q
إن مشكلة انتشار المخدرات في المجتمعات تشكل خطرا كبيرا على تلك المجتمعات وسلامتها ورفاهيتها واستقرارها ولا سيما الشباب منهم وعلى الامن الوطني للدول وسيادتها واستقرارها وهذه الاشكالية تهدد الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للدول وتدمر الفرد، والاسرة، والمجتمع وتزيد من الجريمة والفساد والعنف...

يعد تعاطي المخدرات موضوع ذو ماضي وحاضر ومستقبل اما الماضي فبعيد يصل الى فجر الحياة الاجتماعية الانسانية، واما الحاضر فمتسع يشمل العالم بأسره، واما المستقبل فأبعاده متجدد وليست محدودة.

إن مشكلة انتشار المخدرات في المجتمعات تشكل خطرا كبيرا على تلك المجتمعات وسلامتها ورفاهيتها واستقرارها ولا سيما الشباب منهم وعلى الامن الوطني للدول وسيادتها واستقرارها وهذه الاشكالية تهدد الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للدول وتدمر الفرد، والاسرة، والمجتمع وتزيد من الجريمة والفساد والعنف ... الخ.

إن معظم مجتمعات العالم في الوقت الحاضر تتوزع جهودها الى نوعين من الجهود النوع الاول (جهود مكافحة العرض) وهي الجهود التي ترمي الى مكافحة التهريب والتصنيع والزراعة والاتجار والتوزيع والحيازة غير المشروعة للمواد المخدرة. ويطلق على النوع الثاني (جهود خفض الطلب) ويشير الى جميع السياسات والاجراءات التي تستهدف خفض أو انقاص رغبات المستهلكين وجهودهم اي المتعاطين في سبيل الحصول على المواد المخدرة الى ادنى درجة ممكنة.

لذا فأن مشكلة انتشار الادمان والمخدرات لها تأثيرات في غاية الخطورة على الصحة النفسية والعقلية اذ ان علاج الادمان على المخدرات تبقى فيه معايير الصحة النفسية لدى المريض ليست جيدة ولذلك فأن تجنب المخدرات والادمان وكذلك العلاج المبكر للإدمان هو الوسيلة الوقاية للحفاظ على الصحة النفسية والعقلية للفرد وتجنبه الكثير من الامراض النفسية التي يكون سببها المخدرات والادمان.

ان السلوك الادماني البسيط يتحول بمرور الزمن الى المعقد حيث يكون في البداية ميل او هواية ليتحول الى سلوك ادماني يحتوي على الضرر ويفقد التوازن ولا نقصد ان كل الميولات والمبالغة تؤدي الى السلوك العدواني.

وترى الجمعية العامة للأمم المتحدة انه على الرغم من تزايد الجهود التي تبذلها الدول والمجتمع المدني والمنظمات الدولية والاجهزة المعنية للتصدي لمشكلة المخدرات والمؤثرات العقلية على الصحة العامة الا ان المشكلة لا تزال تشكل خطرا بنحو كبير على البشرية وسلامتها واستقرارها. الآثار والنفسية لتعاطي المخدرات وسبل معالجتها:

1- يحدث تعاطي المخدرات، اضطرابا في الادراك الحسي العام، وخاصة إذا ما تعلق الامر بحواس السمع والبصر، حيث يحدث تخريف عام في المدركات، هذا بالإضافة الى الخلل في ادراك الزمن واختلال ادراك المسافات، واختلال ادراك الحجم.

2- يؤدي تعاطي المخدرات الى اختلال في التفكير العام وصعوبة وبطء فيه وبالتالي يؤدي الى فساد الحكم على الامور والاشياء التي يحدث معها من التصرفات الغريبة، اضافة إلى الهذيان والهلوسة.

3- تؤدي المخدرات اثر تعاطيها، إلى اثار نفسية، مثل القلق والتوتر المستمر والشعور بعدم الاستقرار والشعور بالانقباض والهبوط مع عصبية وحدة في المزاج وإهمال النفس والمظهر وعدم القدرة على العمل أو الاستمرار فيه.

4- تحدث المخدرات اختلالا في التوازن، والذي يحدث بدوره بعض التشنجات والصعوبات في النطق والتعبير عما يدور في ذهن المتعاطي، بالإضافة إلى صعوبة المشي.

5- يحدث تعاطي المخدرات اضطرابات في الوجدان، حيث ينقلب المتعاطي عن حالة المرح والنشوة والشعور بالرضى والراحة ويتبع هذا ضعف في المستوى الذهني وذلك لتضارب الافكار لديه، فهو بعد التعاطي يشعر بالسعادة والنشوة والعيش في جو خيالي وغياب عن الوجود وزيادة النشاط والحيوية، ولكن سرعان ما يتغير الشعور بالسعادة والنشوة الى ندم وواقع مؤلم وفتور وارهاق مصحوبان بخمول واكتئاب.

6- تتسبب المخدرات في حدوث العصبية الزائدة والحساسية الشديدة والتوتر الانفعالي الدائم الذي ينتج عنه بالضرورة ضعف القدرة على التواؤم والتكيف الاجتماعي.

الاضطرابات الانفعالية:

أ- الاضطرابات السارة: تشمل الاضطرابات السارة الأنواع التي تعطي المتعاطي صفة ايجابية حيث يحس بحسن الحال والطرب أو التفخيم أو النشوة فمثلا حسن الحال: يحس المتعاطي في هذه الحالة، بالثقة التامة، ويشعر بان كل شيء على ما يرام وفي الطرب والتيه يحس المتعاطي بانه اعظم الناس وأقوى البشر واذكى الخلق ...... الخ ويظهر من الحالات السابقة الذكر(الطرب، والتيه وحسن الحال، والتفخيم) الهوس العقلي والفصام العقلي واخيرا النشوة، يحس المتعاطي في هذه الحالة بجو من السكينة والهدوء والسلام ويظهر فيها الهستيريا والصراع والفصام ...الخ.

2- الاضطرابات الغير سارة: وتشمل الاضطرابات غير السارة الانواع التي تعطي صفة سلبية، ومنها الاسى والحسرة: حيث يظهر الفرد بأنه حزين يحدث حزن عميق وذلك قد يكون سببه اما الفشل في العمل أو لفقد عزيز عليه فينشغل بالتفكير العميق في مثل هذه الامور.

-الاكتئاب: ويشعر الفرد فيه افكار (سوداوية) حيث يتردد في اتخاذ القرارات وذلك للشعور بالألم. ويقلل الشخص المصاب بهذا النوع من الاضطرابات من قيمة ذاته ويبالغ في الامور التافهة ويجعلها ضخمة ومهمة.

-القلق: ويشعر الشخص في هذه الحالة بالخوف والتوتر.

جمود أو تبلد الانفعال: وهو تبلد العاطفة حيث ان الشخص في هذه الحالة لا يستجيب ولا يستشار بأي حدث يمر عليه، مهما كان سارا، أو غير سار.

عدم التناسب الانفعالي: وهذا اضطراب يحدث فيه عدم توازن في العاطفة، فيرى الشخص المصاب يضحك ويبكي من دون سبب مثير لهذا البكاء أو الضحك.

اختلال الآنية: حيث يشعر الشخص المصاب بهذا الاضطراب بأن ذاته متغيرة فيحس بأنه شخص متغير تماما وانه ليس هو وذلك بالرغم من انه يعرف هو ذاته. ويحدث هذا الاحساس احيانا بعد تناول بعض العقاقير، كعقاقير الهلوسة مثل (أل. أس .دي) والحشيش واحب أن اضيف هنا المذيبات الطيارة (تشفيط الغراء أو البنزين ... الخ).

يعاني متعاطي المذيبات الطيارة شعورا بالدوار والاسترخاء والهلوسات البصرية والدوران والغثيان والقيء واحيانا يشعر بالنعاس وقد يحدث مضاعفات للتعاطي كالوفاة المفاجئة نتيجة لتقلص الاذين بالقلب وتوقف نبض القلب أو هبوط التنفس، كما يأتي الانتحار كأحد المضاعفات وحوادث السيارات وتلف المخ أو الكبد أو الكليتين نتيجة للاستنشاق المتواصل ويعطب المخ مما قد يؤدي الى التخريف هذا وقد يؤدي تعاطي المذيبات الطيارة الى وفاة بعض الاطفال الصغار الذي لا تتحمل اجسامهم المواد الطيارة.

وتأثير هذه المواد يبدأ عندما تصل الى المخ وتذيب في الالياف العصبية للمخ مما يؤدي الى خللا في مسارات التيارات العصبية الكهربائية التي تسري بداخلها ويترتب على ذلك نشوة مميزة للمتعاطي كالشعور بالدوار والاسترخاء.

مواجهة الآثار:

من المهم أن نشير الى انه لا يوجد علاج تام ومتخصص للمدمن، ولكن هناك وسائل من شانها المساعدة في ذلك، حيث لا يوجد عقار يأخذه المدمن فيكف عن التعاطي أو يشفى.

وهناك اساليب اتبعت مع من نجوا من الادمان وهي:

1- ارادة قوية ورغبة اكيدة من المدمن في الاقلاع عن التعاطي.

2- رعاية صحية أكيدة تهتم بصحة الجسم.

3- رعاية نفسية مركزة ورعاية اجتماعية متخصصة.

4- تغيير محيط أو بيئة رفقاء السوء المدمنين.

5- شغل اوقات الفراغ للمتعاطي.

6- تقوية الوازع الديني.

7- القضاء على اسباب تعاطي المخدرات.

8- وهناك ما يسمى بطرق العلاج السلوكي ومنها طريقة بودن والتي تعتمد على ثلاثة مقومات اساسية وهي:

أ-تدريب المدمن على ملاحظة الذات.

ب-تدريب المدمن على تقييم الذات.

ج-برمجة تعديل السلوك بناء على المعطيات التي يتم التوصل اليها.

.............................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق


التعليقات

Dr.Adnan Ali
العراق
احسنت بوركت شرح وافي2023-10-08