q
نوبات الارتعاش المتكررة التي أصابت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، خلال المناسبات العامة اثارت قلق الألمان حيال صحة هذه المرأة القوية التي يصفها البعض بـ(المرأة الحديدية) وقدرتها على اكمال مسيرتها، خصوصا وان هذه القضية قد أذكت الجدل بين بعض أعضاء حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تنتمي إليه...

نوبات الارتعاش المتكررة التي أصابت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، خلال المناسبات العامة اثارت قلق الألمان حيال صحة هذه المرأة القوية التي يصفها البعض بـ(المرأة الحديدية) وقدرتها على اكمال مسيرتها، خصوصا وان هذه القضية قد أذكت الجدل بين بعض أعضاء حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تنتمي إليه، بشأن ما إذا كان عليها أن تسلم السُّلطة في موعد قبل التاريخ المقرر في 2021.

وقال عضو في اللجنة التنفيذية للحزب: «الارتعاشات تشعل النقاش الداخلي في الحزب بشأن إمكانية صمود الجدول الزمني المتفق عليه بين ميركل وكرامب كارنباور المتعلق بعدم تسليم السلطة قبل 2021». ويشعر أنصار كرامب كارنباور بأن زعامة الحزب لا تمنحها ما يكفي من المساحة على الساحة السياسية. وتسببت بعض الأخطاء التي سقطت فيها منذ توليها زعامة الحزب، في انخفاض حاد بنسبة التأييد لها في الأسابيع الماضية.

لكن مصادر في معسكر المحافظين الذي تنتمي إليه ميركل، قالت إنها ﻻ تريد لا هي ولا كرامب-كارنباور- تغيير الجدول الزمني الذي يتضمن بقاء ميركل في منصبها حتى 2021. وفي حالة تنحي ميركل مبكراً، فإن هذه الخطوة ستؤدي على الأرجح إلى إجراء انتخابات جديدة.

وأكدت ميركل التي تتولى السلطة منذ عام 2005، أنها لن تترشح مجدداً في انتخابات تجرى بنهاية هذه الدورة البرلمانية في 2021. وتخلَّت في ديسمبر/كانون الأول 2018 عن زعامة الحزب، في خطوة اعتُبرت تمهيداً لتسليم السلطة.

وعانت ميركل (64 عاماً) ثالث نوبة ارتعاش خلال أسابيع، كان اخرها خلال مراسم استقبال رئيس وزراء فنلندا. وفي مخالفة لقواعد البروتوكول المعتادة اختارت ميركل، أن تجلس بدلاً من الوقوف في استقبال رئيسة وزراء الدنمارك ببرلين.

وكتب الصحفي فرانز يوزف فاجنر في عاموده بصحيفة بيلد الشعبية عن اضطرار ميركل للجلوس خلال مراسم استقبال في مخالفة للبروتوكول ”عزيزتي المستشارة الجالسة. انفطر قلبي لرؤيتك وأنت تجلسين خلال مراسم الاستقبال الرسمي لرئيسة وزراء الدنمرك“. وأضاف ”نرى شخصا يحاول أن يبقى قويا لكنه يرتعش ثم يرتعش“. وأحصت الصحيفة 21 رحلة خارجية قامت بها ميركل، التي تبلغ 65 عاما، حتى الآن هذا العام وقالت إن هذا الرقم أعلى بكثير مقارنة بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (41 عاما) الذي بلغ عدد جولاته الخارجية 17 ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي (62 عاما) التي قامت بست عشرة جولة.

وتقود ميركل أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي ومن المعروف عنها أخلاقياتها في العمل وتفوقها على قادة أخرين في قمم الاتحاد الأوروبي بقدرتها على التركيز على تفاصيل المناقشات المعقدة التي تستمر حتى الليل. وأصرت المستشارة، التي لم يسبق أن عانت من مشاكل صحية خطيرة، على أنها بخير بعد أن أصابتها نوبة ارتعاش أثناء مراسم استقبال رئيس وزراء فنلندا وقالت إنها تتعامل مع نوبات ارتعاش ظهرت لأول مرة في منتصف يونيو حزيران.

شأن خاص

وفي هذا الشأن أظهر استطلاع للرأي أن أغلب الألمان يعتقدون أن صحة المستشارة أنجيلا ميركل مسألة شخصية بعد أن عانت من نوبات ارتعاش مؤخرا، أحدثها قبل أيام، مما أثار تساؤلات عن ضرورة تقديمها تفسيرا للأمر. وأثارت تلك النوبات قلق الكثير من الألمان وأذكت الجدل بين بعض أعضاء حزبها، الاتحاد الديمقراطي المسيحي، بشأن ما إذا كان عليها تسليم السلطة في موعد قبل التاريخ المقرر في 2021.

لكن استطلاعا للرأي، شارك فيه 4495 شخصا أجرته مؤسسة (سيفه) لصالح صحيفة آوسبوجر ألجماينه، أظهر أن أغلبية نسبتها 59 بالمئة تعتقد أن صحة ميركل أمر يخصها. وسأل الاستطلاع المشاركين ”في رأيك هل على أنجيلا ميركل تقديم معلومات تفصيلية علنية عن حالتها الصحية؟ أم أن ذلك شأنها الخاص؟“ وأجاب 34 بالمئة فقط بأن عليها نشر تفاصيل حالتها الصحية بينما لم يقطع سبعة بالمئة برأي محدد.

أصرت المستشارة، التي لم يسبق أن عانت من مشاكل صحية خطيرة، على أنها بخير بعد أن أصابتها نوبة ارتعاش أثناء مراسم استقبال رئيس وزراء فنلندا وقالت إنها تتعامل مع نوبات ارتعاش ظهرت لأول مرة في منتصف يونيو حزيران. لكنها أحجمت عن تقديم أي تفاصيل عن صحتها.

وتقود ميركل ألمانيا منذ 2005 مما يجعل سنوات خدمتها الأطول بين الزعماء السياسيين للديمقراطيات الغربية الكبرى. وتقضي ميركل حاليا ولايتها الرابعة ولا تعتزم الترشح مجددا في الانتخابات الاتحادية المقبلة في 2021. وقررت ميركل الترشح للولاية الرابعة بعد تفكير عميق وقالت في نوفمبر تشرين الثاني 2016 إنها ستسعى للبقاء في المنصب ”إذا سمحت الصحة“ وفي 1998 نقل عنها قولها ”لا أريد أن أكون حطاما ونصف ميتة عندما أترك الساحة السياسية“. بحسب رويترز.

وتقود ميركل أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي ومن المعروف عنها أخلاقياتها في العمل وتفوقها على قادة أخرين في قمم الاتحاد الأوروبي بقدرتها على التركيز على تفاصيل المناقشات المعقدة التي تستمر حتى الليل. وتعلن في الولايات المتحدة عادة أجزاء من نتائج الفحوص الطبية السنوية للرئيس لكن في ألمانيا يتوقع أن يحتفظ الزعماء السياسيون بشكل عام بالخصوصية فيما يتعلق بصحتهم.

وسعى المسؤولون للتقليل من أهمية الارتجاف المتكرر وشددوا على أن ميركل في صحة جيدة لكنهم رفضوا الرد على أسئلة مفصلة بشأن وضعها الصحي. لكن العديد من وسائل الإعلام قالت إنه يتعين على ميركل أن تبدي مزيدا من الشفافية إذا أرادت الحد من التكهنات. وقالت صحيفة سودويتشه تسايتونغ إن الشرح الذي قدمته ميركل يكشف "خشيتها من احتمال إثارة شكوك الناس بقوتها وقدرتها، وخصوصا أنها أقرت بأنها سمحت بأن تجرى لها فحوص. أي هي نفسها تساورها شكوك". وقالت إن على ميركل أن تقول بوضوح ما إذا كانت خضعت لفحوص طبية لمعرفة سبب نوبات الارتجاف. واضافت "الأمر يتعلق بإعطاء مؤشر الى أنها تتعاطى مع صحتها بجدية".

وعنونت بيلد أكبر الصحف الالمانية "الامر (الارتجاف) لا يتوقف" مع صورة لميركل وسط تساؤل وسائل الاعلام عن الوضع الصحي للمستشارة التي تحكم المانيا منذ نحو 14 عاما. وكثيرا ما توصف ميركل بأنها الزعيمة الأكثر نفوذا في الاتحاد الأوروبي وأقوى نساء العالم. وكانت قد أعلنت انها ستنسحب من السياسة عندما تنتهي ولايتها في 2021.

تسليم السلطة

في السياق ذاته قالت مصادر رفيعة في حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن نوبات الارتعاش التي أصابتها خلال مناسبات عامة أذكت الجدل بين بعض أعضاء حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تنتمي له بشأن ما إذا كان عليها أن تسلم السلطة في موعد قبل التاريخ المقرر في 2021. ولم يبد على ميركل أي مؤشر على نوبة ارتعاش في مراسم وكانت تبتسم ابتسامة عريضة.

وحرصت على الإدلاء بتصريحات تطمئن الحضور على حالتها الصحية لكنها أحجمت عن الكشف عن أي تفاصيل. وأضافت ميركل ردا على سؤال عن صحتها خلال مؤتمر صحفي مع مته فريدريكسن رئيسة وزراء الدنمرك ”أولا عليكم التسليم بأنني مدركة لمسؤوليات منصبي. أتصرف بشكل ملائم عندما يتعلق الأمر بصحتي“.

وتابعت قائلة ”كما أنني كشخص عادي يهمني أن أتمتع بصحة جيدة وأعتني بصحتي“. ومزحت بشأن عيد ميلادها الخامس والستين إنها تدرك كل عام في عيد ميلادها أنها تتقدم في العمر. لكن ذلك لم يمنع النقاشات والجدل في حزبها حول توقيت تسليم السلطة لخليفتها أنجريت كرامب-كارنباور. وأكدت ميركل التي تتولى السلطة منذ عام 2005 أنها لن تترشح مجددا في انتخابات تجرى في نهاية هذه الدورة البرلمانية في 2021.

وتخلت في ديسمبر كانون الأول عن زعامة الحزب في خطوة اعتبرت تمهيدا لتسليم السلطة. وقال عضو في اللجنة التنفيذية للحزب ”الارتعاشات تشعل النقاش الداخلي في الحزب بشأن إمكانية صمود الجدول الزمني المتفق عليه بين ميركل... وكرامب-كارنباور المتعلق بعدم تسليم السلطة قبل 2021“. بحسب رويترز.

من جانب اخر قال هيلجي براون مدير مكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنها بصحة جيدة وسوف تكمل مدتها في منصب المستشارة حتى نهايتها في عام 2021، على رأس الائتلاف الحاكم الذي يضم الحزب الديمقراطي الاشتراكي. كما أكد براون أن ميركل ترشحت لفترة رابعة بهدف استكمال هذه الفترة. وقال في مقابلة تلفزيونية: «هي بصحة جيدة». وأضاف: «قطعاً هي لائقة لاستكمال فترتها، التي تنتهي بانتخابات اتحادية في أكتوبر/تشرين الأول 2021».

وقال براون: «لقد خاضت الانتخابات كي تبقى في المنصب أربعة أعوام، والمهام التي أمامنا تجعل من الضرورة أن تستكمل فترتها». وعلاوة على التكهنات بسبب نوبات الارتعاش التي أصابت ميركل، تدور تساؤلات حول احتمالية انسحاب الحزب الديمقراطي الاشتراكي من الائتلاف الحاكم. وأردف: «لا أعتقد أن الحزب الديمقراطي الاشتراكي سيخرج» من الائتلاف، مشيراً إلى أن على الحكومة التعامل مع مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتشارك في تشكيل مستقبل أوروبا عندما تتولى ألمانيا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي العام المقبل.

اضف تعليق