعد ساعات من الغارة إحباط محاولة اعتداء بواسطة قنبلة قرب مستوطنة في الضفة الغربية. ويعود آخر هجوم مماثل إلى 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 في تل أبيب بحسب السلطات الإسرائيلية. وتنذر موجة العنف الحالية باندلاع انتفاضة شعبية فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال الإسرائيلي بعد انتفاضتي 1987-1993 و2000-2005.

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغوريني إنها أجرت اتصالين هاتفيين بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو "بشان تصاعد العنف". وكتبت في تغريدة "يجب وضع حد لأعمال الإرهاب وتفادي ردود الفعل غير المتناسبة" مع الفعل. وشهدت الضفة الغربية المحتلة مواجهات جديدة بين متظاهرين والجنود الإسرائيليين. وقتل فتى فلسطيني بنيران الجيش الإسرائيلي قرب رام الله، وأصيب عشرون آخرون بجروح، وفق مصدر في وزارة الصحة الفلسطينية.

وقال محمد عواودة من مكتب الإعلام في وزارة الصحة إن "الفتى احمد شراكة (13 عاما) من مخيم الجلزون المحاذي لمدينة رام الله استشهد برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة البيرة". وعند حاجز حوارة قرب نابلس بشمال الضفة، رشق عشرات الشبان الجنود الإسرائيليين بالحجارة فردوا بالرصاص الحي، وأصيب 55 شخصا على الأقل برصاص الجيش الإسرائيلي وفق مصادر اعلامية ووقعت مواجهات قرب الخليل حيث تم تشييع فلسطيني قضى متأثرا بجروحه الأحد، خلفت 12 جريحا بالرصاص الحي والمطاطي. بحسب فرانس برس.

وفي شمال إسرائيل، دهس عربي إسرائيلي عمره 20 عاما بسيارة جنديين اثنين وطعن مدنيين إسرائيليين بعد أن غادر سيارته بالقرب من كيبوتس جان شمويل وفق الشرطة التي قالت إنها اعتقلت المهاجم. وتظاهر إسرائيليون عرب في شمال إسرائيل وقطعوا الطرقات وأحرقوا إطارات مطاطية، بحسب الشرطة.

شارع الواد ثكنة عسكرية

في السياق ذاته و عند مدخل شارع الواد في القدس القديمة تقف مجموعة من افراد الشرطة الاسرائيلية ويد كل منهم على زناده، يمر شاب مقدسي فيطبقون عليه: واحد يطلب منه هويته وثان يصوب سلاحه الى رأسه وثالث الى ظهره ورابع يأمره برفع سترته وخامس يطلب منه خفض سرواله، اجراءات افرغت الشارع من سكانه او تكاد. ومنذ الرابع من تشرين الاول/اكتوبر الجاري تحول هذا الشارع الى ما يشبه ثكنة عسكرية حقيقية والى تجمع استيطاني كبير، وذلك بعدما قتل فيه يهوديان في هجوم نفذه فلسطيني ليبدأ بعده مسلسل العنف المستمر. ومذاك وضعت الشرطة في الشارع ثلاث بوابات الكترونية لكشف المعادن ووضعت متاريس حديدية على امتداد الشارع واكثر من عشر نقاط تفتيش، في حين تقوم مجموعات من فتيات مستوطنات في البلدة بتوزيع الحلوى والعصير على الجنود المتمركزين هناك.

واتهم التجار المقدسيون في شارع الواد الشرطة الاسرائيلية بانها تسعى الى تفريغ الشارع من تجاره العرب عبر تحويله الى ثكنة عسكرية وتقوية المستوطنين على غرار ما فعلت في شارع الشهداء في مدينة الخليل المغلق منذ عام 2000. وقال التاجر خالد تفاحه "لن نجعلهم يغلقون شارع الواد على غرار شارع الشهداء في الخليل... على جثثنا وجثة اولادنا! هذا لن يحدث". واضاف ان "المضايقات التي نتعرض لها من الجيش والشرطة والمستوطنين والحراسات الخاصة ليست جديدة، فهذا الوضع نعيشه يوميا لكنه زاد هذه الايام عن الحد بشكل يفوق التصور. انا شخصيا افتح من التاسعة صباحا وحتى العاشرة ليلا حتى ولو بدون بيع". وتابع "وجودنا في محلاتنا هو مقاومة بحد ذاته، وقد مرت علينا اوقات اصعب من هذه".

وأغلق اكثر من ثلاثين محلا في شارع الواد، كما اغلقت محلات سوق القطانين المتفرع منه والمؤدي الى الحرم القدسي. وقال جهاد ابو صبيح وهو صاحب محل حلويات "لا احد يجبرنا على الاغلاق لكن البلدة مغلقة ومحاصرة والشارع مليء بالمستوطنين والجيش. كان التاجر يأتي في الثامنة والنصف صباحا اما الان فلا يفتح قبل الثانية عشرة، يبقى ساعتين ثم يعود الى بيته". وتابع "منذ عيد الفطر وحتى الان الوضع سيء في الشارع، لكن تفريغه منا مستبعد. لقد مرت علينا ظروف اصعب في وقت حرب غزة، لن يحدث هذا... لان التجار ستفتح محلاتها حتى بدون بيع. لن يموت احد من الجوع".

وتبدأ عمليات التفتيش من باب العمود، المدخل الرئيسي للقدس القديمة المحتلة منذ عام 1967، علما بأن السلطات الاسرائيلية لا تسمح لاحد بدخول المدينة الا سكانها واصحاب المحلات التجارية فيها. والقدس القديمة مجهزة بالمئات من كاميرات المراقبة في شوارعها منذ عام 2000، كما ان الشرطة تطلق مناطيد مزودة بكاميرات مراقبة فوق سمائها واحيائها من شعفاط وسلوان ورأس العمود، اضافة الى مروحيات الشرطة التي تحوم فوق البلدة باستمرار، في حين يتنقل المستوطنون الذين يسكنون البلدة القديمة بمواكبة من حراس امن تمولهم الحكومة الاسرائيلية.

وعلى واجهة احدى بنايات الشارع، ويطلق عليها بيت شارون، علقت اعلام اسرائيلية بطول عشرة امتار غطتها بالكامل، كما اغلقت اعداد كبيرة من المستوطنين محيط هذه البناية حتى صار الطريق بالكاد يتسع لمرور شخص واحد. واعرب حمدي نصار (50عاما) احد سكان الشارع عن خوفه مما يجري، وقال "صار المرور في الشارع مرعبا، انا رجل كبير واخاف من الشرطة ومن اجراءاتهم فلو رفع الانسان يده بالخطأ لحك رأسه سيعتقدون انه سيستل سكينا ويقتلوه، ولو قال احد المستوطنين عن اي شخص انه مخرب ستقتله الشرطة على الفور. الوضع مخيف جدا، لا يوجد أمان".

من جهته اعتبر رئيس نادي الاسير في القدس ناصر قوس ان "شارع الواد مستهدف من قبل الحكومة والمستوطنات لانه يؤدي مباشرة الى حائط البراق، كما ان فيه مدارس دينية استيطانية متعددة ومراكز اعلام وسكن للمستوطنين". وتابع "لا يوجد شاب في هذا الشارع لم يتعرض يوما للضرب من الشرطة التي كانت تقف على مدخل بيت شارون. اعتقلت الشرطة 125 مقدسيا منذ بداية الشهر، نصفهم من القاصرين، لا يزالون قيد الاعتقال، كما فرضت على سبعة اخرين اعتقالا بيتيا لمدد مختلفة واطلقت سراح 15 بكفالة بنكية".

وفتح المستوطنون بيت عزاء في شارع الواد لليهوديين اللذين قتلا في الهجوم الفلسطيني. وقامت فتيات يهوديات باضاءة شموع على الارض بعدما رصفتها على شكل نجمة داوود. وزار هذه الخيمة معظم اعضاء الكنيست من احزاب المعسكر الصهيوني والليكود والبيت اليهودي ويش عتيد. وقال إلعاد مارغل (32 عاما) وهو اسرائيلي يعمل مدرسا لمادة التوراة واتى الى الشارع لتقديم واجب العزاء "عندما يكون هناك سلام بامكان العرب العيش بيننا، لكنهم يهاجموننا، هذا يعني اننا في حالة حرب، لذا يجب ابعادهم من القدس والضفة الغربية ومن غزة، الى الاردن". بحسب فرانس برس.

واضاف المدرس ذو الشعر الاشقر وقد وضع قلنسوة سوداء على راسه "يجب ان يكون على يمين نهر الاردن فلسطين وعلى يساره اسرائيل (...) ليذهب الفلسطينيون الى هناك (الاردن)". واعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو حشد 16 سرية اضافية من الاحتياط من حرس الحدود في القدس. وتضم هذه الفرق نحو 1600 عنصر. وفي اليوم نفسه صادقت الحكومة الاسرائيلية بالاجماع على مشروع قانون يحدد الحد الادنى من عقوبة من يلقي حجارة وزجاجات حارقة بالسجن لاربعة اعوام.

نجم في الاعلام الاسرائيلي

على صعيد متصل تحول رئيس بلدية الناصرة، كبرى المدن العربية في اسرائيل، علي سلام الى نجم احتل معظم الشاشات والاذاعات الاسرائيلية بعدما التقطته الكاميرا وهو يهاجم النائب العربي ايمن عودة بسبب موقف الاخير من الاحتجاجات الفلسطينية العنيفة ضد اسرائيل. وكان النائب عودة رئيس القائمة الموحدة التي تضم مختلف الاحزاب العربية (13 نائبا من اصل 120 في الكنيست) بصدد اجراء مقابلة في احد شوارع الناصرة مع القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي (خاصة) حين وقفت سيارة الى جانبه يقودها رئيس البلدية الذي لم يترجل منها بل هاجم النائب من وراء المقود.

وقال سلام مخاطبا عودة بالعربية ثم بالعبرية "اذهبوا من هنا، انتم تدمرون كل شيء، انا رئيس البلدية، انتم تدمرون البلدية (...) لم يعد هناك يهودي واحد يريد ان يأتي (الى الناصرة). ماذا تفعل هنا. اصمت وارحل". وكان رئيس البلدية يشير الى مشاركة نواب عرب في تظاهرة جرت اخيرا في الناصرة واقدم خلالها شبان ملثمون على رمي حجارة وزجاجات حارقة على قوات الامن التي اعتقلت نحو عشرة منهم. واثر هذه المواجهات تراجع بشدة عدد اليهود الاسرائيليين الذين يزورون المدينة. بحسب فرانس برس.

والناصرة التي نشأ فيها يسوع المسيح بحسب الانجيل هي ايضا مقصد للحجاج المسيحيين. وهذه المواجهة بين رئيس البلدية والنائب سرعان ما تناقلتها معظم الشاشات والاذاعات الاسرائيلية واشبعتها تحليلا وتعليقا. وبحسب الاذاعة العامة الاسرائيلية فان ما جرى يجسد "الانشقاق" في صفوف عرب اسرائيل بين متضامن مع الفلسطينيين ضد اسرائيل ومتخوف من انعكاس هذا التضامن على "التعايش الهش".

اضف تعليق