q
ما عملت عليه النجف كمركز في سنوات سيبقى سياقاً على اساس سمو المركز الديني وعلو مرتبته وأولوية مهامه، اذ يتلمس أدنى متتبع ما للنجف من موقع روحي لدى العراقيين جميعاً وليس الشيعة وحدهم، وما يتميز به من تاريخ والذي لم يخرج عن اطار الاعتدال و السلام وبناء الوحدة الوطنية...
بقلم: أحمد الجراح

ترتطم الساحة السياسية العراقية في فترات متفاوتة بالاحداث، ومنها احداث تشكيل الحكومة، فبعد مظاهرات تشرين 2019 وماتلاها من تحولات سريعة على مستوى المطالبة ومتغيرات العملية الديمقراطية نحو تعديل قانون الانتخابات وتغيير الحكومة وتعزيز مفهوم الاغلبية الذي بات يرى النور رغم محاولات سابقة لكتل كبيرة لكنها لم تستطع تحقيقه قبل ذلك.

يتصدر الحراك السياسي اليوم رؤية تشترك بها مكونات عراقية مستفيدة ذلك من التجارب السابقة، وللان يلاحظ متبنى لها يتردد على ألسنة القوى السياسية يتصدرها عناوين أربيل وبغداد والنجف.

النجف هو الاسم البارز في الاحداث العراقية كمؤيد لهندسة العملية السياسية في عراق ما بعد 2003م، النجف ذات الصبغة الدينية والمشهد العالمي تترقب بعمومية متطلبات المجتمع والواقع الذي يعيشه ومستقبله، لم يُعنَ بالحركات السياسية وبرامجها على مستوى التبني او الرفض بل على أساس الادوار وسياقات عملها.. لتنهض بمسؤولياتها الوطنية وبرامجها المنوعة.

مطالبات واختلاف الصور بحقيقة ما يدور في النجف هل هو متبنى جديد؟ أم هو حراك كغيره ضمن سياق الصراع السياسي ونتاج الواقع الجديد.. إنَّ المتتبع لطبيعة الدور ومسميات الوجود الحقيقي للنجف يتمثل بعناوين دينية امثال، مراجع؟ مرجع ديني أعلى، وهذه كيانات لم تُمثل بمشروع سياسي بل أبعد من ذلك لم تمتلك او تتقارب باتجاه مراكز قرار او لوبيات معينة سياسية كانت أم غير ذلك، لتختص بالحدود الدينية والثقافية العامة، لتحافظ على بعدية الابوة والرعاية ومتطلباتها.

ان ما يحدث هو جزء من حراك سياسي بحت وان اتسم بصفات وابعاد دينية او قريبة منه، وهو واقع ملموس يتصدر المشهد السياسي على اساس ان الاحزاب الاسلامية تمتلك موروث ديني مع فارق بالكمية والنوع ومدى القدرة والذكاء في استخدام الجمهور واستثماره للحصول على المكاسب السياسية. ان خذلان الجماهير للقيادات السياسية نابع من رتابة الدعاية وعجز الادارة في تحقيق المتطلبات الشعبية.

ولست بصدد استعراض الفكرة بقدر التأكيد على إن خطف الجمهور غير خطف المشروع السياسي فهو قائم ويحقق خطوات عملية ملحوظة، وهنا يرد الاستفهام هل إن النجف كمركز ستتدخل؟ يُستبعد ذلك وقريباً أيضاً، المسارات واضحة والصراع السياسي أمر مبرر وعقلاني في العمليات الديمقراطية، والقوى لازالت متكافئة، ولا خشية مما يطرح من أسلوب دعائي أحياناً يستهدف الاثارة والنقد ليخرج من تصنيف ذوي الشأن، ما عملت عليه النجف كمركز في سنوات سيبقى سياقاً على اساس سمو المركز الديني وعلو مرتبته وأولوية مهامه، اذ يتلمس أدنى متتبع ما للنجف من موقع روحي لدى العراقيين جميعاً وليس الشيعة وحدهم، وما يتميز به من تاريخ والذي لم يخرج عن اطار الاعتدال و السلام وبناء الوحدة الوطنية.

.............................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق