q
العالمُ مايزالُ يتذكّر ثلاثة مسامير من هذا النوع، وهي \"حديثة\" تاريخياً، ولم تصدأ بعد، تمّ تصنيعها في هذه المدينة ذاتها مينيابوليس، لم يخدش أحدها خشب الإمبريالية الأمريكيّة، ففي عام 2015 تم قتل جامار كلارك، وفي عام 2016 قُتِلَ فيلاندو كاستيل، وفي عام 2017 قُتِلَت جوستين داموند...

كثيرون من بيننا يكتبون، وكثيرون يتحدّثون، وكثيرون "يُفكّرون" أنّ مقتل "رفيقنا"، وصديقنا، وشقيقنا "الأسمر" العزيز جورج فلويد، على يد شرطي "أبيض" في مدينة مينيابوليس/ولاية مينيسوتا، سيكونُ آخرَ مسمارٍ يتمُّ دقّهُ وتثبيته في "نعش" الإمبريالية الأمريكية، والنظام الرأسمالي العالمي!.

العالمُ مايزالُ يتذكّر ثلاثة مسامير من هذا النوع، وهي "حديثة" تاريخياً، ولم تصدأ بعد، تمّ تصنيعها في هذه المدينة ذاتها (مينيابوليس)، لم يخدش أحدها "خشب" الإمبريالية الأمريكيّة، ناهيك عن المساهمة الفاعلة في صناعة تابوتها.

ففي عام 2015 تم قتل جامار كلارك، وفي عام 2016 قُتِلَ فيلاندو كاستيل، وفي عام 2017 قُتِلَت جوستين داموند، وجميعهم قُتِلوا بإطلاق النار عليهم من قبل أفراد في شرطة مينيابوليس، وفي قضايا القتل الثلاث هذه، تمت تبرئة أحد عناصر الشرطة "القاتلة"، وحُكِمَ على الآخر بالسجن لمدة 12.5 عام، بينما لم تُوَجّه أيّ إتّهامات في القضية الثالثة، وفي جميع حوادث القتل هذه، تناثرت "المسامير" قبل وصولها إلى صانع "التوابيت"، الذي يسكن ويعمل، فقط، في عقولنا، ويعتاشُ على نمط تفكيرنا البائس، وسذاجتنا المُطلقة.

أمّا "أنا"، فأتذَكَّرُ شخصياً (بحكم كوني طاعِنٌ في السِنّ)، الكثيرَ من هذه "المسامير" التي "زنجَرَتْ" في ذاكرتي، وشاركَتْ في "نجارة" الكثير من "التوابيت"، التي كانت في معظمها "توابيتنا"، والتي لم يكن من بينها يوماً، لا نعش "الإمبرياليّة أعلى مراحل الرأسماليّة"، ولا نعش النظام الرأسمالي العالمي، بل ولن يكون من بينها، ولو "تابوتٌ" واحد، لـلسيد دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدّة الأمريكيّة.

في "الإحتجاجات" العراقيّة الأخيرة تمّ قتل أكثر من 600 "مُحتَجّ"، و جرح وإعاقة آلافٍ غيرهم، دونَ أن نعرفَ من قام بكلّ ذلك، ودونَ أن يَدُقّ ذلكَ "مسماراً" واحداً في "نعش" النظام العراقي الديموقرطي - التوافقي - المكوّناتي - التعدّدي - الإتّحادي .. ولا في "قصر"، أو "حصانة"، أو امتيازات أيّ مسؤولٍ عن تلك المجزرة (ناهيكَ عن تابوته) .. ومع ذلك يأتيكَ من بين العراقيّين من يعتقِد (بل ويؤمِن)، بأنّ مقتل شخصٍ واحد إسمهُ جورج فلويد، في مدينة إسمها مينيوبوليس، وفي ولاية إسمها مينوسوتا، سيُنهي هيمنة الإمبرياليّة الأمريكيّة على العالم، و سيدقُّ المسمار الأخير في نعش النظام الرأسمالي العالمي، وسيغلقُ غطاء التابوت بإحكام، على السيد الرئيس - القائد - دونالد ترامب.

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق