q
اليوثانيجيا أو ما يسمّى القتل الرحيم تعني: \"عندما يقتل الطبيب مريضه بتسميمه بعقار قاتل، وفي بعض الدول تسعى لسن قانون القتل الرحيم او كما يسميه البعض الانتحار بمساعدة الغير، وهو قانون يجيز للمرضى الميئوس من شفائهم طلب مساعدة طبية لإنهاء حياتهم، ومن ضمن الدول التي تسمح قوانينها بالانتحار...

اليوثانيجيا أو ما يسمّى القتل الرحيم تعني: "عندما يقتل الطبيب مريضه بتسميمه بعقار قاتل، وفي بعض الدول تسعى لسن قانون القتل الرحيم او كما يسميه البعض الانتحار بمساعدة الغير، وهو قانون يجيز للمرضى الميئوس من شفائهم طلب مساعدة طبية لإنهاء حياتهم، ومن ضمن الدول التي تسمح قوانينها بالانتحار بمساعدة الغير هي سويسرا والتي جعلت البعض يصفونها بمغناطيس ”سياحة الموت“ لارتفاع اعداد الذين يقدمون على الانتحار.

فيما وافق برلمان ولاية فيكتوريا ثاني أكبر ولايات استراليا على تشريع هذا القانون وهو التشريع المتوقع أن تحذو حذوه باقي الولايات في البلاد. وبموجب القانون يحق لأي شخص من سكان فيكتوريا يزيد عمره عن 18 عاما يعاني من مرض عضال ويتوقع الأطباء ألا تستمر حياته أكثر من عام أن يطلب جرعة قاتلة من أي دواء.

وتعد ولاية فيكتوريا أول ولاية استرالية تسن هذا القانون، وجرى سن القانون في نوفمبر تشرين الثاني الماضي ويدخل حيز التنفيذ في يونيو حزيران 2019. وتجرم فرنسا القتل الرحيم لكن قانونا صدر في عام 2016 يسمح للأطباء بوضع المرضى الميئوس من شفائهم في غيبوبة عميقة حتى وفاتهم، ويميز القانون بين القتل الرحيم والغيبوبة العميقة.

فيما تعارض الحكومة الاتحادية في استراليا تشريع القتل الرحيم رغم أن الإقليم الشمالي للبلاد كان أول من يقدم على هذه الخطوة في العالم في عام 1955, والقتل الرحيم جائز قانونا بأشكال مختلفة في هولندا وبلجيكا وكولومبيا ولوكسمبورج وكندا بينما تسمح عدة ولايات أمريكية بالانتحار بمساعدة أطباء.

نزع أجهزة الإعاشة عن مريض مصاب بشلل رباعي

توفي فنسان لامبير البالغ من العمر 42 عاما والذي عاش بحالة شبه غيبوبة منذ العام 2008 وإصابته بالشلل الرباعي إثر حادث دراجة نارية ، ووفق ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر من عائلته قد تم إيقاف تقديم العلاج له قبل عدة أيام بناء على أمر قضائي صدر نهاية حزيران/يونيو. وفنسان لامبير أصبح رمزا للجدل بشأن مسألة الموت الرحيم في فرنسا، حيث شهدت قضيته في الأعوام الأخيرة عدة تطورات آخرها بشأن وقف العلاج والأغذية عنه نظرا لحالته المتدهورة جدا.

ويوم 28 يونيو/حزيران أمرت محكمة النقض بوقف الرعاية الصحية عن لامبير لتلغي بذلك حكما سابقا صادرا عن محكمة الاستئناف بمواصلة علاجه. وبناء على هذا الحكم، أمر الثلاثاء 2 يوليو/تموز طبيبه فنسان سانشيز في مستشفى رينس الجامعي بإيقاف العلاج بداية من الأربعاء 3 يوليو/تموز.

ويتضمن الحكم القضائي تقديم "مخدر طبي حتى الموت" للامبير بغية وقف العلاج والأغذية التي كان يتلقاها عن طريق مسبار. وقد اصطدمت قرارات عدة بوقف العلاجات الحيوية المقدمة له بعوائق مختلفة والتماسات قضائية متتالية فكان ملف لامبير قد وصل حتى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ومجلس الدولة الفرنسي وشهد تدخل لجنة تابعة للأمم المتحدة، وكان الرجل محور نزاع قضائي استمر عشرة أعوام لإبقائه على أجهزة الإعاشة.

وقد وضع وفاة لامبير حدا للجدل القضائي والإعلامي المستمر منذ سنوات، والذي اكتسب أحيانا بعدا سياسيا. وكانت عائلة فنسان لامبير تنقسم بين والديه فيفيان وبيير اللذين عارضا بشدة وقف العلاج عنه مدعومين من عدة جمعيات من بينها جمعية "أنا أؤيد فنسان" من جهة، وبين زوجته راشيل وابن أخيه فرانسوا وستة من الإخوة والأخوات الذين يرفضون استمرار إبقائه في هذه "اللاجدوى العلاجية" وفق تعبيرهم، والذين أكدوا أيضا أن فنسان أخبرهم مسبقا أنه يفضل الموت بدلا من العيش في حالة إعاقة تامة.

وقال محاميان، اللذان يمثلان أقارب لامبير، خروج بعض الاشخاص للتظاهر منعا لتنفيذ الحكم القضائي، ولكن الأطباء أوقفوا يوم الثاني من يوليو تموز أجهزة التغذية والحقن بالمحاليل التي أبقت فينسون لامبير على قيد الحياة. وتصرف الأطباء في المستشفى الواقع في رامس بشمال شرق فرنسا تطبيقا لحكم نهائي أصدرته محكمة النقض وهي أعلى محكمة في البلاد.والقتل الرحيم غير قانوني في فرنسا، لكن القانون يسمح للأطباء بتخدير المرضى المصابين بأمراض عضال بشكل كامل حتى الموت.

وأرادت زوجة لامبير وبعض إخوته فصل أجهزة الإعاشة، لكن والديه وهما من الكاثوليك، وبدعم من أقارب آخرين، خاضا سلسلة من المساعي القانونية لإجبار الأطباء على إبقائه على قيد الحياة. ويقول الوالدان أن ابنهما لم يكن مصابا بمرض عضال. ولم يكن لدى لامبير أي وعي تقريبا، لكنه كان قادرا على التنفس بدون جهاز تنفس صناعي وأحيانا كان يحرك عينيه.

المحاكم العليا والحق في الموت

رفضت أعلى محكمة في بريطانيا السماح لرجل مريض في الحصول على حق الموت، بعد معركة قضائية خسرها في النهاية الرجل الذي يعاني من مرض ميؤوس من شفائه. ويعاني نويل كونواي، 68 عاما ، من مرض عصبي حركي، ولا يوجد في جسده أي حركة سوى في يده اليمنى ورأسه ورقبته.

وخسر الرجل، وهو محاضر سابق، قضيته أمام محكمة الاستئناف في يونيو/حزيران بعد رفضت المحكمة العليا . ورفض القضاة طلب كونواي للاستئناف ضد الحكم، نظرا لأن فرص نجاحه غير كافية. وعلق كونواي، الذي كان مريضا جدا ولم يحضر جلسة المحكمة في لندن، إنه أمر وحشي لأن عليه الاختيار بين خيارات غير مقبولة لإنهاء حياته.

وقال، إن الحُكم كان مخيبا للآمال بشدة، ومن القسوة الشديدة أن يتم رفض حق الموت، والخيار الوحيد المتاح أمامي حاليا هو إزالة جهاز التنفس الصناعي والاختناق حتى الموت تحت التخدير. وأوضح، أن هذا أمر غير مقبول بالنسبة له. بدلا من ذلك، يريد المساعدة الطبية للموت عندما يكون أمامه أقل من ستة أشهر ليعيش، بينما مازال يتمتع بالقدرة العقلية على اختيار طوعي ومستنير وثابت.

وقال القضاة: بحسب مانقلته لـ" بي بي سي نيوز "، لا أحد يشك في أن القضية ذات أهمية عامة متزايدة و إنه أمر يمسنا جميعا ... علينا جميعا أن نفكر في موتنا. ومع ذلك، حكمت المحكمة بأن فرص كونواي في الاستئناف الناجح لم تكن كافية لتبرير منح الإذن له ليموت. وقالت منظمة كرامة في الموت، التي تدعم كونواي، إنها ستحول الاهتمام بالقضية إلى البرلمان مرة أخرى.

ولكي يمنحه الطبيب الحق في الحصول على جرعة قاتلة من العقاقير يجب أن يكون عمره المتبقي أقل من ستة أشهر. لكن القسم الثاني من قانون الانتحار لعام 1961 يجعل هذا غير قانوني ويعاقب عليه بما يصل إلى السجن لمدة 14 سنة . وقد أعتبر كونواي القانون الحالي هو تدخل غير مبرر في الحق في احترام الحياة الخاصة بموجب الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.

وقال قضاة المحكمة العليا الثلاثة إنه من المناسب لهم أن يعلنوا أن القانون الحالي لا يتماشى مع الاتفاقية، ويتركوا الأمر للبرلمان ليقرر ما يجب فعله حيال ذلك. لكنهم سيأخذون في الاعتبار التصويت بالأغلبية الساحقة لأعضاء البرلمان قبل ثلاث سنوات، لرفض اقتراحات السماح بالمساعدة على الموت. وفي نهاية الأمر فإن مهمة القضاة تفسير القانون، بينما البرلمان هو الوحيد الذي يمكنه سنه.

عالم استرالي ينتحر في سويسرا

انتحر عالم استرالي يبلغ من العمر 104 أعوام في سويسرا بحقنة مميتة بمساعدة الغير. وقال العالم الاسترالي ديفيد جودال خلال مؤتمر صحفي نقلته رويترز، قبل يوم من انتحاره بمساعدة الغير في بازل بسويسرا، أتمنى أن يؤدي ذلك لسن قوانين تجيز القتل الرحيم في بلده

وقالت منظمة إكزيت إنترناشونال، التي تقدم معلومات وإرشادات للانتحار بمساعدة الغير، إن العالم ديفيد جودال المولود في بريطانيا، والذي لم يكن مصابا بمرض لا شفاء منه، حقن نفسه بجرعة مميتة من مادة الباربيتورات وتوفي الساعة 1030 بتوقيت جرينتش في عيادة قرب مدينة بازل.

وجودال حائز على وسام استراليا لعمله في مجال علم النبات. وقال إنه حاول من قبل الانتحار في استراليا بعد أن تدهورت قدراته بما في ذلك حاسة السمع. وذهب إلى سويسرا بسبب قوانينها التي تسمح بالانتحار بمساعدة الغير منذ الأربعينات، وقال جودال للصحفيين قبل وقت قصير من موته، حياتي كانت سيئة جدا خلال العام المنصرم أو نحو ذلك وأنا سعيد جدا بإنهائها، وكل الدعاية التي أحاطت بالأمر يمكنها فقط، على ما أظن، أن تخدم قضية القتل الرحيم لكبار السن.

في امريكا دعوى بشأن الحق في إنهاء الحياة

حث طبيبان في ولاية ماساتشوستس الأمريكية قاضية على السماح لهما بإقامة دعوى تسعى لاستصدار أمر يقضي بأن قوانين الولاية بشأن القتل العمد والقتل الخطأ لا تنطبق على الأطباء الذين يعرضون أدوية مميتة على المرضى الذين لا يرجى برؤهم.

وخلال مرافعات أمام قاضية المحكمة العليا ماري أميس في بوسطن قال محام عن الطبيبين اللذين يعاني أحدهما من السرطان إن الغموض الذي يكتنف مصير من يقدم هذه الأدوية من الأطباء هو الذي يمنعهم من وصفها.

وقال المحامي جون كابوس "المساعدة الطبية في إنهاء الحياة ببساطة لا تشملها قوانين الكومنولث بشأن القتل الخطأ والقتل العمد." وكان يترافع نيابة عن روجر كليجلر، وهو طبيب متقاعد شخص بأنه مصاب بسرطان البنكرياس في المرحلة الرابعة، وألان شتاينباخ، وهو طبيب آخر يقول إنه على استعداد لكتابة وصفة طبية لدواء قاتل لكنه يخشى الملاحقة الجنائية.

وقال روبرت كوينان مساعد النائبة المدعية العامة لماساتشوستس ماورا هيلي إنه رغم أن هيلي أبدت "تعاطفها الشديد" مع كليجلر فإنه لا توجد أسباب لمنحه الحكم الذي يسعى إليه. وجادل بأن على المحكمة أن تحيل الأمر إلى المجلس التشريعي للولاية لاتخاذ قرار بشأن القضية وضمان تطبيق معايير السلامة لحماية المرضى الضعفاء ونزاهة المجتمع الطبي.

القس ديزموندتوتو "يريد حق إنهاء حياته"

كشف ديزموندتوتو كبير أساقفة جنوب أفريقيا عن أنه يريد أن يكون لديه خيار المساعدة على انهاء حياته. وقال توتو الحائز على جائزة نوبل للسلام، الذي كان من أبرز المطالبين بإنهاء سياسات الفصل العنصري، إنه "لا يريد أن يبقى على قيد الحياة أيا كان ثمن ذلك"، جاء تعليق توتو في صحيفة واشنطن بوست في مقال بمناسبة عيد ميلاده الخامس والثمانين. وأعلن توتو تأييده للحق في المساعدة على إنهاء الحياة عام 2014، دون أن يحدد إذا ما كان هو شخصيا يرغب في ذلك الحق.

وأدخل توتو إلى المستشفى الشهر الماضي لإجراء جراحة، وكتب توتو، أرجو أن أُعامل بتعاطف ويُسمح لي بالمرور إلى المرحلة التالية في رحلة الحياة بالطريقة التي أختارها. وقال، بغض النظر عما قد تختارونه لأنفسكم، لماذا تمنعون الآخرين من أن يكون لهم اختيار؟.

وأضاف، هؤلاء الذين يعانون بصورة لا تحتمل ويقاربون نهاية حياتهم يجدون راحة بالغة لمجرد معرفة أن حق طلب المساعدة على إنهاء الحياة متاح لهم.

ولا يوجد تشريع في جنوب أفريقيا بشأن المساعدة على إنهاء الحياة، ولكن في حكم تاريخي في ابريل/نيسان 2015 قضت محكمة جنوب افريقية بالسماح لرجل مصاب بمرض عضال أن يطلب المساعدة على انهاء حياته، مما أدى إلى مطالبات لتوضيح القانون بشأن المساعدة على انهاء الحياة.

وعليه تسعى بعض الدول لتشريع الانتحار بمساعدة الغير اسوة بالدول والولايات التي سبقتها ويقول مؤيدو القانون المعمول به حاليا إن وجوده يحمي الضعفاء من سوء الاستغلال والإكراه!. قانون يغيروا أفكار ومبادىء وعقائد البشرية لتسلك منحدرا مظلم مهلك، دون أن يدركوا انه فعلا حرمة الله وعده جريمة وجاءت كلمة الفصل بقوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}. وتوعد المنتحرين مباشرة بقوله {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} (النساء، 29_30)

اضف تعليق