q
تجتاح العالم، هذا الصيف موجة حارة دفعت العديد من المناطق إلى تسجيل أرقام قياسية في ارتفاع درجات الحرارة، كما حدث في قارتي أوروبا واسيا، فيما تتجاوز درجات الحرارة الـ50 في العراق، تشير هذا الأرقام القياسية، الى تغير مناخي غير مسبوق بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري...

تجتاح العالم، هذا الصيف موجة حارة دفعت العديد من المناطق إلى تسجيل أرقام قياسية في ارتفاع درجات الحرارة، كما حدث في قارتي أوروبا واسيا، فيما تتجاوز درجات الحرارة الـ50 في العراق.

تشير هذا الأرقام القياسية، الى تغير مناخي غير مسبوق بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، فقد حذرت عدد من الدوريات العلمية حديثا من توقعات بارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قاتلة في عدد من دول العالم المكتظة بالسكان، اذ يزداد خطر الإصابة بالأمراض بين قاطني هذه الدول ما يجعل ذلك سببا في ارتفاع معدل الوفيات في الطقس الحار والرطب المرتبط بموجات الحرارة، ولاسيما في المناطق الزراعية المكتظة بالسكان وتحديدا في جنوب قارة آسيا، ويأتي هذا ايضا في الوقت الذي حذرت فيه دراسة علمية من خطر اجتياح موجات الحر المرتفع ايضا جميع انحاء غرب اوروبا، الامر الذي قد يؤدي الى زيادة نسب وقوع كوارث الطقس في أوروبا بنسبة تصل الى 50 ضعفا.

تبين أحدث الدراسات المناخية ان موجات الحر أصبحت أكثر تكرارا في العالم خلال العقود الأخيرة، وهذا ما أكدته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بإن الأعوام الخمسة الأخيرة كانت أحر الأعوام التي تم تسجيلها وذلك مع تزايد الأدلة على أن موجات الحرارة والفيضانات وارتفاع مستوى مياه البحر أصبحت أكثر حدة بفعل تغير المناخ الذي تسبب فيه الإنسان.

ورغم أن بعض الظواهر المناخية الغريبة كانت ستحدث بشكل طبيعي فإن المنظمة تقول إن انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري زادت مخاطر هذه الظواهر الشديدة بواقع عشرة أمثال أو أكثر في بعض الأحيان، وتغلبت الأعوام الخمسة الأخيرة على الفترة بين 2006 و2010 كأحر فترة منذ بدأ تسجيل درجات الحرارة في القرن التاسع عشر.

وارتفاع حرارة الأرض أمر خطير للغاية لأنه يُؤدي إلى نتائج كارثية، فاستمرار تلك الزيادة في درجة حرارة الأرض يُؤدي إلى ذوبان جبال الجليد في القطبين وبالتالي ارتفاع مستوى البحر ما ينتج عنه إغراق المناطق الساحلية، وكل ذلك يُحدث تغيرات كبيرة في مناخ الأرض تتفاوت بين الأعاصير، موجات الجفاف، الفيضانات والحرائق.

وبسبب هذا الارتفاع في درجات الحرارة الناتج عن التغير المناخي، ستتأثر كلٌّ من الطائرات التجارية متوسطة الحجم والكبيرة، والمطارات ذات المدرجات القصيرة، والأخرى الواقعة على ارتفاعات كبيرة بشدة، فضلًا عن إلغاء الرحلات وتأجيلها.

لا شك ان نشاطات الانسان الصناعية والبيئة اسهمت بشكل رئيسي في التغير المناخي، مما ادى الى تطرف الجو وارتفاع شديد في دراجات حرارة الارض قد تفكك بعض الرفوف الجليدية وهي مساحات شاسعة من الجليد تطفو على سطح البحر إلى جانب تضاؤل مساحة مستعمرات البطريق، إذ يتوقع العلماء ان يذوب الجليد الذي يغطي جبال الالب عند مستوى ثلاثة الاف و500 متر وما دون في آخر القرن الحالي، اما عن أسباب ارتفاع درجات الحرارة هذا العام الي مستويات قياسية لم يسبق الوصول اليها من قبل في السنوات الماضية هو تلوث الهواء والغلاف الجوي للأرض والذي تسبب في احداث التغييرات المناخية وتغير نسب الغازات في الغلاف الجوي وأيضا الوصول الي ظاهرة لاحتباس الحراري والتي يحذر منها العلماء انها قد تسبب مشاكل في ارتفاع درجات الحرارة والتأثير على المحاصيل الزراعية وارتفاع منسوب المحيطات، حيث ان استمرار استهلاك الوقود الاحفوري خاصة الفحم و عدم ايجاد آليه سليمة للتحكم العوادم والغازات الناتجة عن حرق البترول والفحم يزيد من ظاهرة الاحتباس الحراري.

بريطانيا تتوقع تسجيل أكثر يوم سخونة في تاريخها

شهدت بريطانيا يوم الاثنين أحد أشد الأيام حرارة على الإطلاق، فيما يحذر خبراء الأرصاد الجوية من أن درجات الحرارة قد تصل إلى 41 درجة مئوية يوم الثلاثاء، وارتفعت درجة الحرارة إلى 38.1 درجة مئوية في سانتون داونهام، بمنطقة سوفولك، يوم الاثنين. وتجاوزت درجة الحرارة 37 درجة مئوية في عدة أماكن أخرى.

وقد أصدر مكتب الأرصاد الجوية البريطاني تحذيرا من الحرارة باللون الأحمر عبر أجزاء كبيرة من إنجلترا، تمتد من يورك ومانشستر إلى لندن والجنوب الشرقي من البلاد، وفي يوم الأحد، تجاوزت درجات الحرارة 30 درجة مئوية في جميع أنحاء إنجلترا وويلز، وارتفعت إلى 33 درجة مئوية في مقاطعة فلينتشاير شمال شرق ويلز، ما يجعله أكثر أيام السنة حرارة في بريطانيا حتى الآن، وإذا ما وصلت الحرارة إلى 41 درجة مئوية يوم الثلاثاء، فإن هذا سيكون رقما قياسيا لبريطانيا.

وسُجل الرقم القياسي الحالي لبريطانيا في مدينة كامبريدج عام 2019، عندما بلغت درجة الحرارة 38.7 درجة مئوية، في حين كانت أعلى درجة حرارة في إنجلترا 32 درجة مئوية في منطقة نانتويتش بمقاطعة تشيشاير، بينما كانت أعلى درجة حرارة في اسكتلندا. 26.4 درجة مئوية في منطقة أوشينكرويف بمقاطعة أيرشاير.

أما أيرلندا الشمالية فسجلت منطقة أرماغ يوم الأحد أكثر أيام السنة سخونة حتى الآن، إذ بلغت الحرارة 27.7 درجة مئوية، وشهد يوم الأحد ازدحام الشواطئ في جميع أنحاء البلاد، حيث اصطفت السيارات لعدة أميال في كامبر ساندز في شرق ساسكس، وقالت الحكومة البريطانية إنها تعامل موجة الحر على أنها حالة طوارئ وطنية عامة.

وحثت الناس على أخذ الحيطة والحذر عند الاقتراب من المياه أثناء محاولتهم تبريد أجسادهم، فقد توفي صبي في سن المراهقة أثناء السباحة في منطقة سالفورد كويز يوم السبت، وفُقد رجل بعد دخوله خزان مياه في مقاطعة ويست يوركشاير.

في غضون ذلك، حذّرت شركات المياه من أن بعض الأسر تعاني من انخفاض ضغط المياه ومشاكل الإمداد بسبب زيادة الطلب، قالت شركة المياه "أفينيتي ووتر" إن المنازل في مدينة لندن وإسيكس وساري قد تتأثر بالضغط المنخفض، وقالت شركة "أنغليان ووتر" إن هناك انقطاعات في الإمداد في منطقة كينغز لين، كما أبلغت ساوث إيست ووتر عن مشاكل مفترقة، وبشمل المستوى الأحمر من تحذير مكتب الأرصاد الجوية من الحرارة ليومي الإثنين والثلاثاء، والذي يُعد أعلى مستوى، مناطق لندن ومانشستر ويورك، وهذه هي المرة الأولى التي يتم إصداره فيها منذ بدء تشغيل نظام التحذير من الحرارة العام الماضي، وتخضع الآن بقية إنجلترا، بالإضافة إلى ويلز وجنوب اسكتلندا للمستوى الكهرماني من التحذيرات.

ويعني التحذير الكهرماني: احتمالية تعرض البعض لمشاكل صحية، وجوب عمل تغييرات جوهرية للعمل والروتين اليومي، احتمالية ارتفاع حوادث السلامة مع توجه الناس إلى الساحل والبحيرات والأنهار، كما أنه يتوقع حدوث تأخيرات في النقل، واتخذت الحكومة تدابير إضافية، وضاعفت أعداد طواقم الاستجابة لمكالمات الإسعاف والطوارئ والقدرة الإضافية للخطوط الساخنة وخط المساعدة 111 يومي الاثنين والثلاثاء، وحذّرت شبكة السكك الحديدية والنقل في لندن الناس من السفر يومي الإثنين والثلاثاء إلا إذا لزم الأمر، وقالت شركة سكك حديد لندن الشمالية الشرقية إنه لن يتم تشغيل قطارات بين لندن وليدز ويورك يوم الثلاثاء، وطُلب من الناس تفقد الأقارب والجيران الضعفاء الذين قد يعانون من الحر، قال توماس وايت، نائب كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا، إن على الناس شرب كميات كافية من السوائل "خلال هذين اليومين الاستثنائيين" والبحث عن أماكن مظللة.

وقال اللورد فيكتور أديبويل لراديو تايمز إن الاتحاد الوطني للصحة "سيتأقلم" لكن "الاستعدادات ليست جيدة بما فيه الكفاية"، وعقدت الحكومة اجتماعا طارئا يوم السبت لبحث التعامل مع موجة الحر. وانتقد حزب العمال رئيس الوزراء لعدم حضوره حسبما ورد، ولخططه لاستضافة مأدبة غداء خاصة يوم الأحد لبعض نواب حزب المحافظين.

وقالت نائبة زعيم حزل العمال المعارض، أنجيلا راينر، إن بوريس جونسون كان "يستعد للاحتفال بينما بريطانيا تغلي"، متهمة إياه بأنه "غير متواجد في العمل مرة أخرى"، كما سيتم إغلاق بعض المدارس في أوائل الأسبوع المقبل وسيتم إلغاء بعض المواعيد في المشافي، وقالت حديقة حيوانات تشيستر إنها ستغلق أبوابها يومي الإثنين والثلاثاء لسلامة "الموظفين والزوار والحيوانات والنباتات"، وحث رجال الإطفاء الناس على تقديم النزهات على حفلات الشواء بسبب مخاطر اندلاع حرائق، وقالت متنبئة الطقس في بي بي سي، سوزان باول، إن الوضع غير مسبوق، وأضافت أن هناك فرصة بنسبة 80 في المئة أن تحطم بريطانيا الرقم القياسي في درجات الحرارة. إذ قد تصل درجات الحرارة إلى 41 درجة مئوية في إنجلترا يوم الإثنين، و 38 درجة مئوية في أجزاء من إنجلترا وويلز.

ومن المقرر أن يشهد يوم الثلاثاء ارتفاعا في الحرارة يصل إلى 40 درجة مئوية، أو أعلى، في شرق إنجلترا. وقالت باول إن أيرلندا الشمالية واسكتلندا قد تشهدان أيضا كسرا للأرقام القياسية السابقة في درجات الحرارة، علاوة على ذلك، قد تصل درجة الحرارة خلال الليل من يوم الإثنين إلى يوم الثلاثاء أيضا إلى ذروة جديدة، مع توقع ارتفاع إلى 25 درجة مئوية.

وعلاوة على تحذير مكتب الأرصاد الجوية، أصدرت وكالة الأمن الصحي في بريطانيا تحذيرا على أعلى مستوى لهيئات الصحة والرعاية، من احتمالية وقوع مرضى ووفيات "بين الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة"، وعادة ما تكون معظم الوفيات أثناء موجات الحر بنوبات قلبية أو سكتات دماغية ناجمة عن إجهاد محاولة الحفاظ على استقرار درجة حرارة الجسم، وقد أعربت النقابات عن مخاوفها بشأن ظروف العمال، ويقول مؤتمر نقابات العمال إن الشركات يجب أن تسمح لموظفي المكاتب بالعمل من المنزل أو تعديل ساعاتهم لتجنب السفر في ساعة الذروة، ويقول الخبراء إن تغير المناخ يجعل موجات الحر أكثر حدة وتستمر لفترة أطول.

فرنسا تسجل لأول مرة درجة حرارة 40 مئوية وحرائق تجتاح مناطق متفرقة بأوروبا

يتوقع أن تسجل مستويات حرارة قياسية في فرنسا والمملكة المتحدة اليوم الاثنين لتصل إلى 40 درجة مئوية مع استمرار موجة حر في غرب أوروبا منذ أيام، ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن يكون اليوم الاثنين أكثر الأيام حرًّا في تاريخ فرنسا، إذ ستتجاوز الحرارة القصوى في كل المناطق 30 درجة مئوية في حين ستراوح بين 38 و40 درجة في جزء كبير من البلاد، وحذرت هيئة الأرصاد الجوية "ميتيو فرانس" من "أن الحر يتعاظم والقيظ يمتد ليشمل البلاد برمتها"، متوقعة تسجيل مستويات قياسية خصوصا في غرب البلاد وجنوب غربها، وأوضحت أن الحرارة قد تبلغ "في بعض مناطق الجنوب الغربي" 44 درجة مئوية تعقبها "ليلة شديدة الحر".

وتعدّ موجة الحر هذه الـ45 التي تضرب فرنسا منذ عام 1947، وستبلغ ذروتها على الواجهة الأطلسية للبلاد بخاصة في منطقة بريتانييه التي كانت تحميها حتى الآن، ويتوقع أن ترافق موجة الحر هذه مستويات قياسية أيضا في تلوث الجو، مع تفاقم متوقع الاثنين في تركز الأوزون، بخاصة في منطقة الأطلسي وجنوب شرقي فرنسا، حسب منصة "بريف إير" الوطنية لتوقعات جودة الهواء.

يشار إلى أن موجة الحر هذه هي الثانية التي تسجل في أوروبا في غضون شهر، ويعود تكاثر هذه الظواهر إلى التداعيات المباشرة للاحتباس المناخي بحسب العلماء، إذ إن انبعاثات غازات الدفيئة تزيد من قوتها ومن مدتها وتواترها أيضا.

وتسببت موجة الحرارة هذه بحرائق غابات قضى فيها عناصر من أجهزة الإنقاذ ومكافحة الحرائق، كان آخرهم إطفائي توفي جراء حروق أصيب بها في مقاطعة ثامورا في شمال غربي إسبانيا، حيث لا يزال نحو 20 حريقا مستعرا وخارج السيطرة في مناطق مختلفة من البلاد من الجنوب وصولا إلى أقصى الشمال الغربي في غاليثيا.

وفي فرنسا والبرتغال وإسبانيا واليونان أتت الحرائق على آلاف الهكتارات من الغابات، كما اضطر عدد كبير من السكان والسياح إلى مغادرة أماكن سكنهم، ويشهد جنوب غربي فرنسا وضعا خطرا، فقد التهمت الحرائق المشتعلة منذ 6 أيام 13 هكتارا في بوردو بسبب رياح لولبية أدت إلى عمليات إخلاء جديدة، وذكرت فرق الإطفاء أن 16 ألفا ومئتي مصطاف اضطروا إلى المغادرة بشكل عاجل منذ الثلاثاء الماضي.

وقد عرفت البرتغال هدوءا؛ فللمرة الأولى منذ الثامن من يوليو/تموز لم تتجاوز الحرارة 40 درجة مئوية الأحد حسب ما أفادت هيئة الأرصاد الجوية بعدما بلغت الخميس الماضي مستوى قياسيا عند 47 درجة مئوية.

إلا أن أغلب الأراضي البرتغالية كانت تشهد الأحد احتمالا "أقصى" أو "مرتفعا جدا" أو مرتفعا" لوقوع حرائق لا سيما في مناطق وسط البلاد وشمالها، وأسفرت حرائق الأسبوع الماضي عن سقوط قتيلين و60 جريحا، في حين اجتاحت النيران 12 إلى 15 ألف هكتار.

أما في هولندا فأعلن المعهد الهولندي للصحة العامة والبيئة الأحد خطة وطنية لمكافحة الحر وتحذيرا من ضباب دخاني بدءا من الاثنين في كل مناطق البلاد، متوقعا ارتفاعا في الحرارة في الأيام المقبلة قد يبلغ 35 درجة مئوية الاثنين في الجنوب و38 درجة مئوية في بعض المناطق الثلاثاء.

موجة حرّ جديدة تضرب إسبانيا والبرتغال

سُجّلت في اسبانيا 42,4 درجة مئوية في إشبيلية عند الساعة 15,40 (13,40 ت غ)، بحسب مصلحة الأرصاد الجوية الاسبانية. وسُجّلت 41 مئوية في مدن أخرى في جنوب غرب وجنوب ووسط اسبانيا، مثل باداغوث وخايين وأفيلا.

وقال المتحدث باسم مصلحة الأرصاد الجوية الاسبانية روبين ديل كامبو الاثنين إن موجة الحر الجديدة هذه "استثنائية تمامًا" رغم أنها تطاول بلدا اعتاد على درجات الحرارة المرتفعة خلال الصيف.

وبدأت موجة الحر الأحد وقد تستمرّ "تسعة أو عشرة أيام ما قد يجعلها إحدى موجات الحر الثلاث الأطول في تاريخ اسبانيا منذ 1975"، بحسب ما قال المتحدث لوكالة فرانس برس، وتابع "يتسبب التغيّر المناخي بموجات حرّ متكررة أكثر ويجعلها أقوى"، مذكّرًا بأن عدد موجات الحرّ تضاعف خلال السنوات الـ12 الأخيرة في اسبانيا، وتوقعت مصلحة الأرصاد الاسبانية حصول الأسوأ بين الثلاثاء والخميس، من دون أن تكون قادرة على تحديد ما إذا كان سيتمّ تخطّي الحرارة القياسية التي سُجّلت في اسبانيا (47,4 درجة مئوية في مونتورو في آب/أغسطس 2021).

وشهدت اسبانيا خمس موجات حرّ استثنائية - بما فيها الموجة الحالية - خلال الأشهر الـ11 الأخيرة. وكان أيار/مايو 2022 هو أكثر شهر أيار/مايو سخونة منذ مطلع القرن في اسبانيا، وعانت اسبانيا أيضًا نقصا حادّا في المتساقطات في شتاء هذا العام. نتيجة لذلك، بلغ مستوى المخزونات المائية الاثنين 45,3% من قدرتها الإجمالية، مقابل معدّل 65,7% في الفترة نفسها من العام في السنوات العشر الأخيرة، بحسب السلطات.

في البرتغال المجاورة، وصلت الحرارة إلى 44 درجة مئوية نهاية الأسبوع الماضي في بعض المناطق. ورغم انخفاض طفيف الاثنين، يُتوقّع تسجيل 42 درجة مئوية في منطقة ايفورا (جنوب شرق) بحسب مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية التي توقعت ارتفاعًا جديدًا بدرجات الحرارة الثلاثاء والأربعاء، وتسببت موجة الحرّ بحرائق عدة وسط البرتغال في الأيام الأخيرة.

لكن الوضع لا يزال "خطيرًا واستثنائيًا"، بحسب القائد الوطني للحماية المدنية أندري فيرنانديز، فيما حذّر رئيس الوزراء أنطونيو كوستا من "مخاطر قصوى" في الأيام المقبلة. وقال كوستا "قد يتسبب أقلّ إهمال بحريق كبير".

موجات الحرّ كلّفت ألمانيا أكثر من 80 مليار يورو

قالت دراسة حديثة إن تغيرات المناخ والاحتباس الحراري سببا أضراراً لألمانيا في السنوات الأخيرة قُدرت بنحو 80 مليار يورو. أشارت الدراسة أيضاً إلى أنه منذ عام 2000، سجّلت ألمانيا معدّل أضرار لا يقل عن 6.6 مليار يورو سنويًا.

تسببت موجات الحرّ والسيول والفيضانات المنسوبة إلى الاحتباس الحراري في أضرار تجاوزت كلفتها 80 مليار يورو في ألمانيا منذ عام 2018، بحسب دراسة نُشرت الاثنين (18 يوليو/ تموز 2022) واعتبرتها وزيرة البيئة شتيفي ليمكه "مخيفة".

وبحسب الدراسة التي كلّفت بها وزارتا المناخ والبيئة، تسببت موجات الحرّ والجفاف الاستثنائية في صيف 2018 وصيف 2019 بتكاليف تُقدّر بنحو 35 مليار يورو تقريباً، فيما كلّفت الفيضانات في تموز/يوليو 2021 في غرب ألمانيا أكثر من 40 مليار يورو. يُضاف إلى هذه التكاليف نحو 5 مليارات من الأضرار الإضافية المرتبطة بعواصف رعدية عنيفة وتساقط البَرَد، بحسب بيان.

وأضرت موجات الحرّ بشكل أساسي بالزراعة والغابات. ومنذ عام 2000، سجّلت ألمانيا معدّل أضرار لا يقل عن 6.6 مليار يورو سنويًا، بحسب الدراسة.

وقالت وزيرة البيئة الألمانية شتيفي ليمكه، حسبما ورد في البيان، "باتت الأزمة المناخية تتسبب بأضرار وتكاليف هائلة في ألمانيا، كما تُشير البيانات المخيفة". وتابعت "يجب أن نستثمر وسنستثمر المزيد لحماية السكان بشكل أفضل".

وبدأت حكومة المستشار الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس سلسلة من الإجراءات لتخفيف آثار الأزمة المناخية. وتسعى ألمانيا في هذا السياق إلى مضاعفة إنتاجها من الطاقة المتجدّدة في أقلّ من عقد.

وقال نائب المستشار ووزير الاقتصاد والمناخ روبرت هابيك في البيان نفسه "نحن بحاجة أيضاً إلى استراتيجية تهدف إلى التأقلم مع التغييرات المناخية وتحمي سكاننا وبنانا التحتية واقتصادنا من الحرّ والفيضانات والتغيّرات المناخية القوية"، معتبرًا أن الدراسة قدّمت "الأسس الضرورية" لتصميم الاستراتيجية.

اليابان تتعرض لأسوأ موجة حارة تضرب البلاد منذ عام 1875

تعاني اليابان من حر خانق من جراء ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية في أسوأ موجة حارة تتعرض لها البلاد منذ نحو 150 عاما، وكانت الحرارة الشديدة وراء تحذيرات رسمية من عجز في الطاقة يلوح في الأفق مع دعوات للمواطنين بتوفير الطاقة قدر الإمكان.

مع ذلك، لا تزال الحكومة توصي باستخدام مكيفات الهواء وتنصح المواطنين بتفادي الإصابة بضربات شمس وسط تزايد عدد الحالات التي نقلت إلى المستشفيات لتلقي العلاج من آثار ارتفاع درجات الحرارة.

وحذر خبراء الطقس من إمكانية استمرار ارتفاع درجات الحرارة على مدار الأيام المقبلة، وأصبحت الموجات الحارة أكثر تكرارا وشدة وتستمر لفترات أطول بسبب التغير المناخي الناتج عن ممارسات الإنسان.

وارتفعت درجة حرارة الكرة الأرضية بحوالي 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وسجلت درجة الحرارة في العاصمة اليابانية طوكيو 35 درجة مئوية الأربعاء، مما يشير إلى ارتفاع درجات الحرارة بشدة لليوم الخامس على التوالي. بذلك تكون الموجة الحارة التي تضرب البلاد في يونيو/ حزيران الجاري هي الأعنف على الإطلاق التي تشهدها البلاد منذ بداية تسجيل بيانات الطقس عام 1875.

كما ارتفعت درجة الحرارة في مدينة إسيساكي شمال شرق العاصمة، إلى 40.2 درجة مئوية، وهو ما يشير إلي مستويات قياسية غير مسبوقة في يونيو/ حزيران في اليابان، وانتشرت على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي شكاوى من ارتفاع درجة الحرارة في اليابان إلى حدود غير مسبوقة، وقال أحد مستخدمي تويتر: "الجو حار للغاية في الخارج، ومجرد الخروج من المنزل يعني الدخول في حمام بخار ذاتي، أريد نزول المياه"، وقال مستخدم آخر: "أنا خارج المنزل منذ الصباح، وأشعر أنني أنصهر بسبب هذه الحرارة المتطرفة"، وقال مستخدم ثالث: "حار جدا لدرجة أحدثت اضطرابات في عمل جهاز إنذار الحريق في مكان عملنا"، وهو ما نشره مع مقطع فيديو يظهر رشاشات ماء تنطلق داخل صوبة زراعية.

وعادة ما يكون يونيو/ حزيران موسما مطيرا في اليابان، لكن هيئة الأرصاد الجوية في البلاد أعلنت نهاية موسم المطر في طوكيو والمدن المجاورة لها الاثنين الماضي، ويشير إعلان الهيئة اليابانية إلى نهاية موسم الأمطار في اليابان قبل 22 يوما من الموعد المعتاد، مما يلقي الضوء على النهاية الأسرع على الإطلاق لهذا الموسم منذ عام 1951، وشهد عدد حالات الإصابة بضربات الشمس ارتفاعا وسط درجات حرارة خانقة. وقالت خدمات الطوارئ في اليابان إنها نقلت 76 شخصا على الأقل إلى المستشفيات في الفترة الأخيرة، ودعا مسؤولون المواطنين إلى التقليل من استهلاك الطاقة وسط تحذيرات من عجز قد يؤدي إلى أزمة في الطاقة، لكن دعوات رسمية أخرى أشارت إلى ضرورة تفادي الإصابة بضربات الشمس، خاصة بالنسبة للمسنين.

الهند والباكستان

بلغت درجة الحرارة العظمى في شمال غرب الهند وباكستان في الفترة الأخيرة 51 درجة مئوية، بينت دراسة أجرتها هيئة الأرصاد الجوية البريطانية إن التغير المناخي قد يزيد بمعدل مئة مرة وأكثر، احتمال أن تضرب موجات حارة غير مسبوقة شمال غرب الهند وباكستان، وأشارت الدراسة إلى أنه من المتوقع أن تشهد المنطقة، كل ثلاث سنوات، موجة حارة تتجاوز معدلات الحرارة خلالها الأرقام القياسية التي سجلت في عام 2010.

وبحسب الهيئة، فإن ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات مماثلة، لا يتكرّر إلا كل 312 سنة، في حال لم يكن هناك تغيّر مناخي، ويتوقع خبراء الأرصاد تسجل درجة الحرارة في شمال غرب الهند مستويات مرتفعة غير مسبوقة في الأيام القليلة المقبلة.

ويأتي هذا التحليل الجديد تزامنا مع تقرير صادر عن وحدة "حالة المناخ" التابعة للمنظمة الدولية للأرصاد الجوية، الذراع المناخية للأمم المتحدة، حذر من أن هناك أربعة مؤشرات رئيسية ترجح أن التغير المناخي سجل أرقاماً قياسية، وقال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إن هذا التقرير يُعد "امتداداً لمسلسل كئيب من فشل الإنسانية في مواجهة اضطرابات المناخ".

وتراجعت الموجة الحارة العنيفة التي ضربت شمال غرب الهند وباكستان، قبل الرياح الموسمية، بعدما بلغت الحرارة 51 درجة مئوية، في باكستان، السبت الماضي.

لكن يبدو أن درجة الحرارة قد تبدأ في الارتفاع تدريجيا مع نهاية الأسبوع الجاري وخلال عطلة نهاية الأسبوع، وفقاً للتحذيرات الصادرة عن وحدة الإرشادات الدولية في هيئة الأرصاد الجوية البريطانية، وتتوقع الوحدة من إمكانية وصول الحرارة العظمى إلى 50 درجة مئوية مع ارتفاع درجات الحرارة خلال الليل، وقال نيكوس كريستيديس، الذي قاد فريق البحث المعد لهذه الدراسة: "تعتبر الموجات الحارة من السمات الغالبة على مناخ المنطقة قبل الرياح الموسمية في أبريل/ نيسان ومايو/ أيار"، وأضاف: "رغم ذلك، تظهر دراستنا أن التغير المناخي يزيد من حدة ارتفاع درجة الحرارة ونوبات الحر الشديد، مما وصل بدرجة الحرارة إلى مستويات تجاوزت الأرقام القياسية بحوالي مئة مرة".

وتستند الدراسة إلى الموجة الحارة التي ضربت شمال غرب الهند وباكستان في أبريل/ نيسان ومايو/ أيار 2010، حين بلغت درجة الحرارة أعلى مستويات قياسية تسجّل عام 1900، وتحاول الدراسة تقدير الأثر الذي أحدثه التغير المناخي في موجات الحرارة التي تعرضت لها المنطقة أو قد تتعرض لها في المستقبل.

العراق على موعد مع "جمرة القيظ" ودرجات حرارة تتجاوز الـ50 مئوية

أفاد المتنبئ الجوية صادق عطية، اليوم الأحد، بأن موجة حارة ستجتاح أغلب مدن البلاد خلال الايام المقبلة، متوقعا ارتفاعا درجات الحرارة فوق المعدل وهي بداية ذروة أيام الحر وما تُعرف بـ"جمرة القيظ".

وكتب عطية في تدوينة تابعتها السومرية نيوز، إن "درجات الحرارة ستتجاوز حاجز 50 درجة بقليل في مدن جنوب البلاد يومي الاثنين والثلاثاء".

ونوه إلى، "سكون بالرياح السطحية وتوقعات بارتفاع معدلات الرطوبة واجواء مرهقة في مدينتي البصرة وميسان اعتبارا من يوم الثلاثاء تتبعها ذي قار ومدن الفرات الاوسط لاحقا"، مبينا أنه "متوقع ان تستمر عدة ايام"، وأشار عطية الى، أن "جمرة القيظ هي فترة من فترات موسم الصيف اللاهبة تبدأ بعد منتصف شهر تموز وتستمر لغاية نهاية الثلث الأول من آب".

اضف تعليق