q
لماذا نفتش في حقائب أفكاره.. لماذا نتفحص قصاصات تساؤلاته حول اهتماماتنا من السياسة الى مواقفنا التائهة في الوجود والحياة.. لماذا نعيد ترتيب قصائده التي تركها متناثرة بين أحداث أيامه.. لماذا نبحث في أعماق ذكرياته عن مستقبلنا.. لماذا تصدمنا فلسفته ونحن المتخمين بما لذ وطاب من...

لماذا نقرأ اليوم السيد حسن الشيرازي؟

لماذا نفتش في حقائب أفكاره.. لماذا نتفحص قصاصات تساؤلاته حول اهتماماتنا من السياسة الى مواقفنا التائهة في الوجود والحياة.. لماذا نعيد ترتيب قصائده التي تركها متناثرة بين أحداث أيامه.. لماذا نبحث في أعماق ذكرياته عن مستقبلنا.. لماذا تصدمنا فلسفته ونحن المتخمين بما لذ وطاب من معلبات عصر المعلوماتية والشبكة العنكبوتية.. لماذا نختبر الجلوس تحت ظل رايته الثورية وقد أجهدتنا الثورات بفصولها الأربعة.. لما نتقصى قوائم انجازاته في زمن ثقافة التخريب والتدمير.. لماذا نريد أن نتذوق كلماته الحلوة وقد أدمنا المرض بالسكري.. لماذا تفجر ذكراه ألف دمعة وفي يومنا يموت ألف شهيد.. لماذا نرشق البعض بالتخلف ونحن نعود الى الماضي لنستلهم فكر..

ونختم التساؤلات بسؤال:

أي من علامات الاستفهام ستظل ثابتة في نهاية السؤال حينما يكون الإمام آية الله الشهيد الشيرازي هو روح الجواب؟

استشهد السيد الشيرازي في عام 1980م وبالرغم من عمره القصير إلا انه ترك لنا إرثا فكريا وانجازا مؤسساتيا عظيما، اغضب أعدائه وحير أحبابه واستفز حاسديه..

فقد كان فكرا ومنهاجا أيقظ في الأمة وعي النهضة وأرشدها الى سبل الارتقاء، انتمى للعصر وتجاوزه الى المستقبلية..

لم يعتاد البعض على العمل من اجل المستقبل، بالرغم من إن نهج مدرسة الرسول وآله هو المستقبل، المستقبل الدنيوي والأخروي، والمستقبلية التي تعتمد على البناء الصحيح والرؤية الحقة هي الضمان للفوز بالحياة الصالحة والفوز الأخروي.

كان السيد الشيرازي يتحرى أن ينطلق من الأسس الإلهية في كل عمل مهما كان وفي كل موقف مهما يكون، وفي جميع المجالات، وكان يجتهد في الابتداء بمقدمات صحيحة موثوق في سلامتها لينتهي الى نهايات سليمة وايجابية، لم يجامل ولم يلجأ الى ظن ولم يستعير من أحد خطاه.

ففكره ينتمي الى واقع الأمة ليحقق لها هويتها الإنسانية والحضارية وفقا للمنهج الإسلامي في بناء الفرد والمجتمع، وأعماله كانت تأسيسا لمتطلبات المعاصرة لتحقيق أنموذج مستقبلي، لذا فهو يقدم أجوبة لأسئلتنا المعاصرة، ويقدم حلول لإشكالياتنا اليومية، وهو يستعرض أخطائنا التي مرت بنا وكأنه كان يستكشف عصرنا أو يستشرف المستقبل..

لذا فإننا أحوج إليه من أي وقت مضى، لأننا بحاجة الى مبادئه – مواقفه – منهجه الثوري – منهجه التغييري – آراؤه – أفكاره – كلماته – أشعاره – أخلاقه – سماته – شخصيته...

ربما عاش ثائرا مطاردا غريبا شاهدا وشهيدا.

اليوم وغير كل الأيام نحن نشعر بالانتماء إليه.. نشعر بالحاجة له.. نشعر بضرورة فهم مسيرته ليس لأنها عظيمة وان كانت هي عنوان لهذه القيمة بل لأنها تقدم لنا حلولا لمشاكلنا واشكاليتنا، تتضمن أجوبة على أسئلتنا المقلقة وألغاز الاضطراب الذي نعيشه في حياتنا المعاصرة.

والسؤال: هل سبق السيد الشيرازي عصره فقدم ما زلنا بحاجة إليه أم تأمل عميقا في أحداث عصره؟ فانطلق يرسم مستقبل ما نحن فيه؟ أم انه التصق بكلمة الله فكان معبرا عنها؟ وحينما تشتق المواقف من السنن الإلهية فإنها تنتقل عبر الزمن دون أن تعاب أو تتلف.

جميع الأجوبة صحيحة وهنا تكمن عظمة هذه الشخصية.

* مقدمة كتاب: (آية الله السيد الشهيد حسن الشيرازي الإمام المفكر والمصلح الثائر مؤسس الحوزة الزينبية-قراءة في فكره ومنهجه السياسي والإصلاحي) للكاتب الراحل رسول الحجامي

اضف تعليق