q
يتعرض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مستمر الى مئات المقاطع التي تقدم وجبات غذائية متنوعة، وقد استخدم في تحضيرها ابس الطرق لتحفز المتلقي على اعدادها وتناولها بشكل مباشر بعيدا الانتباه الى مضار هذه العادة السيئة في تناول الأطعمة، نسبة كبيرة من الأغذية التي يروج لها على الشبكات الاجتماعية تكون مخالفة للمعايير...

انت وانا شركاء في الكثير من الممارسات والعادات الحديثة التي فرضها علينا الواقع الجديد الذي تمكنت فيه مواقع التواصل الاجتماعي من تغيير سلوكنا اليومي، فنحن جميعا لدينا الرغبة في تناول الاطباق التي نشاهدها يوميا على تلك المواقع، والتي ركز منتجوها على الجمالية الشكلية خافين في الوقت نفسه الآثار السلبية من وراء ذلك التناول الخاطئ.

يتعرض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مستمر الى مئات المقاطع التي تقدم وجبات غذائية متنوعة، وقد استخدم في تحضيرها ابس الطرق لتحفز المتلقي على اعدادها وتناولها بشكل مباشر بعيدا الانتباه الى مضار هذه العادة السيئة في تناول الأطعمة.

نسبة كبيرة من الأغذية التي يروج لها على الشبكات الاجتماعية تكون مخالفة للمعايير التي يجب ان تكون عليها الأطعمة الصحية التي لا تؤدي الى زيادة في الوزن وتغيير معالم الشكل الخرج للأفراد، وبالتالي يقع الكثير من الافراد في مصيدة الامراض الناجمة من هذا التناول غير الصحيح.

ولا يخلو الاستخدام المكثف لمواقع التواصل الاجتماعي من غرس بعض العادات او الدعوة الى اتباعها، ومن هذه الجزئيات هو عادة التقليد غير الواعي او الاعمى في أحيان كثيرة، اذ يعمد بعض المستخدمين الى تقليد جميع ما يتعرض له بعيدا عن النظر الى الأمور الصحية والايجابية، وهنا تولد حالة من الاعتياد الدوري وتغيير نظام الأطعمة لهؤلاء الأشخاص.

ومن بين اهم الشرائح المتأثرة فيما يعرض على مواقع التواصل هم شريحة الأطفال التي لا تزال غير قادرة على التمييز والتفريق بين الصح والخطأ، وهنا تبرز العيوب الكبيرة في الاستخدام غير العلمي للشبكات الاجتماعية التي تغلغلت في جميع مفاصل الحياة اليومية للأفراد.

وقد تمكنت مواقع التواصل الاجتماعي من إعادة ترتيب الأنظمة الغذائية وعادات الاكل اليومي، فكثيرا ما يجد الافراد مقدمين على توصية الوجبات وتناولها بشكل غير مبرر ولا مدروس، وبالنتيجة لا يوجد لها أثر غير السلبي الذي يتجسد بالسمنة المفرطة والتغيير الشامل في البناء الجسدي.

التعرض للوجبات المشهية من قبل الافراد بفترات متواصلة يجعل الفرد تحت ضغط التأثير البصري لهذه المحتويات التي تهدف بشكلها الأساسي الى تغيير قناعته بهذه الاكلات والاقدام عليها بصرف النظر عن الآثار السلبية التي قد تواجه الفرد في المستقبل القريب بعد الاكل.

ويعمل التلقي المباشر والمكثف لمثل هذه المضامين من الأشخاص المعتادين على الاستخدام، مما يعمل على برمجة اللاوعي لديه وقلب المعايير في الاختيار، بل يُفقده السيطرة على عادات الأكل التي اعتاد عليها قبل ظهور هذه المواقع، وهنا يكون الفرد امام كم هائل من المحفزات على التصرف او الذهاب بهذا الاتجاه وان كان فيه نسبة كبيرة من الخطأ.

تحولت مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة الى بيئة ناضجة وفعالة لبث الإعلانات الخاصة بالترويج عن الاكلات الشعبية والغربية، وبالتالي يكون الافراد امام فرص كثيرة لاختيار الوجبات الجاهزة والمؤدية الى احداث تغيير كبير ومباشر في الكتلة البدينة وما يرافق ذلك من امراض متعددة.

ما علينا فهمه هو ان الصحة الجسدية والنفسية لا تقدر بثمن، ولا يمكن لفرد يدرك أهميتها ان يفرط بها بصرف النظر عن حجم المتغيرات والمغريات التي تقدمها مواقع التواصل الاجتماعي، وهنا يتحتم على المتلقي ايضا معرفة ان الحاجة من الأطعمة تختلف من شخص لآخر وبالتالي لا يصح ان يجرب ما يشاهده وينقاد الى رغبة المُعلن متناسيا صحته الذاتية وابعاد المخاطر عنها.

اضف تعليق