q
النوم الصحي والكافي هو امر ضروري لصحتنا، اذ ان قلة النوم تؤثر بشكل كبير وملحوظ على حياتنا اليومية وقدرتنا على اداء مهامنا، يتعرّض الإنسان في حياته للكثير من الضغوطات التي قد لا يستطيع تحمّلها فتراه يلجأ للنوم بشكل غير طبيعي، فتصبح ملامح النعاس حالة ملازمة للشخص...

النوم الصحي والكافي هو امر ضروري لصحتنا، اذ ان قلة النوم تؤثر بشكل كبير وملحوظ على حياتنا اليومية وقدرتنا على اداء مهامنا، يتعرّض الإنسان في حياته للكثير من الضغوطات التي قد لا يستطيع تحمّلها فتراه يلجأ للنوم بشكل غير طبيعي، فتصبح ملامح النعاس حالة ملازمة للشخص الذي يعاني من هذه المشكلة، لذا فأن أهم عامل للنوم الصحيح هو الذهاب إلى الفراش في موعد مبكر.

وتشير بعض الدراسات إلى أن الخسائر التي يسببها اضطراب النوم تقدر بمليارات الدولارات سنويا، فالنوم ميزان صحة الانسان بمختلف مراحله العمرية، لذا من المهم معرفة عدد ساعات النوم المناسبة التي يحتاجها الإنسان.

ويرى الكثيرون في النوم راحةً من متاعب الحياة المختلفة حتى وإن كانت تلك المتاعب نفسيّة؛ حيث يلجأ البعض للنوم أثناء شعورهم بالضيق وعدم القدرة على التخلّص من هذا الشعور السيء، كما ويلجأ أيضاً الكثير من الأشخاص الغاضبين والّذين يتولّد لديهم شعور غريب بعدم الارتياح للنوم لما يجدون فيه من الهدوء والسكينة ونسيان كلّ ما يعكر الصفو.

فيعدّ النوم في المقام الأول من أجمل الأشياء في هذه الحياة لما يعطيه من راحةٍ وسكينة للجسم، ولكن وفي الكثير من الأحيان قد يتحوّل من شيء جميل وطبيعيّ لعادةٍ مرضيّة تكون أشبه ما يكون بالخمول والكسل، ولذلك لا بدّ من الانتباه وتصنيف السلوك بشكلٍ سليم لمعرفة فيما إذا كان ذلك طبيعياً أو أنّه تحوّل من سلوك طبيعي لسلوكٍ مرضيّ.

ربما أن القول القديم المأثور بأن الإنسان ينام وإحدى عينيه مفتوحة عندما يغير مكان نومه المعتاد لا يجافي الحقيقة تماما حيث تشير دراسة جديدة إلى أن نصف الدماغ يظل في حال يقظة كاملة خلال أول ليلة ينامها الانسان في مكان جديد.

من الشائع لكبار السن أن يقولوا إنهم يعانون من مشكلة النوم. وتشير بعض الإحصاءات إلى أن نصف كبار السن يذكرون معاناتهم من شكل أو آخر من اضطرابات النوم، ويقول ما نسبته الربع أو الثلث منهم إنهم يعانون من الأرق، وثمة صعوبتان رئيسيتان هنا على ما يبدو، وهما الخلود إلى النوم في بداية المساء، والاستيقاظ مبكرا جداً في الصباح مع استحالة العودة إلى النوم مرة أخرى.

في بعض الحالات، يؤدي الانزعاج الناجم عن حالة مرضية إلى تفاقم مشاكل النوم، غير أن الكثيرين يرون أنه حتى مع انعدام المضايقات الناجمة عن الأعراض الجسمانية، يظل النوم يهرب منهم لفترة من الليل على الأقل.

ويمكن لنقص النوم أن يؤدي إلى تأثيرات طويلة الأمد على الجهاز المناعي، ونواحي صحية عديدة أخرى، هذا إضافة إلى النعاس أثناء النهار وازدياد مخاطر الحوادث. لكن ببساطة ربما لا يحتاج الناس إلى كل ذلك النوم عندما يتقدم بهم العمر، وبذلك لن تكون هناك حاجة للقلق.

إن تحديد ساعات النوم التي يحتاجها الناس من ذوي الأعمار المختلفة هو أصعب مما يبدو عليه الأمر. وتستطيع بالطبع أن تقيس عدد الساعات الفعلية التي يقضيها الناس في النوم، وإذا ما قمت بذلك فستجد أن كبار السن ينامون أوقاتاً أقل ممن هم أصغر منهم سناً في المتوسط. لكن ذلك يشير فقط إلى أنهم يحصلون على نوم أقل، وليس إلى حاجتهم إلى نوم أقل، في حين يعد اتخاذ قرار بشأن موعد وكيفية تدريب الأطفال الرضع على النوم ليلا واحدا من أصعب الأمور التي تواجه الآباء والأمهات الجدد لكن دراسة أجريت على نطاق ضيق تقول إن العملية ليست دائما مجهدة للأمهات والآباء والأطفال، في التقرير ادناه معلومات كافية ووافية عن النوم من خلال أحدث الدراسات الصحية المتخصصة.

دور النوم في بناء المخ ثم الحفاظ عليه

يقدم العلماء فهما أكثر اكتمالا للدور الحيوي الذي يلعبه النوم في صحة المخ وتوصلوا إلى تحول مفاجئ في وظيفة النوم يحدث في سن 2.4 عام تقريبا عندما يتغير هدفه الأساسي من بناء المخ إلى الصيانة والإصلاح.

وقال باحثون يوم الجمعة إنهم أجروا تحليلا إحصائيا لبيانات من أكثر من 60 دراسة تتعلق بالنوم. ودرسوا فترة النوم ومدة مرحلة نوم حركة العين السريعة وحجم المخ وحجم الجسم، وابتكروا نموذجا حسابيا لكيفية تغير النوم أثناء النمو.

وهناك بالأساس نوعان من النوم، وكل منهما مرتبط بموجات محددة ونشاط عصبي في المخ. وتعد مرحلة حركة العين السريعة، التي تتحرك فيها العين بسرعة من جانب إلى آخر خلف الجفون المغلقة، بمثابة نوم عميق مع أحلام مفعمة بالحيوية. وتكون مرحلة النوم بدون حركة العين السريعة بلا أحلام إلى حد كبير.

ويُكون المخ أثناء مرحلة نوم حركة العين السريعة، روابط عصبية جديدة عن طريق بناء وتقوية ما يُعرف بالوصلات العصبية، التي تمكن خلايا الأعصاب من التواصل، مما يؤدي إلى تعزيز القدرة على التعلم وترسيخ الذكريات. وأثناء النوم، يصلح المخ أيضا قدرا يسيرا من الضرر العصبي اليومي الذي تتعرض له عادة الجينات والبروتينات داخل الخلايا العصبية بالإضافة إلى التخلص من المنتجات الثانوية التي تتراكم.

وأظهرت النتائج أنه في سن 2.4 عام تقريبا، تتغير الوظيفة الأساسية للنوم من بناء وقطع الوصلات أثناء مرحلة النوم العميق إلى الإصلاح العصبي خلال مرحلة نوم حركة العين السريعة ومرحلة النوم بدون حركة العين السريعة.

وقال فان سافادج أستاذ علم البيئة وعلم الأحياء التطوري والطب الحسابي في جامعة كاليفورنيا في لوس انجليس، وهو أحد كبار معدي البحث المنشور في دورية (ساينس أدفانسيز) ”شعرنا بالذهول لأن هذا التحول يحدث وكأن هناك زرا.. إنه قاطع بشدة“، وتتراجع فترة نوم حركة العين السريعة مع تقدم العمر. ويقضي الأطفال حديثو الولادة، الذين يمكنهم النوم حوالي 16 ساعة يوميا، نحو 50 بالمئة من وقت نومهم في مرحلة نوم حركة العين السريعة، لكن انخفاضا واضحا يحدث عند سن 2.4 عام تقريبا. وتنخفض هذه النسبة إلى نحو 25 بالمئة بحلول سن العاشرة وإلى ما بين حوالي 10 و15 بالمئة في سن 50 عاما، وقال فان سافادج ”النوم من متطلبات مملكة الحيوان بأسرها في كل مكان تقريبا مثل الأكل والتنفس.

أنماط النوم والأرق في زمن الكورونا

تدرس مجموعة دولية من علماء الأعصاب كيف ينام العالم، أو يجافيه النوم، وسط تفشي جائحة مرض كوفيد-19 الناتج عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد الذي قلب عمل أعداد لا تحصى من الناس وحياتهم الاجتماعية والأسرية رأسا على عقب.

معروف أن النوم عنصر حيوي للصحة البدنية والعقلية خاصة بالنسبة لالتئام الأنسجة وتجدد الخلايا والمناعة والذاكرة ولتنظيم الحالة المزاجية والانفعالات، ومع شكاوى الكثيرين مع تفشي الجائحة من مشاكل النوم، ومنها عدم القدرة على الدخول في النوم وعدم القدرة على الاستمرار في النوم أو الأحلام الواضحة، سيحقق المشروع الذي يشارك في قيادته علماء أعصاب من جامعة أوكسفورد البريطانية في أثر مشاكل النوم هذه على صحة الناس وأدائهم اليومي، وستدمج الدراسة أبحاثا من النمسا وكندا والصين وفنلندا وفرنسا وألمانيا وهونج كونج واليابان والنرويج والولايات المتحدة.

وقال كولن إسبي أستاذ طب النوم بجامعة أوكسفورد ”النوم الكافي الجيد يساعدنا على التكيف، لذلك من المقلق رصد أنماط لقلة النوم وسط الجائحة. نأمل في دراسة ذلك... بتفصيل أكبر“، وستبحث الدراسة في أثر الانعزال الاجتماعي مثل العزل العام أو العزل الاختياري على النوم. وستبحث الدراسة كذلك كيف تؤثر مشكلات النوم على خطر الإصابة بالفيروس وكيف تؤثر الأعراض النفسية مثل القلق والاكتئاب وتوتر ما بعد الصدمة وتتأثر بالنوم، ويقول الباحثون إن هدفهم هو فهم كيف ظهرت مشكلات النوم وكيف تفاعلت أنماط النوم في زمن الجائحة مع أسلوب الحياة والصحة والحالة المعنوية.

وستغذي البيانات التي يجمعها فريق البحث قاعدة بيانات دولية. ويقول إسبي إن النتائج ”ستساعد العلماء على فهم التحديات، وكذلك على إيجاد حلول لكي تنام الشعوب ملء الجفون وتتمتع بالصحة“.

إنهاء تغيير التوقيت بين الصيفي والشتوي..ما السبب؟

يهدف تغيير التوقيت مرتين في العام إلى توفير الطاقة، ولكن هناك إجماع متزايد على أن التغيير، الذي سيحدث مع دخول شهر نوفمبر /تشرين الثاني في الولايات المتحدة، يأتي على حساب البشر، وبحسب الخبراء في الأكاديمية الأمريكية لطب النوم، فإن هذا الإجراء يعطل جداول نومنا ويضر بصحتنا.

وفي أغسطس/ آب الماضي، بعد أكثر من قرن على إدخال التوقيت الصيفي، أصدرت الأكاديمية الأمريكية لطب النوم بيان يدعو إلى إلغاء هذا الإجراء كلياً، وقال رئيس الأكاديمية الأمريكية لطب النوم، الدكتور كنان رامار، أخصائي طب النوم لدى مجوعة "مايو كلينك" الطبية والبحثية: "لقد كان لدينا دليل يتراكم ببطء على مر السنين، من حيث الآثار السلبية عندما ننتقل من التوقيت الصيفي إلى التوقيت القياسي، والعكس صحيح".

وتتنوع هذه التأثيرات على نطاق واسع، وتشمل تأثيرات سلبية على صحة القلب والأوعية الدموية، والإصابة بالسكتة الدماغية، والرجفان الأذيني، ووقوع الحوادث المرورية، وارتفع إجمالي الوفيات بنسبة 3% في فيينا خلال الأسبوع الذي أعقب الانتقال إلى التوقيت الصيفي خلال فصل الربيع، وفقاً لدراسة حديثة نُشرت في المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة، والتي حللت البيانات بين الأعوام 1970 إلى 2018.

ويتفق الدكتور رافائيل بيلايو، أخصائي النوم في مركز ستانفورد لطب النوم أنه "من منظور علم النوم، فإن تغيير الساعات لا معنى له"، وذلك لأن أجسامنا تستغرق أياماً للتكيف مع جدول نوم متغير، وقال بيلايو إنه على الرغم من أنك تحصل على ساعة أقل من النوم، فإن الأمر يستغرق حوالي خمسة أيام للتأقلم، كما أن تغيير الساعات يؤدي إلى تفاقم مشكلة قائمة، تتمثل بأن الكثير من الناس يفقدون بالفعل النوم الضروري لصحة جيدة.

وبحسب مراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن واحد من كل ثلاثة أمريكيين لا يحصل على قسط كافٍ من النوم بشكل منتظم، ويتخطى خطر قلة النوم مجرد ظهور الهالات السوداء تحت عينيك، إذ يرتبط بمرض السكري من النوع الثاني، والنوبات القلبية والربو، والاكتئاب، ويمكن أن تؤدي قلة النوم إلى تقلص حجم عقلك. وفي عام 2016، أعلن مركز السيطرة على الأمراض أن مشكلة النوم هي وباء صحة عامة.

ونظراً لمدى أهمية الحصول على نوم جيد، يقول الأطباء إنه لا ينبغي أن تنتظر الدول للتعامل مع التوقيت الصيفي، فهناك الكثير الذي يمكنك القيام به لتعزيز الراحة الجيدة بنفسك، وعندما يقترب التغيير في المرة القادمة، اقترح رامر البدء مبكراً لتسهيل فترة الانتقال، وقال رامار إنه قبل تغيير التوقيت الرسمي ببضعة أيام إلى أسبوع، سيكون تغيير جدولك الزمني ببطء إلى هذا الإطار الزمني مفيدًا، بالإضافة إلى ذلك، يرى رامار أن الانتقال يعد فرصة جيدة للتحقق من روتين نومك العام، بما في ذلك تجنب الأجهزة الرقمية في المساء، والحد من استهلاك الكافيين بعد الظهر، وأضاف رامار إن اتباع إجراءات النوم الصحي أثناء هذه الفترة الزمنية من شأنه أن يخفف من بعض الآثار السلبية.

هناك إجماع واسع بين العلماء على أن تغيير الساعة مرتين في السنة فكرة سيئة. وإذا كان النوم مهمًا جدًا، فكيف انتهى بنا هذا الجدول الزمني المتغير؟ وخلال الحرب العالمية الأولى، قدمت دول مثل ألمانيا، وبريطانيا، والولايات المتحدة التوقيت الصيفي في محاولة للحفاظ على الطاقة، وبحسب النظرية، من خلال ضبط الساعات وتقديم الوقت، يمكنك الانتظار لمدة ساعة إضافية قبل تشغيل الضوء في أمسية صيفية. وبعد قرن من الزمان، يقدّم نحو ربع سكان العالم ساعاتهم لجزء من العام. وينتج عن ذلك توفير في الكهرباء بنسبة 0.34% خلال التوقيت الصيفي، وفقاً لدراسة تحليلية دولية من عام 2017، وقال العلماء إن الضرر الناجم عن تبديل الساعات يفوق فوائد توفير الطاقة.

وبينما يقضي معظم سكان الولايات المتحدة نحو 8 أشهر من العام في التوقيت الصيفي، يعتقد العلماء بأن أن الوقت القياسي يعد أفضل للنوم، ويرى رامار أن الوقت القياسي يتماشى مع دورة الإيقاع اليومي قائلاً إنه في التوقيت الصيفي، يبقى الظلام وقت الصباح ويصبح الضوء ساطعاً وقت المساء. وفي الواقع يجب أن يحدث العكس.

وبدلاً من ذلك، من الأفضل إيقاظ الدماغ بجرعة الصباح من ضوء الشمس، ثم الاسترخاء في الساعات المتأخرة، بحسب ما قاله رامار، وأضاف رامار أن عدم التطابق يساهم في اختلال الساعة البيولوجية، وهو ما يرتبط بمجموعة من الاضطرابات الجسدية والنفسية بما في ذلك السرطان والاكتئاب.

خطر الإصابة بالزهايمر

وجدت دراسة أولية أن فقدان نوم ليلة واحدة لدى الشباب الأصحاء زاد من مستويات بروتين "تاو" في دمهم مقارنة بالحصول على ليلة كاملة من النوم دون انقطاع، وأظهرت الدراسات أن ارتفاع مستويات بروتين "تاو" في الدم يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر، وقال مؤلف الدراسة الدكتور جوناثان سيدرنيس، أخصائي أعصاب في جامعة أوبسالا في السويد: "تشير دراستنا الاستكشافية إلى أن فقدان ليلة واحدة من النوم يزيد عند الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة، من مستوى "تاو" في الدم مما يوحي بأنه مع مرور الوقت، قد يكون للحرمان من النوم آثاره الضارة". ونُشرت الدراسة في المجلة الطبية للأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب.

وفقا لجمعية الزهايمر، "تاو" هو البروتين الذي يساعد على استقرار التركيب الداخلي للخلايا العصبية في الدماغ. أما الشكل غير الطبيعي من "تاو" فيتراكم في مرض الزهايمر ويسبب انهيار الخلية الداخلية. عندما تتكتل هذه البروتينات غير الطبيعية من "تاو" فإنها تؤدي إلى تشابك وهي علامة رئيسية على مرض الزهايمر، وخرف الفص الجبهي، وخرف أجسام جسم ليوي.

ولدى الشخص السليم، يتم إزالة "تاو" والسموم الأخرى في الدماغ أثناء النوم. أما فقدان النوم، أو اضطراب النوم الذي تتعطل فيه دورات النوم، يمكن أن يتداخل مع قدرة الدماغ على التنظيف.

وقال دون ديكستر اختصاصي أعصاب في مايو كلينك والذي لم يشارك في الدراسة: "عندما تحصل على المزيد من هذا النوم العميق وتحصل على نوم REM، نوم حركة العين السريعة، بكميات طبيعية، فهذا يحسن التخلص من البروتينات غير الطبيعية"، بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسات أن الحرمان من النوم يمكن أن يسمح أيضًا بتكاثر وتراكم "تاو"، مما يشير إلى أن النوم السيئ يمكن أن يعجل بتطور المشكلات الإدراكية.

ووجدت دراسة نشرت في عام 2017 أن البالغين الأصحاء في منتصف العمر والذين ينامون بشكل سيئ لمدة ليلة واحدة فقط ينتجون وفرة من بروتين "اميلويد بيتا"، المسؤول عن خصائص صفائح مرض الزهايمر. أما أسبوع واحد من اضطراب النوم فيزيد من كمية "تاو"، وفي هذه الدراسة، وجد الباحثون أن الرجال الذين لم يسمح لهم بالنوم زادوا بنسبة 17٪ في المتوسط من بروتين "تاو" في دمهم. وأظهر الرجال الذين ناموا ليلة جيدة زيادة بنسبة 2٪ فقط في المتوسط من "تاو" في دمهم، ويحذر الباحثون من أن الدراسة صغيرة وغير حاسمة، واعترفوا بأن ليس لديهم القدرة على تحديد ما قد تعنيه المستويات الزائدة.

وقال سيدرنايس إن المستويات العالية في الدم قد تعكس أن بروتينات "تاو" قد تم تطهيرها من الدماغ أو أنها قد تعكس مستويات "تاو" مرتفعة في الدماغ. والدراسات المستقبلية ضرورية لبحث ذلك بشكل أكبر.

ووافق ديكستر على أن "هذه الدراسة تثير أسئلة أكثر من الإجابات". وأضاف أن "ما يقوله لنا هذا هو أننا يجب أن نبحث بعمق أكبر. على الرغم من الشيء الذي نفعله لثلثي حياتنا، إلا أننا لا نعرف سوى القليل عن النوم ونحن نتعلم كل يوم، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالنوم والخرف".

احذر.. إذا كنت لا تلتزم بجدول نوم منتظم فأنت تؤذي صحتك

غالباً ما نسهر في عطلات نهاية الأسبوع، لمشاهدة التلفاز أو مقابلة الأصدقاء، ثم ننام لساعات طويلة بعد وقت الاستيقاظ المعتاد في صباح اليوم التالي، وإذا كان الأمر كذلك، فإن افتقارنا إلى روتين منتظم للنوم يضر بصحتنا.

وكشفت دراسة أن تغيير وقت النوم المعتاد لمدة 90 دقيقة، يزيد بشكل كبير من فرص الإصابة بنوبة قلبية أو مرض القلب، وتم تحديد وقت النوم المنتظم في الدراسة على أنه الفرق لأقل من 30 دقيقة، في المتوسط، لسبع ليال.

وقال مؤلف الدراسة تيان يى هوانغ، أستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد: "بالمقارنة مع الأشخاص الذين ينامون بشكل منتظم، فإن أولئك الذين لديهم وقت نوم غير منتظم، بفرق أكثر من 90 دقيقة في المتوسط خلال 7 ليال، يزيد لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية خلال 5 سنوات".

وبقي الارتباط قوياً حتى بعد السيطرة على الكوليسترول، وضغط الدم، وعوامل الخطر المعروفة الأخرى المتعلقة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى مشكلات النوم مثل الأرق، وتوقف التنفس أثناء النوم، ومدة النوم.

وقال هوانغ إن ذلك يشير إلى أن التباين اليومي المرتفع في مدة النوم أو توقيته قد يكون "عامل خطر جديد ومستقل لأمراض القلب والأوعية الدموية"، وقال الدكتور ديفيد جوف، الذي يدير قسم علوم القلب والأوعية الدموية في المعهد القومي للقلب والرئة والدم بالولايات المتحدة الأمريكية: "هذا أمر ضخم، وأضاف جوف الذي لم يشارك في الدراسة: "يموت شخص من بين كل 3 أشخاص في الولايات المتحدة بسبب أمراض القلب، وسيصاب 60٪ منا بأمراض القلب والأوعية الدموية قبل أن نموت"، وتابع أن "الناس ينشغلون بشكل دائم وحياتهم مرهقة ولا يحصلون على ما يكفيهم من النوم خلال الأسبوع. ثم يحاولون الحصول على قسط من النوم في عطلة نهاية الأسبوع، وهذا ليس نمطاً صحياً".

لأول مرة.. علماء يتمكنون من رؤية كيفية تسجيل الدماغ لذكرياتنا

لقد عرف العلماء منذ فترة طويلة أن أدمغتنا تحتاج إلى النوم لمراجعة أحداث اليوم ونقلها إلى ذكريات طويلة المدى. وغالبًا ما يُطلب من الطلاب أن يدرسوا قبل الخلود للفراش لتذكر مواد الإختبار في اليوم التالي.

لكن الطريقة الدقيقة التي يخزن بها الدماغ ذكرياتنا غير مفهومة جيدًا، وللمرة الأولى، تُظهر أقطاب كهربائية دقيقة صغيرة مزروعة داخل أدمغة شخصين مصابين بالصرع، كيف تُطلق خلايا الدماغ أثناء النوم "لإعادة" ذكرياتنا قصيرة المدى من أجل نقلها إلى تخزين دائم. ونُشرت الدراسة يوم الثلاثاء في مجلة "Cell Reports".

وقال الدكتور ريتشارد إيزاكسون، الذي يدير عيادة الوقاية من مرض الزهايمر في وايل كورنيل للطب ومستشفى نيويورك برسبيتريان إن "هذه الدراسة رائعة"، وأضاف إيزاكسون، الذي لم يشارك في الدراسة، أنه "على الرغم من عقود من البحث، لا يزال من غير الواضح إلى حد ما كيف يتم حفظ الذكريات" قصيرة المدى "لتصبح ذكريات" طويلة المدى "يمكن تذكرها لاحقًا"، وأشار إلى أنها "طريقة مثيرة لدراسة الذاكرة لأنها يمكن أن تسجل أنماط نشاط خلايا الدماغ ثم تبحث عن تلك الأنماط الدقيقة لاحقًا".

وفي الدراسة، طُلب من الشخصين اللذين كان بهما أجهزة مزروعة أن يأخذا قيلولة يتم فيها تسجيل نشاطهما العصبي. ثم لعب كل منهما لعبة "Simon" الإلكترونية، حيث يُطلب من اللاعبين تكرار نفس ترتيب الحركات الخفيفة التي عرضتها اللعبة للتو.

وبدلاً من تحريك أيديهما لمتابعة "سيمون،" بالطبع، استخدم الشخصان عقليهما لتكرار حركات اللعبة بينما تم تسجيل نشاطهما العصبي. وأخيراً، طُلب من الاثنين الراحة والنوم، وأظهرت النتائج أنه خلال تلك القيلولة كان نشاط الخلايا العصبية مطابقًا لتلك التي تم تسجيلها، بينما كان الشخصان يلعبان اللعبة بالفعل. وهذا يعني أن أدمغتهما استمرت في لعب "سيمون" بعد أن كانا نائمين، وإعادة نفس الأنماط في دماغهما على مستوى الخلايا العصبية، وقالت جاروسيفيتش إن استخدام هذه التكنولوجيا لدراسة حركات الدماغ أثناء النوم هو سبب "أن هذه الدراسة غير مسبوقة". وأضافت أنه "لا يوجد الكثير من السيناريوهات التي يكون فيها لدى الشخص مصفوفة متعددة الأقطاب موضوعة في دماغه، حيث تكون الأقطاب الكهربائية صغيرة بما يكفي لتكون قادرة على اكتشاف نشاط إطلاق الخلايا العصبية".

ومن الواضح أن هذه العملية نادرة. وقالت جاروسيفيتش إن "Braingate" قامت في الواقع بزرع 12 جهازًا من هذا النوع فقط في تاريخ عمل الكونسورتيوم، وقال إيزاكسون إن ذلك يدعم فكرة أنه من أجل تحسين وظيفة الذاكرة والتعلم، يحتاج الناس إلى تحديد أولويات الأنشطة المريحة، والأهم من ذلك النوم الكافي، للحفاظ على "محركاتنا" تعمل بأعلى أداء، وأضاف أنه يأمل أن "تساعد الدراسات المستقبلية على توضيح مراحل النوم المحددة النوم العميق، التي تحدث فيها إعادة الذاكرة بشكل متكرر".

النساء يعانين من الأرق أكثر من الرجال..8 خطوات للنوم الصحي

في حال كان التقلب على الفراش، في معظم الليالي بمثابة مسابقة للنوم الهزيل، فإن النساء سيفزن، وقامت دراسة جديدة بمقارنة قلة النوم بين أكثر من مليون بالغ وطفل في المملكة المتحدة، وهولندا، والولايات المتحدة. وقد وجدت أن النساء يعانين من مشاكل أرق أكثر من الرجال في البلدان الثلاثة.

ووفقاً للدراسة التي نُشرت في مجلة "Nature Human Behavior"، تظهر هذه المشكلة خلال فترة البلوغ، "مما يشير إلى أن الهرمونات الجنسية، من بين عوامل اجتماعية أخرى مثل الإجهاد أو الأبوة والأمومة"، قد تسهم في ظهور الأرق لدى النساء.

ووجدت الدراسة أن النساء يستخدمن أدوية للنوم أكثر من الرجال. ومع ذلك، على الرغم من معاناة الإناث من أجل النوم واستخدام الوسائل المساعدة، لم تبلغن عن شعورهن بالنعاس أثناء النهار، وقالت الدراسة إن النتائج تشير إلى أن "التوصيات الخاصة بمدة النوم المناسبة وجودته يجب أن تكون خاصة بالجنس".

وكان احتمال إصابة الأمريكيين بالأرق أكثر من 1.5 إلى 2.9 مرة مقارنة بنظرائهم في المملكة المتحدة، وهولندا، ووجدت الدراسة بأن الأرق أكثر تواتراً لدى الأشخاص الذين يقضون أكثر من 9 ساعات في السرير ليلاً، والذين يبلغون من العمر 65 عاماً وما فوق، وذلك في جميع تلك الدول، أما البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 26 و40 عاما فقد كانوا الأقل عرضة للتقلب في محاولة للنوم، ووجدت الدراسة أنه بالإضافة إلى النساء، كان المدخنون والأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن والأشخاص من أصل غير أوروبي، أكثر عرضة للمعاناة من قلة النوم، وأفاد أكثر من نصف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 17 عاماً، بأنهم ينامون أقل من الفترة التي يوصي بها الطبيب أي من 8 إلى 10 ساعات في الليلة. وكان المراهقون أيضاً أكثر عرضة للإبلاغ عن النعاس من الفئات العمرية الأخرى. وزادت أعراض الأرق مثل صعوبة النوم والاستمرار به لوقت طويل مع نمو الأطفال.

وبشكل عام، كانت مشاكل النوم السيئ والأرق أكثر انتشاراً من مشكلة النوم لفترة قصيرة في الدول الثلاث، وقارنت الدراسة دراسات النوم على 1.1 مليون شخص من الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وهولندا. ولم تكن الدراسة قادرة على مقارنة جودة النوم بالظروف الصحية التي قد تؤثر على النوم، مثل توقف التنفس أثناء النوم، وتعاطي المخدرات، والحالات الطبية المزمنة الأخرى، وبينما تم إجراء بعض الأبحاث في مختبرات النوم باستخدام قياسات موضوعية، اعتمد معظمها على ما قاله الناس عن عادات نومهم وجودته. وقال المؤلفون إن مثل هذه الأبحاث ليست قوية، لكن حجم البحث ونطاقه يمنح الأطباء نظرة ثاقبة حول الأداء اليومي.

ما الذي يمكن فعله للحصول على نوم جيد؟ ويمكن محاربة الأرق ومشاكل النوم الأخرى من خلال تبني بعض عادات النوم الصحية:

الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الوقت تقريباً كل يوم، حتى في عطلات نهاية الأسبوع.

ممارسة الرياضة بانتظام لتقليل التوتر وتحسين النوم، مجرد المشي بشكل يومي سيساعد.

عدم تناول الأطعمة الذهنية أو الحارة مع اقتراب وقت النوم والتي قد تزعج المعدة.

تجنب الكافيين -القهوة والشاي والصودا- بعد الساعة 3 بعد الظهر، تجنب الإفراط في تناول الكحول قبل النوم بأربع ساعات على الأقل، وعدم التدخين، الحرص على عدم أخذ قيلولة أكثر من 45 دقيقة خلال اليوم غرفة النوم يجب أن تكون جيدة التهوية ويجب أن تكون درجة حرارة الغرفة تتراوح من 15 إلى 20 درجة مئوية، حجب جميع الضوضاء المشتتة والتخلص من أي ضوء، حتى الضوء الأزرق الخاص بالهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.

اضف تعليق