q
كان لا بُدَّ من بيان أسس التعامل الاجتماعي في الأمة، وكيفية التعامل مع كل الأطراف المؤالف والمخالف، والعدو والصديق، فلا بدَّ من العيش المشترك في الأمة التي تشعبَّت طوائفها واختلفت مذاهبها، فالأمة أحوج ما تكون إلى الألفة والمحبة والوحدة ولو على المشتركات ويبقى لكل طائفة خصوصياتها...

مقدمة

نعيش في هذه الأيام مصائب سيدة النساء فاطمة الزهراء (ع) وما جرى عليها من أعمال يخجل منها التاريخ ويفتخر بها الأعراب، من عشاق السلطة القرشية الظالمة حيث استطاعوا أن ينزعوا الحكومة والسلطة من أهل البيت الأطهار (ع) ويتداولوها بينهم، فضاعت الأمة وسقطت في مستنقع السلطة الدنيوية ولن تخرج منها إلى أن يرث الله الأرض ومَنْ عليها.

وفي 8 ربيع الأول 260 ه كانت مصيبة استشهاد الإمام الحادي عشر من أئمة المسلمين الإمام الحسن بن علي المعروف بالعسكري، أو صاحب العسكر (ع) لأن طغاة بني العباس جاؤوا بوالده وكان معه إلى مدينة العسكر سر مَنْ رأى (سامراء)، وفرضوا عليه الإقامة الجبرية لأنهم لم يروا منه ما يستوجب السجن، ولكن كانوا على علم ودراية يقينية من روايات جدهم عبد الله بن العباس في الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر (عج) فكانوا يُحاولون منع حدوث ذلك تجبراً وتكبراً وغطرسة في الأرض، فخاب فألهم وولد الإمام الهمام المهدي المنتظر (عج).

ورغم كل ما أُحيط به الإمام العسكري من إجراءات وضغوطات هائلة وهو في ريعان شبابه، إلا أن ذلك كله لم يمنعه من تأدية رسالته، وإيصال صوته المبارك إلى شيعته ومحبيه، بحيث كان يحوطهم برعايته وبركاته، ويوصيهم الوصايا التي تحفظهم في أنفسهم وأمتهم، لا سيما وهو يُهيئهم للغيبة الصغرى، ثم الكبرى لوليه ووصيه الذي سيدَّخره الله لهذا الخلق ليكون له حجة ولهم أماناً وضماناً من أن تسيخ الأرض بهم من كثرة خطاياهم وذنوبهم.

رسائل الإمام العسكري (ع) لأصحابه

الحالة الاجتماعية التي كان يعيش فيها الإمام الحسن العسكري (ع) كانت حرجة عليه وعلى شيعته وأصحابه الذين يحتاجونه في كل شيء من شؤون الدِّين والدنيا، فالإمام كالوالد والأب في البيت فهم لا يستغنون عنه في تدبير حياتهم، وإدارة حركتهم في هذه الدنيا، ولكن لا سبيل إلى ذلك إلا بالحيلة والمكر بالسلطة العباسية ورجالها الطغاة الذين كانوا لا يسمحون لأحد بالحضور عند الإمام (ع) فكان الإمام يوصل إليهم رسائله، ويستلم منهم أسئلتهم ليُجيب عنها عن طريق العبيد والخدم الذين كانوا حاضرين لمثل هذه الخدمة.

يقول الإمام الشيرازي الراحل (قدس سره): "بما أن الفرصة لم تسمح للإمام الحسن العسكري (ع) كي يلتقي مباشرة بشيعته ومواليه في كثير من الأحيان، كان الإمام (ع) يكتب لهم المكاتبات والرسائل ويوصيهم بوصاياه، ثم يرسل تلك الكتب إليهم، وأحياناً كان يقتضي الأمر بأن يُخفي الرسائل في شيء حتى لا تفهم بها حكومة الطغيان. (كرسائل سرية خوفاً على نفسه الشريفة وعلى شيعته الكرام من الحكام الظلام من بني العباس الذين كانوا يعدُّون الأنفاس عليه (ع).

روى أبو هاشم الجعفري، عن داود بن الأسود، قال: دعاني سيدي أبو محمد العسكري (ع) فدفع إليَّ خشبة كأنها رجل باب مدوَّرة طويلة ملء الكف. فقال: (صِر بهذه الخشبة إلى العَمري).

فمضيتُ فلما صِرت إلى بعض الطريق عرض لي سقَّاء معه بغل فزاحمني البغل على الطريق، فناداني السقاء صِح على البغل، فرفعتُ الخشبة التي كانت معي فضربتُ البغل فانشقت، فنظرتُ إلى كسرها فإذا فيها كتب فبادرتُ سريعاً فرددتُ الخشبة إلى كمِّي، فجعل السقاء يُناديني ويشتمني ويشتم صاحبي.. فلما دنوتُ من الدار راجعاً، استقبلني عيسى الخادم عند الباب فقال: يقول لك مولاي أعزه الله: (لِمَ ضربتَ البغل وكسرتَ رجل الباب؟).

فقلت لـه: يا سيدي، لم أعلم ما في رجل الباب.

فقال: (ولِمَ احتجت أن تعمل عملاً تحتاج أن تعتذر منه، إياك بعدها أن تعود إلى مثلها... فإنا ببلد سوء ومصر سوء). (من حياة لإمام الحسن العسكري (ع) السيد محمد الشيرازي: ص 122، وبحار الأنوار: ج50 ص283)

من أجمل ما كُتب في حينه كتاب الإمام الحسن العسكري (ع) إلى إسحاق بن إسماعيل النيسابوري، الذي يطفح بالعطف والمحبة والحرص على أصحابه: (سَتَرَنَا اللهُ وَإِيَّاكَ بِسَتْرِهِ، وَتَوَلَّاكَ فِي جَمِيعِ أُمُورِكَ بِصُنْعِهِ، فَهِمْتُ كِتَابَكَ يَرْحَمُكَ اللهُ وَنَحْنُ بِحَمْدِ اللهِ وَنِعْمَتِهِ أَهْلُ بَيْتٍ نَرِقُّ عَلَى أَوْلِيَائِنَا، وَنُسَرُّ بِتَتَابُعِ إِحْسَانِ اللهِ إِلَيْهِمْ وَفَضْلِهِ لَدَيْهِمْ، وَنَعْتَدُّ بِكُلِّ نِعْمَةٍ يُنْعِمُهَا اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَيْهِمْ، فَأَتَمَّ اللهُ عَلَيْكَ- يَا إِسْحَاقُ- وَعَلَى مَنْ كَانَ مِثْلَكَ- مِمَّنْ قَدْ رَحِمَهُ اللهُ وَبَصَّرَهُ بَصِيرَتَكَ- نِعْمَتَهُ، وَقَدَّرَ تَمَامَ نِعْمَتِهِ دُخُولَ الْجَنَّةِ، وَلَيْسَ مِنْ نِعْمَةٍ- وَإِنْ جَلَّ أَمْرُهَا وَعَظُمَ خَطَرُهَا- إِلَّا وَالْحَمْدُ للهِ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ عَلَيْهَا مُؤَدٍّ شُكْرَهَا.

وَأَنَا أَقُولُ: الْحَمْدُ للهِ أَفْضَلَ مَا حَمِدَهُ حَامِدُهُ إِلَى أَبَدِ الْأَبَدِ بِمَا مَنَّ اللهُ عَلَيْكَ مِنْ رَحْمَتِهِ وَنَجَّاكَ مِنَ الْهَلَكَةِ وَسَهَّلَ سَبِيلَكَ عَلَى الْعَقَبَةِ، وَأيْمُ اللهِ إِنَّهَا لَعَقَبَةٌ كَؤُودٌ، شَدِيدٌ أَمْرُهَا، صَعْبٌ مَسْلَكُهَا، عَظِيمٌ بَلَاؤُهَا، قَدِيمٌ فِي الزُّبُرِ الْأُولَى ذِكْرُهَا، وَلَقَدْ كَانَتْ مِنْكُمْ فِي أَيَّامِ المَاضِي (عليه السلام) إِلَى أَنْ مَضَى لِسَبِيلِهِ وَفِي أَيَّامِي هَذِهِ أُمُورٌ كُنْتُمْ فِيهَا عِنْدِي غَيْرَ مَحْمُودِي الرَّأْيِ وَلَا مُسَدَّدِي التَّوْفِيقِ.. (والماضي هو والده الإمام علي الهادي (ع).

إلى أن يقول (ع): (وَأَيُّ آيَةٍ أَعْظَمُ مِنْ حُجَّةِ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ، وَأَمِينِهِ فِي بِلَادِهِ، وَشَهِيدِهِ عَلَى عِبَادِهِ مِنْ بَعْدِ مَنْ سَلَفَ مِنْ آبَائِهِ الْأَوَّلِينَ النَّبِيِّينَ، وَآبَائِهِ الْآخِرِينَ الْوَصِيِّينَ (عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ). فَأَيْنَ يُتَاهُ بِكُمْ وَأَيْنَ تَذْهَبُونَ كَالْأَنْعَامِ عَلَى وُجُوهِكُمْ عَنِ الْحَقِّ تَصْدِفُونَ، وَبِالْبَاطِلِ تُؤْمِنُونَ، وَبِنِعْمَةِ اللهِ تَكْفُرُونَ، أَوْ تَكُونُونَ مِمَّنْ يُؤْمِنُ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَيَكْفُرُ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ وَمِنْ غَيْرِكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَطُولُ عَذَابٍ فِي الْآخِرَةِ الْبَاقِيَةِ، وَذلِكَ وَاللهِ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ. إِنَّ اللهَ بِمَنِّهِ وَرَحْمَتِهِ لَمَّا فَرَضَ عَلَيْكُمُ الْفَرَائِضَ لَمْ يَفْرِضْ ذَلِكَ عَلَيْكُمْ لِحَاجَةٍ مِنْهُ إِلَيْكُمْ بَلْ رَحْمَةً مِنْهُ- لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ- عَلَيْكُمْ، لِ(يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ)) (تحف العقول: ص484)

وصيته (ع) لشيعته الكرام

فرسائل الإمام العسكري (ع) كانت تُحضِّر الأمة للتعامل مع الإمام الغائب عنهم في الغيبة الصغرى التي تتم بسرية تامة مع سفرائه، وهذه الطريقة تُعزز الطريقة التي أسسها ورسخها فيهم الإمام الهادي (ع) بما هو معمول به حتى يومنا هذا من نظام الوكالة والوكلاء، والمراجع الكرام في عصرنا هم امتداد لهذا النظام الراقي جداً الذي اعتمده أئمة الهدى مع شيعتهم وأصحابهم.

وكان لا بُدَّ من بيان أسس التعامل الاجتماعي في الأمة، وكيفية التعامل مع كل الأطراف المؤالف والمخالف، والعدو والصديق، فلا بدَّ من العيش المشترك في الأمة التي تشعبَّت طوائفها واختلفت مذاهبها حتى تفوَّقت على اليهود والنصارى، بسبب خروجهم عن المحجة البيضاء التي تركهم عليهم رسوله الأكرم (ص) بقوله في آخر خطبة له قبل قبضه روحي فداه: (أيّها الناس انّه قد جاءني من أمر ربّي ما الناس إليه صائرون، وانّي قد تركتكم على الحجّة الواضحة ليلها كنهارها، فلا تختلفوا من بعدي كما اختلف من كان قبلكم من بني إسرائيل، أيّها الناس انّه لا اُحلّ لكم إلاّ ما أحلّه القرآن، ولا اُحرّم عليكم إلاّ ما حرّم القرآن، وإنّي مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا ولن تزلّوا؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وهما الخليفتان فيكم، وانّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض، فأُسائلكم بماذا أخلفتموني فيهما، ولأذيدنّ يومئذ رجالا عن حوضي كما تذاد الغريبة من الابل، فيقول رجلان: أنا فلان وأنا فلان، فأقول: أمّا الأسماء فقد عرفت ولكنّكم ارتددتم من بعدي، فسحقاً لكم سحقاً). (إرشاد القلوب للديلمي: ج2 ص211 ،بحار الأنوار: ج 28 ص111)

فالأمة الإسلامية أحوج ما تكون إلى الألفة والمحبة والوحدة ولو على المشتركات التي تفوق التسعين في المئة، ويبقى لكل طائفة خصوصياتها، ولكل مذهب فقهه وأحواله الشخصية، وذلك لحفظ بيضة المسلمين، والدفاع عن حريمهم وحمى دينهم العظيم في وجه أشرس هجمة صليبية جديدة تقودها فرنسا في هذا العصر الأغبر، بتحريض من الاستكبار العالمي والصهيونية العالمية التي اخترعت لنا الوهابية ودستها في الأمة لتُكفِّرها ثم تستحل دمها ومالها وعرضها، كما نرى ونسمع الكوارث التي حلَّت ببلادنا المنكوبة بهذا الفكر التكفيري الظالم، الذي تقوده الوهابية ظاهراً والصهيونية بل الماسونية العالمية باطناً.

وللأسف قد وقع في فخِّهم الكثير من العلماء والأعلام الذين كان لهم كلمتهم في فضحهم وبيان حقيقتهم الفاسدة وعقيدتهم الضالة وفكرهم التخريبي التدميري، حيث نصبوا له ولأمثاله شراكهم فوقعوا فيه بسهوة أو غفلة أو غير ذلك لا ندري فعلاً، لأن الكلام الذي سمعناه لا يخرج في هذا الوقت ممَنْ له أبسط قواعد العلم والمعرفة في النصوص الإسلامية التي جعلت من نطق الشهادتين فقط يدخل الناطق في الإسلام وتجري عليه أحكامه كاملة كما هم يقولون.

ففي هذا العصر الذي يتعرَّض له الإسلام لأبشع حملة تشويه، وأكبر خطر يستهدف وجوده فذاك الطاغية لا يتورَّع عن التهجم على الإسلام بل يدعو إلى حربه واستئصاله وإبادته رغم أنه يُشكل ربع المعمورة فيقول: "نحن نواجه فكر آخر، تماماً كما واجهنا من قبل النازية والفاشية والإمبريالية والشيوعية، هذا هو فكر الإسلام، وهو سرطان خبيث داخل جسد 1.7 مليار شخص على وجه هذا الكوكب، ويجب استئصاله. ومرة أخرى يجب ألا نخاف من هذه الفكرة، يجب أن نعرفه جيداً، ويجب أن نطارده"، هكذا بكل وقاحة يُريدون أن يستأصلوا الإسلام وهو دين الله في الأرض، ورسالته للبشر لتخليصهم من الطغاة والجبارين، من أمثاله وأسياده.

كما أن هذه الحملة المسعورة التي تقودها فرنسا وصبيها الأرعن، ضد الإسلام عامة ورسول الله (ص) خاصة بلا وازع من ضمير ولا رادع من حياء، حيث يتهجم على أطهر وأنقى مخلوق، وأعظم مصلحي البشر منذ أن ظهروا على هذه الأرض، فكيف يأتي مَنْ ينتسب إلى هذا الدِّين الحنيف ويُعيد تلك الأسطوانات النشاز التي انتشرت في عهود الانحطاط والتخلف ليشغلوا المسلمين ببعضهم ويُحاول أن يوجد تياراً وهَّابياً بين الشيعة طالما حذَّر منه العقلاء، فالتكفير يجرُّ التكفير، ثم الدم يستدعي الثأر ومزيداً من الدم الحرام، فلماذا إيقاظ هذه الفتنة العمياء المظلمة ولصالح مَنْ نوقظها (والفتنة نائمة...) فلا أقل دعوها نائمة ولا توقظوها؟

وربما لن تجد في تراثنا الإسلامي وصية بهذا الخصوص كوصية الإمام العسكري (ع) الذي وضع فيها أصول التعامل مع الآخرين بوصية يقول عنها سماحة الإمام الشيرازي الراحل (قدس سره): "كان الإمام الحسن العسكري (ع) على رغم تلك الظروف الصعبة التي عاشها يهتم بشيعته دائماً، فكان يُعلّمهم القرآن وأحكامه، ويُبين لهم التعاليم الإسلامية، والأمور الشرعية، وما ينفع دينهم ودنياهم، وما يضمن لهم سعادة الدارين، وقد حافظ الإمام (ع) على تراث رسول الله (ص) من الضياع، كما كان الإمام العسكري (ع) يدعو لشيعته ويتضرع إلى الله عز وجل في خلاصهم من طغاة بني العباس.. قال (ع) في بعض رسائله لشيعته: (أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالْوَرَعِ فِي دِينِكُمْ، وَالِاجْتِهَادِ للهِ، وَصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكُمْ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ، وَطُولِ السُّجُودِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، فَبِهَذَا جَاءَ مُحَمَّدٌ (صلى الله عليه وآله)؛

صَلُّوا فِي عَشَائِرِهِمْ..

وَاشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ..

وَعُودُوا مَرْضَاهُم..

وَأَدُّوا حُقُوقَهُمْ؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ إِذَا وَرِعَ فِي دِينِهِ، وَصَدَقَ فِي حَدِيثِهِ، وَأَدَّى الْأَمَانَةَ، وَحَسُنَ خُلُقُهُ مَعَ النَّاسِ، قِيلَ هَذَا شِيعِيٌّ؛ فَيَسُرُّنِي ذَلِكَ.

اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا زَيْناً وَلَا تَكُونُوا شَيْناً، جُرُّوا إِلَيْنَا كُلَّ مَوَدَّةٍ، وَادْفَعُوا عَنَّا كُلَّ قَبِيحٍ؛ فَإِنَّهُ مَا قِيلَ فِينَا مِنْ حُسْنٍ فَنَحْنُ أَهْلُهُ وَمَا قِيلَ فِينَا مِنْ سُوءٍ فَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ، لَنَا حَقٌّ فِي كِتَابِ اللهِ وَقَرَابَةٌ مِنْ رَسُولِ‏ اللهِ، وَتَطْهِيرٌ مِنَ اللهِ، لَا يَدَّعِيهِ أَحَدٌ غَيْرُنَا إِلَّا كَذَّابٌ، أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللهِ، وَذِكْرَ المَوْتِ، وَتِلَاوَةَ الْقُرْآنِ، وَالصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله)، فَإِنَّ الصَّلَاةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، احْفَظُوا مَا وَصَّيْتُكُمْ بِهِ وَأَسْتَوْدِعُكُمُ اللهَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلَام) (بحار الأنوار، ج 75، ص 372)

تلك هي وصية الإمام العسكري (ع) للشيعة الكرام، فأين نحن منها، ومما جاء فيها من هذه التعليمات الرائعة، والأخلاقيات الراقية فلا أقل من أن نكون زيناً على أئمتنا إن شاء الله تعالى، ولا نكون شيناً مشيناً على هذه الطائفة المحقة وأئمتها الأطهار (عليهم السلام)؟

اضف تعليق