q
وان هذه الظواهر لن تزول بمجرد الانتقال الى النظام الرئاسي والمستبد العادل ومقاطعة الانتخابات، اذا بقي الخلل الحاد دون علاج. ستظهر سلبيات في النظام الرئاسي والمستبد العادل وايضا مقاطعة الانتخاب سببها ذات الخلل الحاد في المركب الحضاري. وسيبدو المجتمع العراقي كمن يدور حول نفسه في دائرة مغلقة...

كغيري من الاف او اكثر من العراقيين، انا مشترك بعدد كبير من "الگروبات" على مواقع التواصل الاجتماعي مثل واتساب. وتشهد هذه المجموعات نقاشات سياسية كثيرة ومواقف متباينة عديدة.

وتتفق معظم هذه المجموعات على عدم الرضا عن الوضع السياسي والاقتصادي والخدمي في العراق في فترة ما بعد سقوط النظام الدكتاتوري. وهذا موقف لا يجد معارضة ملموسة، لان الاوضاع ليست مما يبعث على الرضا والارتياح.

ومن نقاط عدم الرضا: الديمقراطية، والنظام البرلماني، والانتخابات. ويعزو غير الراضين سوء الحال الى هذه المفردات، لذا نجدهم يطالبون او يميلون الى ما يقابلها.

وعلى هذا الاساس تطرح البدائل التالية:

بدل الديمقراطية: المستبد العادل.

بدل النظام البرلماني: النظام الرئاسي.

بدل الانتخابات: مقاطعة الانتخابات.

ولا يميز هؤلاء بين مساويء نابعة من نفس هذه المفردات، و مساوىء اخرى نابعة من ظروف موجودة في المجتمع العراقي حاليا. لكل مفردة من هذه المفردات الثلاث ايجابيات وسلبيات. لا يمكن نكران ذلك. لكن ليس كل السلبيات نابعة من نفس المفردات، كما انه ليس من المؤكد ان إيجابيات المفردات الثلاثة البديلة سوف تكون اكثر من سلبيات المفردات الحالية.

بالدراسة المعمقة اكثر يمكن ان نكتشف ان بعض الظواهر السلبية (السياسية والاجتماعية والاقتصادية والخدمية والادارية والتربوية الخ) نابعة من الخلل الحاد في المركب الحضاري والقيم الحافة بعناصره الخمسة في المجتمع العراقي.

وان هذه الظواهر لن تزول بمجرد الانتقال الى النظام الرئاسي والمستبد العادل ومقاطعة الانتخابات، اذا بقي الخلل الحاد دون علاج. ستظهر سلبيات في النظام الرئاسي والمستبد العادل وايضا مقاطعة الانتخاب سببها ذات الخلل الحاد في المركب الحضاري. وسيبدو المجتمع العراقي كمن يدور حول نفسه في دائرة مغلقة.

ولهذا، فالاحرى ان يتحول الاهتمام الى معالجة الخلل الحاد في المركب الحضاري بدل الانشغال بالنقاشات حول المفردات الثلاث موضوع الحديث. ان الطريق الاقصر الى معالجة الاوضاع السيئة يتمثل في معالجة الخلل الحاد والتعامل مع المفردات الثلاث من هذه الزاوية.

.................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق