q
أكد علماء إن أولئك الذين أصيبوا بفيروس كورونا التاجي وتعافوا منه لن يصابون به مرة أخرى، كما كان معتقدا من قبل وكان الخبراء يخشون أن يصاب المرضى بالفيروس مرتين، بعد أن أثبتت إعادة فحص المتعافين من الفيروس عودة الإصابة لما يصل إلى 10% من المصابين...

منذ أن قامت منظمة الصحة العالميةWHO بالتغريد بأنه لا يوجد دليل على أن المتعافين من كورونا يكتسبون مناعة من المرض، والتي تم حذفها فيما بعد، تسعى المنظمة للتراجع عن موقفها، بحسب ما نشره موقع "Newsmax"، وصرحت منظمة الصحة العالمية مؤخرا عبر تغريدة، لم يتم حذفها، قائلة: "نتوقع أن معظم الأشخاص المصابين بفيروس كورونا تتكون لديهم استجابة للأجسام المضادة توفر مستوى من الحماية".

وتعد التغريدة الأخيرة من منظمة الصحة العالمية واحدة من المؤشرات على تراجع منظمة الصحة العالمية عن الموقف السابق لأن التغريدة المحذوفة ما زالت "تتسبب في القلق ويود مسؤولو WHO توضيحها"، ما جاء في نص التغريدة المحذوفة، وفقًا لصحيفة "واشنطن تايمز" هو أنه: "لا يوجد حاليًا أي دليل على أن الأشخاص الذين تعافوا من # كوفيد-19، ولديهم أجسام مضادة، تتوافر (لديهم مناعة) من عدوى ثانية" وتدافع منظمة الصحة العالمية عن موقفها مشيرة إلى أن الهدف من هذه التغريدة كان التحذير مما يعد صكوك مناعة، أعلنتها.

وجاء في بيان صحفي لمنظمة الصحة العالمية أن "بعض الحكومات أرجحت أن الكشف عن الأجسام المضادة لفيروس كورونا، المسبب لمرض كوفيد-19، يمكن أن يكون بمثابة أساس لـ"بطاقة مناعة" أو "شهادة بالخلو من التعرض للمخاطر"وأضاف البيان أنه "لا يوجد حاليًا أي دليل على أن المتعافين من كوفيد-19 وتتوافر لديهم أجسام مضادة تمنحهم حماية من الإصابة بالعدوى ثانية"، وأوضحت منظمة الصحة العالمية كذلك من البيان الأصلي عبر تويتر: "ما لا نعرفه حتى الآن ما هو مستوى الحماية أو الفترة التي تستمر فيها المناعة نحن نعمل مع العلماء حول العالم لفهم رد فعل الجسم بشكل أفضل لمقاومة العدوى بكوفيد-19. حتى الآن، لا يوجد دليل يثبت ذلك وفقاً لإجابة الدراسات العلمية على هذه الأسئلة الهامة".

تتعرض منظمة الصحة العالمية لانتقادات أثناء جائحة كورونا العالمية، وتحديداً من الولايات المتحدة، أكبر مصدر تمويل لـWHO، في أعقاب دعوة الرئيس دونالد ترمب إلى وقف التمويل الأميركي للمنظمة إلى حين قيام قيادات منظمة الصحة العالمية بتوضيح مواقفهم إزاء الدعاية الصينية التي تسعى لتبرئة ساحتها من التسبب في انتشار الجائحة حول العالم.

هل يمكن أن تصاب بفيروس كورونا المستجد مرتين؟

سؤال أوردته صحيفة وول ستريت جورنال على أنه أحدث مستجدات العلم عن أكثر أسئلة كورونا إزعاجا، وأشارت الصحيفة إلى أن أكثر من 160 كوريًّا جنوبيًّا جاءت نتيجة فحصهم (في شهر أبريل/نيسان) موجبة بإصابتهم بفيروس كورونا للمرة الثانية، بعد أسابيع من خروجهم من الرعاية الطبية كما أن بعض الأميركيين المتعافين من الأعراض مُنعوا من التبرع ببلازما الدم للمساعدة في علاج غيرهم لأن نتيجة فحصهم لا تزال موجبة، وقالت الصحيفة إن هذه الإفشاءات تولد القلق بأن الأشخاص الذين أصيبوا بكورونا يصابون مجددا، وهو أمر يقول العلماء إن الأدلة الحالية لا تدعمه.

وفي هذا السياق، أوردت الصحيفة بعض الأسئلة الشائعة التي تدور حول هذا السؤال وإجاباتها، وفقا لما يقوله معظم العلماء، ومنها: والجواب على هذا السؤال -كما يقول معظم العلماء- هو أن الذين أصيبوا بالمرض يكتسبون بعض المناعة للفيروس الذي يسببه لكن ما لا يعرفه العلماء هو ما إذا كانت الوقاية تدوم بضعة أشهر أو بضع سنوات أو مدى الحياة.

ما العوامل التي تؤثر في المناعة؟

أن الجهاز المناعي يدرأ العدوى بإنتاج أجسام مضادة تحارب الغزاة وعادة تؤثر مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية، بما في ذلك أنماط النظام الغذائي والنوم، في قوة تلك الدفاعات وطول عمرهان وتعتمد المناعة أيضا على العامل المُمرِض على سبيل المثال، تمنح العدوى بالفيروس الذي يسبب الحصبة مناعة مدى الحياة، أما العدوى الأخرى مثل فيروس الإنفلونزا فيمكنها أن تتحول بسرعة كبيرة جدا لدرجة أن الأجسام المضادة الواقية قد لا تتعرف عليها عند الإصابة مرة أخرى.

وفيروس كورونا المستجد يتحول ببطء أكثر من فيروس الإنفلونزا، وهذا يعطي الباحثين أملا في أن أي مناعة طبيعية، أو لقاح، سيوفر حماية أكثر ديمومة وحتى لو مرض أحدهم مرة أخرى، يعتقد الباحثون أن العدوى الثانية قد تكون أخف من الأولى، ونتيجة للخوف والقلق من العدوى مرة أخرى يسأل البعض عن أي أخبار جيدة. وفي هذا ذكرت الصحيفة أن مجموعة من الباحثين الصينيين أفادوا في مارس/آذار الماضي بأنهم أصابوا أربعة قرود في المختبر بالعدوى وجعلوها تتعافى ثم حاولوا إعادة إصابة اثنين منها بسلالة الفيروس نفسها ولم يمرض أي منهما مرة أخرى.

لن يصابوا بالفيروس مرة أخرى

أكد علماء كوريون جنوبيون إن أولئك الذين أصيبوا بفيروس كورونا التاجي وتعافوا منه لن يصابون به مرة أخرى، كما كان معتقدا من قبل وكان الخبراء يخشون أن يصاب المرضى بالفيروس مرتين، بعد أن أثبتت إعادة فحص المتعافين من الفيروس عودة الإصابة لما يصل إلى 10% من المصابين في الصين بعد خروجهم من المستشفى، وأثبت العلماء الكوريون الجنوبيون الآن أن مرضى كوفيد 19 لن ينتكسوا بعد التعافي من المرض ويلقون باللوم على الاختبارات الخاطئة التي تزعم بإيجابية نتائج الفحص الثاني.

ومن شأن هذا الكشف الجديد أن يطمئن الحكومات إلى حد كبير، والتي تخشى من احتمال عدم انتهاء دورة العدوى، ووفقًا للجنة الكلينيكية المركزية بكوريا الجنوبية، والمعنية بمكافحة الأمراض الناشئة، إن السبب في نتائج الاختبارات الإيجابية على الأشخاص الذين تعافوا من الفيروس هو "شظايا" الفيروس التي لا تزال باقية في أجسامهم، ولكن ليس لديها القدرة على إصابتهم مرة أخرى أو الانتقال منهم لإصابة الآخرين.

وبدا الأطباء يعتقدون أن ما مجموعه 277 مريضا قد عادت إليهم الإصابة، ما أثار مخاوف من أن الطفرات في الفيروس يمكن أن تمنع المرضى من تطوير مناعة ضده، ما قد يعقد مهمة العثور على لقاح وإلغاء إمكانية ما يطلق عليه "مناعة القطيع" ويقول رئيس اللجنة، أوه ميونغ-دون، إن النتائج الإيجابية اللاحقة نجمت عن القصور في اختبار تفاعل سلسلة البوليميراز الذي يكشف المعلومات الجينية الخاصة بالفيروس، في العينات المأخوذة من المرضى، ولم تستطع تلك الاختبار التمييز بين الحمض النووي الريبي "الحي" والآثار غير الضارة التي يمكن أن تبقى في جسم شخص تعافى بالكامل.

وقالت اللجنة في بيان أن "شظايا الحمض النووي الريبي تكون موجودة في الخلية حتى لو كان الفيروس غير نشط. وتضيف اللجنة انه "من المرجح أن أولئك الذين ثبتت إصابتهم أيجابا التقطوا فيروس الحمض النووي الريبي الذي تعطل بالفعل"، ويتسق هذا الاستنتاج مع النتائج التي توصلت إليها المراكز الكورية لمكافحة الأمراض التي أكدت أن المرضى" المنتكسين ليسوا معديين.

ويقول الدكتور أوه: عمر الخلية الطلائية التنفسية يصل إلى ثلاثة أشهر، ويمكن الكشف عن الحمض النووي الريبي للفيروس في الخلية عن طريق اختبار "بي سي أر" بعد شهر إلى شهرين من القضاء على الخلية، كما اكد أن الفيروس التاجي لا يمكن أن يسبب مرضًا مزمنًا من خلال البقاء داخل نواة الخلايا البشرية، وفي هذا الصدد، يختلف الفيروس الذي يسبب كوفيد 19عن فيروس نقص المناعة البشرية وفيروسات التهاب الكبد B، والتي يمكن أن تظل خاملة وتعود إلى نشاطها لاحقًا.

مناعة مؤقتة؟

السؤال الذي يشغل العلماء في الوقت الحالي يتمحور حول مدة هذه المناعة، فهل سيظل المتعافي محصنا ضد العدوى مدى الحياة، أم إنه سيصبح معرضا للخطر بعد سنوات، وحين يقوم الجسم بإنتاج أجسام مضادة لبعض الفيروسات مثل شلل الأطفال والحصبة، يظل جسم الإنسان محصنا بشكل دائم، لكن الوضع يختلف في حالة الإصابة ببعض أنواع الإنفلونزا، وفي حالة إنفلونزا "سارس كوف 2" وهي من عائلة كورونا، كشفت الدراسات العلمية أن الشخص المتعافي يظل محصنا من الفيروس لمدة تتراوح بين ثماني وعشر سنوات، وفق الباحث في علم الفيروسات بجامعة تكساس، فينيت ميناشري، أما من يصابون بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية المعروفة بـ"ميرس" فيبقون محصنين لفترة أقصر، وتدوم مناعتهم ضد الفيروس مدة تتراوح بين العام والعامين.

علماء يحسمون الجدل

بحسب موقع "سكاي نيوز"، فإن العلماء يرجحون أن يكون تشخيص "الإصابات" وسط أشخاص متعافين، ناجما عن ثغرات في عمليات الفحص عن طريق "تفاعل البوليمارز المتسلسل" وأوضح باحثون في مركز كوريا الجنوبية لمراقبة الأمراض والوقاية منها أنه من المستحيل أن تحصل الإصابة مجددا بفيروس كورونا في جسم الإنسان بعد التماثل للشفاء بشكل كامل، وأضافت المؤسسة العلمية المرموقة، أن تلك الفحوص التي جاءت إيجابية لأنها لم تستطع أن تميز بين آثار حية من الفيروس، وبين بقايا ميتة وغير ضارة منه في جسم الإنسان.

وأصيب أكثر من عشرة آلاف شخص بفيروس كورونا في كوريا الجنوبية، توفي منهم 245 شخصا، أي أن نسبة الوفيات بلغت 2.3 في المئة وهي أقل من المعدل العام الذي أعلنته منظمة الصحة العالمية وهو 3.4 في المئة، وسرى الاعتقاد في كوريا الجنوبية بأن 277 شخصا من المتعافين مرضوا للمرة الثانية، على غرار أشخاص آخرين في كل من الصين واليابان، وأثارت هذه التقارير قلقا وسط الأطباء الذين كانوا يراهنون على أن يكتسب المتعافون مناعة ذاتية، ويستطيعوا العودة إلى حياتهم الطبيعية من دون أن يصابوا حتى وإن تعرضوا لمصدر عدوى.

وعقب التحري في الأمر، كشفت التحاليل الجينية أن الفيروس لم تطرأ عليه أي تغييرات تجعله يستعصي على النظام المناعي لدى الإنسان، وتأتي هذه الطمأنة من كوريا الجنوبية فيما حذرت منظمة الصحة العالمية، في وقت سابق، من شهادات للمناعة، بعدما شرعت عدة دول في إجراء فحوص الأجسام المضادة لمعرفة الأشخاص الذين أصيبوا وتعافوا، من دون أن يعرفوا.

..............................
المصادر
- بي بي سي
- عربي بوست
- اندبندنت عربية
- الإمارات اليوم
- الجزيرة
- العربية
- سكاي نيوز عربية

اضف تعليق