q
ان المجمع الانتخابي الية وضعت لكي تتمتع الولايات الصغيرة بدور أكبر من حجمها السكاني الصعير حتى لا تشعر بالغبن. وهو بذلك اشبه بمنح دولة مثل لوكسمبورغ نفس قوة التصويت لدولة مثل المانيا في الاتحاد الأوروبي، كما انه دليل اخر ان امريكا في الحقيقة اتحاد فضفاض بين خمسين كيان كل واحد منه له علم ودستور...

هذا السؤال حيرني منذ مدة طويلة، قبل اشهر حاولت معرفة الاجابة واكتشفت ان علي قراءة مقالات كثيرة عن كل ولاية لافهم الموضوع و(تعاجزت) وقررت ان الاجابة هي: اما بالانتخاب او التعيين عبر الحزبين وابوك الله يرحمه، قبل اسابيع حاولت فتح الموضوع وتعاجزت أيضا، اليوم قررت انني يجب ان افهم بالتفصيل كيف يختار هؤلاء ال 538 شخصا ليقوموا بدورهم باختيار الرئيس، هذه المرة وربما بسبب الاهتمام الكبير الذي يرافق الانتخابات وجدت مقالين يشرحان الامر ببساطة وفي كل الولايات.

في بطاقة الاقتراع وكما لاحظت انا شخصيا لايوجد هناك خانة لاعضاء المجمع الانتخابي، ومع ذلك فان الامريكيين يقومون بانتخاب هؤلاء دون ان يعرفوا حتى اسمائهم. وهذا من تعقيدات (او ابداعات) الدستور الامريكي.

كيف؟

في 32 ولاية هن: الاباما والاسكا واركنساس وكولورادو وكنيكتيكت ودالاوير وهاوي وايداهو وانديانا وايوا وكنتاكي وماين وميشيغان ومينيسوتا وميسيسيبي ومونتانا ونبراسكا ونيفادا ونيوهامبشير ونيوجيرسي ونيومكسيكو وشمال داكوتا واوهايو واوكلاهوما وجنوب داكونا وتينيسي وتكساس ويوتا وفيرمونت وفيرجينيا وواشنطن وغرب فيرجينيا ووايومنغ يقوم مؤتمري الحزب الجمهوري والحزب الديموقراطي باختيار مرشحيهم لعضوية المجمع الانتخابي.

وفي مقاطعة كولومبيا وجورجيا وكنساس ولويزيانا وماساشوستس وميزوري ونيويورك وجنوب كارولاينا تقوم لجنتي الحزب الجمهوري والديموقراطي في الولاية باختيار مرشحيهم لعضوية المجمع الانتخابي.

في اريزونا يقوم رئيسا الحزب الجمهوري والديموقراطي في الولاية باختيار مرشحي الحزبين لعضوية المجمع الانتخابي.

في كاليفورنيا يختار مرشحي الولاية لعضوية مجلس النواب والشيوخ مرشحي الديموقراطيين لعضوية المجمع الانتخابي. ويختار الحزب الجمهوري هؤلاء من مرشحين لمناصب اتحادية وفي الولاية ومشرعين واعضاء اللجان.

وفي فلوريدا يختار الحاكم مرشحي الحزبين لعضوية المجمع الانتخابي.

في الينوي تختار لجنة الحزب الديموقراطي في الولاية مرشحي حزبها ويختار مؤتمر الحزب الجمهوري في الولاية مرشحيه لعضوية المجمع الانتخابي.

في ميريلاند يعين رئيس الحزب الديموقراطي مرشحي حزبه لعضوية المجمع الانتخابي وتعين لجنة الحزب الجمهوري المركزية في الولاية مرشحي حزبها ايضا.

وفي شمال كارولاينا يختار الحزبان في مؤتمرات على مستوى المقاطعات والولاية مرشحيهم لعضوية المجمع الانتخابي.

وفي اوريغون يختار الحزب الديموقراطي رؤوساء لجان المقاطعات في كونغرس الولاية ورئيس الحزب ونائبه في الولاية كمرشحين لعضوية المجمع الانتخابي. اما الحزب الجمهوري فيرشح مرشحيه في مؤتمرات على مستوى المقاطعات.

وفي بنسلفانيا يرشح مرشحو الرئاسة من الحزبين مرشحي الاحزاب لعضوية المجمع الانتخابي الى كاتب الولاية ويقوم هذا بتعيينهم.

وفي رود ايلاند تختار مؤتمرات للحزبين يشارك فيها حصرا مرشحوا الحزبين لمختلف المناصب مرشحي الحزبين لعضوية المجمع الانتخابي.

وفي ويسكونسن يختار شاغلو المناصب والمرشحين لها من الحزبين مرشحي الحزبين لعضوية المجمع الانتخابي.

الان وبعد هذا الماراثون الكبير يبقى السؤال التالي: كيف يفوز مرشحو الحزب الجمهوري ال 6 في ولاية كنساس مثلا ويصبحوا اعضاء المجمع الانتخابي عن كنساس؟

الجواب هو عندما يصوت مواطنو كنساس في الانتخابات الرئاسية وتكون الاغلبية لترامب مثلا - وهذا ما سيحصل غدا على الارجح - فان مرشحي الحزب الجمهوري ال 6 للمجمع الانتخابي يفوزون بعضوية المجمع والعكس صحيح. فان فاز بايدن فان مرشحي الديموقراطيين ال 6 يفوزون بعضوية المجمع.

تنطبق الية الفوز هذه على كل الولايات الا ولايتي ماين ونبراسكا التي لا يفوز الفائز باصواتها بكل اصوات اعضاء المجمع الانتخابي لان هناك دوائر في الولاية يعتمد تصويت ممثلو هذه الدوائر في المجمع الانتخابي على تصويت اغلبية مواطني هذه الدوائر.

ثم يقوم هؤلاء الاعضاء ال6 بالتصويت للمرشح الذي صوتت له الولاية - الا في حالات نادرة وحينها يعاقب هؤلاء ويوصفون بالخائنين.

قد يسأل سائل: لماذا كل هذا التعقيد؟ لماذا لا ينتخب الامريكيين رئيسهم بشكل مباشر (ويرحموا العالم من عناء فهم نظامهم الانتخابي المزعج في تعقيده)؟!

الجواب هو ان المجمع الانتخابي الية وضعت لكي تتمتع الولايات الصغيرة بدور اكبر من حجمها السكاني الصعير حتى لا تشعر بالغبن. وهو بذلك اشبه بمنح دولة مثل لوكسمبورغ نفس قوة التصويت لدولة مثل المانيا في الاتحاد الاوروبي.

كما انه دليل اخر ان امريكا في الحقيقة اتحاد فضفاض بين خمسين كيان كل واحد منه له علم ودستور وحاكم ومجلسي شيوخ ونواب ومحكمة عليا.

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق