q
اعتمدت واشنطن نموذج الصوملة لمعالجة أخطاء وجودها في العراق وما زالت تريد من العراقيين الثورة على ما يوصف بالنفوذ الإيراني في بلادهم! فيما النتيجة الواضحة ما بعد الانسحاب غير المسؤول بدولة احتلال حسب قرار مجلس الامن الدولي ان هذا النفوذ يزداد طرديا مع الفوضى...

يتفاعل الكثير ممن يتصدون منصات التواصل الاجتماعي مع مؤشرات تراجع ادارة الرئيس بايدن والاحتمالات المفتوحة للجلوس مع طهران على طاولة المفاوضات النووية، وهي مواقف مشجعة لتهدئة الاوضاع في المنطقة، لكن ما لا افهمه كليا كمواطن عراقي في دولة لابد وان لها سيادة.

ان يتفضل هذا الكثير من رواد التحليل في برامج التوك شو باعتبار ان هذه الطاولة لابد وان تحقق على الخارطة السياسية للدولة العراقية ما يمكن ان تجعل هذا الطرف أكثر تاثيرا من الطرف المقابل.

في نموذجي (الجوكرية والذيول) لسبب بسيط جدا ان هذا الفرز صار واضحا في اغلب وقائع هذه البرامج من دون ان يدري اي منهما ان هناك دولة اسمها العراق مطلوب محو وجودها واستبدالها بنموذج اخر في المشروع الاسرائيلي للشرق الاوسط الكبير.

واقع الحال ان واشنطن تعيد تسليم العراق على طبق من ذهب لكلا النموذجين لتسحب نفسها مجددا كما فعلت ادارة أوباما بعنوان (الانسحاب المسؤول) لكن هذه المرة تترك العراق بيد قوات الناتو التي زادت قواتها الى ٤ الاف عنصر ومن المتوقع ان تصل الزيادة الى ١٠ الاف حتى الربيع المقبل.

عراقيا ما يعني ذلك؟؟

اعتمدت واشنطن نموذج (الصوملة) لمعالجة أخطاء وجودها في العراق وما زالت تريد من العراقيين الثورة على ما يوصف بالنفوذ الإيراني في بلادهم! فيما النتيجة الواضحة ما بعد الانسحاب غير المسؤول بدولة احتلال حسب قرار مجلس الامن الدولي ان هذا النفوذ يزداد طرديا مع الفوضى غير الخلاقة في نموذج الصوملة بل حتى مع الاتفاق الدولي والاقليمي على محاربة الإرهاب الداعشي في العراق، لم يؤت بثماره بعد خطيئة اغتيال ادارة ترامب الشهيد المهندس وضيفه!

كل ذلك يمكن ان يرجع بالعراق الى احداث ما بعد ٢٠٠٣ بظهور مسميات اخرى للإرهاب الدولي في أراضيه، او ان ينتهي برنامج محو العراق الى تفتيت أراضيه بظهور اقاليم جديدة، لتكون اقطاعيات لامراء الطوائف بعناوين مختلفة، وطي صفحة ما بعد الحرب العالمية الأولى، وفتح صفحات حروب صغيرة، تجعل إسرائيل وإيران منها نماذج تطبيقية لتركيز القوة الاقليمية لكل منهما بعد ان تنازلت واشنطن لإسرائيل في ادارة مشروع الشرق الاوسط الكبير، نعم من المهم تهدئة الملفات الساخنة إقليميا، لكن ليس على حساب عراق واحد وطن الجميع يصول فيه بفجاجة ذيول وجوكرية ولله في خلقه شؤون!

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق