q
آراء وافكار - مقالات الكتاب

ماذا بعد الاستقالة؟

الخيارات المستقبلية للصدر

الخيارات المستقبلية له سيحددها ما يتحقق في أرض الميدان، وأن سيناريو اللجوء الى الشارع مستبعد تماماً في المدى المنظور، إذ سيبقى متابعا لمجريات الأحداث وكيفية تعاطي القوى السياسية مع الاستحقاقات الدستورية، فاذا ما مضت الأمور بالاتجاه الذي يرضيه سينتظر ما يتحقق من نتائج فعليّة على أرض الواقع...

لم تكن استقالة أعضاء الكتلة الصدرية مفاجئة لمن يفهم طريقة السيد مقتدى الصدر في التعاطي مع الازمات السياسية، لكن الأهم من ذلك هو معرفة الخطوات القادمة للصدر، فهل أنه سيعتكف ويتنازل عن مشروعه السياسي؟ أم أن الاستقالة تمثل خطوة في سلسلة خطوات مستقبلية للضغط باتجاه تمرير مشروعه السياسي؟

اللقاء الاخير للصدر بالنواب المستقيلين يكشف بشكل جلي أنه حدد هدفه بدقة (لا توافق مع من وصفهم بالفاسدين) حتى وان كان ثمن ذلك الخروج من العملية السياسية برمتها، ولا يُستبعد أنه سينسحب من السلطة التنفيذية أيضاً في حال تشكّلت الحكومة على غير ما يراه مناسباً، فقد حدد ومنذ اليوم الاول لإعلان نتائج الانتخابات التشريعية، ملامح مشروعه السياسي وبقي مصرّاً عليه حتى اللحظة رغم محاولات ثنيه عنه، لذلك لا مجال للشك بأن جوهر مشاركة الصدر في العملية السياسية مستقبلاً من عدمها يكمن في وجود من لا يرغب بوجودهم.

لذلك فان الخيارات المستقبلية له سيحددها ما يتحقق في أرض الميدان، وأن سيناريو اللجوء الى الشارع مستبعد تماماً في المدى المنظور، إذ سيبقى متابعا لمجريات الأحداث وكيفية تعاطي القوى السياسية مع الاستحقاقات الدستورية، فاذا ما مضت الأمور بالاتجاه الذي يرضيه سينتظر ما يتحقق من نتائج فعليّة على أرض الواقع، أما اذا اتبعت الكتل السياسية ذات النهج السابق في تشكيل الحكومة فلا شك أنه سيعلن تصديه للمعارضة الشعبية التي سيكون أهون خياراتها تنظيم الاحتجاجات والاعتصامات الرافضة لطريقة ادارة الدولة.

اضف تعليق