q

الحوكمة والثورة الإلكترونية، واعتماد الوسائل التربوية الحديثة، واستخدام أفضل طرائق التدريس، لإيصال المعلومات المنهجية لأولادنا، وغيرها من الشعارات، التي نادت بها وزارة التربية العراقية، فإذا إنجلت الغبرةُ عن هذا الضجيج، إتضح أنه لم يكن سوى حبرٌ على ورق!

قسم الحاسوب الذي إستحدثتهُ الوزارة بعد عام 2003م، والذي قام بفتح مختبرات للحاسوب وتعليمة، في كافة المدارس الثانوية، وجعل مادة الحاسوب، مادة أساسية، ليتمكن الطالب من مواكبة التطور الهائل والسريع، في عالم الالكترونيات والبرمجة، قامت الوزارة اليوم بإلغاءه! وتحويله إلى شعبة الاتصالات والمعلومات التابعة إلى قسم التخطيط! لماذا!؟

يقول الشاعر، والكلام موجه إلى السيد وزير التربية:

إن كُنتَ لا تدري فتلكَ مصيبةٌ.....وإن كُنتَ تدري فالمصيبةُ أعظمُ!

على وزير التربية أن يعلم مَنْ يقف وراء هذا القرار، المجحف بحق العلم والتعلم، من المؤكد أن هذا الشخص لا يريدُ بتعليمنا خيراً، فاليابان احتفلت العام الماضي بنهاية التعليم الورقي، واعتماد التعليم الإلكتروني، وصاحبنا يريد أن يسابق اليابان بالشعارات!

كنا نتوقع أن يُفتح باب التعيينات، لعدد أكبر من خريجي أقسام الحاسوب، وفتح مختبرات في المدارس الابتدائية، على غرار أخواتها الثانويات، لكن التقشف يأبى إلا أن يلغى قسم الحاسوب! هل فعلاً أن التقشف يقف وراء هذا القرار!؟ أستبعدُ ذلك، فما المكسب من الغاء قسم وتحويله إلى شعبة!؟ إن رئيس القسم يستلم مخصصات 20% على راتبه الاسمي شهرياً، بينما يستلم مسؤول الشعبة 15%! فما المكسب إذن!؟ وأين هو التقشف في هذا القرار!؟ إنه تقشف في التعليم وعقول المسؤولين، ليس إلا!

مشاكل التعليم في العراق كبيرة وكثيرة جداً، فبدلاً أن نعقد المسائل، يجب علينا إيجاد بدائل، للنهوض بواقعنا التعليمي المتردي، من أبنية مدرسية غير مطابقة للمواصفات، ولا تلبي أبسط الحاجات، إلى مناهج من شأنها، أن تجعل التلميذ والطالب يكره المدرسة، وينفر منها، إلى دوام ثلاثي مزعج، يمر مر السحاب، تتضاعف فيه الجهود بلا فائدة!

بدأ العالم بإستخدام السبورة الإلكترونية، وإعداد برامج تمثل طرائق تدريسية متطورة، وفق برامج (مايكرو سوفت اوفس) مثل برنامج (الأكسل) وبرنامج (البور بوينت) اللذان يجد التلميذ فيهما متعة كبيرة، فهل يجدر بنا إبقاء الأضحوكة مادة التاريخ! وإلغاء الحاسوب! ألا ساء ما تحكمون.

بقي شيء...

أقترح إلغاء وزارة التربية، وتوزيع مديرياتها على مجالس المحافظات، وبأسرع وقت ممكن، هذا هو التقشف الحقيقي، فلا تقشف في إلغاء قسم الحاسوب!

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق