q
لا شك بأن العراقيين جنّ عليهم ليل أمس وهم محزونون، حيث ارواح الأبرياء ارتحلت الى ملكوت السماء بعد ان حُبست انفاسها في مياه نهر دجلة... برقيات التعازي تصدرت تراجيديا الموت.. مجاميع التواصل الاجتماعي زيّنتها صور الحدِاد. ومشاهد الموت الجماعي في الموصل. كان رئيس مجلس الوزراء يرافقه...

لا شك بأن العراقيين جنّ عليهم ليل أمس وهم محزونون، حيث ارواح الأبرياء ارتحلت الى ملكوت السماء بعد ان حُبست انفاسها في مياه نهر دجلة...

برقيات التعازي تصدرت تراجيديا الموت.. مجاميع التواصل الاجتماعي زيّنتها صور الحدِاد. ومشاهد الموت الجماعي في الموصل.

كان رئيس مجلس الوزراء يرافقه وزير الصحة في طلائع الواصلين الى حيث الكارثة، محافظ الموصل ببلادته تجول مبتسماً وسط ذهول ذوي الضحايا وهو يتخطى رقاب الموتى في الطب العدلي..

أقلام كُثر عتبت على (دجلة) لأنه كالوحش الذي يبتلع في جوفه مئات الأضاحي...

واُخرى كتبت بان الجشع والفساد هما أسّ الكارثة...

ولم يترك المتصيدون الطائفيون هذا المهرجان، اذ نشروا سهامهم لإقتناص ضحايا خارج مياه النهر وبانهم وراء هذه الكارثة حتى وان لم يكن لهم فيها ناقة ولا جمل..

آخر نحو هذه التراجيديا لن تراها الا في العراق حيث يهدي الموت بكرم كل من وطأت أقدامه بلاد الرافدين...

ولنا ان نفكّر قليلاً بما حدث وبما سيحدث.. وما هو السبيل لإيقاف هذه الخسائر المجانية؟

سمعنا بان لجنة تحقيقية ستباشر عملها فورا وان الحكومة الاتحادية ستشرع بإجراء تحقيق لمعرفة المتسبب وان رئيس الجمهورية سيدعو الى اجتماع للرئاسات الثلاث. وان مجلس القضاء الاعلى وجه بتوقيف ادارات المنتجع السياحي في الموصل..

لكن لنا ان نطرح بعض التساؤلات علّها تنفع اللجان التحقيقية وتضعهم امام صورة اكبر لحادثة العبّارة..

اولا: هل اتخذت وزارة الموارد المائية الإجراءات الكافية والكفيلة لمنع وقوع هذه الكارثة؟ نعم هي أصدرت كتابا يفيد بتحذير من على جانبي النهر بالحذر من ارتفاع مناسب المياه.. ولكن هل كانت إجراءات الوزارة كافية؟

ثانيا: وزارة الموارد المائية تعلم وقبل الجميع بان يوم 21 اذار وخصوصا في مدينة الموصل يوم مزدحم بآلاف العوائل في الأماكن السياحية وان المياه هي السبيل الوحيد لتلك العوائل، فهل كان توقيت فتح أبواب سد الموصل صحيحا؟

ثالثا: من خلال مشاهدة اللحظات الاولى لغرق العبارة.. فان سرعة جريان مياه النهر ضاعفت من إعداد الضحايا وحالت بينه وبين كل الجهود لإنقاذ الغرقى، فهل فكّرت ادارة السد بهذا الامر؟

رابعا: هل قامت مديرة الموارد المائية في الموصل وإدارة سد الموصل وبلدية الموصل بواجبهما خصوصا في هذا الموسم الوفير بالمياه، بنشر الوعي بين المرافق السياحية وعموم المواطنين تجاه خطر زيادة مناسب المياه؟

خامسا: هل قامت مديرية السياحة في الموصل بإجراءات قانونية تكفل حماية المواطنين في تلك المرافق؟ وهل قامت بواجبها الاداري والرقابي في متابعة اصحاب تلك المرافق والتأكد من إجراءات السلامة والامان؟

سادسا: هل قامت الشرطة النهرية في الجزيرة السياحية في الموصل بواجبها تجاه توفير مستلزمات الإنقاذ؟

سمعنا بان الشرطة النهرية هناك لا تمتلك سوى زورق واحد! هل تم اتخاذ كافة الإجراءات من قبل الشرطة النهرية لتوفير زوارق كافية لعمليات الإنقاذ؟ واذا كان الامر كذلك؟ لماذا لم يتم توفيرها؟ ولما سمحت القوة التابعة للشرطة النهرية لإدارة الجزيرة بنزول العبارة الى مياه نهر سريع الجريان؟

سابعا: هل قام مسئول الجزيرة السياحية بتوفير مستلزمات السلامة والامان لكل زائري المنتجع؟ وإلزام صاحب العبارة بتوفير سترات انقاذ كافية؟

وهل وظف مدير المنتجع رجال انقاذ بعدد كافي؟

ثامنا: هل قام صاحب العبارة بأخذ الاحتياطات الضرورية اللازمة لصيانة العبارة؟

وهل وافق على زيادة عدد الركّاب فوق طاقة العبارة الاستيعابية؟

وهل وفّر ادوات الإنقاذ من بالونات هوائية وسترات نجاة؟

ولما اصرّ على استخدام عبّارة واحدة لركوب أكثر من 150 مواطن في حين بقيت العبّارات الاخرى خالية من الركاب؟

أسئلة يجب ان تأخذها اي لجنة تحقيقية بنظر الاعتبار ولا تكتفي بالبحث عن كبش فداء...

* الدكتور مصطفى الناجي، باحث وعضو ملتقى النبأ للحوار

..............................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق