q
يعاني كثيرون من فرط الحموضة بسبب خلل في التوازن الحمضي الذي يخرج عن نسبته الطبيعية. في حال لم يتوقف الخلل تكون له عواقب صحية وخيمة؛ ماهي وكيف يمكن تفاديها؟ فرط الحموضة قد يؤدي إلى خلل في العديد من أعضاء الجسم الداخلية ومشاكل في العظام...

السعال المزمن أو ضيق التنفس قد يكون نتيجة أمراض تنفسية أو مشاكل في الرئة. إلا أنه من الممكن أيضا أن يكون من أعراض الإصابة بالارتجاع المريئي. فما هي أسبابه وطرق علاجه؟

بحة مزمنة في الصوت أو سعال مزمن أو ضيق في التنفس، أعراض قد يظن المرء للوهلة الأولى أنها تعود إلى الإصابة بأمراض في الجهاز التنفسي. لكنها قد تكون من أعراض الإصابة بحرقة المعدة أو الارتجاع المريئي. إن أنه في نهاية المريء توجد العضلة العاصرة السفلى، التي تفتح وتغلق عندما يمر الأكل وتساهم في عودة مرور المحتويات الحمضية من المعدة إلى المريء.

وعندما لا تؤدي هذه العضلة وظيفتها كما ينبغي، تظهر أعراض الارتجاع المريئي والحرقة في المعدة، حيث تبقى فوهة المعدة مفتوحة قليلا. وهكذا تتسرب العصارة الهضمية إلى المريء وتأخذ الغازات طريقها إلى الأعلى ومن ثم تسرب الجزيئات العدوانية وأصباغ الصفراء إلى القصبة الهوائية ومنها إلى الرئتين. وعندما يصعد الهواء الممزوج بالعصارة الهضمية إلى منطقة الحلق تبدأ نوبة السعال.

ويمكن للارتجاع المريئي إذا لم يعالج وإهماله على مر سنوات طويلة، أن يتسبب في الإصابة بالأورام على سبيل المثال. وينصح اطباء الجراحة العامة وجراحة الأوعية الدموية وجراحة الصدر والرئة والجراحات القلبية، بعدم إهمال هذه الأعراض، على أن يقوم المرء بتفادي الأكل في أوقات متأخرة من الليل مع تنظيم أوقات وجبات الطعام وتجنب المقالي والقهوة والعصائر والتدخين؛ فهذه كلها عوامل تساهم في إفراز المعدة لكميات كبيرة من الأحماض.

وإذا تفاقم الأمر فيمكن اللجوء إلى العمل الجراحي حيث يؤدي الارتجاع المريئي المزمن إلى التهاب المريء ويمكن أن تكون هذه الالتهابات حادة لتصل إلى حدّ التقيّح، وقد تؤدي إلى السرطان لدى بعض المصابين بالحرقة.

والعملية الجراحية التي قد يلجأ إليها بعض المرضى يتم فيها تركيب صمّام عضلة المعدة (أو: منظم حموضة المعدة). حيث يوضع قطبان كهربائيان في العضلة عند مدخل المعدة. فيبعث الصمّام أسفل البطن إشارات إلى صمام غلق المعدة فيتقلص ويتقلص معه مدخل المعدة. هذه العملية تصلح لمن لا يعانون من فتق في الحجاب الحاجز أو فتق بسيط جدا.

إلا أنه وبالرغم من ذلك فإن هذا النوع من العمليات مازال محل خلاف بين الأطباء. فهناك من يشكك في نجاعتها حيث أنها لا تزال حديثة العهد. والجهاز الذي يستخدم فيها، يستخدم كذلك لمعالجة أمراض أخرى ما قد يؤدي إلى مضاعفات وآلام موضعية في البطن. ويؤكد الاطباء، أن هذا النوع من العمليات مازال جديدا ولا توجد دراسات كافية حول نتائجه.

بعض الأشخاص الذين يعانون من الارتجاع المريئي قد يتطور الأمر إلى أن تتزحزح المعدة لديهم إلى الأعلى، وهنا يمكن أيضا اللجوء إلى الجراحة لإعادة المعدة إلى وضعها الطبيعي تحت منطقة الحجاب الحاجز مع تشكيل طوق من أنسجة المعدة لوضعه في المريء بغرض تقوية عضلة الإغلاق التي تضيق المعدة، للحيلولة دون خروج السوائل الحمضية.

وهناك أيضا إمكانية ربط المعدة بوضع شريط مغناطيسي حول مدخل المعدة من الخارج، ليحول دون صعود الحموضة إلى الأعلى. هذه الطريقة التي قد يلجأ إليها مرضى الارتجاع المريئي تتم بلا تدخل جراحي بل عبر المغناطيس، إلا أنها لا تعد علاجا طويل الأمد، بالطبع كل هذه الطرق لمعالجة الارتجاع المرئي يمكن اللجوء إليها في حالة عدم تمكن أدوية مضادات الحموضة في من القضاء على هذه الأعراض.

احذر هذه العواقب الصحية لفرط الحموضة!

يعاني كثيرون من فرط الحموضة بسبب خلل في التوازن الحمضي الذي يخرج عن نسبته الطبيعية. في حال لم يتوقف الخلل تكون له عواقب صحية وخيمة؛ ماهي وكيف يمكن تفاديها؟ فرط الحموضة قد يؤدي إلى خلل في العديد من أعضاء الجسم الداخلية ومشاكل في العظام، تختلف نسبة الحموضة العادية في كل عضو من أعضاء جسم الإنسان، ولكل عضو نسبة حموضة خاصة به. ويتأثر ذلك بعدة عوامل منها النظام الغذائي الذي نتبعه.

مثلا؛ عندما تنخفض حموضة الدم إلى أقل من 7,36 ، فإن التوازن الحمضي القاعدي لدينا قادر على تنظيم نفسه بفضل كل من الجهاز التنفسي عبر رئتينا، ونظام التمثيل الغذائي من خلال الكلى التي تتولى عملية تنظيم الحموضة.

لكن في حال فشلت أحد هذه الأنظمة في القيام بوظيفته كما ينبغي، فإننا معرضون لخطر الإصابة بفرط الحموضة، حسب الموقع الألماني "فيتال"، ورغم تعدد أسباب اضطراب نسبة الحموضة في الدم، يبقى النظام الغذائي غير السليم المسؤول الرئيسي عن فرط الحموضة. فيحدث الخلل في التوازن الأساسي لحموضة الدم عند تناولنا الكثير من الأطعمة المكونة للأحماض كالحليب واللحوم والجبن والسكر ودقيق القمح أو الكحول. كما أنه يتأثر سلبا عند تناولنا القليل جدًا من الأطعمة التي تشمل جميع أنواع الفاكهة والخضروات والمكسرات والبذور، يضيف الموقع الألماني "فيتال".

ومع الوقت؛ يظهر تأثير فرط الحموضة على جسم الإنسان بأكمله ويمكن أن يشمل التأثير السلبي عددا من وظائفه. ويتجلى ذلك في الشعور بالتعب وزيادة التوتر وصعوبة التركيز وزيادة التعرض للعدوى وآلام العضلات والمفاصل. وبشكل عام فإن فرط الحموضة يمكن أن يتسبب في ظهور الأمراض التالية:

مشاكل في القلب: يتراجع أداء عضلة القلب بسبب فرط الحموضة، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى انخفاض في ضغط الدم.

تأثر البشرة: يمكن أن يؤدي الخلل في التوازن الحمضي القاعدي إلى ظهور شحوب في البشرة وإلى تغير لونها.

مشاكل في الأمعاء: تعرف الأطعمة المكونة للأحماض بأنها صعبة الهضم. وفي حالة وجود فرط في الحموضة يعاني المرء من مشاكل في الجهاز الهضمي كآلام في البطن أو انتفاخه.

مشاكل العظام: تحتاج العظام لمعادن كافية حتى تبقى قوية ومستقرة. لكن عندما ترتفع نسبة الأحماض بسبب نقص العناصر الغذائية التي تكافح الحموضة، تظهر مشاكل عديدة مثل هشاشة العظام أو التهاب المفاصل أو النقرس.

الصداع النصفي: تتسبب الحموضة لدى البعض فيالصداع النصفي. فظهور خلل في الحموضة يؤدي إلى نقص الأوكسجين في الدم مما يؤدي بدوره إلى توسع الأوعية الدموية في الدماغ، وبالتالي حدوث الصداع.

نصائح للحفاظ على التوازن المطلوب للجسم!

إذا ارتفع مستوى الحموضة في الجسم بشكل مفرط بسبب العادات الغذائية، فقد يؤدي ذلك إلى أعراض غير محببة. كيف يمكن تجنب ذلك؟ وما الأغذية التي تضمن التوازن المطلوب؟

غالباً ما نركز في نظامنا الغذائي على السكر والدهون أو المنتجات الحيوانية، ولا ندرك تأثير نظامنا الغذائي على التوازن الحمضي القاعدي في الجسم. مما قد يؤدي إلى ارتفاع مستوى الحموضة في الجسم - وهذا ما يمكن أن يتسبب في مشاكل صحية عديدة.

يعزو بعض ممارسي الطب البديل كل مرض تقريباً إلى فرط الحموضة بالجسم. إذ يمكن أن يؤدي وجود الكثير من الأحماض في الجسم إلى ظهورأمراض عديدة أو حالات مزمنة، ومنها: التهاب الجلد العصبي، التهاب المفاصل، هشاشة العظام اضطرابات النوم عدم انتظام ضربات القلب، الحساسية وحتى السرطان، وفق المجلة الألمانية "BUNTE".

ومن أجل تجنب ذلك، يتم استخدام ما يسمى بـ "الأطعمة القلوية"، وهي الخضراوات والفاكهة، حيث يتم تحويل حتى الليمون إلى مكونات قلوية في الجسم. غير أن تأثير النظام الغذائي القلوي لم يثبت علمياً بعد. وتمتلك أجسامنا أيضاً بعض الآليات والأعضاء عالية الكفاءة مثل الكلى أو الكبد التي تمتص الحموضة.

يصف خبير التغذية البروفيسور، يورغن فورمان، نقلا عن وكالة الأنباء الألمانية ( د.ب.أ) هذه الحالة على أنها "فرط حموضة كامن" بالجسم - وهذا يعني مستوى فائضا من الأحماض في الدم و التي لا يمكن اكتشافها على الفور.

وفقاً للبروفيسور، السبب يكمن في نظامنا الغذائي الغني بالبروتين، لأن الأطعمة التي تحتوي على البروتينات على وجه الخصوص يتم هضمها في الجسم وتحويلها إلى أحماض في الدم.

في رأيه، نحن نواجه هذا الأمر بإهمال إضافة الكميات اللازمة من الأطعمة الأساسية مثل الخضار والسلطة والفاكهة إلى قائمة طعامنا. النتيجة: إفراز الحمض الزائد عن طريق الكلى. يقول يورغن فورمان، موضحاً المشكلة: "تتناقص قدرة الكلى من سن الثلاثين تقريباً". إذ يفقد هذا العضو حوالي واحد بالمائة من قدرته على امتصاص الحموضة الزائدة كل عام.

كشفت مجلة BUNTE عن الأطعمة القلوية، وكيف يمكنك دمجها في نظامك الغذائي، ومنها الخضار والفاكهة ذات التأثير القلوي. الشمر والسبانخ، على سبيل المثال، لهما قيم عالية للغاية. في حالة الفاكهة، يكون هذا التأثير أكبر مع التين المجفف والزبيب وكذلك الموز والكشمش الأسود والكيوي، كما توضح أنتيه غال من الجمعية الألمانية للتغذية (DGE). "لا نوصي على وجه التحديد باتباع نظام غذائي قلوي، لأن تنظيم التوازن الحمضي القاعدي يحدث تلقائيًا ولا يوجد سبب للخوف من أي اضطرابات خطيرة من بعض الأطعمة لدى الأشخاص الأصحاء"، كما تقول غال.

غير أن الجمعية الألمانية للتغذية (DGE)، توصي عموماً باتباع نظام غذائي نباتي. ويمكن تناول خمس حصص من الخضار والفاكهة يومياً وما لا يزيد عن 300 إلى 600 غرام من اللحوم ومنتجاتها في الأسبوع.

وفق الباحثين لا يمكن معرفة قيم الحموضة الكامنة في الجسم. الأعراض أيضاً غير محددة: وتشمل التعب والألم بدون سبب معروف أو تغيرات في الجلد والأظافر. وما يساعد هو تجربة ما إذا كان صحتك تتحسن إذا تناولت المزيد من الخضار والسلطة والفاكهة بدلاً من اللحوم ومنتجات الألبان والمعكرونة. بالنسبة للكثيرين، قد يعني ذلك تغيير نظامهم الغذائي بشكل جذري.

يوضح خبير التغذية فورمان: "إذا تناولت 100 غرام من شرائح اللحم، فإن جسمك يحتاج إلى 400 غرام من الخضار من أجل ضمان التوازن الحمضي". لا فرق بين ما إذا كانت الخضروات مطبوخة على البخار أو تؤكل نيئة". ويؤكد: "نحتاج إلى البروتينات، ولا شك في ذلك". وتابع: "لكن يجب أن نأكل الكثير من الأغذية القلوية من أجل تحقيق التوازن المطلوب".

أعراض الحموضة الزائدة في الجسم وكيف تتغلب عليها

أعراض لربما كنت تجهلها لارتفاع نسبة الحموضة في الجسم، والتي تنتج إما عن المواد الغذائية التي تتناولها يومياً أو بسبب ضغط الحياة والتوتر العاطفي. كما نقدم لك نصائح للتغلب على هذه المشكلة.

تبقي القواعد الجسم في حالة توازن وتمنع تزايد نسبة الحموضة داخله إلى حدود غير صحية، لأن ازدياد الحموضة في الجسم يعني مشاكل في نقل المواد الغذائية وأداء الهرمونات، ما يؤثر على وظائف جسدية عديدة.

أحد أهم أسباب ازدياد الحموضة في الجسم هي تناول أطعمة تزيد من إنتاج الأحماض، بالإضافة إلى التوتر وتعاطي الكحول. أما أعراض ازدياد الحموضة في الجسم، بحسب ما يكتب موقع "إن ستايل" الإلكتروني، فهي:

الإرهاق، يشعر الإنسان بالكسل والإرهاق عندما يكون جسده مشبعاً بالأحماض، وبالتالي لا يمكنه النوم بشكل صحي. السبب في ذلك هو أن الجسم، وأثناء فترات الراحة، يقوم بالاعتماد على الكالسيوم الموجود في العظام من أجل معادلة نسبة الحموضة في الجسم، وهذا ما يزيد من الاضطراب والقلق.

السمنة، عندما تزداد نسبة الحموضة في الجسم إلى درجة لا يستطيع فيها التعامل معها أو معادلتها، يقوم الجسم بتخزين الأحماض الزائدة في الأنسجة الدهنية (لدى النساء في أنسجة الذقن والبطن والعجز والفخذ)، ومن ثم تقوم هذه الأحماض الزائدة بالارتباط كيميائياً مع الدهون، ما يؤدي إلى تكون السليوليت وازدياد الوزن.

مشاكل الجلد، عندما تزداد نسبة الحموضة في الدم، فإن عملية معادلتها لا تتم عبر الكبد، وإنما من خلال الجلد، وهذا يدمر طبقة حماية الجلد ويزيد من تكاثر البكتيريا فوقه، والنتيجة: المشاكل الجلدية وحب الشباب والبثور.

الرشح المزمن، سيلان الأنف سببه محاولة الجسم التخلص من الحموضة الزائدة عبر الأغشية المخاطية.

مشاكل الأسنان، يعتبر الفم مرتعاً للفيروسات والبكتيريا والفطريات. وعندما تزداد نسبة الحموضة هناك، تتحول منطقة الفم إلى أرض خصبة لتلك الجراثيم، والتي تقوم بمهاجمة اللثة والتسبب بالتسوس ومشاكل أخرى.

خمس نصائح لمواجهة الحموضة الزائدة:

1. شرب كميات كبيرة من الماء، يمكن دعم عملية معادلة الحموضة الزائدة في الجسم من خلال تناول كميات كبيرة من السوائل، لأن ذلك يؤدي إلى رفع كفاءة الجهاز الهضمي. وينصح موقع "إن ستايل" بشرب ما بين لترين وثلاثة لترات من الماء أو شاي الأعشاب يومياً.

2. الليمون، بعد الاستيقاظ مباشرة من النوم، يُنصح بشرب نصف لتر من الماء مخلوطاً بعصير نصف ليمونة، لأن الليمون قادر على ربط الأحماض الزائدة به كيميائياً.

3. الاعتدال، لا يحبذ الإكثار من القهوة أو السكر أو منتجات القمح أو الحليب أو الكحول، ذلك لأنها جميعاً تزيد من نسبة الحموضة في الجسم.

4. الإكثار من المغنيسيوم والكالسيوم، يحتاج الجسم إلى المغنيسيوم والكالسيوم من أجل الحفاظ على نسبة متوازنة من الحموضة. ومن أفضل المواد التي تحتوي على هذين المعدنين هي الأفوكادو والموز والبقوليات الخضراء، إضافة إلى بذور الشيا والقرنبيط الأخضر (بروكولي) والكالي (الكرنب).

5. الاسترخاء، التوتر العاطفي قد يزيد من درجة الحموضة في الجسم، ولذلك من المهم أخذ فترات من الراحة والاسترخاء، وربما تفيد ممارسة اليوغا أو التأمل في ذلك.

الإفراط في تعاطي مضادات حموضة المعدة

حذرت الجمعية الألمانية لطب الجهاز الهضمي وأمراض الهضم والتمثيل الغذائي من استخدام مضادات حموضة المعدة مؤكدة أمكانية أن يتسبب الاستخدام طويل المدى لهذه الأدوية في آثار جانبية أكثر مما هو معروف حتى الآن.

بات تعاطي مضادات حموضة المعدة يتم غالبا دون استشارة طبيب، فأغلب الناس يشترون هذه المضادات من الأسواق أو الصيدليات ويتعاطونها طبقا لحاجتهم. والحموضة تنشأ في الحالات العادية نتيجة تناول الدهون والزيوت بكثرة، ونتيجىة الافراط في اضافة التوابل والمطيبات للطعام.

ويرصد الأطباء في ألمانيا بقلق الزيادة الكبيرة في تناول مضادات حموضة المعدة. وأوضحت الجمعية الألمانية لطب الجهاز الهضمي وأمراض الهضم والتمثيل الغذائي أنه على الرغم من أن هذه الأدوية المعروفة علميا باسم "مثبطات مضخة البروتون" تعد مهمة، فإنه يتم استخدامها كثيرا عند المعاناة من أمراض لا تتناسب معها هذه الأدوية.

وحذرت الجمعية أيضا من أن هناك إشارات كثيرة على أنه من الممكن أن يتسبب الاستخدام طويل المدى لهذه الأدوية في آثار جانبية أكثر مما هو معروف حتى الآن. ومن بين المخاطر التي من الممكن التعرض لها ارتفاع خطر الإصابة بهشاشة العظام والفشل الكلوي وأمراض الخرف والنوبات القلبية.

وقال متحدث باسم الجمعية البروفيسور كريستيان تراوتفاين إن وضع الدراسات في هذا الشأن يعد ضعيفا ومتعارضا جزئيا أيضا، ومع ذلك أكد أن الإشارات الحالية تعد سببا كافيا لضرورة إعادة التفكير في وصف أدوية مثبطات مضخة البروتون وتناولها دون تمحيص كما يتم حاليا .

وأوصت الجمعية بضرورة أن يتم التناول الدائم لهذه الأدوية تحت إشراف الطبيب فحسب وفي ظل تشخيص واضح للحالة المرضية، لافتة إلى أنه غير مجدي أن يتم تناولها مثلا عند الإصابة بتهيج المعدة أو باضطرابات المعدة المصاحبة لتناول الطعام مثل التجشؤ أو الشعور بالامتلاء أو الغثيان.

الأغذية مرتفعة الحموضة تتسبب بمضاعفات لمرضى الكلى

يمكن للجسم السليم أن ينظم نسبة الحوامض والقلويات في الدم ويمنع حدوث انحرافات كبيرة تعيق وظائف الجسم البيولوجية، لكن من يعانون من بعض أمراض الكلى يواجهون مشكلة كبيرة مع الأغذية الحامضية. طبيب ألماني يقدم بعض النصائح.

ينصح العديد من مستشاري التغذية الصحية بإتباع نظام تغذية منخفض الحموضة. ويرى بعضهم أن زيادة نسبة الحمض تسبب التعب والصداع وآلام المفاصل ويجعل الإنسان عرضة للعدوى.

وفي هذا السياق يذكر الدكتور ميشائيل بوشمان الباحث الألماني في مجال التمثيل الغذائي بمستشفى شاريتيه البرليني متحدثاً لبرنامج "صحتك بين يديك" على قناة DW عربية أن "جسم الإنسان يقوم بتنظيم الوسط الحمضي والوسط القلوي في حدود ضيقة جداً. بحيث لا يسمح لأي انحرافات كبيرة، لأنها تعيق وظائف الجسم البيولوجية إلى حد كبير والتي لا يمكن تأديتها في الوسط الحمضي أو تكون محدودة على الأقل".

وتصل الأحماض والمكونات القلوية إلى الجسم عبر تناول الطعام اليومي. وهنالك أطعمة قلوية مثل الخضراوات والفاكهة، حيث يتم تحويلها إلى مكونات قلوية في الجسم. فيما توجد مواد غذائية تتحول إلى أحماض أمينية أثناء الهضم، مثل المواد التي تحتوي على البروتين كاللحوم ومنتجات الألبان.

ويمكن لجسم الإنسان السليم تحقيق التوازن الحمضي والقلوي. كما يمكن للرئتين والكليتين والكبد تنظيم أيض فعال مع مختلف أشكال المواد الغذائية، كما يوضح الدكتور بوشمان، لكن معرفة قيم الأحماض والمكونات القلوية في الدم تعد مشكلة أمام الباحثين، إذ لا يمكن معرفة القيم الحقيقية للتوازن الحامضي والقلوي داخل خلايا الدم. ويحاول الخبراء في مستشفى شاريتيه البرليني دراسة تأثير النظام الغذائي على التوازن الحامضي في الدم، وذكر الدكتور بوشمان بأنه يقوم مع زملائه بقياس "استهلاك الأكسجين وإنتاج ثاني أكسيد الكربون، عبر الجهاز التنفسي. ووفقاً لذلك نستطيع من جهة قياس حرق السعرات الحرارية في وقت الراحة أو بعد وجبة اختبار أو أثناء الحركة. ويمكننا من جهة أخرى قياس الكربوهيدرات والدهون التي نحتاجها أثناء الاختبار"، وينظم الجسم نسبة الأحماض ويستبعد الحامض الزائد منه في حالة إذا كانت أعضاء الجسم تعمل بطريقة سليمة. لكن يمكن أن تحدث اختلالات في النسب الحامضية عند الأشخاص الذين يعانون من بعض أمراض الكلى، وينصح الطبيب الألماني المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى ويعانون بالفعل من ارتفاع نسبة الأحماض في الدم، بـ"إتباع نظام غذائي قلوي ومنخفض الحمض للغاية. وهذا يعني الابتعاد قدر الإمكان عن اللحوم ومنتجات الألبان".

التمثيل الغذائي السليم يحمي من الحموضة

فيما يؤكد العديد من الخبراء أن الحمض الزائد يجعل الإنسان متعبا، ويُسبب له الصداع والآم المفاصل، وفي بعض الأحيان الإصابة بمرض السرطان، توجد أنواع كثيرة من الحبوب والمساحيق لعلاج الحموضة. فماهو العلاج الأنسب؟

خلص الباحثون ألمانيون أن الجسم السليم يضمن التوازن الحمضي والقلوي، لكن إذا كانت الأعضاء التي تضمن هذا التوازن لا تعمل بشكل صحيح ترتفع نسبة الأحماض. وتصل الأحماض والمكونات القلوية إلى الجسم عبر الطعام بنسب متفاوتة، فهناك أطعمة تأثيرها الأقوى قلوي والبعض الأخر حمضي. والأطعمة القلوية هي الخضراوات والفاكهة، حيث يتم تحويل حتى الليمون إلى مكونات قلوية في الجسم. ويستخلص الجسم أيضا الحمض الأميني أثناء الهضم من البروتينات كاللحوم ومنتجات الألبان وهذا لا يمثل مشكلة للأصحاء.

ويشير الباحث في مجال التمثيل الغذائي بمستشفى برلين الجامعي، ميشائيل بوشمان، أن "الجسم يقوم بتنظيف الوسط الحمضي والوسط القلوي في حدود ضيقة جدا، وذلك بحيث إنه لا يسمح لأي انحرافات كبيرة لأنها تعيق وظائف الجسم البيولوجية إلى حد كبير".

وفي نفس السياق، يوضح استشاري الأمراض الباطنية بمستشفى هامبورغ الجامعي، ماتياس يانيك، أن الجسم لديه اليات فعالة لتحقيق التوازن الحمضي والقلوي. حيث إن الرئتان والكليتان والكبد كلها قادرة على تنظيم أيض فعال مع أشكال المواد الغذائية. وهو ما يضمن التوازن الحمضي والقلوي ولا تحدث أي تغيرات في التوازن الحمضي والقلوي في الدم بعد أي طعام يتم تناوله.

ولتحديد التوازن الحمضي والقلوي، فحص الباحثون في برلين تأثير النظام الغذائي على هذا التوازن، إذ تتم هذه العملية داخل غرفة تُدعى "غرفة الأيض" بهدف فحص عملية التحلل في الجسم بدقة. وفي هذا الصدد، يقول نفس الباحث الجامعي، ميشائيل بوشمان، إننا "نقوم بقياس استهلاك الأكسجين وانتاج ثاني أوكسيد الكاربون عبر الجهاز التنفسي، وفقا لذلك نستطيع من جهة قياس حرق السعرة الحرارية في وقت الراحة أو بعد وجبة اختبار أو أثناء الحركة" مضيفا: "ويمكننا في نفس الوقت قياس الكربوهيدرات والدهون التي نحتاجها أثناء الاختبار".

وأجري الاختبار على متطوعة حصلت على وجبة غنية بالبروتين 500 غرام من اللبن الرائد على معدة خالية، حيث تم لمدة أربع ساعات قياس التأثير على عملية التمثيل الغذائي. وبعدها أدخل الباحثون جهازا خاصا في عضلة فخد الشخص المتطوع بهدف قياس الخلايا ومعرفة وصول الأحماض إليها من الطعام.

وعن نتائج هذا الاختبار يقول بوشمان "وجدنا في العضلة أن الحمض الزائد يُستبعد بعد أن تم تناوله، أي أنه ليس هناك قلق حول انحرافات التوازن الحمضي والقلوي، وهذا ما يفعله الجسم على مستوى الأعضاء وينظمها بشكل رائع".

وينصح الخبراء المرضى، الذين يعانون من الكلى وارتفاع نسبة الأحماض في الدم باتباع نظام عذائي قلوي ومنخفض الحمض للغاية. وهو ما يعني الابتعاد على قدر المستطاع من اللحوم ومنتجات الألبان. بالإضافة إلى تناول حبوب تجعل الأحماض غير مؤدية.

في المقابل، يحذر الخبراء من أن الكثير من المكونات القلوية قد تسبب المرض أيضا ومن بينها الأدوية التي تعادل حمض المعدة، لذلك يجب توخي الحذر في تناول الأدوية والإكثار من تناول الخضراوات والفواكه.

احترس.. عقاقير الحموضة قد تسبب لك الحساسية!

يتساهل البعض في تناول العقاقير التي تقلل من تأثير الحامض المعدي، لكن باحثون من جامعة فيينا حذروا من أن ذلك قد يتسبب مع الوقت في الإصابة بالحساسية.

يبدو أن تناول العقاقير التي تقلل من تأثير الحامض المعدي يمكنها الزيادة من خطر الإصابة بالحساسية، وفق ما توصل إليه باحثون نمساويون من جامعة فيينا بعد تحليل بيانات شركات للتأمين الصحي. وتبيّن من خلال هذه الدراسة أن المرضى الذين وصفت لهم عقاقير ضد الحموضة اضطروا في السنوات التالية إلى تناول عقاقير مضادة للحساسية.

يشار إلى أن العقاقير التي تعالج ارتفاع الحموضة هي عقاقير واسعة الانتشار، وتؤخذ عند الشعور بالحموضة أو عند كثرة التجشؤ، أو الإصابة بالتهابات الأمعاء أو المريء.

وأشار الباحثون إلى أن تحليل البيانات طال أكثر من 8,2 مليون مريض، ما يعني معظم سكان النمسا. ورصد هؤلاء عدد المرات التي تناول فيها المرضى هذه العقاقير في الفترة ما بين عامي 2009 و2013 ليتضح لهم وجود علاقة بين المرضين. واكتشفوا أن احتمال الاضطرار لتناول عقار مضاد للحساسية كان بمعدل الضعف لدى المرضى الذين وصفت لهم بالفعل عقاقير ضد حموضة المعدة، مقارنة بمرضى آخرين لم يتناولوا هذه العقاقير. وكانت النساء وكبار السن الأكثر عرضة من الإصابة المحتملة بالحساسية.

وحسب الباحثين فإن العقار المضاد للحموضة في حد ذاته، لا تأثير له، لكن التغيّر السريع لدرجة الحموضة "بي اتش" في المعدة هو المسؤول، لأن هذا الاختلال يعيق مهمة المعدة في هضم البروتينات الموجودة في الطعام جيداً، مما يؤدي للإصابة بأنواع من الحساسية.

ومن المرجح أيضا أن العقاقير المضادة للحموضة تهيّج الإشارات في الجسم التي تسبب الحساسية، ولذلك نصح أولريش فولش من مستشفى شليسفيغ هولشتاين الجامعي، بعدم تناول مثبطات الحموضة إلا عند الضرورة، مضيفاً: "رغم أن هذه العقاقير جيدة وتحسن من جودة الحياة، إلا أنه لا يجب تناولها للوقاية (فقط) أو تناولها مع المسكنات على سبيل المثال"، وشدد الطبيب الألماني على ضرورة التوقف عن تناول هذه العقاقير بعد فترة قصيرة، نظرا لما أكدته الدراسة من وجود صلة بين مثبطات الحموضة والحساسية.

وتتصاعد الانتقادات منذ بضعة سنوات من جانب الخبراء المعنيين بشأن تناول مثبطات الحموضة بشكل مكثف وتساهل بعض الأطباء في وصفها، حيث تؤكد بيانات بعض شركات التأمين الصحي أن نحو 11,5 مليون مريض في ألمانيا وصفت لهم عام 2018 مثبطات للحموضة، كما أن بعض هذه المثبطات يمكن الحصول عليها من الصيدليات مباشرة بدون وصفة الطبيب.

15 طريقة منزلية للتخلص من حموضة المعدة

بعد انقضاء شهر الصيام وقدوم عيد الفطر المبارك، يواجه الكثيرون مشكلة الحموضة في المعدة، خاصة بعد تناول الكثير من الحلويات اللذيذة التي تستقبلهم في كل بيت يزورونه.

وتعد هذه المشكلة من المشكلات الشائعة، خاصة بعد تناول الحلويات والوجبة الدسمة، وتترافق أحياناً مع مشاكل في الجهاز الهضمي أشهرها عسر الهضم والحموضة أو ارتجاع الحمض، وتحدث الحموضة عندما يكون هناك إفراز زائد للأحماض في الغدد المعدية عندما يكون الإفراز أكثر من المعتاد وفقاً لتقرير لموقع "تايمز أوف أنديا".

إليكم بعض العلاجات المنزلية الخاصة بحموضة المعدة:

1- تجنب المشروبات الغازية والكافيين واختر بلا منها شاي الأعشاب.

2- تناول كوباً من الماء الفاتر كل يوم.

3- أدخل الموز والبطيخ والخيار في نظامك الغذائي اليومي، حيث أن عصير البطيخ مفيد في معالجة الحموضة.

4- اشرب كوباً من الحليب كل يوم.

5- تناول وجبتك الأخيرة قبل ساعتين إلى ثلاث ساعات على الأقل من النوم.

6- حافظ على فترات طويلة بين الوجبات، وتناول وجبات صغيرة ولكن منتظمة.

7- حاول تجنب المخللات والصلصات الحارة والخل.

8- اغلي بعض أوراق النعناع في الماء وتناول كوباً منها بعد الوجبات.

9- امضغ قطعة من القرنفل لأنه علاج فعال للحموضة.

10- تناول الليمون والموز واللوز والزبادي لتمنحك راحة فورية من الحموضة.

11- ابتعد عن التدخين.

12- جرب مضغ اللبان، حيث يساعد اللعاب الناتج في تحريك الطعام عبر المريء، مما يخفف من أعراض حرقة المعدة.

13- يساعد الزنجبيل على الهضم، ويمكنك إضافة مسحوق الزنجبيل إلى وصفاتك.

14- يمكن شرب ماء الليمون مع السكر قبل الغداء بساعة لتقليل الحموضة.

15- تناول الخضراوات مثل والفاصوليا والجزر والبصل الأخضر.

اضف تعليق