q
لا يفضل أحد ان يكون معارضا، الجميع يريد ان يشترك في الحكومة، ويبدو ان منافع السلطة تغري أكثر من ممارسة دور المعارض الذي لا يفضل أحد القيام به ابدا، وهذا الامر هو سبب الخلاف السياسي الذي وصلنا اليه، ان حكومة الاغلبية لا حكومة التوافق هو طموح جديد...

لا يفضل أحد ان يكون معارضا، الجميع يريد ان يشترك في الحكومة، ويبدو ان منافع السلطة تغري أكثر من ممارسة دور المعارض الذي لا يفضل أحد القيام به ابدا، وهذا الامر هو سبب الخلاف السياسي الذي وصلنا اليه.

ان حكومة الاغلبية لا حكومة التوافق هو طموح جديد على الساحة السياسية، وبعد كل اعوام الخراب والفساد السياسي لن يكون مفيدا ان نكرر الاسلوب نفسه اذ اثبت عدم جدواه في تقديم حلول لمشاكلنا كلها.

لو قلنا لممثل سينمائي انك ستمثل دورا واحدا طوال سنوات سيقول مباشرة اذن انتم تحطمونني وتضعوني في زاوية محددة. الدور النمطي المكرر الذي يرفض اي ممثل سينمائي تكراره يقوم السياسي العراقي بلعبه دون ان يشعر بانه أصبح مكروها وينظر اليه الناس على انه يمثل دور السياسي لان السياسة لم تعد تعني تقديم شيء للناس، وانما تعني تكرار الحصول على المناصب في اجواء نعرفها جميعا.

يظن المعارض انه مفلس في قافلة السلطة، ويعتقد انه غير موجود على الساحة، لهذا لا يستطيع أحد ان يفكر بانه خارج دائرة الحكم والمنصب، وهذا هو مرض السياسة الجديد، فأي منصب هو جاهز لكل من يرشحه الحزب او الجهة التي تسنده.

تفسد المناصب المسؤولين وقد يتغير الانسان ان صار غنيا، لدينا تجارب كثيرة مررنا بها وكنا نتعجب دائما من ان فلانا تغير حين استلم منصبا فلم يعد كالسابق. وقد يتغير الشخص ان صار ثريا فيقول اقرب الناس اليه افسده الغنى وتكبر.

هذا الامر يحدث لكننا لا نفهم كيف يمكن ان ينقلب الانسان من حال الى حال اخر بهذه السرعة، القضية بسيطة جدا. بمعنى ان الانسان يتاثر بمحيطه ويتاثر ايضا بانطباعاته الشخصية التي يكونها. فالبدلة الجميلة تلفت انظار الناس الى لابسها. عندها يحس الانسان بالزهو لانه جذب اعين الناس وسمع مديحهم لاناقته. هذا امر طبيعي وبمرور الوقت يعتاد الانسان هذا السلوك فيصبح شخصا اخر ينتقد من يلبس ملابس عادية ويسخر ممن لا يرتدون ملابس انيقة غالية.

يتعقد الامر اكثر بعد استلام الشخص منصبا رفيعا. واحيانا لا يكون المنصب رفيعا كمسؤولية شعبة في دائرة منسية فيراها من يشغلها بانها ارفع وسام حصل عليه. في هذه الحالة يحدث خراب سريع جدا في وعي هذا الشخص المصدق باهميته ونباهته وموقعه المهم.

ومع الوقت تصنع الانطباعات التي يحصل عليها روحه فيتحول الى شخص بليد جدا ويتعامل مع الاخرين من منطق عال. عيون الاخرين تصنع انطباعات المسؤول الفاشل وتجعله يصدق بانه يملأ مكانه ويقوم بواجبه دون تقصير. يصدق المسؤول الفاشل لغة نفاق العيون ويزداد تفاهة. هل اتحدث عن اشخاص مرضى؟

.............................................................................................
* الآراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق